‫الرئيسية‬ عرب وعالم “أوغلو” و”أردوغان” الصداقة قبل المناصب أحيانًا
عرب وعالم - مايو 8, 2016

“أوغلو” و”أردوغان” الصداقة قبل المناصب أحيانًا

لن أكسر قلبا أو أجرح رفيق دربٍ..” هكذا علق أحمد داود أوغلو، رئيس الحكومة التركية، على قرار عدم ترشحه لمنصب رئيس حزب العدالة والتنمية، والذى سيخسر منصبه على إثره كرئيس للوزراء؛ لأن النظام الداخلي للحزب ينص على أن يتولى رئيس الحزب رئاسة الحكومة.

وكان أوغلو قد أكد- فى تصريحات سابقة تعليقا- أنه يتنوى التقدم بالاستقالة من رئاسة الحزب الحاكم للحفاظ على علاقته مع الرئيس رجب طيب أردوغان؛ لوجود خلافات بينها على خلافة الحزب، قائلا: “تغير المناصب أفضل لدى من تغير الأصدقاء”.

كما نفى أوغلو، يوم الخميس الماضى، وجود خلافات بينه وبين أردوغان، قائلا: إنه تجمعه علاقة صداقة قوية به، محذرا من التفوه ضده بكلمة، “فشرفه هو شرفي.. وكلي ثقة به بعد عمل 25 عاما”.

وقال، في كلمة له أمام الصحفيين في مقر حزب العدالة والتنمية، اتخذت طابع الخطاب الوداعي: “لا أعتقد أنني سأقدم ترشيحي”.

وأكد رئيس الوزراء أنه لن يترشح لولاية جديدة خلال المؤتمر الاستثنائي لحزب العدالة والتنمية، الذي دعا إلى عقده في 22 مايو، مؤكدا أنه قرر تغيير منصبه بدل تغيير رفقائه في حزب العدالة والتنمية.

وقدم أوغلو خطابا أشبه بـ”جرد حساب” لفترة رئاسته للعدالة والتنمية، أكد فيه انتماءه لحزب العدالة والتنمية، واستعداده “لترك كل المناصب دون ترك الحزب”، الذي وصفه بأنه “ليس حزبا لتركيا فقط، بل لكل المنطقة والإنسانية”.

وكان قرار تنحي أوغلو، قد أثار مفاجأة الكثيرين، الذين لم يكونوا يتوقعون وجود خلافات بينه وبين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وصلت إلى حد أن يتنحى عن رئاسة الحزب والحكومة.

علاقة ممتدة عبر 25 عاما

القصة بدأت في التسعينيات من القرن الماضي مع حكومة الرفاة، التي يتزعمها نجم الدين أربكان، قوة الحكومة كانت في أوجها، وكان وقتها أردوغان رئيسا لبلدية إسطنبول، فيما كان داود أوغلو أكاديميا وأستاذا في الجامعة.

فها هو يعود للتوّ من ماليزيا بلقب بروفيسور، وكان مقربا من الرئيس التركي السابق عبد الله جول، الذي تعرّف عليه إثر مقالة كتبها داود أوغلو ونالت اهتمام جول.

استمر داود أوغلو إلى جوار جول بصفة كبير المستشارين في حزب العدالة والتنمية، واستمر في الواجهة الرئيسية لعلاقات تركيا الخارجية على الرغم من كونه مستشارا فقط وليس وزيرا للخارجية، في ظاهرة هي الأولى من نوعها في تاريخ تركيا.

في عام 2007، وفيما كان أردوغان يستعد لخوض الانتخابات العامة، كان داود أوغلو يستعد بدوره للعودة إلى المجال الأكاديمي والتدريس والكتابة.

لكن جهود عبد الله جول ورجب طيب أردوغان في إقناعه بالعودة إلى السياسة لم تذهب سُدى، وبالفعل أصبح داود أوغلو عام 2009 وزير خارجية تركيا، رغم أنه لم يكن عضوا في البرلمان آنذاك، وعُرف داود أوغلو بكونه مهندس سياسة “تصفير المشاكل” مع الجوار.

في عام 2009 دخل داود أوغلو البرلمان التركي نائبا عن مدينة قونيا مسقط رأسه.

وفي عام 2014 أصبح داود أوغلو زعيم حزب العدالة والتنمية ورئيس الوزراء التركي.

وحتى هذه اللحظة، كانت العلاقة بين داود أوغلو وأردوغان تقوم على التكامل، فالأول لديه النظريات والفلسفة والقدرة الكافية على تطبيقها، والثاني لديه الحنكة السياسية والخبرة الطويلة.

لكن الاصطدام بين الشخصيتين بدأ يظهر مع وصول داود أوغلو لكرسي رئاسة الوزراء، ووصول أردوغان إلى رئاسة الجمهورية.

فإذا وضعنا جانبا جميع نقاط الخلاف بينهما، يمكن القول إن أهم خلاف كان بينهما هو النظام الرئاسي الذي يطمح أردوغان إليه بدلا من النظام البرلماني الذي تتبعه تركيا حاليا.

فخسارة العدالة والتنمية في الحصول على الأغلبية الكافية لتشكيل الحكومة منفردا في انتخابات 7 يونيو/حزيران 2015، كانت بالنسبة لداود أوغلو رسالة من الشعب التركي عبّر من خلالها عن رفضه النظام الرئاسي.

إلا أن أردوغان لا يرى أفضل من هذا النظام لإخراج تركيا من دوامة الاستقطاب الأيديولوجي الذي يهيمن على البرلمان التركي، ولحماية تركيا من الدولة العميقة التي تجلس تنتظر الفرصة للتدخل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …