انتظرهم ميدان “التحرير” في 25 يناير.. وكانوا “خارج نطاق الخدمة”!
في مايو 2011 حذر الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل -أحد العلامات الفارقة في ثورة يناير- الثوار من عبارة “اهو التحرير موجود”؛ لأنه برأيه “مش هيبقي موجود.. ولا هيبقى من السهل دخوله”، ومن يقول بذلك فهو أحد شخصين إما “واهم أو مخادع”.
فالثوار الذين قالوا “نخلص من مرسي ونجرب السيسي ولو معجبناش أهو ميدان التحرير موجود”، ومن قالوا “لو مبارك أخد براءة هننزل التحرير ملط”، اكتفوا بلبس ملابس سوداء هذه المرة.. وفي ذكرى تأسيسهم خرجوا للصحراء؛ لأن التحرير “مغلق للتعبير”، ويحسب لـ”الناشط” وائل غنيم أنه أول من قالها بعد أن قبض أمن الدولة عليه من بيته وغاب لأيام ثم فوجئ الثوار في التحرير بحوار بين وائل ومنى الشاذلي يبكي فيه وائل، ويطالب بالصبر على بقاء مبارك 6 أشهر التي وعد خلالها بلإصلاح و”لو معجبناش مبارك ..اهو التحرير موجود!!”.
وتفاءل المصريون الثائرون في الميادين خيرًا بقرب عودة الثوار إلى أيقونة يناير (ميدان التحرير) مع الذكرى الخامسة لثورة 25.. واستبشر الميدان بعودة أبناء مصر إليه مجددا، واكتشف أن الدعوات لم تكن سوى أمنيات أو تجليات أو نوايا خبيثات، وظل الميدان يراود نفسه هل يقصدون يوم التنحي، سأنتظر الثوار فما هي إلا أيام قليلة تفصلنا عن ذكرى احتفال ثوار يناير بهتاف “الشعب أسقط النظام”، و”الله وحده أسقط النظام” في 11 فبراير 2011، لعلها تكون الفرصة الأخيرة هذه المرة، ليصدق أصحاب الأمنيات والتجليات والنوايا الخبيثات.
الغزالي نازل
“انتظرونا في الميدان يوم 25 يناير”، قالها شادي الغزالي حرب “الناشط” السياسي في فترة الثوار وعضو عدد من ائتلافات ثورة يناير، ردا على السيسي في خطابه قبل ذكرى يناير:”لو عيزني أمشي.. هأمشي”، مضيفا أن نظام عبد الفتاح السيسي يضرب بكل مطالب الثورة وأهدافها عرض الحائط، فلا عيش ولا حرية ولا كرامة إنسانية في ظل نظام أراد تقسيم الشعب والانتقام منه، وقام بسجن شباب الثورة وبالتنكيل بهم، ورفض أي حوار مع هؤلاء الشباب بل حاصرهم وقاتلهم في كل حدب وصوب.
وتابع: “وبعد كل هذا يدعو النظام الشباب الذين خونهم إلى حوار!!”.. مشددا على أنه وآخرين باعتبارهم جزءا من ثورة 25 يناير المجيدة يرفضون هذا الحوار العبثي فقد فات الأوان بعد أن قام النظام بهدم أي طريق للرجوع، فلا حوار قبل الإفراج عن شباب الثورة المعتقلين، وإسقاط قانون الخدمة المدنية، وقبل إسقاط قانون التظاهر غير الدستوري، وقبل إعادة محاكمة كل من تمت محاكمتم عسكريا، وقبل محاكمة كل الإعلاميين الذين أساءوا إلى ثورة يناير المجيدة وإلى شهدائها الأبرار”.
مضيفًا: “حوارنا سيكون في الميدان في 25 يناير القادم.. فلا كلمة تعلو فوق كلمة الثورة وشبابها والمجد للشهداء” حسب تعبيره.
يوم في السنة!!
وقبل الذكرى الخامسة، تعتقل قوات أمن الانقلاب، مسئولي الاتصال السياسي بحركة 6 إبريل، وهم محمد نبيل وأيمن عبد المجيد ومحمود هشام وشريف الروبي، متخوفين من دعواتهم للتظاهر في 25 يناير.
وقال نشطاء: إن حملة الاعتقالات التي يشنها النظام حاليًا في صفوف زملائهم لن تؤثر على مشاركتهم في فعاليات الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، مشددين على أن الاعتقالات لن ترهبهم بل ستزيد من رغبتهم في التظاهر للمطالبة بالحرية وتحقيق أهداف الثورة.
وقال محمود عزت، القيادي بحركة “الاشتراكيون الثوريون”: إن النظام في حالة ذعر من ذكرى 25 يناير، وفي إشارة إلى خطاب قائد الانقلاب العسكرى عبدالفتاح السيسي الأخير رأى أنه “أكبر دليل على اهتزاز النظام حينما طالب المواطنين بألا ينزلوا الشارع”.
وفي دور ترشيد الثورة يعلق زياد العليمي، البرلماني السابق، وأحد “شباب” ثورة يناير، ليقول: إن نظام 3 يوليو يجرنا لمعركة، في الوقت والمكان وبالطريقة التي يحددها، مضيفا أن النظام جهز نفسه لمواجهة يستفيد منها والسبب برأي العليمي “علشان يداري كوارثه اللي هتودي البلد كلها في داهية على كل المستويات سواء اقتصادية أو أزمة المياه”.
وفي استعاضة منه عن ذكرى الزمان وهي 25 يناير، والمكان وهو ميدان التحرير، ببدائل يحددها قال العليمي: “محدش بينتصر وهو بيحرر معركة فيقع في الخية اللي منصوبة ليه”، موضحا “مليون و٢٠٠ ألف كم٢ هي مساحة بلدنا، مش مزنوقين في مكان معين، و٣٦٥ يوم في السنة، مش مزنوقين في يوم معين، ومفيش حد فينا عنده مصلحة في إنه يدي النظام عصفورة يلهي الناس بيها عن فشله، ويعيد تجميع الناس بحجج المؤامرة”.
ووعد العليمي بالنصر في المعركة مع نظام 3 يوليو بأدوات للنصر في زمان ومكان يحدده قائلا: “لما ندخل معركة مينفعش يبقى عينينا على حاجة غير النصر، وعلشان النصر يحصل، إحنا اللي نحدد الوقت والمكان والأدوات اللي هننتصر بيها”.
“ساويرس” نازل
وقبل أيام قلائل من ذكرى يناير فوجئ المتابعون بنجيب ساويرس يحاور (الشروق) ويدعو فيها الجمهور للنزول في 25 يناير، وبالطبع لم يره أحد لا في التحرير أو سواه وقنواته التلفزيوينة تدعم بكل قوتها نظام الانقلاب، غير أن دعوته لامست عدم استقرار في العلاقة بين أركان النظام، أو أوحت بذلك بعدما رأى أيمن نور أنها حرب تكسير عظام، صحيح أن النائب العام أحال ساويرس للتحقيق بتهم “تحريض الشباب على التظاهر” في الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، والتأثير على “استقرار البلاد وإشاعة الفوضى”، بسبب بلاغ مقدم من “الناشط” رمضان الأقصري إلى نيابة شرق القاهرة للتحقيق فيه، بسبب حوار الشروق.
وتساوقت شخصيات محسوبة على ساويرس ماديا، سواء ضيوف قنواته أو مقدمي برامج تلفزيون “اون”، فالفنان خالد الصاوى، قال في حوار مع يوسف الحسيني: “لدي قناعة بـ25 يناير و30 يونيو، ولكن لا يمكن تقديس أى منهما، فكلاهما انتفاضة شبه ثورية وليستا بثورة كاملة، حيث لم يتغير فى قواعد اللعبة الاجتماعية شيء عميق على الإطلاق”.
وأكد خالد تليمة -مذيع بالقناة، العضو السابق لائتلاف شباب الثورة- أن ثورة 25 يناير لم تنجح حتى الآن في تحقيق أهدافها، متوقعا قيام الشعب بثورة مرة أخرى.
وكان طبيعيا أن ميدان التحرير لم يدخل في حسابات أيا من “المناضلين الثوريين”، حيث اعتبر تليمة في حواره مع (الشروق) أن مراقبة المشهد تعتبر في حد ذاتها “ذكاء وحنكة سياسية”، والسبب هو الخوف مما أسماه “المصير المجهول” للأوضاع بسبب كثرة الاعتقالات وحالات الاختفاء القسري”.
في حين أن أحمد فوزى أمين عام حزب (المصري الديمقراطي الاجتماعي) الذي يترأسه طبيب الأطفال محمد أبو الغار، ومن أعضائه زياد العليمي، وأحد من أدرجه إعلام ثورة يناير بقائمة “ناشط سياسي”، استقال من منصبه محتجا على اعتقال الشباب، واحتجاجا على المناخ السيئ الذي تشهده الساحة السياسية.
واعترف فوزي أن النظام “باعهم” قائلا: “للأسف طوال 4 سنوات تفرغت للعمل الحزبي لإيماني بوجود نية لعمل تجربة حزبية، وأن المجهود سيكلل بالنجاح الأمر الذي أثر بشكل سلبي على عملي، وللأسف النظام القائم لا يريد غير صوت واحد وحزب واحد، ولا يوجد أي أمل في التغيير”.
وبغض النظر عن نظرته من إغلاق أي منفذ أمل للتغيير واحتمالات لجوء الشباب للعنف أو أن يتحول لليأس من التغيير، استغرب “حملات لتشويه ثورة 25 يناير”، مؤكدًا أن “الأحزاب لم تدعُ للتظاهر خلال ذكرى ثورة يناير”.
ويبلور فوزي بتصريحه الصحفي موقفًا لأحزاب 30 يونيو، ظنه البعض موقفًا فرديًّا يختص به حمدين صباحي زعيم ما يسمى “التيار الشعبي” عندما استضافه وائل الإبراشي قبيل ذكرى الخامسة ليقول “لن أدعو للنزول يوم 25 يناير عشان أجواء البلد “مش” مناسبة و”مفيش” بديل”.
تكتيكات باسم وأيمن
بين التجليات والتهيؤات، كانت تلك نظرة كثير من معسكر داعمي الشرعية داخل مصر، عندما استمعوا لأيمن نور مؤسس حزب غد الثورة، ورئيس مجلس أمناء (قناة الشرق)، وهو يتحدث في ذكرى ثورة يناير على قناة الشرق أو قناة الجزيرة قائلا: “ميدان التحرير معنى وليس وطن”، متحديا السيسي “لو كان صادقا” في سماع أصوات الناس أن “يفتح الميادين لساعات يوم 25 يناير كما فتحها في 30/6”.
وأضاف: “قبل 25 يناير قولت لمبارك ارحل وقد كان.. واليوم أقول للسيسي ارحل قبل 25”.. وإن لم يؤكد أنه “سيكون”!.
وإن أكد أن تمثيله في الخارج لم يكن ضمن معسكر ضد الانقلاب بل ضمن معارضة النظام القائم والفارق بينهما كبير، ففي 10 يناير الماضي غرد حساب قناة الشرق على توتير “د.أيمن نور مؤسس حزب غد الثورة يكشف استعدادات المعارضة لـ 25يناير .. انتظرونا”.
وانتظر جمهور القناة من المعارضين ومن غيرهم، تصريحات د.أيمن نور فقال “25 يناير ليست النهاية ولكنها ستكون بداية لنهاية هذا النظام”، لن أدعو للنزول يوم 25 يناير عشان أنا بره.. والشباب اللي هينزل هيتحمل التمن!.
في حين أن الرئيس السابق لـ(الشرق) المرشح الإسلامي السابق للرئاسة د.باسم خفاجي قبل عام وأكثر تكرر ظهوره في قناته وقنوات دعم الشرعية يؤكد أنه نازل التحرير في 25 يناير 2015، وأنهم لم يوضح من هم بلغة التحدي “سنسقط النظام في ثورة 25 يناير 2015 ولن يستطيع أحد التصدي لنا”، ثم ظهر خفاجي مجددا يقدم للثوار: 70 تكتيكا ثوريا فاعلا، لنسقط الانقلاب في 25 يناير معا، ودور كل مواطن في ذلك بإذن الله في برنامج (ثورة وحلم) على قناة الشرق!.
غاب خفاجي بعدها بفترة غير قليلة ثم عاود الظهور ولكنه لم يقدم إجابات شافية عن تجلياته أو تهيؤاته.
عائشة؟؟
التحرير في الذكرى الخامسة لم يخل من المتظاهرين ضد العسكر، والملبين لدعوته للثوار، حيث أظهرت إمرأة مصرية شجاعة منقطعة النظير، عندما اختارت أن تتوجه إلى ميدان التحرير، وأن تقف في منتصفه، بزيها المعبر عن ايديلوجيتها “الخمار”، فاقتربت من مجمع التحرير، ومن أنصار رئيس الانقلاب السيسي، وأفراد الجيش والشرطة، لترفع يدها فجأة بعلامة “رابعة” في وجوههم، مرددة هتافات عالية بصوتها الواهن: “أمن الدولة لسه كلاب.. والسيسي هو الإرهاب.. اللي بيقتل أهله وناسه يبقى خسيس من ساسه لراسه”، أوسعوها ضربا كما أوسع سابقيهم عبدالله بن مسعود ضربا وهو يقرأ القرآن عند الكعبة، ثم تركوها تنصرف لتظل شاهدة وفي نفس موقفها الذي اتخذه ثلاثة من الشبان في الذكرى الرابعة عندما نزلوا إلى ميدان التحرير وهم يحملون صورا للرئيس محمد مرسي، فهل يملك “الوطن” رجالا كعائشة مستعدين للحرية وضريبتها.
–
حرب لـ”السيسي”: انتظرنا في الميدان يوم 25 يناير
http://almesryoon.com/%d8%af%d9%81%d8%aa%d8%b1-%d8%a3%d8%ad%d9%88%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b7%d9%86/831892-%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d9%84%d9%80-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%b3%d9%8a-%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%b8%d8%b1%d9%86%d8%a7-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%8a%d8%af%d8%a7%d9%86-%d9%8a%d9%88%d9%85-25-%d9%8a%d9%86%d8%a7%d9%8a%d8%b1#.VmM9xYI3fAl.facebook
– التحقيق مع ساويرس بتهمة الدعوة للتظاهر في 25يناير
– التحقيق مع ساويرس بتهمة الدعوة للتظاهر في 25يناير http://www.huffpostarabi.com/2016/01/11/story_n_8956812.html?ncid=tweetlnkarhpmg00000001 – خالد الصاوي: 25 يناير و30 يونيو ليستا بثورة كاملة http://s.youm7.com/2405810 – خالد تليمة: سلطة «30 يونيو» لم تترجم شعارات «25 يناير».. والشعب قد يجدد ثورته http://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=26012016&id=91587f32-d477-4aba-8dc3-f1230beec5d0 – فيديو.. الإخواني باسم خفاجي يتحدى: سنسقط النظام في ثورة 25 يناير 2015 ولن يستطيع أحد التصدي لنا http://almogaz.com/news/politics/2014/11/08/1718146 – الحركات الثورية لسلطات الانقلاب: انتظرونا فى 25 يناير http://www.elshaab.org/news/210406/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D9%82%D9%84%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%B8%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7-%D9%81%D9%89-25-%D9%8A%D9%86%D8%A7%D9%8A%D8%B1?utm_source=dlvr.it&utm_medium=twitter – قصة «عائشة» التي هتفت ضد السيسي في ميدان التحرير http://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=25012016&id=1309554a-ca98-42cf-bdad-4110142fc602“>http://www.huffpostarabi.com/2016/01/11/story_n_8956812.html?ncid=tweetlnkarhpmg00000001
– خالد الصاوي: 25 يناير و30 يونيو ليستا بثورة كاملة
http://s.youm7.com/2405810
– خالد تليمة: سلطة «30 يونيو» لم تترجم شعارات «25 يناير».. والشعب قد يجدد ثورته
http://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=26012016&id=91587f32-d477-4aba-8dc3-f1230beec5d0
– فيديو.. الإخواني باسم خفاجي يتحدى: سنسقط النظام في ثورة 25 يناير 2015 ولن يستطيع أحد التصدي لنا
http://almogaz.com/news/politics/2014/11/08/1718146
– الحركات الثورية لسلطات الانقلاب: انتظرونا فى 25 يناير
http://www.elshaab.org/news/210406/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D9%82%D9%84%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%B8%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7-%D9%81%D9%89-25-%D9%8A%D9%86%D8%A7%D9%8A%D8%B1?utm_source=dlvr.it&utm_medium=twitter
– قصة «عائشة» التي هتفت ضد السيسي في ميدان التحرير
http://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=25012016&id=1309554a-ca98-42cf-bdad-4110142fc602
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …










