حمدين صباحي.. “كومبارس” النوتة السياسية
* ظهر في يناير يدعو لعدم النزول في 25 يناير لعدم توفر الأجواء المناسبة
* اعترف بأدوار محددة وجبهة الإنقاذ في صناعة 30 /6
* من اختلف معهم “ثانويا” وصفوه بالجرذ.. ومن اختلف معهم جذريا أباح الانقلاب عليهم
في مشهد سيخلده التاريخ وقبل 30 يونيو 2013 بأيام قليلة، أعلن حمدين صباحي زعيم التيار الشعبي بما لا لبس فيه -كما حواره الأخير مع العاشرة مساء- بالتحالف مع الفلول في 30 يونيو، “الزعيم” خاطب الثوار من التيار والرفاق في 6 إبريل وتحالف “جبهة الإنقاذ” التي كان عضوًا بها بأن عليهم “ألا يسألوا من بجوارهم في يوم حشدهم إن كانوا من الفلول، “فخلافنا مع الفلول ثانوي، ولكن خلافنا الجذري هو مع الإخوان”.
وكان حضور حمدين والجبهة هي خيانة لثورة يناير، وإن طغى عليهم حضور دولة مبارك بشكل جزئي على حد قول مصطفى الفقي “النظام الحالي – السيسي – هو جزء من نظام مبارك”.
مشهد الفقي لا بد أن يذكرنا أن “المناضل” الناصري شارك ولا يزال حتى الثمالة في تزيين الانقلاب، لا سيما في المناسبات الثورية بل كان له دور وأن الشكل العام يكون مقبولًا، حتى وإن تذرع ركب الهاشتاج الذي دشنه محبو ثورة يناير قبل أيام “#انا_شاركت_فى_ثورة_25_يناير“، وأثار بسببه سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي، والتي قال فيها: “رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي، وأعظمها نعمة وهي شرف الإسهام في الثورة” إسهام اعتبرته د.مها عزام: حمدين صباحي جزء من أجندة النظام العسكري، لدعوته عدم النزول في 25 يناير”.
دعوته لعدم النزول كانت خلاصة حواره التلفزيوني مع وائل الإبراشي، في تنفيذ مخطط له عسكري على رقعة الشطرنج يقطع طريق تقدم وحدة الشباب الغاضب المتصاعد السيسي في الذكرى الخامسة لثورة يناير.
انقلاب الاتحادية
وحسب الجو، يعتبر صباحي أن طريقة فض اعتصام رابعة بالقتل ليست سليمة وإن “قتلاها شهداء”، في حين كانت في مايو 2014 “مطلبا شعبيا”، فهل يتسق ذلك مع إجرام الإخوان في فض اعتصام الاتحادية، وحسب شهادة الدكتور د.محمد محسوب في برنامج “شاهد على العصر” قال إنه التقى حمدين في 16/11/2012 قبل الاتحادية بيومين، وقال: “سنحشد الشارع حتى إسقاط الرئيس”.
وفضحتهم القاضية تهاني الجبالي رفيقة “النضال” الناصري وعضو المحكمة الدستورية على قناة صدى البلد في 9 مايو 2014؛ حيث قالت: “إن حمدين صباحي وجبهة اﻻإقاذ في أحداث اﻻتحادية بيان اﻻنقلاب كان جاهزًا وخافوا”.
هو نفسه قال عن نضاله الذي فضحته الجبالي: “كنا ضد مرسى أمام الاتحادية وكان السيسى يعطى التحية له”.
وعلى نسق “دفنينه سوا” يقول صباحي: “حين سقط الحسينى أبو ضيف بأحداث الاتحادية لم يتحرك الجيش .. وكان ذكيا فى ذلك”.
هو حقيقة كان مناضلا “فضائيا” ولكنه وبالقياس حكم على نفسه ومن رابعة أيضا يقول صباحي: “ليس كل من ماتوا برابعة إرهابين والقيادات مسئولة” إذن ليس القاتل هو المسؤول بل من دعاهم للصمود بسلمية أقوى من الرصاص هو المسؤول؟!!.
حمدين تخلى عن اعتصام في 2014 في الاتحادية دعت له نورهان زوجة احمد دومة للمطالبة بالافراج عن المعتقلين، وبهذا الانبطاح بوجه العسكر، لا يشارك حمدين بل فضل مخالفة انسحابات أغلب قادة حزب التيار الشعبي من الرئاسة وترشح منفردا رغم عمليات التصويت التي حل فيها ثالثا وب 3% فقط بعد ارتفاع نسبة المقاطعين.
رابطة أسر شهداء الاتحادية (8 شهداء)، قالوا إن المتهمين الحقيقيين في الاحداث وزير الداخلية السابق أحمد جمال الدين وقادة جبهة الانقاذ ومنهم حمدين صباحي وعمرو موسي ووائل الإبراشي.
وعليه طالب دفاع الرئيس مرسي مرتين إدراج حمدين صباحى وعمرو موسى ومحمد البرادعى فى قضية الاتحادية، وحتى الآن لم يعرض أحد منهم على النيابة.
المشهد الانقلابي
بالتقدم قليلا عن أحداث الاتحادية، شهور وتحديدًا في 3 يوليو 2013، وبعد بيان السيسي الانقلابي، يدعو حمدين صباحي الجيش للتدخل كما دعاه على مدى عامين بعد ثورة يناير، قضاها في مناكفة الإخوان واستدجعاء القوات المسلحة: “على القوات المسلحة أن تحدد موقفها الآن بعد أن رأت الحشود العظيمة في شوارع وميادين مصر”، نعم قالها بملء فيه: “التقليد الرئيسي لدى القوات المسلحة هو احترام إرادة الشعب”.
جابر ناصر المري أحد النشطاء على توتير علق على دعوات حمدين صباحي الجيش للنزول “يعلم علم اليقين أن السلمية لن تخلع مرسي”.
الصفحات فتحت والفضائيات اشتعلت بتصريحات صباحي في يونيو كاملا “ذاهبون لـ”الاتحادية” و”التحرير” لإسقاط النظام بشكل سلمى”، و”الاعتصام أمام «الاتحادية» في 30 يونيو حتى إسقاط مرسي”، و”سنعتصم أمام الاتحادية حتى إعلان انتخابات رئاسية مبكرة”، و”هناك اتفاق مبدئيا على البقاء فى الميادين وأمام قصر الاتحادية واستخدام سلاح البقاء في الإطاحة بمرسي والإخوان”.
فهمي هويدي
يغرد الأستاذ فهمي هويدي منذ الانقلاب خارج السرب الذي اعتاد التغريد إليه، فتصريحات حمدين صباحي نسخة 2016، جذبته واعتبرها تحسب له، فحمدين الذي قال: إن “المشاركة في مظاهرات 25 يناير التظاهر لن يلقى قبولاً فى الأجواء الحالية” رغم اعترافه بالفساد واستمرار سياسات مبارك يراه هويدي “أنه ينطلق من مبادئ ثورة ٢٥ يناير، وأنه يعتبر ما جرى فى ٣٠ يونيو التى شارك فيها موجة أخرى للثورة الأولى، كما حرص على أن يثبت احترامه لـ”الرئيس” عبد الفتاح السيسى وحرصه على أن ينجح فى المهمة التى كلفه الشعب بها.. أى أنه أراد أن يسجل أنه يتكلم من داخل النظام وليس من خارجه، ومن موقع الشريك وليس المعارض”.
استوقف هويدي في حوار صباحي الأخير: “أن أهداف ثوة يناير التى تمثلت فى شعارات العيش والحرية والعدالة الاجتماعية لم يتحقق منها شيء”.
وأنه “لا توجد رؤية واضحة للمستقبل تنبئ بالاتجاه صوب تحقيق تلك الأهداف”.
وقال إنه “انتقد عودة سياسات وأشخاص النظام الذى قامت ضده الثورة”.
وأضاف “أجرى تمييزا بين موجة الثورة فى ٣٠ يونيو وبين الخطوات التى تتابعت وتبلورت بعد الثالث من يوليو، وبدا منحازا للأولى وناقدا للثانية”.
وأشار إلى أن حمدين “واصل انتقاداته لانتهاكات حقوق الإنسان التى تعرض لها شباب الثورة الذين حاولوا التعبير عن أنفسهم بالطرق السلمية”.
وأكد هويدي أن صباحي “تكلم عن جماعة الإخوان المسلمين فلم يستخدم مصطلح «الإرهابية» المقرر على وسائل الإعلام، وفرق بين الجماعة والحزب وبين الأعضاء السلميين أو المتعاطفين، واعتبر أن الجماعة فشلت فى إدارة الدولة وكان حظرها السياسى ضروريا، كما أن فض اعتصام رابعة كان بدوره ضروريا ولكن ليس بالأسلوب الذى تم به”.
مقال فهمي هويدي وافق رؤى بعض المحسوبين على معسكر الثورة كأيمن نور رئيس حزب غد الثورة الذي قال إن “هناك بعض التغير في تقديرات حمدين صباحي وخاصة حرمة دم شهداء رابعة، وقال تعليقا على سجن د.محمد مرسى فى قضية الإتحادية “حمدين صباحى علية نفس المسؤولية السياسية لمرسى.. وإن لم يتحدث عن الأمر بعيد حكم المحكمة ببراءة الدكتور مرسي من أحداث الاتحادية”.
ربما يجد قبولا من د.أيمن نور إذا علم أن حمدين صدر عنه مؤخرا قال فيه “تنظيم الإخوان يستحق الحظر..وأرفض إعدام مرسي..والجيش يحمي ولا يحكم”.
صباحي وجنينة
الأذرع السياسية هو الوصف الذي استخدمه المستشار وليد شرابي، الحقوقي في مؤسسة “هيومن رايتس مونيتور”، حين قال: إن “النظام يستخدم أذرعه السياسية والقانونية لتحقيق هدف واحد هو إلهاء الناس عن قيمة وأهمية 25 يناير القادم؛ حيث اعتبر أن كلًا من المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، والمستشار هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، من ضمن تلك الأذرع.
وأضاف شرابي -على حسابه في موقع “فيس بوك”-: “حمدين صباحي حيا شهداء رابعة وقال إن البلد فيها فساد لكن ما حدش ينزل 25 يناير!! وهشام جنينة يقول 600 مليار جنيه فساد لكنه سيرد على المشككين بعد 25 يناير عشان الشارع ما يسخنش”.
أما القانوني عمرو عبد الهادي فقال:”حمدين صباحي القاتل السفاح الذي نعته ايمن نور بالقامة الوطنية نعم لمحاكمة حمدين صباحي كالسيسيكومبارس #ملعون_ده_اصطفاف“.
الكومبارس
كان أول من أبدع في استخدام هذه اللفظة شباب الثورة الموجودين الآن في الشوارع صنعوها جرافيتي لوجه ينقسم نصفين السيسي وحمدين كتب تحتها “العرص والكومبارس”، وهو وصف للرد على من يعتبر أن حمدين “شرب بريل” وتجاوز المسموح له، فحمدين يمثل دورة بمنتهي الاتقان كومبارس محترف لا بيزود كلمه ولا بيقلل حرف عما يكتب له، وفي الوقت المحدد له.
ويبدو أن شباب الشارع واصلين قوي مع ربنا فحتى من هم في معسكر الإنقلاب الذين طالب حمدين بعدم طردهم من الميدان في 30 يونيو، أطلقوا عليه نفس التسمية وأشنع فالصحفي أحمد موسى زميل حمدين في نقابة الصحفيين يصفه بالفأر والجرذ”.
ويعلق الإعلامي مفيد فوزي على إحدى حوارات “الكومبارس” قائلا :”حمدين صباحي ابو 3 % يقول لابو 97 % انة مالوش رؤية آمال مين اللي ليه رؤية ياابو رؤية”.
أما الكاتب وحيد حامد فقد استضافه حمدي رزق في برنامج “نظرة” الذي يقدمه على قناة “صدى البلد” ليصف حمدين قائلا : “صباحي سايب نفسه مشاع لأي حد يشاور له يرمي نفسه في حضنه”، وأضاف: “نفسي يحدد هدفه وموقفه ولو فعل ذلك سنستمع له حتى لو كان رأيه معارضًا”.
حتى الصحفية الكويتية فجر السعيد: “حمدين صباحي يصلح أن يكون مرشداً لجماعة الإخوان لأنها تحتاج دائما إلى كومبارس”.
حتى المعلق الكروي عزمي مجاهد فقال: “حمدين صباحي أكبر “عبده مشتاق” في الدنيا”.
وتعليقا من الناشط السياسي حازم عبد العظيم، على تصريح حمدين بأنه يرفض دعوات النزول في 25 يناير : “هل صباحي مؤمن بأهداف وروح ثورة يناير ؟ أم كاره لها؟”.
أما أكبر الأسافي فجاءته من رفيق الإنقلاب الذي كان في القصر والمعتصمين في الاتحادية وحمدين في الفضائيات إنه السيسي الذي اختار له مكانا عمليا يليق بمكانته أمام انقلابي “بين ممثلين درجة تانية والكومبارس”، قسمات وجه حمدين كانت سعيدة بمكانه وبين خلانه وينال ما يستحق لمساندة الانقلاب وقائده.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …










