د.مرسي وأسرته و”العدوة” في مرمى اقتحامات تشكيلات الداخلية
*العسكر مستعرضا مدرعاته على قرى مصر
لا يخطأ الثوار في بر مصر من شمالها إلى جنوبها أبدا قرية “العدوة” مركز ههيا محافظة الشرقية، مسقط رأس الرئيس الدكتور محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب، التي باتت وأسرة الرئيس علامة على القمع الأمني والاستهداف لشخص الرئيس من قبل عصابات الانقلاب وداخليته، لا سيما في “المناسبات” الثورية كذكرى الانقلاب وذكرى يناير من كل عام، وهي الأشد ذعرا ورعبا للانقلابيين عن غيرها.
يضاف إليها قرى صامدة في وجه آلة البطش الأمني مثل كرداسة والميمون وناهيا وأشمنت ودلجا والعياط والمنصورية والمهاجرين والعتامنة والبصارطة، وعلاوة على رابط القمع من الانقلاب يربطها الانتفاض رفضًا للظلم منذ الانقلاب العسكري الدموي؛ حيث لم تتوقف التظاهرات فيها يوما.
اعتادت “العدوة” رجالها ونساؤها وأطفالها وشيوخها الخروج يوم الجمعة، دعمًا لصمود الرئيس “كلنا مع الرئيس”، فاجأتهم تشكيلات مليشيات الانقلاب بنحو 200 سيارة بين مدرعة و”بوكس” وسيارة ترحيلات لقوات الأمن المركزي، واقتحمت منزل الرئيس الدكتور محمد مرسي عقب صلاة فجر اليوم 15 يناير 2015، واعتقلت الحاج سعيد مرسي شقيق الرئيس و5 آخرين حتى الآن هم؛ صبري إبراهيم زكي، صاحب محل موبايلات، وعمر إبراهيم طنطاوي، طالب، وأسامة أسعد الجزار، طالب، ومحمد سعيد الحسيني، طالب، ووالده الحاج سعيد الحسيني، وأخفتهم في جهة غير معلومة.
وانتشرت المليشيات بشكل موسع بشوارع ومداخل القرية بأعداد ضخمة من الشرطة والمدرعات، واقتحمت منازل العديد من الثوار.
وأفاد شهود العيان من الأهالي بأن أعدادًا كبيرة من هذه المليشيات مصحوبة بعشرات السيارات والمدرعات اقتحمت قرية العدوة وداهمت بيوت الأهالي وحطمت أثاثها في مشهد بربري.
ولا تزال مليشيات أمن الانقلاب بالتشكيلات الخاصة وأكثر من 200 سيارة ومدرعة من قوات الجيش والداخلية -حتى كتابة هذا الخبر- تحاصر القرية من جميع مداخلها، فضلا عن انتشار أعداد كبيرة من القوات داخل القرية بما حولها لثكنة عسكرية، منعا لخروج القرية اليوم في حراكها المعتاد الذي تتسابق الفضائيات لبثه.
في يناير 2015 الماضي، أصر الانقلاب على إخفات صوت الثورة فيها لرمزيتها، ووقف أهالي القرية يواجهون محاولات الانقلاب فض مسيرة مناهضة لحكم العسكر بطلقات الرصاص الحي والغاز والخرطوش والبلطجية، واستشهد هشام عبد الحميد الطالب بكلية العلوم ابن قرية العدوة، فضلا عن عشرات الإصابات الخطيرة بعد تصدي الشباب بما في أيديهم من الحجارة والشماريخ التي يستخدمها الاولتراس في مبارايات كرة القدم.
ويتعرض ثوار “العدوة” للاعتقال وتلفيق الاتهامات بحكم انتمائهم للقرية “المشبوهة” ففي 15 ديسمبر 2014، قبل اقتحامات يناير بشهر ونصف اقتحمت قوة كبيرة العدوة واعتقلت الحاج منصور الجناينى ومهنته حداد كريتال بعد أن قامت القوة بتكسير محتويات منزله وجهاز فرح ابنته التى سيعقد قرانها الخميس القادم، وأخذوا كل معداته ولم تكتفِ بذلك بل قامت بتصويره في صحبة ضباط مباحث المديرية وأمامه رتل من الأسلحة النارية والمسدسات لإيهام الناس أنه تم العثور على الأسلحة بمنزله، جيران الجنايني قرروا الإدلاء بشهادتهم ضد كل ما لفق له من تهم.
واقتحمت الشرطة العدوة في 12 يوليو 2014 بأكثر من 40 مدرعة جيش وشرطة، وتهجمت على بيوت الأهالى لإرهابهم ومنعهم من المشاركة ضمن طيف الشعب المصري الرافض للانقلاب العسكري.
أسرة الرئيس
وتشارك أسرة الرئيس مرسي أخاهم في محنته ومحنة الوطن مع العسكر ففي 23 أكتوبر 2013 اقتحمت مليشيات الانقلاب جامعة الزقازيق، وقبضت على ابن شقيق الرئيس مرسي عبد الله السيد مرسي و11 طالبا آخرين بعد اقتحام مدرجات كليات «التجارة، والآداب، والحقوق»، في أعقاب مظاهرة حاشدة طافت بأنحاء الجامعة، رددت هتافات ضد العسكر، وتندد بالانقلاب العسكري.
وقبل شهر تقريبًا برأت جنايات الزقازيق الطالب عمرو حسين محمد مرسي نجل شقيق الرئيس مرسي والطالب بالثانوي العام و3 آخرين بعد اعتقال شهرين، هم: محمد عبد الله عثمان من الزقازيق، وكريم على عزت من الإبراهيمية، وعماد أبومرزوق من العدوة لدى خروجهم من أحد مراكز الدروس الخصوصية بادعاء حكم صادر ضده بخمس سنوات.
ومن أبناء إخوان الرئيس إلى أبنائه المبتلين فقد قضى عبد الله مرسي نحو 9 أشهر في السجن بتهمة تعاطي مخدرات بعدما أوقفه كمين منيا القمح بالشرقية، وقضى مدة حبسه دون سند قانوني أو صحة اتهام ثم حضر جلسة الاسبوع الأخير من ديسمبر 2015 المنصرم.
ولم يختلف مشهد الاقتحام من قرية لأخرى كثيرًا بل كانت المشاهد شبه متكررة، حيث تتأهب قوات الأمن بالعديد من المدرعات وسيارات الأمن المركزي بشكل دائم لاقتحام تلك القرى، يصطحبها المئات من عناصر القوات الخاصة، وفي إحدى القرى وهي “كرداسة” لجأت لإستخدام الطائرات في أثناء عملية الاقتحام، وكأنها أشبه بالحرب.
ففي قرية “المهاجرين” في المنتزة بمحافظة الإسكندرية اقتحمتها مليشيات أمن الانقلاب في ديسمبر 2014، بشكلٍ مروعٍ بعد أن طوقت القرية بسياج أمني لمنع الدخول والخروج منها، وليس هذا فحسب، بل قامت هذه المليشيات بإقتحام أحد مساجد القرية وأطلقت قنابل الغاز والخرطوش على متظاهرين خرجوا عقب صلاة الفجر من المسجد يهتفون وينددون بقمع داخلية الانقلاب مما أسفر عن وقوع العديد من الإصابات.
وأسفرت الحملة حينها عن اعتقال ما يزيد عن 70 شخصا من بينهم عائلات وأسر كاملة في مشهد لم يسبق له مثيل.
ويعادي النظام قرية كرداسة بشكل شديد، فقوات أمن الانقلاب إقتحمتها 4مرات منذ بداية الانقلاب وحتى الآن، وفي كل مرة كان تفرض طوقًا أمنيًا مشددًا بالقرية وتشن حملة اعتقالات مستمرة، وتُعد المرة الأولى هي الأكثر عنفًا وقسوة حيث تم استخدام الطائرات في عملية الاقتحام وتم اعتقال النساء والأطفال والشيوخ، والمرة الثانية كانت في شهر إبريل 2014، أما الثالثة فكانت إثر تنظيم أهالي القرية لمسيرة تعترض على أحكام الإعدام لأهالي القرية.
ولا يختلف وضع قرية “ناهيا” كثيراً عن سابقتها، فتلك القرية التي تقع بمحافظة الجيزة هي واحدة من أكثر القرى الرافضة للانقلاب وتشهد مسيرات احتجاجية بشكل شبه يومي وهو ما يثير حنقة قيادات الانقلاب، وعادًة ما تشهد عملية اقتحام ناهيا اعتداءات بالرصاص الحي من قبل قوات الأمن.
وفي نوفمبر 2014 اقتحمت قوات أمن الانقلاب قرية المنصورية بمحافظة الجيزة عقب تنظيم أهالي القرية لمسيرة حاشدة مناهضة لحكم العسكر يوم الجمعة وهو ما دفع قوات الأمن لفض المسيرة ومن ثم اقتحام القرية لملاحقة المتظاهرين من قاطنيها، وأسفرت عن اعتقال العشرات.
وفي أغسطس 2014، قامت قوات أمن الانقلاب بإقتحام قرية”العياط” بالجيزة، وأسفرت حينها الحملة عن مداهمة واقتحام عشرات المنازل وتدمير محتوياتها.
ومن قرى محافظة “الدقهلية” تقف أويش الحجر بحراكها المميز رفضا للانقلاب، وقد اقتحمتها قوات أمن الانقلاب مدعومةً بـ30 سيارة شرطة وعدد كبير من القوات الخاصة، وعمدت لإقتحام منازل الأهالي بشكلٍ مروعٍ حيث تم تكسير العديد من المنازل أثناء عملية المداهمة.
وتعرضت دلجا بمحافظة المنيا اقتحامات وحملات الاعتقال يومية واسعة إلا أن أهالي القرية واصلوا تظاهراتهم رغم الحملة الأمنية المكبرة.
ومن قرى محافظة سوهاج برز اسم العتامنة، وهي من من أكثر مناطق المحافظة التي تشهد مسيرات رافضة للانقلاب، وعرفت منذ ثورة يناير بأنها ضد سياسات الداخلية ولذا كانت قوات الأمن لا تقترب منها منذ الثورة، وتمت عملية الاقتحام من خلال استخدام العربات المصفحة والمدرعات وتم حرق نحو 20 منزلا ًفضلا عن قطع الكهرباء والمياه والاتصالات عن القرية خلال عملية الاقتحام غير الآدمية.
ومن بني سويف تطل الميمون وأشمنت من مركز ناصر وشهدتا العديد من الاقتحامات من قبل قوات أمن الانقلاب، كان أخرها قبل شهرين، خاصةً وأن القريتين معروفتين باتساع رقعة المعارضين والرافضين للانقلاب بها، وانتشرت المدرعات والسيارات المصفحة بشكل كبير مما أعاق حركة التنقل من وإلى القرية.
– مشاهد من اقتحام قرية العدوة أمس على يد مليشيات الانقلاب وتصدى الثوار لهم
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …