‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير هجمات فرنسا.. 5 أسباب لـ”شماتة” مؤيدي السيسي
أخبار وتقارير - نوفمبر 14, 2015

هجمات فرنسا.. 5 أسباب لـ”شماتة” مؤيدي السيسي

كل انقلاب بما فيه ينضح، ذلك ما يمكن به وصف “شماتة” مؤيدي السيسي في الإعلام وعلى منصات التواصل الاجتماعي، بعدما تعرضت فرنسا أمس الجمعة، لهجوم حصد العديد من أرواح الأبرياء، الذين فاق عددهم 120 قتيلاً، بالإضافة إلى عشرات المصابين.

“الهجوم” جاء للمؤيدين على طبق من ذهب، واشتعلت صفحاتهم بتعليقات ساخرة لا مراعاة فيها لمصاب مدنيين يقاسموننا الإنسانية، وبدلا من شجب الهجوم الذي طال مناطق حيوية وهامة في عاصمة النور باريس، طلت الشماتة برأسها وامتزجت السخرية الكريهة برائحة الدم.
“لميس الحديدي” جاءت على رأس قائمة الشامتين عندما سخرت من الحادث، وكتبت عبر حسابها على “تويتر”: “عايزين نبعت لجان تفتيش على المطاعم في باريس، كده قلق”، بالإضافة إلى بعض التعليقات الساخرة الأخرى.
الأمر لم يتوقف عند لميس، حيث سخرت الإعلامية بوسي شلبي هي الأخرى من الحادث، خلال تدوينة لها عبر حسابها على تويتر، وكتبت: “قالوا مش عارفين نأمن مطار شرم الشيخ، طب انتو مش عارفين تأمنوا الإستاد والريس بتاعكوا هناك، داين تدان”.
ووصف ناشطون تعليقات مؤيدي السيسي وشماتتهم بالقتلى والمصابين الفرنسيين بـ”الانحطاط”، فما هي الأسباب التي دعت هؤلاء للشماتة؟!
معايرة رخيصة
يحاول الشامتون تخفيف الضغط على نظام السيسي، الذي يواجه فشلاً ذريعًا في تأمين البلاد فضلا عن الأجانب، وكان آخر ذلك تفجير الطائرة الروسية بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ، ومقتل جميع من كان على متنها ويبلغون أكثر من 177 راكبًا.
وقبل ذلك بقليل مقتل أكثر من 8 مكسيكيين بنيران طائرات الأباتشي في سيناء، في حادث اعتبره الجيش خطأ غير مقصود، وكأن لسان حالهم يقول: “لا تعايرني ولا أعايرك الإرهاب طايلني وطايلك”.
وفضلاً عن “لميس الحديدي”، جاءت الإعلامية “بوسي شلبي”، والكويتية “فجر السعيد”، وخبيرة لغة الجسد “رغدة السعيد”، ضمن معسكر الشامتين، وأصبح وسم لميس الحديدي، يتابع فيه أخبار الانفجارات مع باقي الوسوم مثل “#باريس” و “#صوت_الانفجار”، لينضم إليها “#لميس_الحديدي” لتحتل قائمة الأكثر تداولا طوال الليل.
رفع الحرج عن الخليج
كما يواجه الداعمين الخليجيين للانقلاب حرجا مبالغاً إثر فشل السيسي في تحقيق طموحاتهم، رغم أنهار “الرز” التي لو وزعت على فقراء ومحتاجي الأرض لوسعتهم، ويقف في بداية الصف دولة الإمارات والكويت، اللذان يراهنان على قدرة السيسي على التعافي من فشله واستئناف مشاريع الانقلاب المتفق عليها.
وعلى ضوء ذلك صرحت الكاتبة الكويتية “فجر السعيد” بشماتتها، من خلال 14 تغريدة دفعة واحدة، عبر حسابها على “تويتر”، وقالت فيها: “شرطة باريس تدعو المواطنين لعدم الخروج إلا للضرورة القصوى …هههه شمتانة بصراحة”. كما سخرت، بوسي شلبي على حسابها على “إنستغرام” فكتبت:”قالوا مش عارفين نأمن مطار شرم الشيخ طب انتم مش عرافين تأمنوا الاستاد والريس بتاعكم هناك داين تدان تحيا مصر ويا رب أرجع مصر بكرة بلد الأمن والأمان معكم بوسي شلبي من الحدث”.
ورغم وجود نساء وأطفال بين ضحايا هجمات باريس، إلا أن اللافت أن مؤيدي السيسي ولجانه الإلكترونية لم يخفوا شماتتهم، بل صرحوا بها، ودافعوا عن الحديدي والسعيد، في تجاوز لكل الأخلاق.
وبادرت المطربة الإماراتية “أحلام” المؤيدة للانقلاب في مصر، بتحية “فجر السعيد” على تغريداتها الشامتة، وقالت لها:” يوم بعد يوم اشعر بالفخر بوجودك في حياتي”!
إعادة “الحميمية” بالسيسي
فور الهجمات التي ضربت عدة مواقع في العاصمة باريس، بادر السيسي بتعزية الرئيس “هولاند”، ملمحًا إلى استعداده في مساعدة فرنسا في مواجهة الإرهاب، مع أنه فشل في فك طلاسم ورموز سقوط الطائرة الروسية فوق أراضي سيناء.
وألح السيسي على سفيره في باريس أن يبلغ كل مسئول فرنسي باستعداد القاهرة للمساعدة، وذلك بعد برودة في العلاقات الأوروبية بـ”السيسي”، بلغت ذروتها في قطع رحلات الطيران من بريطانيا وروسيا وفرنسا إلى مصر.
الناشطون على منصات التواصل، شنوا حملة لتسليط الضوء على شماتة المشاهير العرب المؤيدين للسيسي، وطالب بعضهم الحكومة الفرنسية باتخاذ إجراءات ضدهم، وغرّد بعض الناشطين للحكومة الفرنسة مترجمين ما قالته سعيد: “هذه الإعلامية داعمة للتفجيرات نرجو اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة ضدها”.
ردم الفشل
شهدت ساحات التواصل الاجتماعي هجمات ناجحة ضد فشل العسكر المستمر في إدارة أكبر دولة عربية في المنطقة، آخر ذلك هاشتاج ساخر بعنوان “مايصحش كدا”، تناول الفشل الذريع في تصريف مياه الأمطار في الإسكندرية، وتخطي كارثة الغارقين في مياه السيول، والأراضي الزراعية والمنازل التي دمرها فشل النظام.
وبدون بذل أي جهد يذكر ، كما كان يحدث أيام الرئيس محمد مرسي، غصت المواقع والصفحات بعشرات الأخبار والكوارث التي لا تنقطع كل يوم بضحايا مصريين غرقوا أو سقط على رؤوسهم منزل أو “لوكاندة”، أو قضوا منتحرين يأسًا من الأوضاع المعيشية، أو برصاص شرطة الانقلاب.
ما يثير الدهشة أن الرئيس مرسي، كان يحاربه الجيش والشرطة والقضاء ورجال الأعمال والإعلام والمخابرات مجتمعين، أما السيسي فكل هؤلاء في خدمته وطوع أمره، ومع ذلك تغرق أقدامه يوما بعد يوم في بحر من رمال الفشل.
وجاء حادث الهجمات في باريس طوق نجاة للسيسي، وهو ما جعل الإعلامي عبد العزيز مجاهد، يعلّق قائلاً: “الهاشتاج الأول الذي يتابع عليه المصريون أحداث باريس هو لميس الحديدي والذي يستنكرون عليه شماتتها”، أما ريهام فتعجبت من دهشة بعضهم وقالت: “انتو ليه مستغربين من موقف لميس الحديدي، دي واحدة معدومة الإنسانية كانت بتعيط على حريق المجمع العلمي ولم يحرك لها ساكن مقتل متظاهرين سلميين”.
الإعلامية ليليان داود استنكرت بشدة الشماتة الحاصلة وكتبت: “بعض تصريحات الشماتة والتحريض لشخصيات عامة يمكن جمعها وتعميمها على وكالات الأنباء والمواقع الإخبارية لاتخاذ الخطوات القانونية اللازمة”.
خلط الأوراق
بعد هجمات باريس حاول مؤيدي الانقلاب خلط الأوراق، وتعميم فكرة الإرهاب لتشمل من ينادي بالشرعية في مصر، ولم تخل نبرة المؤيدين لنظام السيسي من “عتاب” للغرب الذي يستضيف سياسيين وكتابًا وإعلاميين ونشطاء ضد الانقلاب في مصر.
وفي ذلك علق الكاتب الصحفي المؤيد للانقلاب، مصطفى بكري، على صفحته على تويتر، السبت: “الإجراءات التي اتخذتها فرنسا لحماية البلاد من مخاطر الإرهاب هي إجراءات قوية وفاعلة ولا أحد يستطيع أن يلوم الحكومة فيها ولكن السؤال ماذا لو أعلنت مصر حالة الطوارئ وبعض الإجراءات التي اتخذتها فرنسا في مواجهة العمليات الإرهابية بالقطع كان الغرب ونشطاء السبوبة سيقيمون الدنيا ضد مصر ويطالبون باتخاذ إجراءات ضدها وتبدأ حرب الإدانات والحديث عن القمع أما الآن فلا أحد يجرؤ على الكلام الكل يبحث عن العذر والمبررات”.
وتابع: “حتى الحرب على الإرهاب يتم التعامل فيها بازدواجية، ندين الحادث الإرهابي بكل شدة ولكن لماذا لا تفتح فرنسا تحقيقًا لمحاسبة كل من دعم الإرهاب وكان واحدًا من أسباب انتشاره ألم يكن ساركوزي هو واحد ممن أسقطوا الدولة في ليبيا وكان وراء قتل القذافي، ليبيا الآن أصبحت مسرحًا لداعش ومن ارتكب الحادث الإرهابي هي عناصر داعش نحن نرفض الشماتة ولكن دعونا نبحث عن جذور الإرهاب وأسبابه”.
تبرير للقتل
يحاول الشامتون مساواة ما جرى في باريس بما يجري في القاهرة، وتوصيل رسالة للغرب مفادها أن السيسي مجبر لاتخاذ إجراءات استثنائية تنتهك حقوق الإنسان، وتوغل في التعذيب والخطف القسري، والقتل خارج القانون، وتنفيذ أحكام الإعدام بالأبرياء؛ للحيلولة دون وقوع عمل مشابه لما جرى في باريس.
مع أن كل الشواهد والأحداث تؤكد أن من قام نظام السيسي بقتلهم أو إعدامهم أو الحكم عليهم بالسجن، لا صلة لهم مطلقًا بعمليات تجري في سيناء، يتورط فيه الجيش والمخابرات في قتل أبرياء ومدنيين، وتهجير الأمنيين من قراهم للحفاظ على أمن إسرائيل.
واتهم النظام في وقت سابق جماعة الإخوان بسد البالوعات وإغراق الإسكندرية، كما اتهم رجل الأعمال حسن مالك بضرب الاقتصاد ورفع سعر الدولار، وانتهى المطاف بالنظام أن يتهم الحكومة البريطانية بأنها حكومة “إخوان مسلمين”!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …