‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير انتصار أكتوبر.. هل هو منحة من الجيش للمصريين؟
أخبار وتقارير - أكتوبر 6, 2015

انتصار أكتوبر.. هل هو منحة من الجيش للمصريين؟

بعد 42 سنة من انتصار مثير للجدل للمصريين على كيان العدو الصهيوني، ردت إسرائيل الصفعة للشعب بشكل علني عندما وقف منقذها وحامي حدودها الجنرال عبد الفتاح السيسي، مختالاً بانقلاب دبر في تل أبيب وجرى تنفيذه في القاهرة.

هزيمة إسرائيل – إن صح القول- يقابلها هزيمة لا تقل مرارة للشعب  المصري  أمام انقلاب صهيوأمريكي، جرى الاحتفال هذا العام كئيباً مثل العام الماضي والذي قبله، ولم تخل جملة واحدة في خطاب السيسي من كلمة “الجيش” كصاحب أفضال على الشعب، وولي لنعمته، مخوّفاً الجميع من تكرار الثورة؛ فإما أن تكون مع الجيش أو مع الثورة، فهل كان انتصار أكتوبر منحة من الجيش كما يزعم السيسي؟!.
عودة سريعة بذاكرة العسكر التي أصابها الزهايمر، نجد إن المعارك التي دارت في الميدان أثناء حرب أكتوبر 1973 لم تكن أقل أثرا ولا أعظم خطرا من المعارك التي دارت داخل مدينة السويس، عندما أراد العدو احتلالها، نتيجة العملية التي سميت بعملية (الثغرة) التي تمت بدخول قوات العدو في نقطة غير مغطاة بقوات مصرية بين مواقع الجيشين الثاني والثالث في منطقة الدفرسوار.
وكانت الثغرة مقدمة لمحاولة العدو الصهيوني احتلال مدينة السويس. لقد قال الجنرال أهارون ياريف قبيل ذلك بقليل: “إن الوضع ليس سهلا ولا بسيطا، والحرب من شأنها أن تطول. إن الجيش الإسرائيلي في وضع صعب، وقد اضطر إلى الانسحاب من خطوط وقف القتال (أي الأماكن التي احتلها بعد حرب 1967) إلا أن ذلك لا ينبغي أن يجعلنا نخاف بالنسبة لشعب إسرائيل أو مستقبله”.
أما موشيه دايان فقد قال يوم 9 أكتوبر: “ليس لدينا في الوقت الحالي إمكانية رد المصريين إلى ما وراء القناة، لقد دمرت المئات من مدرعاتنا في المعركة، وفقدنا خمسين طائرة في ثلاثة أيام ويجب أن ننسحب إلى خط دفاع جديد داخل سيناء.. إن ما يعنينا هو مستقبل دولة إسرائيل ولتذهب البحيرات المرة (كانت خط الدفاع الصهيوني الأول) أو سواها إلى الشيطان”.!
لقد كانت بداية التسلل الإسرائيلي نحو السويس في اليوم الحادي عشر من أيام حرب رمضان (21 رمضان 17 أكتوبر)، وكان الهدف هو احتلال السويس بكل ما تمثله من قيمة ووزن وتاريخ واسم عالمي.
واستعدت السويس للمقاومة التي كانت مقاومة شاملة شارك فيها الأهالي والعسكريون الموجودون في السويس وأفراد الشرطة وعمال شركات البترول وهيئة القناة وأفراد الجهاز الحكومي ومتطوعو المقاومة الشعبية والدفاع المدني وبوجه خاص أبطال منظمة سيناء.
وقاد المسجدُ المقاومةَ: فكان مسجد الشهداء، الذي يؤمه ويرأس مجلس إدارته الشيخ حافظ سلامة، هو مقر المقاومة، منه تنطلق، وفيه تحفظ إمداداتها، وبما يجرى فيه ترتفع الروح المعنوية للمقاومين جميعا.
عندما فكرت بعض القيادات التنفيذية المحلية في التسليم لليهود إنقاذا للمدينة وسكانها بدأ الإباء من الشيخ حافظ سلامة، وشاركه فيه رجال المقاومة الشعبية، وضاعف من قدرتهم على التصميم عليه انضمام قادة القوات المسلحة وضباطها الذين كانوا في السويس إلى هذا الرأي، وارتفع من مكبرات صوت المسجد نداءٌ بصوت الشيخ حافظ سلامة إلى أهل السويس يقول: “إن اليهود قد أنذروا المدينة بالاستسلام، وإن المدينة قد رفضت هذا الإنذار بإذن الله، وقررت مواصلة القتال إلى آخر قطرة من دمائنا، وعلى كل فرد من أفراد المقاومة أن يدافع عن موقعه إلى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا، وما النصر إلا من عند الله”.
لقد فقد اليهود في مدينة السويس 67 دبابة ومصفحة، من الدبابات التي حاولوا أن يحتلوا بها مدينة السويس. هذا غير العربات المصفحة والعادية. وسحب اليهود كل ما استطاعوا سحبه من قتلى الجيش الصهيوني وجرحاه ومع ذلك فقد تركوا خلفهم 33 جثة لم يستطيعوا سحبها، وصرح الناطق العسكري للجيش الصهيوني بأن قواته لم تدخل إلى مدينة السويس، ولم تسيطر عليها في تكذيب صريح لتصريحاتهم السابقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …