بالفيديو.. صناديق السيسي الزجاجية والخوف من المجهول!
منذ عاد العسكر إلى سدة الحكم على أكتاف المخدوعين والمنتفعين والمنبطحين فى مشهد هزلي تحالف خلاله أقطاب الثورة المضادة وعملاء الحزب المنحل وعرابو الدولة العميقة من أجل الإطاحة بمكتسبات ثورة 25 يناير ودهس إرادة الشعب المصري بمجنزرات الجنرالات، باتت مصر تُحكم عبر صندوق زجاجي كبير يجسد فزاعة الحاكم العسكري الذى بات بمثابة القاتل الذى يتعين عليه مواجهة الضحية فى كل ساعة.
الصندوق الزجاجي مشهد تكرر كثيرا فى الحياة السياسية الجديدة “القديمة”، ليجسد الهاجس الأمني الذى يسيطر على النظام المركزي، منذ بدأت تسريبات العسكر تتوالي على رؤوس الأشهاد وبدأت عجلة المحاكمات الهزلية تدور بأقصي سرعة لتتخلص من رموز الثورة وصناع القرار فى عام من حكم 25 يناير فكان القفص الزجاجي هو الواقي لقائد العسكر من الحقائق التى يمكن أن تتكشف من داخل أروقة الشامخ، وظل الصندوق يصاحب السيسي أينما حل وأرتحل خشية أن يخرج من بين مؤيديه من ينقلب عليه أو يكتب كلمة النهاية على غرار السادات قبل 30 عاما ونيف.
ويبدو أن عبد الفتاح السيسي على موعد مع الصناديق الزجاجية التي يرى أنها تحميه من مصير مجهول يتوجس منه، فأوعز لقضاته ببدعة القفص الزجاجي ليضعوا فيها الرئيس الشرعي ليحمي نفسه من الحقائق التي قد يتكلم بها الرئيس مرسي لفضح الحكم العسكري وقائده.
وبالفعل لجأ الشامخ إلى هذا الصندوق غير القانوني ليبقي صوتا واحدا هو المسموح له بأن يصل إلى الشعب، وحقيقة واحدة هي التى يجب أن يصدقها البسطاء وتلوكها الألسنة، فيما تختفي الحقائق وراء الإشارات التى تصحب حديث الرئيس محمد مرسي ومستشاريه عبر القضايا الملفقة التى يمثل من خلالها فى قفص الحكم العسكري.
وكان يناير 2014، هو موعد الظهور الأول للرئيس مرسي خلف قفص زجاجي في مشهد لافت، للمرة الأولى في تاريخ قضاء مصر التي يقف فيها متهم داخل قفص من زجاج خلال نظر قضية اقتحام السجون الهروب من وادى النطرون، واخترق الرئيس جدار الزجاج بصوته ساخرا من رئيس محكمة جنايات شمال القاهرة المستشار شعبان الشامي: “إنت مين أصلا؟”.
وأكد خبراء القانون أن ما يحدث بمثابة فوضي دستورية تحكم المشهد المصري، معتبرين ذلك دليلا على “هزلية” المحاكمة التي تتم من دون سند من دستور أو قانون، كما أنها دليل على خوف قادة العسكر من مرسي حتى داخل القفص.
وأكد المحامي والناشط الحقوقي مصطفى الحدة أن الرئيس المنتخب أزعج سلطة العسكر في أول جلسة لمحاكمته، مما دفعها لمنعه من حضور المحاكمة، قبل أن تضطر لإحضاره داخل قفص زجاجي عازل للصوت بعد تزايد الضغط الشعبي والدولي عليها، فى سابقة لم نشهد لها مثيلا من قبل، لا مع المحاكمين جنائياً ولا مع المحاكمين بتهم التخابر والتجسس، وهذا دليل قاطع على أن هؤلاء يعملون في الخفاء ويخشون من إظهار الحقائق للشعب المصري”.
وتابع القول إن التلفزيون المصري أعلن أن المحاكمة ستكون علنيه ومباشرة، لكن البث المباشر تم منعه واقتصر الإعلام الرسمي على بث أجزاء متقطعة من المحاكمة، معتبرا أن محاكمة مرسي وقيادات الإخوان خلف القفص الزجاجي تفتقد لكافة المعايير الدولية للمحاكمات العادلة، الأمر الذي يمثل إهانة شنيعة بحق السلطة القضائية.
وهذه المرة كان موعد قائد العسكر مع الصناديق الزجاجية مختلفا، عندما ظهر الأربعاء 29-7-2015 في تخريج دفعة جديدة من طلبة كلية الحربية، في صورة أذهلت المتابعين، وفي سابقة هي الأولى حيث اختبأ خلف صندوق زجاجي مضاد للرصاص يفصله عن أهله وعشيرته خوفا من خيانة أحدهم.
وظهر الحاكم العسكري عبد الفتاح السيسي، أمس الأربعاء، في تخريج دفعة جديدة من طلبة كلية الحربية، في صورة أذهلت المتابعين، وفي مشهد أمني فج تكرر كثيرا فى الآونة الأخيرة ويعكس الخوف من هواجس الخيانة والاغتيال التى تسيطر على من يقوم بوظيفة رئيس الجمهورية، حيث حرص على الوقوف خلف زجاج مضاد للرصاص يفصله عن ضباطه.
ومع هذا فقد كانت هناك محاولات سابقة بذلها فريق حماية الجنرال من غدر محبيه وتابعيه في سيناء عندما صوبوا السلاح في وجه قيادات عسكرية بصورة مستفزة، والأخرى كانت في حفل تخرج طلاب معهد صف ضباط بالشرقية عندما غادر مسرعا خوفا من المجهول.
الصورة الهزلية التى تعكس الفزع الذى يعيشه، دفعت نشطاء مواقع التواصل للسخرية منه عبر مقطع فيديو تم خلاله تركيب أكاذيب لميس الحديدي –الإعلامية الموالية للنظام- حول الرئيس مرسي للنيل منه، والتى باتت حقيقة ملموسة تفضح رعب السيسي، ما دفع النشطاء للتصديق بأن الفيديو حقيقي ويخص الجنرال لصدق المشهد وواقعيته.
دولة الصناديق الزجاجية هى هذا الوطن البوليسي الذى دشنه عبدالفتاح السيسي منذ 3 يوليو 2013، لإحكام سيطرته على الوطن وعزل الشعب عن القصر واحتكار كافة السلطات فى يد العسكر، وحرمان الشعب من حقه فى المعرفة وما يدور خلف الجدران الزجاجية، فبات المشهد صامتا، لا يصل منه سوى ما يرغب الجنرال فى أن يصل عبر صندوق زجاجي آخر تتحكم فيه الأذرع الإعلامية، لتغيب الحقائق فى وثيقة سد النهضة وعمليات سيناء وتفريعة قناة السويس ومؤتمر مارس الاقتصادي ومحاكمات رئيس الجمهورية، ويبقي الحاكم العسكري فى برجه الزجاجي معزولا عن الواقع تابعا لاجندات خارجية محافظا على مصالح الجنرالات وحاميا للكيان الصهيوني.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …