‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير «الأهرام»: السياسة السعودية تتسم بالجهل وقصر النظر والاستعباط السياسي
أخبار وتقارير - يوليو 25, 2015

«الأهرام»: السياسة السعودية تتسم بالجهل وقصر النظر والاستعباط السياسي

بعد يوم واحد فقط من زيارة وزير خارجية الانقلاب إلى السعودية وهي الزيارة التى وصفتها صحف الانقلاب بأنها وأد للفتنة، هاجمت صحيفة الأهرام، كبرى الصحف المصرية المعبرة عن توجهات الانقلاب، السياسة السعودية واتهمتها بالجهل وقصر النظر والاستعباط السياسي.

جاء ذلك فى مقال لـمحمد عبدالهادي علام، رئيس تحرير صحيفة الأهرام، فى عدد أمس الجمعة، بعنوان « الاتفاق الإيراني.. محاذير استدعاء جماعات الإرهاب فى المواجهة الجديدة».

وبعد أن هنأ علام، إيران علي نجاحها في تحقيق إتفاق تاريخي بشأن برنامجها النووي بفضل دبلوماسيتها الناجحة، وجه رئيس تحرير ‘الأهرام’ انتقادات لدور السعودية -دون أن يُسمِّها- في هذا الملف وقال : «من حقنا أن نلوم البعض منا علي ارتهان مصير عالمنا العربي بعوامل متغيرة، بعد أن ضاعت الثوابت في غياهب المصالح الضيقة، ورغبات السيطرة والظهور بمظهر الكبار في خداع بصري كشفه الاتفاق مع إيران، حيث ارتعدت العواصم نفسها، التي ظنت يومًا أنها تملك رسم خريطة المنطقة بأموالها والميلشيات، التي تدعمها في عملية تفتيت دول ومجتمعات سيكون للتاريخ حكم قاس بشأنها، عندما يٌكتب بإنصاف عما جري من نفر منا!!».

وتعليقا على تقارب السعودية مع جماعة الإخوان المسلمين واستقبالها عددا من القيادات المحسوبة عليها على رأسهم وفد حماس بقيادة خالد مشعل، اعتبر علام هذا اللقاء «تقوية لشوكة جماعة الإخوان المسلمين وتنظيمها الدولي، وترويج لسياسة التحالف معها».

واتهم المقال حركة حماس مدعّيا أنها «باعت مصر من أجل سوريا وإيران، ثم باعت إيران وسوريا من أجل حماية مشروعها والدعم الأمريكي الصهيوني لمشروع الفوضى الإقليمية».

وانتقد علام «استقبال قادتها في عواصم عربية» زاعما أن ذلك «لن يخدم الدول التي فتحت لهم أبوابها لأن الحركة اعتادت الانقلاب وخدمة أهدافها وليس أهداف القضية الفلسطينية التي تمثل حماس خنجرا في ظهرها اليوم ولا يمكن الوثوق في توجهاتها».

وفى محاولة لفرض الوصاية الانقلابية على المملكة اعتبر علام التقرب السعودي من الإخوان خطرا على الأمن القومي لدول المنطقة، مؤكدا أن هذه السياسة تعرض النظام في أي دولة تتقرب من الإخوان إلى الخطر.

وحذر علام، مما وصفه بـ “محاولات أطراف – في إشارة إلي السعودية – استحضار الصراع السني الشيعي لمواجهة ايران”، وقال: إن مصر لا تعتمد أساليب المواجهة الطائفية أو المذهبية علي مدي تاريخها.

وأضاف: ‘لن تكون مصر يومًا رأس حربة في صراع مذهبي ضد إيران، يتغذي علي سياسات تروج لجماعات طائفية وفاشية، تريد القفز علي السلطة في الدول العربية، وتقنع أطرافًا في السلطة في بعض الدول، أن لديها قدرة علي المواجهة.

وأردف أن مواجهة داء الإرهاب وجماعات التطرف من خلال دعم جماعات نظيرة متشددة هو من قبيل الجهل وقصر النظر والاستعباط السياسي، ولو اعتقد البعض أن مثل تلك السياسات سوف تحميه فهو واهم، فمثل تلك السياسة عمرها قصير في حماية الأنظمة ولا تخدم حماية الأمن القومي لدول المنطقة.

وفي المقابل، أشاد المقال بما وصفة “الوقفة الصلبة للإمارات ورفضها لمبدأ التقارب مع جماعة الإخوان المسلمين”.

يقول علام: « تقف دولة الإمارات صلبة وقوية في موقفها المبدئي الرافض لتلك الرؤية المتقلبة في التعامل مع الجماعة، وتساند الموقف الرسمي والشعبي المصري بلا تردد أو خشية من أحد».

 

وتشهد العلاقة السعودية المصرية توترا متزايدا خلال الفترة الراهنة حيال عدد من القضايا أهمها سوريا والعراق واليمن وحماس وهو ما دفع “بوابة الأهرام” إلى نشر تقرير يوم الخميس الماضي تحت عنوان “مصر والسعودية حلفاء فى العلن وغموض بالكواليس”.

 

وكان محمد حسنين هيكل قد انتقد السياسة السعودية مؤخرا فى حوار مع صحيفة السفير اللبنانية المقربة من حزب الله، وأشاد بما أسماه “الصمود الإيراني” الذي توج بالاتفاق النووي والإقرار الدولي بالدور الإقليمي لإيران فى المنطقة مع رفع الحصار عنها والإفراج عن عشرات المليارات من الدولارات المتحفظ عليها فى بنوك أوروبا وأمريكا. وهو ما يسهم فى تعزيز النفوذ الإيراني فى المنطقة. وتسعى المملكة السعودية بحسب مراقبين إلى مواجهة التوسع الإيراني في المنطقة خصوصا فى كل من العراق وسوريا واليمن ولبنان بتشكيل تحالف سني كبير يستطيع الوقوف أمام الأطماع الإيرانية وغيرها بالمنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …