الشرطة تعاقب ضحايا «معدية الوراق».. و«نيل محلب» يحصد أرواح المصريين
بشكل وحشي، اعتدت قوات الشرطة على أهالي ضحايا الغرقى بمركب الوراق، ظهر اليوم 23 يوليو 2015، وذلك بعد قطعهم طريق كورنيش النيل، احتجاجا على تأخر عملية انتشال جثث ذويهم حتى الآن.
كان حادث مأسوي قد وقع، مساء أمس، في عرض نهر النيل، وتحديدا بمنطقة جزيرة الورّاق بمحافظة الجيزة؛ حيث اصطدم “صندل” تابع لإحدى الشركات، بإحدى المراكب النيلية التي كان تحمل قرابة الـ 25 شخصا ما أدى إلى غرق المركب في قاع النهر.
أسفر الحادث عن غرق 15 شخصا أغلبهم أطفال ونساء، كما أصيب 5 آخرين، بحسب بيانات وزارة الصحة بحكومة محلب، فيما يؤكد الأهالي أن الضحايا تزايدت أعدادهم إلى 22 غريقا.
وكعادة أي حادث يقع في مصر منذ بيان 3 يوليو العسكري، سارع المسئولون بنفي أي تقصير من جهتم، مرجعين الحادث إلى إهمال السائق تارة، أو إلى أخطاء المواطنين تارة أخرى، فيما اتهم النشطاء وأهالي الضحايا إهمال حكومة محلب والفساد بالتسبب في غرق أبنائهم في مياه النيل.
حبس سائق الصندل يثير الجدل !
وعقب الحادث بساعات، ألقت قوات الشرطة القبض على سائق صندل نهري اصطدم بمركب الوراق و3 من مساعديه بتهمة ارتكاب جريمة قتل خطأ.
وبعد إلقاء القبض عليهم، أمرت النيابة بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات التي تجرى معهم، واستندت النيابة في التحقيقات إلى أن سائق الصندل النهري ومساعديه الثلاثة، ارتكبوا جريمة القتل الخطأ، بسبب مخالفة الشروط والقواعد الخاصة بالنقل النهري.
وبعد حبس سائق الصندل أثير جدل واسع عبر صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث اعتبر نشطاء وسياسيون وبعض أهالي الغرقى، أن حكومة محلب غالبًا ما تتعمد في أغلب الكوارث إلقاء التهمة على أضعف مسئول في حلقة الإهمال، وهو إما “سائق المركب، أو عامل تحويلة القطار، أو سائق الباص” أو غير ذلك، بينما تتهرب الحكومة دائمًا من مواجهة كوارث الإهمال والفساد بحيادية وجدية؛ حيث يجب معاقبة كل المسئولين في الدولة عن حجم الفساد الذي يتوغل في كل قطاعاتها.
الأهالي والنشطاء: إهمال الحكومة “السبب”
في السياق ذاته، اتهم الأهالي المسئولين بتجاهلهم وعدم التحرك لإنقاذ ذويهم بعد الحادث سريعا، فضلا عن تأخرهم في انتشال جثث الضحايا، وقاموا على إثر ذلك بقطع طريق كورنيش النيل.
فيما ألمح المهندس ممدوح حمزة، الناشط السياسي، إلى تورط حكومة محلب في غرق مركب الوراق.
وقال حمزة -في تغريدة له بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “هل تراجع تصاريح الملاحة المعديات؟ هل تتأكد المسطحات من عدم تجاوز الحمولة؟ هل يتم اختبار الجودة على المركب؟ هل توجد خطة إنقاذ عند كل معدية؟”.
الحكومة: الراديو والرقص سبب الغرق !
وبدلا من التعامل مع الكارثة بشكل جاد، أرجع الدكتور خالد زكريا العادلي، محافظ الجيزة، غرق مركب الوراق إلى “صوت الراديو العالي، والرقص”، إضافة إلى زيادة عدد الركاب !.
وقال العادلي، في تصريحات صحفية مثيرة للجدل: “سائق المركب كان مولع الراديو بصوت عالي، وبيرقصوا، والصندل ماشي، وهو مش سامعه”.
وأضاف أن زيادة عدد الركاب على متن المركب سهّل عملية غرقه بعد اصطدامه بالصندل.
النقل النهري: الحادث خطأ فردي!
فيما سارع المهندس سمير سلامة، رئيس الهيئة العامة للنقل النهري، بالتبرؤ من المسئولية في حادث غرق المركب مبرئًا منظومة النقل النهري، وملقيا اللوم على على قائدي المركب والصندل معًا.
وقال سلامة، في تصريحات صحفية، إن المركب الغارق غير مرخص لدى الهيئة، بينما الصندل مرخص له العمل داخل النيل حتى 2016، ولكنه لا يسمح له البقاء في مجرى النيل ليلًا.
وأضاف أن الحادث مجرد “خطأ فردي”، مؤكدًا أن الهيئة تتخذ إجراءات للمرور سنويًا على جميع المرافق لمراجعة تصاريح المراكب النهرية.
الداخلية تهاجم الأهالي
وبحسب شهود عيان، فإنه بدلا من مواساة الأهالي في مصابهم والوقوف بجوارهم للتخفيف عنهم قامت قوات الشرطة بالاعتداء على أهالي ضحايا الغرقى بمركب الوراق، وذلك بعد قطعهم طريق كورنيش النيل، احتجاجا على تأخر عملية انتشال جثث ذويهم حتى الآن.
وكان الأهالي قد اتهموا المسئولين بتجاهلهم وعدم التحرك لإنقاذ ذويهم بعد الحادث، فضلا عن تأخرهم في انتشال جثث الضحايا.
كما قام أهالي ضحايا مركب الوراق بطرد اللواء عادل لبيب، وزير التنمية المحلية بحكومة محلب من منطقة الوراق، ظهر اليوم الخميس، بعد محاولته معاينة موقع الحادث.
واشتعل غضب الأهالي بسبب تقصير المسئولين في إنقاذ ذويهم وانتشال جثث الضحايا، متهمين حكومة محلب بإهمال المراكب المنتشرة على ضفاف النيل دون ترخيص أو رقابة أو محاسبة.
يذكر أن هذه المراكب تحمل بشكل يفوق طاقتها الاستيعابية في مواسم الأعياد، كما أن معظم مراكب الرحلات النيلية قديمة ومتهالكة، ولا تتوفر فيها معايير السلامة أو وسائل الإنقاذ اللازمة في مثل هذه الحوادث.
وفي ديسمبر الماضي لقي 15 شخصا حتفهم في غرق مركب صيد بمنطقة جبل الزيت المطلة على البحر الأحمر (350 كم جنوبي القاهرة) وميناء الطور بخليج السويس في جنوب سيناء.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …