بعد اتهامه بتدمير الكنيسة الأرثوذوكسية.. تواضروس ينفي اتفاقه مع “فرانسيس”
انقلاب حقيقي وتمرد من شعب الكنيسة بدا في أعقاب الإعلان عن توقيع اتفاق مساء الجمعة 28 إبريل 2017 بين فرنسيس الأول، وتواضروس الثاني، من 12 بندًا، ينص على ما يسمى “عدم إعادة سر المعمودية”، بما يعني سهولة تنقل أي مسيحي بين الكنيستين، مما اضطر تواضروس للتراجع.
كانت العبارة التي أزعجت شباب الكنيسة في الاتفاق ودعتهم لمهاجمتها علنا على صفحة المتحدث الرسمي باسمها، على فيس بوك تنص على “قررنا عدم إعادة سر المعمودية الذي تمَّ منحه في كلٍّ من كنيستينا لأي شخص يريد الانضمام للكنيسة الأخرى”، واعتبروها عبارة غامضة تعني تخلي الكنيسة الشرقية عن إيمانها.
وتساءل شبان وقساوسة عن سر “هذه العبارة الشاذة”: “هل هذه مباركة رسمية من كنيستنا وبطركنا وسكرتارية المجمع بجواز انضمام أي من شعبنا للكنيسة الكاثوليكية؟ هل تراك سيادة الأسقف لا ترى غضاضة في خروج شعبنا من الأرثوذكسية واعتناقه الفكر الكاثوليكي المحروم رسميا من آبائنا؟” هكذا كتبوا علنا على صفحة الكنيسة!
وزاد البلبلة أن نص البيان الذي نشرته الصحف المصرية ويؤكد الاتفاق على اسقاط مسألة إعادة تعميد من يتنقل بين الكنيستين لدخوله من جديد في المسيحية وفق هذه الطائفة او تلك، يختلف عن نص البيان الذي نشره الانبا روفائيل سكرتير المجمع المقدس، والذي يؤكد (نسعى جاهدين) لإلغاء إعادة التعميد لا (إقراره) بالفعل.
وكتب أرثوذوكس على صفحة الكنيسة الأرثوذكسية “نرجو توضيح البيان الذي أصدره الانبا رافائيل لأنه مختلف عن البيان الذي أصدرته الكنيسة الكاثوليكية.
وكتب أحدهم (أشرف موريس الصلايبي) على صفحة “المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الأرثوذكسية” ينتقد صمت الكنيسة ويقول لمن ينتقدوها: الأخوة الأحباء لا تنتظروا ردا من أدمن الصفحة فلن يجيب لأنهم لا يهتمون بنا أو لنا الاتفاق وقع والمعمودية خلاص اعترفوا بها لكن المحير هل وصل التدليس الي رجال الكنيسة ابائنا الذين ننحني لهم ونقبل ايديهم؟!”.
واعتبر مغردون مسيحيون أن ما جري “مباركه رسمية من كنيستنا وبطركنا وسكرتارية المجمع بجواز انضمام أي من شعبنا للكنيسة الكاثوليكية”، منتقدين موافقة الكنيسة بذلك على “خروج شعبنا من الأرثوذكسية واعتناقه الفكر الكاثوليكي المحروم رسميا من آبائنا؟” حسب قولهم.
وتحدث موقع “مسيحيو مصر” عما اسمه “الخديعة الكبرى” في الاتفاق، مشيرا لأن نص الاتفاق الحقيقي الذي نشرته مواقع الكاثوليك بين الكنيستين “يخلو من كلمة نسعى ويختلف عن الملخص الذي نشره تواضروس والأنبا رافائيل”، منوهه لأن كلمة “نسعى” معناها أيضا “ينفذ فورا”.
كما كشف موقع “مسيحو مصر” ما أسماه “أسرار كثلكة الكنيسة الأرثوذوكسية”، متهما الأنبا رافائيل (عراب الكثلكة) بأنه سافر من شهرين الى الفاتيكان وأنهى مشروع الاتفاق الذي وقعه تواضروس وفرانسيس بالقاهرة، مشددا على أن “الأنبا رافائيل هو المهندس الحقيقي الذي رتب ونفذ رغبة تواضروس الثاني ومرر الاتفاق بتوقيع عدد من الأساقفة”.
وجاءت انتقادات أغلب المعارضين لما فعله تواضروس مستندة لسبق رفض شنودة إلغاء “إعادة سر المعمودية”، واعتبارهم الكاثوليك غير مؤمنين ومن ثم رفضه (شنودة) السماح بزواج الأرثوذكس من الكاثوليك.
وفي 12 فبراير 2010، نفى شنودة الثالث، ما نشرته إحدى الصحف القومية، بشأن سماحه لأول مرة بزواج الأرثوذكس من الكاثوليك، و”صرَّح مصدر كنسي” ليس صحيحًا أنه صدر قرار في هذا الشأن يتعلق بالزواج من أتباع الكنيسة الأرثوذكس دون إعادة عمادهم أو إعلانهم الانضمام للأرثوذكسية”.
تواضروس يتراجع وينفي توقيع “اتفاقية”
وفي أعقاب سلسلة انتقادات حادة من الأرثوذوكس على موقع المتحدث باسم الكنيسة لتوقيع تواضروس اتفاق التخلي عن “عدم إعادة المعمودية” بما يسمح بالتنقل بين الطائفين، نفت الكنيسة الأرثوذكسية رسميا توقيع تواضروس الثاني، بطريرك الكنيسة، وفرنسيس الأول بابا روما للكاثوليك، أي اتفاقية حول عدم إعادة سر المعمودية بين المنتقلين بين الطائفتين.
وأكدت الكنيسة، في بيان رسمي نشرته على موقعها أمس، أن “ما تم التوقيع عليه هو بيان مشترك لعرض العلاقات بين الكنيستين فقط وليس اتفاقية”، نافيه بذلك انتقادات شباب مسيحي بتخلي الكنيسة عن صراع دام 1500 عام بين الكنيستين، وتخوفهم من تنقل الأرثوذوكس للكاثوليكية.
ونوهت الكنيسة الأرثوذكسية إلى أن البيان الذي جرى توقيعه هو مجرد استعراض لقرون الانشقاق بين الكنيسة الكاثوليكية في روما والأرثوذكسية في مصر، وزيارة شنودة الثالث للفاتيكان في عام 1973 وتشكيله لجنة للحوار اللاهوتي مع الفاتيكان.
وحول انتقادات شباب الكنيسة لتخلي الكنيسة عن إعادة المعمودية، بما يخالف الإيمان الأرثودوكسي، بعد نشر اتفاقات متضاربين أحدهما يشير للاتفاق على إلغاء عودة سر المعمودية والثاني يشير لنية السعي لإنهائها، نفت الكنيسة في بيانها الإلغاء، مؤكدة أن البيان نص بخصوص ذلك في فقرة (المستقبل): “أن طريق سعينا ما زال طويلًا وأننا عازمون على اتَّباع خطوات سابقَيْنا، وأن الوحدة تنمو فيما نحن نسير معًا “.
وشدد البيان، على أن طريق السعي للوحدة بين الكنيستين طويل، وأن “البيان لم يتضمن أية إضافات أو تغيير على الصعيد الإيماني سوى التمسك بالسعي في طريق الوحدة بين الطائفتين”.
ولكن البيان دعا إلى “تعميق جذورنا المشتركة في إيماننا الرسولي الأوحد عبر الصلاة المشتركة، والتعاون معًا في تقديم شهادة مشتركة عن القيم الأساسية، ومواجهة التحديات المعاصرة مرتكزين على قيم الإنجيل وعلى كنوز التقاليد الخاصة بكنيستينا وتعزيز التبادل المثمر في الحياة الرعوية”.
ويخالف البيان الذي صدر من المركز الإعلامي للكنيسة، البيان المشترك الذي صدر من الباباويّن فرنسيس وتواضروس حول الموافقة على عدم إعادة سر المعمودية للمنتقل بين الطائفتين، ونشرت مواقع مسيحية، ومواقع الكنيستين.
حيث نص البيان المشترك الذي نشره المتحدث باسم الكنيسة علي موقعه الرسمي علي فيس بوك علي: “أننا نسعى جاهدين بضمير صالح نحو عدم إعادة سر المعمودية الذى تم منحه في كل من كنيستينا لأى شخص يريد الانضمام للكنيسة الأخرى، أننا نقر بهذا طاعة للكتاب المقدس ولإيمان المجامع المسكونية الثلاث”.
وكان الأنبا مرقس أسقف مدينة شبرا الخيمة المسؤول عن لجنة الإعلام داخل المجمع المقدس، حاول تخفيف الغضب المسيحي بتوضيح أنه “لم يتم الاتفاق على عدم إعادة المعمودية بين الكنيستين”، مضيفاً “إنما نسعى لذلك، أي أن الأمر ما زال محل دراسة”، وتابع: “للأسف من يتكلم لم يقرأ ولم يدرس البيان، ولم يقرأ بعد”.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …















