‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير بعد قداس البابا.. هل غفر الرب للسيسي تفجير الكنائس؟
أخبار وتقارير - أبريل 30, 2017

بعد قداس البابا.. هل غفر الرب للسيسي تفجير الكنائس؟

“باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين”، بهذه الكلمات تم تعميد نظام الإرهاب والانقلاب العسكري في مصر، على يد بابا الفاتيكان ” فرانسيس”، ارتدى السفيه السيسي الجلباب الأبيض ليداري به قلبه الأسود، وعبثا حاول البابا أن يطهر يد الجنرال من دم الطالب جوليو ريجيني والآف الشهداء الآخرين، لم يسمع البابا وهو يتلو مقاطع من كتابه المقدس، ترانيم آلاف المعتقلين والمسجونين في زنازين محاكم التفتيش الأندلسية الجديدة، وأدوات التعذيب المستوردة من أوروبا الديمقراطية تقطع اللحم وتسحب الروح شيئا فشيئا من أجساد طحنها الجوع والموت البطئ بالإهمال الطبي المتعمد. 

 

نظر البابا في عين “السيسي” فلم يرى إلا بريق القتل وشهوة الدم والشيطان يرقص فيهما، ورغم ذلك غض الطرف مستحضراً بركة المسيح – عليه السلام- في محاولة مفضوحة لتعميد شيطان 30 يونيو، وعزاء البابا أن هذا الشيطان العسكري سيحقق لأوروبا من المصالح ما رفضته ملائكة ثورة 25 يناير، واهم تلك المصالح أن يظل الشرق سلة طعام وثروات لأوروبا، ومرتع للجهل والفقر والمرض.

وإذا جئنا عند مسألة قتل مسيحي الشرق فالمسالة تختلف، فليست دماء الأرثوذكس في عصمة دماء الكاثوليك، أو هكذا يرى الفاتيكان أشقائه في الدين والمسيح، ولتتفجر عشرات الكنائس المصرية في كل محافظات مصر وليس في الإسكندرية وطنطا والعباسية فحسب، ولتتفتت أجساد المصلين الأبرياء أطفالا ونساء ورجالا وشيوخاً في حضرة الرب، ولياتي بعدها البابا حاملا إبريق الماء المقدس يتلو الترانيم ويرشم القاتل.

سر المعمودية

وشهدت الزيارة «التاريخية» للبابا توقيع اتفاق مع بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثاني ينهي الخلاف بين الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية حول إعادة «سر المعمودية»، بحسب ما أعلن المجمع المقدس في بيان رسمي، في خطوة تعزز التقارب بين الكنيستين، إذ إن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كانت تشترط تكرار سر المعمودية للمسيحيين الراغبين في الانضمام إليها من الكنائس الأخرى، باعتبارها لا تعترف بطقوس معموديتهم الأولى، حيث كان البابا الراحل شنودة الثالث يرى أنه «يجوز تعميد شخص مرة أخرى طالما لم يعمّد بطقس أرثوذكسي».

وفي مراسم استقبال غير مسبوقة، استقبلت سلطات الانقلاب بابا الفاتيكان فرانسيس استقبال الفاتحين، متناسيًا حقوق الإنسان، ومعطيًا الشرعية لسلطات الانقلاب من أرضهما في مدينة نصر مقرًا لإقامة البابا، بفندق العسكر الذي يسمى ب”الماسة”، ليكون شاهدًا على أكبر مجزرة في التاريخ، تحت عنوان “مؤتمر السلام”.

وبحسب مراقبين يتضح من سياق الزيارة أن الغرب بصفة عامة أسقط ورقة التوت التي كان يستر بها تآمره المشين على الحرية والديمقراطية والإسلام في مصر، ووجد في الجنرال الذي يقود السلطة العسكرية الانقلابية في مصر، قد فتح البلاد على مصراعيها لعقد الصفقات المشتبه بها في السلاح والطاقة النووية والقمح الفاسد وغيرها، ووقع على قروض تكبل البلاد بقيود لا فكاك منها على مدى زمن طويل، ثم إنه يقوم بدور فعال في عملية استئصال الإسلام وتكميم الأفواه، وتسخير إمكانات البلاد للتعاون مع العدو النازي اليهودي، وإغلاق القضية الفلسطينية إلى الأبد والانضواء الذليل تحت إرادة الكيان الصهيوني.

لهذا يأتي بابا الفاتيكان ليبارك علنا انقلاب العسكر ضد الإرادة الشعبية في مصر ، ويهنئ بعزل أول رئيس مسلم منتخب انتخابا حرا نزيها. ويضحك على المسلمين السذج بلقاء شيخ الأزهر الذي لا يملك حيلة ولا يهتدي سبيلا بعيدا عن العسكر، فضلا عن الكلام السمج والسخيف عن مؤتمر للسلام بينما قتل المسلمين وتهجيرهم على أيدي الصليبيين وأتباعهم مستمر على مدار الساعة في مصر وفلسطين وليبيا وسورية والعراق واليمن والصومال وميانمار والقوقاز والقرم وتركيا وغيرها.

تفجيرات الكنائس

ما زال المصريون يذكرون وزير الدفاع عام 2013 عبد الفتاح السيسي عندما طالب الشعب بمنحه تفويضا لمحاربة “الإرهاب المحتمل”، وهو التفويض الذي اتخذه جسرا للانقلاب على سلطة رئيسه المنتخب محمد مرسي، لكن النتيجة بعد ذلك كانت انتشار الإرهاب لا القضاء عليه.

فقد تصاعدت الهجمات ضد الجيش والشرطة في شمال سيناء، وما زالت كنائس المسيحيين هدف “الإرهاب” المفضل، حيث كانت آخر محطاته كنيستين بالإسكندرية وطنطا الأحد، مما يطرح شكوكا تتفاوت بين التواطؤ والعجز الأمني.

عشية احتفالات رأس السنة 2011، شهدت كنيسة القديسين بالإسكندرية تفجيرا قتل فيه 24 شخصا وأصيب أكثر من مئة، وكاد أن يتسبب في فتنة طائفية عندما احتشد مئات المسيحيين أمام المسجد المقابل للكنيسة بهدف اقتحامه.

لكن رياح الثورة غير المتوقعة أسقطت نظام مبارك بأكمله بعد أسابيع، لتُنشر لاحقا وثائق وشهادات تتهم وزير الداخلية آنذاك حبيب العادلي بتدبير ذاك التفجير ثم إلصاق مسؤوليته بجماعة “جيش الإسلام” الناشطة في قطاع غزة والمقربة من تنظيم القاعدة.

واللافت أن كنائس مصر باتت هدفا أثيرا لدى الجماعات الموسومة بالإرهاب في ظل انقلاب السيسي الذي جاء إلى الحكم بما أسماه “تفويضا” لمقاومة الإرهاب، فمنذ مطالبته بالتفويض في يوليو 2013 وقعت أربع هجمات في كنائس وكاتدرائيات كبرى، وبات تنظيم “داعش” هو الوجهة المسئولة عنها، كما هو مسئول أيضا عن عشرات الهجمات والاشتباكات المتواصلة في سيناء.

والسؤال هنا بعد زيارة البابا :” هل غفر الرب للعسكر من مبارك للسيسي تفجير الكنائس؟

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …