شاهد| العالم يلهو.. بينما أردوغان يصنع مجدًا
خرج ألاف الأتراك، بمواكب كبيرة في عموم شوارع المدن التركية احتفالا بالتصويت ب “نعم” على التعديلات الدستورية في البلاد للتحول إلى النظام الرئاسي .
وحازت التعديلات الدستورية التي قدمها حزب العدالة والتنمية للشعب التركي على موافقة 51.3٪ من الذين أدلوا بأصواتهم في الاستفتاء الذي أجري أمس الأحد ، وهو ما يعني أن تلك التعديلات دخلت حيز التنفيذ فعليا ، وهي التعديلات التي وصفها المؤيدون والمعارضون لها ب “التاريخية”. وتجول المحتفلون في شوارع كبريات المدن التركية كالعاصمة أنقرة وإسطنبول ، حاملين صور الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في حين توجه آخرون للاحتشاد أمام القصر الرئاسي للاحتفال بالفوز في الاستفتاء ، لتؤكد المقولة الأشهر المتداولة تلك الأيام، بينما العالم يلهو أرودغان يصنع مجدا. رجب طيب أردوغان قصة طيب رجب أردوغان فيها من الدروس والعبر الشيء الكثير ، فهي تقربنا من شخصية جريئة ومقدامة ومن شخصية تدرجت في العمل السياسي والنضال الوطني في وقت مبكر من حياتها ، ولهذا فهي تبرز لنا قصة مسار سياسي حافل لشخصية فذة مثل “طيب رجب اردوغان” . لكن أهم ما تضمنته هذه السيرة غير الذاتية، هو تقديم نموذج يحتذى به من طرف كل النخب الشابة ، حيث يبرز مدى صموده في مبادئه ولو كلفه ذلك السجن ، وقدرته على ابتكار الحلول والاستراتيجيات الذكية للتواصل الخلاق مع الجماهير الشعبية . تبين هذه القصة سيرة شخص استطاع تحقيق نجاح باهر في العمل السياسي ، إذ تدرج من مسؤول على العمل الشبابي / الطلابي في حزب السلامة الوطني إلى رئيس للوزراء في أعرق دولة تجمع بين سحر الغرب وجمالية الشرق . أولا: مسارات زعيم تاريخي: الطفولة والدراسة. يمكن القول أن نشأة “رجب طيب أردوغان” تميزت بكونها نشأة غير عادية، حيث برزت معالم النبوغ في سن مبكرة من حياته ، حيث أنه في ذات مرة قام بإنجاز عروض شعرية متميزة في المدرسة الابتدائية ، وما كان من مديرها إلا أن يستدعي أباه “أحمد أردوغان “لكي يوصيه بابنه خيرا. تدرج “طيب رجب” في مساره التعليمي، من خريج لمدرسة الأئمة والخطباء، وقد كانت هذه المدرسة عاملا حاسما في صقل شخصية هذا الزعيم ، حيث تملك خبرة في المحاورة والقناع والتخاطب مع الجماهير . بعد ذلك سيلتحق بكلية العلوم الاقتصادية والتجارية، ليتخرج منها بدبلوم جامعي سنة 1981. ولعه بكرة القدم لم يمنعه من المشاركة القوية في العمل السياسي ، حيث تولى رئاسة جناح الشباب بحزب السلامة الوطني، وهو لا زال في سن 22 من عمره، وقد تدرج في المسؤولية الحزبية ، ورغم حداثة سنه، فقد أثبت قدرته على تحمل المسؤوليات الكبيرة، وأيضا قدرته على التأثير في الجماهير والحشود، وتمكنه من حشد مجموعة من الطاقات الشابة من حوله . في فترة السبعينيات من القرن الماضي، عرف فكر أردوغان تحولا نوعيا، إذ أنه لم ينجر مع الصراعات التي نشبت بين اليمين واليسار ، بل إنه وجيله استطاعوا العمل في دائرة المدافعة الثقافية والقيمية ، والتي كانت مدخلا لإقناع العديد من الفئات الشابة في ذلك الحين ، بقيمة الانتماء لقيم وحضارة الأمة التركية، وهكذا تم تشكيل وعي جديد سياسي. والذي استمده من المشروع الحضاري الإسلامي، فقد تربى جيله على مفاهيم إسلامية تمتح من التراث الاخواني الحركي التغييري ، مثل كتب “سيد قطب” وجمال البنا “وأبو الأعلى المودودي، وغيرهم، وقد شكلت هذه الثقافة حصنا منع كل انزلاق نحو التورط في صدامات ومعارك مع التيارات اليمينية واليسارية والقومية ثانيا: اردوغان وبداية التمرس بالعمل السياسي في ظل مرحلة الانتقال الديمقراطي عرفت مرحلة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي ، تحولات عميقة في المشهد السياسي التركي، إذ بدأ النظام الحاكم العلماني ومعه النخبة العسكرية، في التفكير في آليات لمواجهة المد الإسل متمثلا في حزب الرفاه التركي الذي دخل غمار الانتخابات البلدية ، وبدأ يحقق نتائج جد هامة، وقد كان النظام يشعر بالخطر، لهذا قام بمجموعة من الإجراءات سواء منها الظاهرة أو المبطنة من أجل الحيلولة دون تقدم الحزب الإسلامي ، في هذا السياق، سيتقدم “أردوغان” للتشرح في بلدية “باي أوغلو” سنة 1989، نظرا لديناميته وحيويته وقدرته الفائقة على التحرك، لأنه كان يؤمن بقناعة أن حزبه (الرفاه) بزعامة “نجم الدين أربكان” يمكن أن يحصل على نتائج أفضل مما هي عليه ، شريطة هدم الحواجز التي كان يضعها أعضاء الحزب بينهم وبين الشعب. وقد ترتب عن هذه المحطة أن زج بأردوغان في السجن ، في المرة الأولى بعد اعتراضه على قاضي المجلس الانتخابي لدائرة “باي أوغلو” الذي أعلن عن نتائج مختلفة عما كان متوقعا. علاوة على تجريده من عضويته كنائب برلماني، بعدما تقدم أحد المنافسين السياسيين، بطعن للهيئة العليا للانتخابات. من خلال ذلك يمكن أن نقارن هذه الواقعة، مع ما تعرضت له الأحزاب ذات التوجه الإسلامي، سواء في الوطن العربي أو الاسلامي، من التضييق، والمنع تارة أخرى، والتزوير في الاستحقاقات الانتخابية (مصر، المغرب،) ليست إلا نماذج شاهدة على هذا الوضع. وفي 28 فبراير عام 1997، ستقوم حكومة الأقلية، بانقلاب على الديمقراطية في تركيا، وبالتالي حرمان حزب الرفاه الذي فاز بسبعة ملايين صوت ، وقد امتد الأمر إلى إغلاق هذا الحزب، بهدف إضعافه وتهميشه. وفي هذه المرحلة سيسجن “أردوغان” مرة ثانية بسبب أبيات شعرية ألاقاها في إحدى التجمعات الخطابية التي أطرها في مدينة (سيرت). ثالثا: أردوغان رئيسا لبلدية إستطنبول، (مرحلة الشهرة وتحقيق الزعامة السياسية). شكل ترشح أردوغان لرئاسة بلدية استنبول الكبرى عام 1994، منعطفا ثانيا على درجة بالغة الأهمية، نظرا لأنه مكن الرجل من صقل تفكيره ومكانته السياسية بشكل كلي ، وتحول من المستوى المحلي إلى المستوى العالمي، كما ظهر كسياسي محنك له رؤية خاصة “. باستلهامه لهذه النظرية في العمل، استطاع أردوغان أن يقتحم تجربة رئاسة أكبر بلدية في تركيا ، وأن يحقق ما عجز عنه الآخرون. فاسطنبول كانت غارقة في الأزبال لدرجة لا تتصور، وأيضا كان السكان يعانون من رداءة جودة المياه، ومن الزحام في الشوارع، وما يترتب عن ذلك من تلوث للبيئة وللإنسان، ومن ديون متراكمة، وفساد مالي كبير، ومن إ ه مال للتراث التاريخي آلذي تزخر به المدينة الأسطورية، لدرجة أن أصبحت المدينة كأنها مريض على فراش الموت . في ظل هذه الوضعية المزرية التي تعيشها اسطنبول، سيتولى طيب رجب أردوغان رئاستها بعد فوزه في الانتخابات البلدية ، وقد قدم برنامجا سياسيا تنمويا طموحا، سهر على إعداد نخبة من الخبراء والباحثين الذين كانوا يشتغلون برفقة السيد أردوغان . وقد تمكن هذا الزعيم من خلال هذا البرنامج ومن خلال الدعم الشعبي ، أن يحقق لاسطنبول معجزة في ظرف وجيز، فبعد 100 يوم من توليه المسؤولية سيعيد الروح والأمل لها. رابعا: أردوغان وتأسيس الحزب الجديد (العدالة والتنمية). شكلت محطة عزل أردوغان من تسيير بلدية إسطنبول، مرحلة جديدة في حياة هذا الزعيم، إذ سيتعرض للاعتقال والسجن عدة مرات، وذلك بسبب تهم زائفة كانت توجه إليه. إلا أن أردوغان لم يجعل من لحظة السجن لحظة حزن وانكسار وهزيمة ، بل حولها للحظة تيقظ ذهني خالص، حيث بدأ يفكر في مستقبل تركيا وكيف يمكن أن يخرجها من وضعية التخلف إلى مصاف الدول المتقدمة ، وقد عبر عن هذه الهواجس عندما دخل السجن قائلا : “وإنني في الأربعة أشهر التي سأقضيها في السجن سأنشغل بتقييم المشروعات التي طالما قمنا بها حتى هذه اللحظة . وهذه المشروعات إنما تشترك في هدف واحد وهو ان نصل بوطننا وأمتنا في مجالات الاقتصاد ، والصحة، والتعليم، والعلم، والإدارة المحلية، والرياضة، وحقوق الإنسان، والتكنولوجيا، والدفاع، والعلاقات الدولية بما يتناسب بمعدلا ال ألفية الثالثة “. دخول أردوغان للسجن، سيقوي من علاقته بالشعب، حيث زاره في المعتقل أكثر من 33 ألف شخص، وإذا كان السجن محنة فإن أردوغان سيحوله إلى منحة ، إذ فيه بدا يخطط كيف يصبح رئيسا للوزراء ورئيسا للجمهورية . وقد تزامن هذا الطموح مع إغلاق حزب الرفاه، وتأسيس حزب الفضيلة، الذي بدا يعرف تصدعات بين تيارين كبيرين: التقليديين والتجديديين. خامسا: انتخابات 3 نونبر 2002، وفوز حزب العدالة والتنمية. لم يكن من الهين على حزب ناشئ، كحزب العدالة والتنمية، الذي تأسس في سنة 2001، ليخوض رهان الانتخابات التشريعية في أقل من سنة، لكن السمعة الطيبة والمتميزة لزعيمه، طيب رجب أردوغان، ولحمولته الفكرية والدينية، وشعبيته الواسعة. إحدى عشرة سنة في الحكم مع توليه ثلاث ولايات متتالية – مع فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية في 2007 و 2011 – وضع أردوغان حدا لفترة طويلة من عدم الاستقرار الحكومي . وهو يؤكد فوز حزبه في 12 انتخابات خلال اثنتي عشرة سنة في الحكم. وفي ظل حكمه سجل الاقتصاد التركي فترة نمو قوي حتى العام 2011 حيث بدأ يتباطأ منذ ذلك الحين. واعتمد نهجا جديدا بخصوص المسألة الكردية وأنجز إصلاحات كبيرة محركها عملية انضمام إلى الاتحاد الأوروبي التي حصل على إطلاقها في أكتوبر 2005.وقد تمكن خصوصا من كف يد الجيش التركي الذي قام بأربعة انقلابات عسكرية في خلال نصف قرن . من انقلاب الى نجاحات اقتصادية لم تكن المحاولة الانقلابية التركية في 15 يوليو عام 2016، لمجموعة من ضباط القوات المسلحة التركية حسب تأكيد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم ، سوى اقتصاد مزدهر وفق ما قالته وكالة “بلومبرغ”، المعنية بالشؤون الاقتصادية والمالية، إن محاولة الانقلاب الفاشلة التى حدثت في تركيا تحولت إلى قوة اقتصادية طويلة الأمد في البلاد . فضلا عن إعادة تدريس القران والحديث النبوي في مدارس الحكومة طوعيا فاختارهما أكثر من 90٪ من طلبة المدارس.و أصبح مطار اسطنبول الدولي يستقبل في اليوم 1260 طائرة، و خلال الشهور العشرة الأولى من العام الحالي 31.5 مليون سائح ادخلوا لتركيا 25 مليار دولار.كما فازت الخطوط الجوية التركية كأفضل ناقل جوي في أوروبا ل 3 سنوات على التوالي، وخلال عشر سنوات تم زراعة 2771000000 شجرة وصنع أول دبابة وأول فرقاطة وأول طائرة بدون طيار وأول قمر صناعي عسكري . بالإضافة إلى نقل تركيا من الترتيب 111 إلى الترتيب 4 على العالم في القوة الإقتصادية، وارتفعت صادراتها من 23.5 مليار دولار الى 153 مليار دولار، وتفريغ 300 ألف عالم للبحث العلمي. طموحاته قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن التعديلات الدستورية ضرورية لتحقيق أهداف الرؤية المئوية للجمهورية التركية 2023 وللأجيال القادمة.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …















