بالتجويع والإهمال الطبي.. آلاف المعتقلين على خطى “الخطيب” بسجون العسكر
كشفت منار الطنطاوي، زوجة الباحث السياسي والصحفي هشام جعفر، المحبوس داخل سجن العقرب، جنوب القاهرة، عن جوانب من معاناة المعتقلين بسجن العقرب.
وقالت -في تدوينة عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، مساء الأربعاء- “رحت الزيارة ومش هتكلم عن أي حاجة غير لحظة لما شفته قلبي اتخطف، وجه شاحب وحوالين عينه أسود وشفايفه بيضاء ووجه كله مفيش مكان فيه من غير ما الناموس قرصه”.
وتابعت: “أول ما اتكلم قالي أنا تعبان واللي بيحصل إهمال طبي متعمد وتجويع متعمد مش بيرضوا يدخلوا أكل في الزيارات والأكل بتاعهم بايظ وبيجيب تسمم، قلتله أنا سمعت إن العدس والمسقعة كل اللي أكلهم تعب انت أكلت قالى لا، بس هما قاصدين كل حاجة بتم بقصد وتعمد، اكتبى عن اللى شفتيه ومتسكتوش ومتخافوش وإن شاء الله لو قعدت 50 سنة مش هيهمني”.
وأضافت: “قولي لكل الناس اللي بيحصل قوليهم إننا بنموت بالبطيء قوليلهم إن مش هشام لوحده كل الناس اللي في السجون، قلتله ربنا كشفهم بحالة أحمد الخطيب، قالي ـحمد طلع عنده إيه، قلتله مرض من ذبابة الرمل، قالي يعني اللي عند أحمد كان من عدم النظافة، قلتله أيوة والناس كلها بتتكلم علشان يتعالج لأنه بيموت، قالي هتسمعوا عن آلاف زي أحمد من إصرارهم على عدم الرش، لما بيرشوا الناموس بيخف وهما رافضين”.
وواصلت: “هشام حملني أمانة إنى اتكلم ومسكتش، بس أنا فعليًا معنتش عارفة أعمل إيه أكتر من اللي بعمله، معنتش عارفة البلد دي عايزة مننا إيه وبتعمل فينا كده ليه، هشام بيجيله احتباس في البول وقالي مش بتكلم علشان الدكتور اللي هنا المرة اللى فاتت ركبلي القسطرة غلط، ونزفت والقسطرة بقت تجيب دم، مش عايز اتبهدل، قلتله طيب ـنا جبتلك الدوا معايا يارب يدخل قالي الدوا معدش بيعمل معايا حاجة والسبب الوحيد اللي كان مصبرني في مستشفى الليمان إني لما بتعب بيعرفوا يركبوا القسطرة من غير بهدلة”.
واختتمت: “النهاردة منعوا الأكل يدخل لهشام دخلوا 2 صباع موز والدواء فقط، أنا جيت تعبانة جدًا ومكلتش من الصبح، حطيت الأكل وجيت أكل معرفتش ابلع، مش عارفة هكمل يومي والأيام اللي جايه إزاى وأنا كدة، مش هكتب هاشتاج ولا هطلب من حد يعمل شير ولا عايزة أي حاجة من أي حد، عايزة بس ربنا يرحمنا من الغابة اللي عايشين فيها، عايزة في يوم يقولوا منار ماتت واستريحت”.

التجويع
وفي سياق متصل، انتقدت سناء عبدالجواد -زوجة القيادي الإخواني د.محمد البلتاجي، المعتقل في سجن العقرب- عن تصاعد الانتهاكات بحق المعتقلين في السجن خلال الفترة الأخيرة.
وكتبت عبدالجواد -عبر صفحتها على فيس بوك- “متى نتحرك كأفراد ومؤسسات حقوقية للضغط على النظام لإغاثة المعتقلين، ورفع الظلم الواقع عليهم في مقبرة الأحياء بالعقرب”، مشيرة إلى تعرض زوجها د.البلتاجي وسجناء العقرب لأشد أنواع الجرائم بحق الإنسانية”، حسب عبدالحواد، التي لفتت إلى أنه “لم يكفهم الحبس الانفرادي للعام الرابع، بل قاموا بمنع التريض وعدم رؤية الشمس مطلقا وسحب الملابس والأغطية والنوم على بلاط الزنزانة مع كثرة الحشرات والناموس الذي يسبب الأمراض، فضلا عن منع الزيارة التي تكون من خلال حائل زجاجي”.
وكشفت عبدالجواد، عن ممارسة “حملة تجويع” ضد المعتقلين منذ شهر، مشيرة إلى أنه “لا يوجد طعام نهائيا حتى في (الكانتين) الذي يشترون منه، مما يضطرهم إلى الأكل من (التعيين) الذي هو عبارة عن طعام فاسد يأنف الحيوان من تناوله، ولكنهم تحت الجوع والهبوط الشديد وحالات الإغماء يضطرون لتناوله، مما نتج عنه الإصابة بتسمم لكل العنابر.
وتساءلت عبدالجواد: “متى يتم التحرك لإغاثتهم، متى تتحرك الضمائر لتستشعر بأن هناك أكثر من 1000 معتقل في “العقرب” يموتون بالبطيء، غير السجون الأخرى.
وتقدر مؤسسات حقوقية أعداد المعتقلين خلال الفترة الأخيرة نحو 80 ألف يقبعون في السجون ومقار الاحتجاز.. وتلقت منظمات حقوقية العديد من الشكاوى بحالات تعذيب في 5 سجون، هي برج العرب (510)، سجن العقرب (33)، طره (24)، وادي النطرون (20)، بورسعيد (14).
أما أكثر شكاوى التعذيب بين أقسام الشرطة فقد وردت على قسم شرطة ديرب نجم بمحافظة الشرقية (25 حالة) ثم قسم أول المنتزه بالإسكندرية (17).
وخلال عام 2016، شهدت مصر 1384 حالة قتل خارج القانون، و123 وفاة في مكان الاحتجاز، و535 حالة لتعذيب فردي، و307 لتكدير وتعذيب جماعي، و472 إهمالا طبيا في مكان الاحتجاز، و980 اختفاء قسريا (ظهر منهم 105)، و421 ظهور بعد اختفاء، و313 عنف دولة.
ما بين التحويع والإهمال الطبي والتعذيب
ويستهدف الانقلاب العسكري من وراء التضييق الشديد على المعتقلين وحصرهم بين ثالوث التعذيب والإهمال الطبي والتجويع، لكسر إرادة المعتقلين الذين يزداد ثباتهم داخل معتقلاتهم، بعد فشل العسكر في إخضاعهم، موجها رسالة تخويف لمن بالخارج.. ولكن مخطط الانقلاب لن يستطع التقدم في معسكر الأحرار، الذين يهبون الحياة والحرية للملايين من الشعب المصري بثباتهم في وجه الظلم والاستبداد.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …










