في ذكرى اغتياله.. هكذا انتصر أحمد ياسين مرتين على إسرائيل
عاش رمز المقاومة والنضال الفلسطيني الشيخ أحمد ياسين، سنوات الجهاد يكيل الضربات ضد كيان الاحتلال الصهيوني، كانت صفعاته مدوية للدرجة التي جعلت الاحتلال يضعه رقم واحد على قوائم الاغتيال رغم شلله، وكان ذلك انتصارًا لم يطلبه الشيخ، حتى حانت لحظة الجائزة الكبرى التي يتورط فيها الظالم في دماء المظلوم، ويكون سببًا في حصول الأخير على الشهادة والفوز بالجنة في الآخرة.
13 عامًا مرت على رحيل الشيخ الشهيد، تلك النهاية الفاصلة في مشوار دام 66 عامًا من العطاء المتواصل، الذي اغتاله الاحتلال في مثل هذا اليوم من عام 2004.
حفر الشيخ المجاهد مكانة عالية بين العظماء، عاش مجاهدًا مقاومًا، وخرج من الدنيا كما عاش فيها مرفوع الرأس، حاملا لواء الجهاد والمقاومة رافضًا الذل والاستسلام لكيان اغتصب العرض وسرق الأرض، ولم يكن الشيخ القعيد سوى أكثر من رمز حقيقي تجسيدًا لفكرة واحدة، كانت ولا تزال تهدد كيان الاحتلال، هي فكرة الصمود والمقاومة التي هزت أركان واحد من أكبر الجيوش في المنطقة “جيش الاحتلال”.
سيرة الشيخ
يتمتع الشيخ الشهيد أحمد ياسين مؤسس حركة حماس بموقع روحي وسياسي متميز في صفوف المقاومة الفلسطينية، مما جعل منه واحدا من أهم رموز العمل الوطني الفلسطيني طوال القرن الماضي.
ولد الشيخ الشهيد عام 1938 في قرية الجورة، وتعرض لحادث في شبابه أثناء ممارسته للرياضة، نتج عنه شلل جميع أطرافه شللًا تامًا، وعلى الرغم من أنه استمر حتى وفاته، إلا أنه لم يؤثر في شخصية الشيخ الشهيد، ولم يقلل من حماسه وتوقد ذهنه وذكائه، التي استخدمها في سبيل القضية الفلسطينية.
وعانى كذلك -إضافة إلى الشلل التام- من أمراض عديدة منها فقدان البصر في العين اليمنى بعدما أصيبت بضربة أثناء جولة من التحقيق على يد مخابرات الاحتلال في فترة سجنه، وضعف شديد في قدرة إبصار العين اليسرى، والتهاب مزمن بالأذن وحساسية في الرئتين وبعض الأمراض.
عمل الشيخ مدرسًا للغة العربية والتربية الإسلامية وكان معظم دخله من مهنة التدريس يذهب لمساعدة أسرته، ثم عمل خطيبًا ومدرسًا في مساجد غزة، وأصبح في ظل الاحتلال أشهر خطيب عرفه قطاع غزة لقوة حجته وجسارته في الحق.
في عام 1968م اختير الشيخ أحمد ياسين لقيادة الحركة في فلسطين، فبدأ ببناء جسم الحركة، فأسس الجمعية الإسلامية ثم المجمع الإسلامي، وكان له الدور البارز في تأسيس الجامعة الإسلامية، وبدأ التفكير في العمل العسكري.
مشوار الملاحقة
اعتقل الشيخ أحمد ياسين عام 1983 بتهمة حيازة أسلحة، وتشكيل تنظيم عسكري، والتحريض على إزالة كيان الاحتلال من الوجود، وقد حوكم الشيخ أمام محكمة عسكرية أصدرت عليه حكماً بالسجن لمدة 13 عامًا، ولكن أفرج عنه عام 1985م في إطار عملية تبادل للأسرى بين سلطات الاحتلال والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
أسس الشيخ مع مجموعة من النشطاء الإسلاميين، تنظيمًا إسلاميًا أطلق عليه اسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة في عام 1987، وكان له دور مهم في الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت آنذاك، التي اشتهرت بانتفاضة المساجد.
في ليلة 1989/5/18، اعتقلت قوات الاحتلال الشيخ ياسين مع المئات من أبناء حركة حماس في محاولة لوقف المقاومة المسلحة التي أخذت آنذاك طابع الهجمات بالسلاح الأبيض على جنود الاحتلال ومستوطنيه، واغتيال العملاء.
وفي 16 أكتوبر 1991م أصدرت إحدى المحاكم العسكرية حكمًا بسجنه مدى الحياة، إضافة إلى 15 عامًا أخرى، وجاء في لائحة الاتهام أن هذه التهم بسبب التحريض على اختطاف وقتل جنود الاحتلال، وتأسيس حركة حماس وجهازيها العسكري والأمني.
وفي عملية تبادل أخرى في أكتوبر 1997م جرت بين الأردن وكيان الاحتلال في أعقاب المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في العاصمة عمان، وإلقاء السلطات الأمنية الأردنية، القبض على اثنين من عملاء الموساد سلمتهما لكيان الاحتلال مقابل إطلاق سراح الشيخ ياسين، وأفرج عنه وعادت إليه حريته منذ ذلك التاريخ.
انطلاقة حماس
وفي شهر مايو عام 1998 قام الشيخ ياسين بحملة علاقات عامة واسعة لحماس في الخارج، نجح خلالها في جمع مساعدات معنوية ومادية كبيرة للحركة، فأثار الاحتلال آنذاك حيث قامت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، باتخاذ سلسلة قرارات تجاه ما وصفته “بحملة التحريض ضد الاحتلال بالخارج”.
وقد تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة في سبتمبر عام 2003، عندما كان في إحدى الشقق بغزة وبرفقته نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، حيث استهدف صاروخ أطلقته طائرات حربية إسرائيلية، المبنى السكني الذي كان يتواجد فيه، ما أدى إلى جرحه هو و15 من الفلسطينيين، إلا أن جروحه لم تكن خطيرة.
وفي فجر يوم الاثنين الموافق 22 مارس 2004م، استشهد الشيخ لدى عودته من صلاة الفجر، حيث استهدفته مروحية إسرائيلية، بثلاثة صواريخ، فنال الشيخ أمنيته الغالية في الحياة، وهي الشهادة.
ومرّت حركة حماس بعد رحيل الشيخ في مراحل متعددة ومفصلية، وفي مقدمتها دخول المعترك السياسي الداخلي، وخوض ثلاثة حروب مع الاحتلال الإسرائيلي، وذلك هو الانتصار الثاني للشيخ الشهيد وهو في روضة قبره.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …