‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير “هويدي” يكشف كيف زوَّر السيسي الثورة وحارب الهوية
أخبار وتقارير - مارس 7, 2017

“هويدي” يكشف كيف زوَّر السيسي الثورة وحارب الهوية

قال الكاتب الصحفي فهمي هويدي إنه حين برأ القضاء الرئيس المخلوع حسنى مبارك من جريمة قتل ثوار ٢٥ يناير، فإن ذلك جاء تتويجا وختاما لمهرجان البراءة «للجميع» الذى استمر طوال الثلاث سنوات الأخيرة، إذ بدأ بتبرئة ضباط الشرطة الذين اتهموا بقتل الثوار فى نحو ٤٠ قضية رفعت ضدهم، واستمرت البراءات مع أركان نظام مبارك ووزرائه. إلى أن انتهى الأمر بتبرئة رأس النظام ذاته.

 الأمر الذي اعتبره هويدي إيقاظا لخلاياه «النائمة» التى عادت إلى ترديد معزوفة «المؤامرة» التى قيل إنها كانت وراء الثورة، وذهبت أبواق تلك الخلايا فى تلويث الذاكرة الوطنية مذاهب شتى ودارت كلها فى فلك شيطنة الحدث الكبير الذى سيظل صفحة ناصعة البياض فى تاريخ مصر وشعبها.

وأضاف هويدي خلال مقاله المنشور بصحيفة “الشروق” اليوم الثلاثاء، أن تبرئة مبارك ما كان لها أن تتم إلا بعد العودة إلى التقليد الفرعونى القديم الذى بمقتضاه كان الفرعون الجديد يمحو تاريخ من سبقه، ليبدأ تاريخ البلاد بعهده غير المسبوق. موضحا أن تبرئته اقتضت محو تاريخ الثورة وتشويه وقائعها واستبدالها بتاريخ جديد كتبته عناصر الدولة العميقة. وهو ما أصاب ثلاثة عصافير بحجر واحد، من ناحية لأنه أدى إلى تبرئة الرجل، ومن ناحية ثانية فإنه غدا إعلانا عن أن الثورة لم يكن لها لزوم أو مبرر من الأساس، بالتالى فإن إسقاط نظام مبارك كان خطأ فادحا وحماقة كبرى، والثالثة ألا تتكرر هذه الحماقة مرة أخرى.

وأكد أن تلويث الذاكرة شمل دائرة أخرى استهدفت الهوية الإسلامية للمجتمع. ذلك أن الصراع مع الإخوان ألقى بظلاله على جموع النشطاء الإسلاميين الذين تعرضوا جميعا للاغتيال المعنوى، وتم تصنيفهم إعلاميا فى مربع المؤامرة المشبوهة. الأمر الذى لم يؤد فقط إلى تشويه الحالة الإسلامية وشيطنة مكوناتها، ولكنه أدى أيضا إلى إصابة العلاقة مع الإسلام ذاته بالتوتر والنفور. وقال : “ذلك التشوه الأخير هو أكبر ما يهمنى فى الموضوع”.

وأشار هويدي إلى نتائج استبيان حول اهتمامات جيل الشباب المسلم رعته مبادرة الدراسات المستقبلية فى مؤسسة طابة (مقرها أبوظبى)، وقامت بتنفيذه مؤسسة جيمس زغبى للخدمات البحثية فى الولايات المتحدة. إذ شمل الاستبيان ٥٣٧٤ شخصا من ثمانى دول عربية، وفى الجزء الخاص بالهوية سئل الشباب عن مصدر اعتزازهم بها، وهل هو راجع إلى الانتماء الوطنى القطرى أم لانتماء العربى أم الدينى أم العائلى والقبلى. وكانت الإجابات كالتالى:

• أعلى نسب الاعتزاز بالانتماء الوطنى كانت بين المغاربة (٥٩٪) يتلوهم الفلسطينيون ٥٠٪ ثم المصريون ٤٣٪. أما أدنى النسب فكانت بين الإماراتيين (١٤٪) والأردنيين (١٩٪).

• أعلى نسب الاعتزاز بالهوية العربية كانت بين الإماراتيين (٦٦٪) يتلوهم الأردنيون (٥٦٪). أما أقل نسبة فكانت بين المصريين (٥٪).

• أعلى نسبة للاعتزاز بالانتماء الدينى كانت فى مصر (٤٩٪) تتلوها البحرين (٤٢٪).

• أعلى نسبة للاعتزاز بالانتماء القبلى كانت فى فلسطين (١٤٪) تتلوها الأردن والكويت (كل منهما ١٠٪).

وأكد هويدي “أن الثوابت لا يمكن إشهارها إلا فى ظل التوافق الوطنى والتوافق الحقيقى لا يمكن أن يتم إلا فى ظل ديمقراطية تحتوى الجميع وتحترم حق الاختلاف والتنوع. والدستور لا يمكن الاطمئنان إليه إلا إذا وضع فى ظل التوافق والتراضى بين مختلف مكونات المجتمع. والمجتمع لا يمكن له أن يدافع عن نفسه إلا إذا استعاد عافيته. وعافيته تتمثل فى قوة مؤسساته الأهلية واستقلالها. والحرية والديمقراطية هما المصدر الوحيد الذى يوفر تلك القوة. وبغير ذلك فإن الثوابت والمسلَّمات تصبح فى خطر، وكل ما يترتب على تزييفها يصبح باطلا ومطعونا فى شرعيته. توافقوا تصحوا أثابكم الله”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …