“رأفت الهجان”.. هل خدع المخابرات أم هي التي خدعتنا؟
منذ سنوات طويلة، يحقق مسلسل “رأفت الهجان” نجاحا كبيرا منذ إذاعة حلقاته العديدة، والتي حولت “رفعت الجمال” أو “رأفت الهجان” من شخصية لا يعرفها أحد إلى رمز للعمل الوطني، والرجل الذي ضحى بأن يعيش ويموت خارج وطنه من أجل الحصول على معلومات تفيد الوطن وتساعد مخابراته في معركتها الممتدة مع الصهاينة، وتحول “الهجان” إلى أسطورة مخابراتية، ودليل على ذكاء مخابرات مصر في نزالها المعلوماتي مع الموساد.
ولا ينس أحد ذلك المشهد العبقري الذي ختم به المسلسل، حين شرب المصريون “التمر هندي” ابتهاجا بنجاح عملية “الهجان”، وتمكنه من اختراق الصهاينة بشكل لم يثر ريبتهم، كما لا ينسى أحد الدور الذي لعبه محمود عبدالعزيز، ومثل أحد أهم أدواره الفنية، بالإضافة إلى ضباط المخابرات الذين لعبوا دور البطولة في حياة “الهجان” ومنهم: يوسف شعبان ومحمد وفيق وأحمد ماهر ونبيل الحلفاوي.. وغيرهم.
ولكن يبدو أن الانتصار الذي حققته المخابرات المصرية لم يحدث سوى في الرواية التي كتبها صالح مرسي، والتي تم تحويلها إلى مسلسل ناجح متعدد الأجزاء، حيث فاجأت “هآرتس” الإسرائيلية الجميع بتقرير صادم يزعم أن رأفت الهجان كان عميلا مزدوجا، أي أنه كان يعمل لصالح الموساد في نفس الوقت الذي يمد فيه مصر بالمعلومات.
التقرير الذي نشرته الجريدة الإسرائيلية يؤكد أن “الهجان” كان أحد أسباب تحقيق إسرائيل الفوز في حرب 1967، التي مثلت الصدمة للجيش المصري، الذي لم يتمكن من المقاومة بسبب نقص المعلومات.
وأشار معلق الشئون الاستخبارية في الصحيفة “عوفر أدرات”، إلى أن المخابرات المصرية أرسلت رفعت الجمال إلى إسرائيل، منتصف الخمسينات، تحت هوية يهودي يحمل اسم جاك بيطون، إلا أنه سرعان ما تم الكشف عنه واعتقاله.
ونقل “أدرات” عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها، إن ضابط المخابرات الإسرائيلي “مردخاي شارون” الذي تولى التحقيق مع “الجمال” بعد اعتقاله، عرض عليه أن يتم إطلاق سراحه مقابل أن يعمل لصالح إسرائيل، فوافق.
وبحسب المصادر، فإن شارون كان يطلب من الجمال نقل معلومات مضللة عن إسرائيل ونواياها للجانب المصري، مشيرة إلى أن شارون كان يستمع للحوار الذي كان يتم بين الجمال والمخابرات المصرية.
وزعمت المصادر أن المخابرات الإسرائيلية سعت لإقناع المخابرات المصرية بضرورة الاعتماد على المعلومات التي كان يرسلها الجمال، فقامت بإعطائه معلومات حقيقية حول موعد شنها حرب عام 1956، مستدركة بأن الجمال أبلغ الجانب المصري بموعد شن الحرب قبل يوم فقط من اندلاعها؛ حتى لا يكون بوسع الجانب المصري القيام باحتياطات تؤثر على مسار الحرب.
وأضافت المصادر أن إسرائيل استغلت الثقة التي اكتسبها الجمال لدى المخابرات المصرية، وقامت بتزويده بمعلومات مضللة بشأن الحرب المقبلة (حرب 1967)، حيث طلب منه أن يؤكد للجانب المصري أن إسرائيل لا تنوي في هذه الحرب استهداف سلاح الجو المصري، مع أنه تبين أن الحرب بدأت بقيام إسرائيل بضرب كل المطارات المصرية، ما مكنها من تحييد حوالي 80% من قوة سلاح الجو المصري.
التقرير نشرته “هآرتس” بمناسبة مقتل مردخاي شارون (91 عاما)، قبل أسبوعين، عندما كان يقود دراجته الهوائية في تل أبيب.
وأشارت الصحيفة إلى أن مردخاي شارون عمل بأسماء عربية مستعارة مثل “مراد” و”أبورياض”. وقد امتدحه أرئيل شارون كثيرا، حيث قال عنه “إنه أكثر من عرف العرب”.
ويبقى السؤال: هل خدعت المخابرات المصرية في “الهجان”، أم عرفت الحقيقة ومع ذلك أصرت على أن تخدعنا بمسلسل ناجح عن شخصية كانت سببا في هزيمة مدوية؟.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …