‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير ماذا قال “حمزاوي” عن “غربة إجبارية” من انقلاب دعّمه
أخبار وتقارير - فبراير 23, 2017

ماذا قال “حمزاوي” عن “غربة إجبارية” من انقلاب دعّمه

عمرو حمزاوي كان من الداعين إلى 30 يونيه والداعمين للانقلاب على أول رئيس مدنى منتخب بعد ثورة يناير، رغم أن عمله كباحث في العلوم السياسية كان يحتم عليه الوقوف مع التجربة الديمقراطية، ولكن الانقلاب أجبره على الهروب من مصر، كما أجبر غيره من الداعمين له مثل باسم يوسف.

وفى الغربة، عبّر “حمزاوى” عن الوجع الذي يعتريه بسبب المنفى الإجبارى الذى فرضه عليه الانقلاب الذى دعمه وهلل له، فلم يجد سوى الشكوى، فقال: إن حياة المنفى فُرضت عليه كرها، فيما قبور الأهل شاهدة، وليست مبادةً كما في البلاد التي هجرها أهلها أو رحلوا ودمرت بلادهم. لافتا إلى أن ما يزيد الألم أن‭ ‬حياة‭ ‬المنفى‭ ‬”تشوهنا‭ ‬وتمعن‭ ‬في‭ ‬قتل‭ ‬إنسانيتنا‭ ‬كلما‭ ‬مضى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬دقائقها‭ ‬وساعاتها ‬المتثاقلة”‭.‬

وتساءل “حمزاوي”- في المقال الذي نشره، اليوم الخميس، بصحيفة “القدس العربي”- “متى ‬تنتهي‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬اللعينة؟‭ ‬فرضت‭ ‬عليّ‭ ‬حياة‭ ‬المنافي‭ ‬كرها،‭ ‬وفرضتها‭ ‬ظروفي‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬حولي‭ ‬رغما‭ ‬عنهم،‭ ‬وفرضت‭ ‬مسارات‭ ‬الحياة‭ ‬التي‭ ‬سعيت‭ ‬بينها‭ ‬واعيا‭ ‬شبكة‭ ‬علاقات‭ ‬إنسانية‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬حرية‭ ‬حركة‭ ‬دائمة‭ ‬لصونها‭ ‬ورعايتها،‭ ‬وفرض‭ ‬المنفى‭ ‬علينا‭ ‬من‭ ‬القيود‭ ‬ما‭ ‬يدمي‭ ‬المعصمين‭ ‬وينتقص‭ ‬من‭ ‬الحرية”. ‬

ويشير إلى أنه “من‭ ‬بين‭ ‬ثنايا‭ ‬الجزع،‭ ‬يتسرب‭ ‬التذمر‭ ‬ويتسرب‭ ‬التشكيك‭ ‬في‭ ‬المغزى‭ ‬النهائي‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬حرية‭ ‬الأوطان‭ ‬ارتد‭ ‬إليها‭ ‬منتقصا‭ ‬من‭ ‬حريتها‭ ‬هي‭ ‬ومهددا‭ ‬لإبداعها‭ ‬ولاغيا‭ ‬لحقها‭ ‬في‭ ‬العمل. ‬ومحمولة‭ ‬على‭ ‬أجنحة‭ ‬التذمر‭ ‬والتشكيك‭ ‬البائسة‭ ‬تحوم‭ ‬أحلام‭ ‬العودة‭ ‬وترسم‭ ‬ملامح‭ ‬خلاص‭ ‬سحري‭ ‬لا‭ ‬خلاص‭ ‬به‭ ‬ولا‭ ‬سحر،‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬به‭ ‬سوى‭ ‬تقويض‭ ‬لحياة‭ ‬أسرية‭ ‬ها‭ ‬هي‭ ‬بالكاد‭ ‬تستقر”.

ويقول: “تتعطل‭ ‬لغة‭ ‬الكلام‭ ‬المرسلة‭ ‬مني‭ ‬إلى‭ ‬ولديّ،‭ ‬فأمتنع‭ ‬عن‭ ‬حديث‭ ‬الهواجس‭ ‬والمخاوف‭ ‬بشأن‭ ‬الظروف‭ ‬المحيطة‭ ‬بمكان‭ ‬عملي‭ ‬وإقامتي،‭ ‬وأتحجج‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يسمن‭ ‬من‭ ‬جوع‭ ‬لكي‭ ‬أبرر‭ ‬تأخري.‭ ‬أتوقف‭ ‬عن‭ ‬التحجج‭ ‬بعد‭ ‬أيام‭ ‬قليلة‭ ‬وأشرع‭ ‬في‭ ‬شرح‭ ‬ما‭ ‬يحيط‭ ‬بي،‭ ‬فأرى‭ ‬يافعين‭ ‬لهما‭ ‬من‭ ‬حظوظ‭ ‬المتابعة‭ ‬والفهم‭ ‬ما‭ ‬يغنيني‭ ‬عن‭ ‬كثير‭ ‬شرح‭. ‬ ويبقى‭ ‬الجزع‭ ‬لغتنا‭ ‬المشتركة‭ ‬الوحيدة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أخبرهما‭ ‬بموعد‭ ‬قدوم‭ ‬محدد،‭ ‬وبطرحي‭ ‬الهواجس‭ ‬والمخاوف‭ ‬من‭ ‬قرارات‭ ‬ترامب‭ ‬الأبيض‭ ‬جانبا.‭ ‬أوليس‭ ‬بآلام‭ ‬الارتحال‭ ‬القسري‭ ‬عن‭ ‬الأوطان‭ ‬وحياة‭ ‬المنافي‭ ‬ما‭ ‬يحصن‭ ‬ضد‭ ‬أغدار‭ ‬الزمن‭ ‬المقبلة؟”.
ويقول: “أستيقظ‭ ‬كعادتي‭ ‬مبكرا،‭ ‬وأجلس‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬الكتابة‭ ‬باحثا‭ ‬عن‭ ‬بدايات‭ ‬مختلفة‭ ‬لا‭ ‬تأتي،‭ ‬فالنظر‭ ‬المدرب‭ ‬على‭ ‬تشريح‭ ‬الحقائق‭ ‬السياسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬تتراجع‭ ‬دقته‭ ‬بسبب‭ ‬البعد،‭ ‬والرغبة‭ ‬في‭ ‬مراكمة‭ ‬إنتاج‭ ‬أكاديمي‭ ‬متميز‭ ‬وحصاد‭ ‬فكري‭ ‬يبقى‭ ‬على‭ ‬الاسم‭ ‬بعد‭ ‬الرحيل‭ ‬يحل‭ ‬محلها‭ ‬التساؤل‭ ‬الدائم‭ ‬عن‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬كتابات‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تغيير‭ ‬الواقع‭ ‬المرير‭ ‬في‭ ‬بر‭ ‬مصر‭ ‬ولا‭ ‬قبل‭ ‬لها‭ ‬بفتح‭ ‬طاقات‭ ‬الإلهام‭ ‬في‭ ‬أجواء‭ ‬إحباط‭ ‬عام‭ ‬تنشرها‭ ‬إما‭ ‬الأزمات‭ ‬المعيشية‭ ‬الممسكة‭ ‬بالأغلبية‭ ‬أو‭ ‬أحلام‭ ‬التقدم‭ ‬المغتالة،‭ ‬ثم‭ ‬أليس‭ ‬الإحباط‭ ‬هو‭ ‬شعوري‭ ‬الشخصي‭ ‬أيضا؟.

واستطرد “لا ‬الفائدة،‭ ‬إذا،‭ ‬من‭ ‬تفكيك‭ ‬مرتكزات‭ ‬السلطوية‭ ‬الجديدة‭ ‬وكسر‭ ‬حاجز‭ ‬الصمت‭ ‬بشأن‭ ‬جرائمها‭ ‬وانتهاكاتها‭ ‬وإظهار‭ ‬تهافت‭ ‬السياسات‭ ‬الأمنية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬ينفذها‭ ‬الجنرالات‭ ‬وأعوانهم،‭ ‬فسلطوية‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬2013‭ ‬جاءت‭ ‬لتبقى‭ ‬قمعا‭ ‬وقهرا‭ ‬ورغما‭ ‬عن‭ ‬الناس،‭ ‬واستغلالا‭ ‬لعالم‭ ‬ترامب‭ ‬وبوتين‭ ‬وتنظيم‭ ‬‮«‬الدولة”، ‬أم‭ ‬أن‭ ‬الفائدة‭ ‬المرجوة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬الزاد‭ ‬المعرفي‭ ‬والتحليلي‭ ‬لمن‭ ‬يواصلون‭ ‬دون‭ ‬هوادة‭ ‬المقاومة‭ ‬السلمية‭ ‬للقمع‭ ‬بين‭ ‬صفوف‭ ‬الطلاب‭ ‬والعمال‭ ‬والشباب،‭ ‬ويرفضون‭ ‬التنازل‭ ‬عن‭ ‬أحلام‭ ‬التقدم‭ ‬وآمال‭ ‬التغيير؟‭ ‬مخلصا،‭ ‬لا‭ ‬أعرف‭.‬

وأكمل أسئلته “ترى‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬ستفقدني‭ ‬إياه‭ ‬حياة‭ ‬المنافي‭ ‬بالغد؟‭ ‬غير‭ ‬بعيد‭ ‬عن‭ ‬جزع‭ ‬الحبيبة‭ ‬وجزع‭ ‬الولدين‭ ‬وشكوكي‭ ‬في‭ ‬القيمة‭ ‬الفعلية‭ ‬لما‭ ‬تعلمته‭ ‬كعمل،‭ ‬غير‭ ‬بعيد‭ ‬عنهم‭ ‬يطل‭ ‬القلق‭ ‬على‭ ‬إنسانية‭ ‬تقتل‭ ‬يوميا،‭ ‬يصطنع‭ ‬المنفى‭ ‬بداخلنا‭ ‬وحوشا‭ ‬صغيرة‭ ‬وكبيرة،‭ ‬لا‭ ‬نتوقف‭ ‬عن‭ ‬الركض‭ ‬العشوائي‭ ‬لتوفير‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬لنا‭ ‬متطلبات‭ ‬حياة‭ ‬آمنة،‭ ‬نتملص‭ ‬من‭ ‬الاعتراف‭ ‬بكون‭ ‬التقلبات‭ ‬التي‭ ‬أفضت‭ ‬إلى‭ ‬الإبعاد‭ ‬والنفي‭ ‬بددت‭ ‬دون‭ ‬رجعة‭ ‬وهم‭ ‬الحياة‭ ‬الآمنة. ‬وفي‭ ‬الركض‭ ‬ينغلق‭ ‬الوجدان‭ ‬على‭ ‬خواء‭ ‬يميت‭ ‬الجمال‭ ‬ويسفه‭ ‬الحب‭ ‬وينقض‭ ‬على‭ ‬العقل‭ ‬ويعطل‭ ‬لغة‭ ‬الكلام،‭ ‬ولا‭ ‬يبقي‭ ‬سوى‭ ‬على‭ ‬ذاكرة‭ ‬غائمة‭ ‬لأيام‭ ‬لم‭ ‬تمر‭ ‬هكذا”‭.‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …