‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير «مولانا السيسي».. بعد الطلاق الشفوي فتوى الأيس كريم قريبًا
أخبار وتقارير - يناير 25, 2017

«مولانا السيسي».. بعد الطلاق الشفوي فتوى الأيس كريم قريبًا

«إذا أكل شاب وفتاة من نفس الآيس كريم وكانت تحتوي على حليب.. فإنها.. أخته بالرضاعة»، ربما لا تعرف أن تلك الفتوى كانت صادرة عن الزعيم العقيد القذافي، أحد مجانين العسكر الذين استولوا على السلطة في منطقتنا العربية، ومعها تولوا الإفتاء!

ويبدو أننا سنسمع قريبًا صوت فضيلة الإمام رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي في برنامج “بريد الإسلام”، وهو يتولى الإجابة عن أسئلة المستمعين، وأول فتواه كانت حول قضية “الطلاق الشفوي”، حيث اقترح فضيلته خلال كلمته بعيد الشرطة، إصدار قانون يحتم عدم وقوع الطلاق إلا أمام المأذون فقط، ولم يستطع أي من المراقبين اكتشاف الصلة بين عيد الشرطة والطلاق!

وأعطى فضيلة الإمام رئيس أوامره، على غرار القذافي، إلى تابعه الذي يتولى الأزهر “أحمد الطيب”، وكلفه على الفور بإصدار فتوى رسمية فى هذا الشأن، فيما يرى مراقبون أن “مولانا السيسي” يريد تقنين الطلاق بالورق فقط لرفع الرسوم وفرض الجباية.

الهلالي يطبل
مقترح «مولانا السيسي» سبق أن دعا له الدكتور سعد الدين الهلالي، المؤيد للانقلاب، في سلسلة من المقالات نشرت فى هذا الشأن وحملت عنوان “الطلاق الشفوي”، وتولى الجندي الترويج للفتاوى العسكرية عبر برامج إذاعة القرآن الكريم، وفضائيات الانقلاب وتباينت ردود أفعال رافضة لتدخل العسكر في الفتوى.

وأرجع الرافضون أسباب رفضهم الدعوة لضرورة عرض المسألة على المجامع الفقهية واللجان المتخصصة؛ لأن الطلاق من الأمور العامة، بينما أكد المؤيدون للعسكر أن من حق الجنرال الإفتاء فيما يراه من صالح المسلمين في مصر، حتى أن “الهلالي” قال إن أي فتوى تخالف قانون أصدره السيسي فهى باطلة وحرام شرعًا.

وهرول صبيان الانقلاب الذين يتولون إضفاء الشرعية الدينية على خزعبلات “مولانا السيسي”، وفى أول رد فعل له أكد الداعية خالد الجندي، أنه ليس صاحب السبق في الحديث عن قضية الطلاق الشفوي، فقد سبقه علماء كبار أمثال الشيخ سيد سابق، وجاد الحق ومحمد الغزالي، وأحمد محمد شاكر، إلى أن وصلنا لفقيه الأمة –حسب تعبيره- سعد الدين الهلالي!

لافتا إلى أنه تحمل مسئولية طرح هذا الموضوع مهما تكبد من مشاق، وأقنع أم زوجته في طباعة كتاب “فقه المصريين في إبطال الطلاق الشفوي للمتزوجين بالوثائق الرسمية”، والذي جمع فيه “الهلالي” كل الآراء الفقهية فى مسألة الطلاق، وتم توزيع الكتاب مجانًا على المواطنين، معربا عن ثقته في قدرة الأزهر وهيئة كبار العلماء على إخراج الموضوع كفتوى رسمية تمهيدًا لصدور تشريع قانون بها.

جدير بالذكر أن “الهلالي” سبق أن شبه عبدالفتاح السياسي ووزير الداخلية محمد إبراهيم بنبي الله موسى وأخاه هارون عليهما السلام، كما شبه الأستاذ الأزهري، نجاة وزير الداخلية من محاولة اغتيال مزعومة بنجاة النبي إبراهيم عليه السلام من النار!

 

فتاوى تحت تهديد السلاح
وخوفًا من الفضيحة التي ستسببها فتاوى “مولانا السيسي” التي تسير في سياق فتاوى الشيخ معمر القذافي، دعا الدكتور سالم عبدالجليل، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، وأحد أصابع جهاز الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، على ضرورة “التريث” وعرض فتوى “مولانا السيسي” على مجمع البحوث الإسلامية، وهيئة كبار العلماء الأزهر، حتى تحظى بالدمغة وطابع البريد الشرعي!

وتحسس “سالم” رقبته خوفا من غضب الانقلاب، وقال: “أنا أثق في أنَّ مصر أو القيادة السياسية لن تأخذ أى إجراء يمس الأمور الشرعية إلا بعد الرجوع لأهل الذكر في هذا الشأن وهو الأزهر الشريف، ومما يؤكد كلامي قول رئيس الجمهورية لشيخ الأزهر إية رأيك يا فضيلة الإمام؟”، مما جعل نشطاء يسخرون من تصريحات “سالم” بمشهد الفنان عادل إمام في فيلم “حسن ومرقص”، عندما كان يردد عبارة: “هو الدين بيقول ايه؟”.

من جانبها قامت الدكتورة فتحية الحنفي -أستاذ الفقه بجامعة الأزهر- باقتراض “الطبلة” من فقيه العسكر الشيخ “الهلالي”، ومدحت فتاوى “مولانا السيسي” وقالت: “إن ما ذكره السيسي شيء طيب، خاصة في يومنا هذا، حيث فسدت الأخلاق وصار كل من هب ودب متزوجا وغير متزوج يلفظ بالطلاق، وكأنه كلمة عابرة لا يترتب عليها أي أثار”.

وحول استنباط الأحكام العسكرية من فتاوى “مولانا السيسي”، قالت “فتحية”: وقد يكون المقصد من وراء ذلك التأني في استعمال هذا اللفظ لما له من آثار سلبية علي الحياة الزوجية”.

وأشارت إلى أن فتوى “مولانا السيسي” في الطلاق جاءت متزامنة مع عام المرأة.
 
طبخها مع البرلمان
المستور في فتوى “مولانا السيسي” كشفه عمرو حمروش، أمين سر اللجنة الدينية في برلمان الانقلاب، عندما أكد عن تجهيز قانون لتنظيم الطلاق الشفوى استجابة لفتوى “مولانا السيسي”، لافتًا إلى أن هذه الدعوة أبلغ دليل على اهتمامه بالأسرة المصرية.

متجاهلا أن الأسرة المصرية تعاني من القمع والاعتقالات والفقر وغلاء الأسعار والبطالة وأن آخر ما تفكر فيه أن تمتد يد العسكر وتتدخل في شئونهم الدينية (الإسلامية) والشرعية.
 
الناطق الإعلامي للشيخ الطيب، الدكتور عباس شومان -وكيل الأزهر- غرف غرفة بيده من بئر التطبيل، وقال إن هيئة كبار العلماء، تعكف على دراسة العديد من القضايا المتعلقة بالطلاق للحد من حالات الطلاق، ومنها عدم وقوع الطلاق إلا بالإشهاد وعن طريق القاضي.

فيما يتساءل مراقبون عن السر وراء فتوى السيسي الأخيرة!! هل تأتي في سياق إملاءات منظمات ماسونية كما كان الحال مع سوزان زوجة المخلوع مبارك؟     

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …