لماذا يصطف إعلام “بلحة” خلف سيناتور أمريكي؟
بعد أن لاحت شمس الحرية على سماء مصر بعد صلاة جمعة الغضب في الـ28 من يناير 2011، ظن الشعب أنه قد نال حريته بعد أكثر من ستين عاماً، وانضم إعلام العسكر التابع لنظام مبارك بمباركة ثورة 25 يناير، التى كانوا يواجهونها بالأمس القريب بكل السباب والشتائم، وأن من خلفها إيران وحماس ومؤامرات دول وغيرها من المعقول واللا معقول.. ولكن النفاق كان سيد الموقف.
اليوم يستغل الإعلام نفسه قرار “تيد كروز” السيناتور الأمريكي الصهيوني، الذي قدم اقتراحًا للكونجرس الأمريكي داعمًا لانقلاب 30 يونيو، يزعم فيه أن جماعة الإخوان المسلمين “إرهابية”، ويشن الإعلامي عمرو أديب وحرمه وباقي شلة المنتفعين هجومًا لدعم القرار ضد أكبر كتلة ثورية والنواة الصلبة في مصر.
وبرأي مراقبين فإن توقيت قرار “تيد كروز”، المنتمي إلى المعسكر اليميني الأمريكي المعادي للإسلام، تزامن مع تصريحات عدائية من دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي الجديد ضد جماعة الإخوان المسلمين، ما يشير إلى أن الأمر ليس مصادفة، وأن فترة الرئيس الأكثر عداء للإسلام “دونالد ترامب”، الذي سيتولى منصبه رسميا يوم 20 يناير، ستشهد تعاونا مع نظام السيسي وتضييقا في الوقت نفسه على المنظمات الإسلامية العاملة في أمريكا.
وسبق أن صوتت “اللجنة القضائية” بمجلس النواب الأمريكي 24 فبراير 2016، بموافقة 17 مقابل 10 لصالح مشروع قانون يلزم الولايات المتحدة “باتخاذ موقف ضد جماعة الإخوان المسلمين، أو تبرير رفضها لذلك”، ولكن دبلوماسيين قالوا إنه يستغرق وقتا طويلا وربما اعتراضات لإقراره من مجلسي النواب والشيوخ، وقد تكون التصريحات الأخيرة مقدمة للضغط لتمرير هذا القانون.
هجوم مستمر
يتجاهل أبواق السيسي الذين حرضوا ضد الإخوان، ومعهم المستشار أحمد الزند، وزير العدل السابق في حكومة الانقلاب، أن جنرالات العسكر استحوذوا على البلاد قاطبة، حيث ترك العسكر الجنرال “بلحة” يحقق أحلام المراهقة المتأخرة حتى يكون في الواجهة ويديرون البلاد من خلف الستار.
ولكن السيي –برأي مراقبين- قلب العربة وجمح في الطرقات، فحطم كل من يلقاه في طريقه وأفسد في البلاد وحطم العباد، واهما أنه بهذا الجموح الأهوج سوف تستقر له الأمور، فقتل الآلاف وحبس عشرات الآلاف، وأطلق يد الشرطة والمخابرات العسكرية على كل من تسول له نفسه الوقوف أمام طموحه في امتلاك البلاد والاستحواذ على السلطة وبقائها في حضن المجلس العسكري.
وأصبح الرجل وأمسى عطشانا للدماء، وحُبه للسلطة والمال أخرجه ومن معه من الملة ومن الإنسانية، فأصبحوا وحوشا كاسرة يطيحون بكل من يعارضهم، حتى من ساندهم في المؤامرة الأولى ومن ساندهم في الاستيلاء على السلطة من الرئيس المنتخب للبلاد.
فشل العسكر أيما فشل في إدارة البلاد من كل النواحي الأمنية والاقتصادية والتعليمية والصحية، رغم التأييد الدولي والإقليمي والمحلي، وغض بصر المجتمع الدولي عن جرائمه التي أصبح من الصعب الآن حصرها أو وقفها.
إعلام الانقلاب يرحب
ورحب إعلاميو الانقلاب بهذه التصريحات ضد جماعة الإخوان، وتحدث عمرو أديب في برنامجه (كل يوم) عن مشروع القانون الذي قدمه كروز لمجلس الشيوخ لتصنيف الإخوان، داعيا اللجان الإلكترونية للسيسي للكتابة على حساب النائب الأمريكي وتشجيعه قائلا: “إبعت وبلغ عن جرائم الإخوان علشان نخلص منهم”.
ولوحظ أن التعليقات علي طلب النائب كروز جاءت من مؤيدي السيسي، ما يشير لحملة إلكترونية إعلانية، حسب ما قال أديب، الذي نصح المعلقون على حساب المسئول الأمريكي بعدم إرسالهم صور السيسي؛ لأن هذا “يسبب حساسية لدى الأمريكان”.
وسبق أن كتبت “إليسا ميلر” -الباحثة بمركز أتلانتك كاونسل الأمريكي- مؤخرا تقول: “الكثير من آراء السيسي العالمية تبدو متسقة مع دونالد ترامب، إذ أن الرئيس الأمريكي المنتخب يحيط به مستشارون لا يضعون فاصلا بين الإسلام السياسي والتطرف الإسلامي، وتصنيف واشنطن الإخوان كمنظمة إرهابية احتمال واضح في خطوة سترحب بها القاهرة بكل تأكيد”.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …