في السجون.. البرد ينهش المعتقلين دون رحمة

البرد قارس، لا تجدي الملابس الثقيلة للحماية منه، قد يكون النزول تحت “البطانية” هو الحل في هذا “الثلج” الذي تعاني منه مصر في الأيام الثلاثة الأخيرة، وينتظر أن يمتد إلى يوم غد الجمعة 2 ديسمبر.

بالتأكيد تشعر- عزيزي القارئ- بهذه السطور، ولعلك تقرؤها وفي إحدى يديك كوب الشاي الساخن، الذي يمكن أن يساهم في نشر الدفء في جسدك الذي يتسلل إليه البرد رغم اتخاذ الاحتياطات اللازمة.

في السجون الوضع مختلف

فعلى أرضيات الزنازين الصلبة يرقد، في نفس اللحظة، عشرات الآلاف من المعتقلين، منهم نسبة كبيرة من كبار السن والمرضى والأطفال، يرتجفون بردا بسبب عدم وجود ما يحميهم من تلك البرودة الشديدة التي تنخر في عظامهم، وتتسلل إلى الأجساد دون أدنى مقاومة، ودون توفر وسائل للحماية من تلك الموجة التي لا ترحم.

ويرفض العديد من السجون وأقسام الشرطة استلام بطاطين كافية للمعتقلين من ذويهم، أو ملابس ثقيلة تحمي أجسادهم من البرد. وكشفت رسالة الصحفي سامحي مصطفى، اليوم، عن بعض جوانب مأساة هؤلاء المعتقلين، حيث أشار إلى أنه لم يعرف بدخول الشتاء إلا حين شعر بالبرودة الشديدة تسري في جسده الذي أنهكه السجن، وأن هذا الشتاء هو الرابع الذي يستقبله داخل السجن، متمنيا أن يرى الشمس ويشم الهواء قريبا.

ومن داخل سجن “القناطر 2″، تمكن المعتقل أحمد خطاب من تسريب استغاثة تعبر عن آلاف المعتقلين؛ حيث أرسل الطالب بكلية الهندسة جامعة حلوان، والذي يقضي حكما بالسجن 10 سنوات بتهمة المشاركة في عزاء أحد أعضاء حركة شباب 6 أبريل، في القضية المعروفة إعلاميا بـ”معتقلي العزاء”، رسالة من داخل محبسه بسجن “القناطر 1” يستغيث فيها من الأوضاع غير الإنسانية، التي يعيش فيها المعتقلون في ذلك السجن، وهو ما يتكرر في سجون أخرى، خاصة مع البرودة الشديدة التي يعاني منها المعتقلون في هذا التوقيت من كل عام.

الرسالة التي بعثها “خطاب” نشرتها حركة شباب 6 أبريل عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، وقال فيها: “سجن القناطر.. يحتاج إلى الدعم.. الماء ملوث يحتاج إلى فلاتر.. البرد شديد يحتاج إلى بطاطين.. ما يقرب من 500 معتقل سياسي في 16 زنزانة.. عنبر واحد”.

واختتم خطاب استغاثته، قائلًا: “المبادئ والقيم الإنسانية أقوى من الاختلافات الفكرية.. الوطنية فوق السياسة.. المبادئ فوق المصالح”.