‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير مشهد مأساوي قاتل عند بوابة المعتقل
أخبار وتقارير - نوفمبر 23, 2016

مشهد مأساوي قاتل عند بوابة المعتقل

الزوجة والأولاد أمام بوابة السجن انتظارا لزيارة والدهم المعتقل منذ أكثر من عامين.. إدارة السجن تخبرهم أن الزيارة لن تتم، لأن الزوج سوف يتم ترحيله الآن إلى سجن آخر. الصناديق الحديدية التي تنقل المعتقلين، التي يطلق عليها “سيارة الترحيلات” تخرج واحدة تلو الأخرى، حاملة عشرات المعتقلين الذين تقرر نقلهم من هذا السجن إلى آخر.

أنظار الأم وأولادها تتعلق بالشبابيك الصغيرة التي تتشبث بها أيادي المعتقلين وعيونهم، حيث إنها نافذتهم على العالم خارج تلك السيارات الكئيبة.

لا رد على نظراتهم، ولا إشارات من يد يعرفونها جيدا، ولا صوت يرد على “حمزة”، الذي لم تتوقف نداءاته على والده مع خروج كل سيارة من داخل السجن.

ومع السيارة الأخيرة يتجدد الأمل في مجرد سلام باللسان والنظرات، حيث إن السلام باليد رفاهية في عرف القائمين على السجون، والأحضان بين المعتقل وذويه درب من الجنون الذي لا يتصور حدوثه.

بابا.. حمزة، بابا.. حمزة، بابا.. حمزة.. أكثر من 10 مرات.. سائق سيارة الترحيلات لا يهتم.. أذناه تسمع الصراخ المتبادل بين الأب وابنه، إلا أنهما امتلآ بالرمل فلم تعد تصل إليهما الأصوات.

عيناه تريا اللهفة على وجه “حمزة” وأمه، لمجرد السلام على الأب والزوج، إلا أنهما تغافلتا عن إدراك معنى تلك اللهفة البادية في العيون.. قلبه تجمد عن التعرف على شعور الأم التي تهرول ساعية إلى مجرد الاطمئنان على الزوج، ولهفة الابن الذي يتمنى الارتماء في حضن والده الغائب عنه منذ عامين، وتمزق مشاعر الأب الذي لا يملك أن يحتضن ابنه زوجته، أو تقر عينه بمجرد رؤيتهما دون تلك الأسلاك الغليظة التي تكسو شبابيك عربة الترحيلات.

السطور السابقة حدثت أمام أحد السجون المليئة بالمظلومين منذ وقوع الانقلاب وحتى اليوم، حيث وقفت الأم على ناحية من الطريق، وابنها “9 سنوات” على الناحية الأخرى.. لعل أحدهما يتمكن من رؤية الأب خلال الخروج، ومع خروج السيارة التي تحمل الأب، وعدم توقف السائق لمجرد إلقاء الابن والأم نظرة عليه؛ هرولا خلف السيارة، وكادت أن تصدمهما سيارة قادمة من الاتجاه المعاكس، إلا أن الله سلم، وكتب لجسديهما السلامة، أما قلبيهما المكلومين فلا شك أن السلامة لم تعد تعرف الطريق إليهما بعد ذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …