‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير من حكايات الظلم.. كيف يفضل المختطفون الموت على “العازولي”؟
أخبار وتقارير - نوفمبر 22, 2016

من حكايات الظلم.. كيف يفضل المختطفون الموت على “العازولي”؟

هل تتوقع أن يفضل أحد الموت على الحياة؟ وهل سمعت عن الذين يرجون أن يختطفهم ملك الموت ولا يدخلون غرف التعذيب مرة أخرى؟ يحدث ذلك بصورة شبه يومية في مراكز التعذيب التي أقامتها مليشيات الانقلاب العسكري في العديد من المواقع، سواء في مقار الأمن الوطني أو معسكرات الأمن أو معسكرات القوات المسلحة أو بعض السجون.

يمارس التعذيب داخل تلك الأماكن بمنهجية، وبصورة ديناميكية، لا يتوقف على الإطلاق، ولا يفرق بين الذين يمارس ضدهم في الجنس أو النوع أو السن؛ حيث لا تعرف أدوات التعذيب الكبير من الصغير، ولا المرأة من الرجل.. فالكل في أتون التعذيب واحد، والضحايا دائما جاهزون، لا يعرفون الليل من النهار في تلك المواقع التي يصفونها بأنها “عواصم جهنم”، التي يتمنى من يدخلها أن يخرج منها ولو ميتا.

يروي أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي قصته مع اثنين من هؤلاء الضحايا، في البوست الذي نشره على موقع “فيس بوك”، والذي يشرح فيه ما سمعه من اثنين من المعتقلين الذين قضوا عاما كاملا في سجن “العازولي” سيء السمعة.

 

يقول: “في آخر أيامنا في سجن الكيلو عشرة ونص وفد إلينا في الزنزانة مسجونان جديدان. كان واضح عليهم التعب والإنهاك؛ اللي هو الشعور لما تكون منمتش من أيام ونفسك تلاقي مكان تترمي فيه وتنام لحد آخر العمر.. استقبلناهم في الزنزانة وإديناهم مكان كويس، وعرفنا منهم بعد كده إنهم كانوا مختفين قسريًا من حوالي سنة كاملة، محدش يعرف عنهم أي أخبار، كانوا في سجن العازولي”.

“لما عرفنا قصة ومكان اختفائهم سألناهم عن اللي نعرفهم من المختفين قسريًا (أشرف شحاتة وماصوني) بس للأسف مكنوش شافوهم ولا يعرفوا عنهم حاجة، بالتأكيد فيه عشرات الأماكن غير القانونية بيتم إخفاء المعتقلين فيها”.

ويضيف: “حكوا لنا حكايات مرعبة عن مقبرة العازولي ورعب الاختفاء القسري وتكوم أكثر من 100 معتقل في زنزانة واحدة ضيقة.. لا تتسع لربع عددهم.. وشح المياه وانعدام الأدوية، وموت الكثير منهم نتيجة عدم وجود أي رعاية صحية من أي نوع.

بعد قضائهم قرابة السنة في العازولي.. الاثنان تم نقلهما لأمن الدولة والتحقيق معهما في قضايا وقعت أثناء فترة احتجازهم في السجن.. وبالطبع تحت التعذيب اعترفا بما طلب منهما دون وجود أي دعم قانوني.

ويتابع: “لما سألناهم -وكان سؤال غبي- ليه اعترفتوا بحاجة معملتوهاش، كان ردهم إنهم كان عندهم استعداد إنهم يعترفوا بأي حاجة ويعملوا أي حاجة تطلب منهم لقاء خروجهم من المقبرة اللي كانوا فيها، مكنش عندهم مشكلة إنهم يقضوا باقي حياتهم في سجن عادي فيه حد أدنى من الحياة.. بس يخرجوا من العازولي”.

ويعلق المعتقل السابق على ما رآه قائلا: “هفضل فاكر أول مرة ناموا فيها فاردين ضهرهم ومش خايفين يتنادى اسمهم فيتاخدوا يتصفوا ويترموا في الصحرا الواسعة من غير ما حد يعرف عنهم أو بيهم.

لما كانوا بيتكلموا كان صوتهم واطي لدرجة إن اللي قاعد جنبهم ممكن ميسمعهمش، كانوا بيهمسوا، ولما كنا بنطلب منهم يعلوا صوتهم يعتذروا في خجل “أصل الكلام كان ممنوع هناك”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …