‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير مأساة رمز الثورة .. “البلتاجي” يموت بالبطيء
أخبار وتقارير - نوفمبر 13, 2016

مأساة رمز الثورة .. “البلتاجي” يموت بالبطيء

يعتبر الدكتور محمد البلتاجي أحد أهم الرموز الثورية والسياسية التي ساهمت في ثورة يناير 2011 وما قبلها من حراك مجتمعي وصولا إلى ميدان التحرير الذي صال فيه وجال ، دفاعا عن الثورة من الوأد والاختطاف على أيدي عصابة العسكر التي كانت تقف لها بالمرصاد، ولا يزال موقفه القوي بطرد مدير المخابرات الحربية ، حينئذ، عبد الفتاح السيسي حاضرا ، ربما في ذهن السيسي بشكل أكبر، وهو ما يفسر التعنت الذي يتعرض له البلتاجي ، الأستاذ بطب الأزهر وأمين حزب الحرية والعدالة بالقاهرة ، وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان بعد تشكيله في أعقاب الثورة، وعضو اللجنة التأسيسية للدستور المصري 2012 ، بشكل أكبر من باقي المعتقلين الذين تقدر أعدادهم بالآلاف في سجون الانقلاب.

ولا تتوقف ملحمة “البلتاجي” عند السجن وحده ، حيث سبق أن استشهدت ابنته أمام عينيه في ميدان رابعة العدوية برصاص القناصة ، كما اعتقل ابنه أنس ، وطورد ابنه الثاني “عمار” ، كما اضطرت زوجته الصامدة “سناء عبد الجواد” إلى الخروج من مصر بعد أن صدر ضدها حكم قضائي بالحبس لأنها طالبت بمراعاة حقوق الإنسان مع زوجها المعتقل .

ولم تتوقف الانتهاكات التي يتعرض لها الدكتور محمد البلتاجي حتى الآن منذ اعتقاله في ٢٨ أغسطس ٢٠١٣، وتدمير مركزه الطبي ، إلى جانب فصله من وظيفته بجامعة الأزهر ، وتلفيق 35 قضية له ، بلغت مدة الأحكام التي صدرت فيها حتى الآن ٢٢٥ عاما بالإضافة إلى حكم بالإعدام.

وكشفت أسرة “البلتاجي” عن جانب من الانتهاكات التي يتعرض لها حتى الآن ، في الرسالة التي وجهتها إلى برلمان الخارج ، حيث تم حجزه في زنزانة عزل انفرادي لمدة شهرين، وهي غرفة صغيرة يمكن تشبيهها بغرفة قضاء الحاجة، بالإضافة إلى وضعه في سجن تأديبي “ليمان طره” قبل أن يتم نقله إلى سجن العقرب في ٢١ ديسمبر ٢٠١٣ ؛ حيث تم سجنه هناك أيضا في غرفة عزل انفرادي سيئة التهوية والإضاءة . 

واضطرته تلك العاملة غير الآدمية إلى الدخول في إضراب عن الطعام ، إلا أنه بعد الإضراب فوجي بمدير مصلحة السجون حسن السوهاجي ، ومدير قسم التحقيق الجنائي بالمصلحة محمد علي يجبرا الدكتور البلتاجي على خلع ملابسه ، ثم تعذيبه وتصويره.

وفي اليوم التالي، اشتكى الدكتور البلتاجي لهيئة المحكمة ، خلال الجلسة التي كانت مقررة قبل ذلك، ما حدث معه ، فتمت معاقبته بعد عودته إلى السجن ، حيث تعرض لمحاولة اغتيال ، ورغم أنه تقدم بشكوى أخرى ، إلا أن أحدا لم يلتفت إليها . 

وتشير الأسرة إلى أن السبب الرئيس في هذا التمييز الواضح ضد الدكتور البلتاجي هو تحريكه دعوى قضائية ضد قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي يتهمه فيه بقتل ابنته أسماء محمد البلتاجي يوم فض اعتصام رابعة.

وتؤكد الأسرة أن “البلتاجي” ممنوع من الدواء والملابس الثقيلة والأغطية ، حيث قبلوا فقط غطاء واحدا ينام عليه ، بعد أن كان ينام على البلاط منذ فترة طويلة ، وفي حال خروجه للتريض يكون مكبل اليدين .

بالإضافة إلى منع زيارة أهله له منذ شهور ، حتى ابنه المحكوم عليه بالسجن لمدة 3 سنوات لا يتمكن من رؤيته . 

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأفعال التي تقوم بها سلطات الانقلاب ضد النائب محمد البلتاجي مخالفة للمادة ٤٢ من الدستور المصري التي تنص على أن أي مواطن يتم اعتقاله أو احتجازه يجب أن تتم معاملته بطريقة تتفق مع كرامته الإنسانية وبطريقة أخلاقية وألا يتم اعتقاله في مكان أو في ظروف غير خاضعة للقوانين والأعراف التي تحكم السجون. بالإضافة إلى المادة ٤ من اتفاقية مناهضة التعذيب التي تنص على أن تضمن كل دولة طرف في هذه الاتفاقية أن تكون جميع أعمال التعذيب جرائم ضمن قانونها الجنائي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …