كيف صمدت “حواء” في وجه الانقلاب؟
يمثل دور المرأة لدى رافضي الانقلاب، وفي القلب منهم الإخوان، قيمة كبيرة، خاصة بعد الانقلاب العسكري الذي خيم على مصر منذ 3 سنوات. حيث كان لها دور بالغ الأهمية من ناحيتين؛ الحفاظ على جذوة الثورة متقدة بسبب إصرارها على استمرار التظاهر في الشوارع للدفاع عن الشرعية ورفض الانقلاب، وعدم السماح للوقت بأن ينسي الشعب المصري أنه يعيش تحت انقلاب عسكري غاشم، في حين تركز الدور الثاني في الصبر على رعاية أبنائها وحفظ بيتها عقب الأزمات التي مرت بها آلاف البيوت، سواء باعتقال الأزواج أو الأبناء أو الآباء أو الأشقاء أو استشهادهم أو مطاردتهم. حيث تمكنت المرأة المناضلة من الحفاظ على أبنائها وتربيتهم بشكل ربما لا تصدق هي ذاتها أنها تمكنت من القيام به!.
وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لا تتوقف التدوينات والتغريدات التي تؤكد هذا المعنى، والتي يعبر أصحابها عن الامتنان لدور المرأة منذ قيام الثورة وحتى الآن، ومن تلك التدوينات انتقينا تدوينة كتبها “أبو مالك النجار” على صفحته في موقع “فيس بوك”، والتي قال فيها:
“سؤال لنساء وبنات الإخوان: هل أنتن نساء كباقي النساء؟
هل أنتن بشر كباقي البشر؟ هل أنتن بنات ونساء من الدنيا أم حوريات من الجنة؟
عندما قرأت قصة حياة زينب الغزالي والتعذيب الذي لاقته في المعتقل، وكذلك أمينة قطب التي ظلت مخطوبة للشهيد كمال السنانيري عشرين عاما، وهى تنتظره ولا تعلم متى سيخرج، وكذلك عروس كرداسة، التي اختطفوا عريسها سيد نزيلي، كل هؤلاء أدهشوني، ولكن هؤلاء لم نرهم أو نعاصرهم، لكني سوف أروي مقتطفات من واقعنا المعاصر دفعتني لأكتب تلك الكلمات، لعلي أو في الأخوات بعض حقهن علينا؛ لأني أراهن منسيات حتى فى دعائنا”.
ويشير إلى الزوجة التي قالت لزوجها المسجون في “برج العرب”: “اثبت ما تخفشى وراك راجل ، والعروس التي أقسمت بالله ألا تدخل بيت زوجها حتى تذهب بفستان الفرح فى ليلة زفافها إلى أخيها المعتقل وتقول له: “أنا جتلك علشان تباركلي علشان انت اللي ربتني” ، والتي تكتب رسالة لزوجها المعتقل قائلة له : ياقرة عيني وتاج رأسى ، والتي تسهر طوال الليل تجهز ما لذ وطاب من الطعام والحلويات ، وفي الصباح تسافر عشرات الكيلو مترات ثم تقف بالساعات في طابور الزيارة لترى زوجها المعتقل لمدة عشر دقائق”.
كما استعرضت التدوينة الزوجة التي عقد قرانها، وفات موعد حفل الزفاف لأن زوجها ما زال رهن الاعتقال وهي صابرة محتسبة، أو تلك التي سافرت لعريسها خارج مصر دون زفاف لأن زوجها مطارد، فضلا عن تلك التي ترحب بأن يتزوج زوجها أرملة شهيد ويكفل أبناءه، والتي تقدم لها عريس فطلبت أن يكون مهرها حفظ سورة الكهف.
واستكمل “أبو مالك النجار” استعراض أمثلة على صبر بنات حواء مع ذويهن قائلا : إحداهن تنعي ابنها الشهيد وهي صابرة يوم فض رابعة قائلة : “اللهم اجعل موته سببا في نصرة الدين .. احتسبتك عند الله يا حذيفة يا حبيبي.. أنا قدمتك فداء للإسلام يا حبيبي”، وزوجة الدكتور محمد البلتاجي “سناء عبد الجواد” التي استشهدت ابنتها واعتقل زوجها وابنها، وطورد الابن الآخر، وما تزال تضرب المثل في الثبات.
ويلفت في نهاية تدوينته إلى أن المآسي التي تعرضت لها هؤلاء السيدات كانت كفيلة بأن تؤدي إلى رفع الآلاف من قضايا الخلع والطلاق، إلا أن قاموس هؤلاء لا يعرف إلا الصبر والثبات والبطولة.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …