‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير “رفيدة” و”صباح”.. بنات حواء سبقن إلى الجنة في مجزرة أكتوبر
أخبار وتقارير - أكتوبر 6, 2016

“رفيدة” و”صباح”.. بنات حواء سبقن إلى الجنة في مجزرة أكتوبر

في مثل هذا اليوم منذ 3 سنوات، ارتكب العسكر إحدى أكبر المجازر منذ انقلاب يوليو 2013، حيث قتلت العشرات في ميدان الدقي، وميادين المحافظات؛ للقضاء على المظاهرات الحاشدة التي نظمها رافضو الانقلاب العسكري في أنحاء مصر، والتي توصف بأنها من أكبر المظاهرات التي انطلقت منذ الانقلاب العسكري حتى الآن.

وفي هذا اليوم استشهد عدد كبير من المصريين، اخترنا منهم نموذجين من السيدات والفتيات، اللاتي ارتقين في بني سويف دفاعا عن الوطن والشرعية والحرية. وفقا للتقارير التي أوردتها صفحة “نساء ضد الانقلاب”.

رفيدة سيف.. صيدلانية في الجنة

لم تكن الشهيدة رفيدة سيف تخطت من العمر 19 عاما، حين اغتالتها رصاصات العسكر قبل 3 سنوات من الآن، وهي طالبة بكلية الصيدلة جامعة بني سويف، وتلقت رصاصتين إحداهما عبرت من إحدي جانبيها إلى القلب والأخرى في يديها.

وآخر ما كانت تحمله رفيدة في المسيرة قبل استشهادها لافتة كتب عليها “دموع المظلومين في أعينهم دموع ولكنها في يد الله صواعق يضرب بها الظالمين”.

وآخر ما كتبته على صفحتها على “فيس بوك”: “فينا اللي نازل وهيرجع وفينا اللي نازل وهيرجع علي المعتقل وفينا اللي نازل ومش هيرجع للحياه تاني لكن الكل نازل عشان الوطن ده يرجع من غيابه المختطف فيه”.

وتحكي والدة رفيدة عن اللحظات الأخيرة لرفيدة قائلة: “لحظة استشهادها كان وقت آذان المغرب وكانت صائمة وكان خلال مسيرة بالقرب من ميدان المديرية وأثناء تفريق المسيرة أصيبت رفيدة برصاصة من جهة قوات الجيش والشرطة في أحد الشوارع الجانبية”.
وأضافت: “كانت رفيدة في أحد الشوارع الجانبية للمسيرة وفوجئت حين فض المسيرة بها مضرجة في دمائها، وحاولت إسعافها دون جدوى”.
حكت عنها والدتها، وقالت: تعلّمت من رفيدة أشياء كثيرة، فكثيراً ما أرجع حياتك ومواقفك لأكتشف الخبيئة التي بينك وبين الله “.
وكتبت الأم عبر حسابها علي “فيس بوك “كنت أودّ أن أكتب إليكُم عن حياة رُفيدة – وسُبحان الله وأنا أنظّف المنزل ، إذا بي أجد كيسين بهما أشياء لرُفيدة – كُنت سأرميها ” غلاسة أمّهات” لكنّها رفضت وقالت لي : اتركيها و كعادتها لم تقُل لماذا”.
تصفها والدتها قائلة : ” كانت شخصية متوازنة فيها كل شيء، وأنا حامل فيها ، كنت أشعر أنّ هذا الجنين سيكون مميّزاً و غير عادي ، فعندما كنت أراها وهي صغيرة يخفق قلبي ، ففيها شيء غريب يدخُل القلب مباشرةً “.
ارتقت رفيدة شهيدة برصاصات جيش بلادها لا برصاصات الأعداء، ولكن بقت دمائها على أرض الوطن لتروي ثراه فينبت عدلا وحرية.

صباح حسن .. بشرت باستشهادها وكشفت قاتلها

أوشكت صباح علي حسن على إكمال عامها الخامس والخمسين ، حين استشهدت على يد العسكر ، وهي من قرية بني بخيت التابعة لمركز بني سويف ، واستشهدت عقب اعتداء ميليشيات الداخلية على مسيرة مناهضة للانقلاب العسكري أمام شارع الجمهورية ببني سويف.
يحكي زوجها عنها بأنه كان يعايش حديث النبي صلي الله عليه وسلم والذي يقول فيه أن “خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة” فبالرغم من أنه من الدعاة الي الله إلا أنه كان يستصغر عبادته وصلاته أمام عبادتها .
ويؤكد أنها لم تترك قيام الليل منذ تزوجها منذ عشرات السنين وكانت متعتها في الحياة هي تجميل المسجد المجاور لمنزلهم والقيام علي شؤون مصلي السيدات بالدور الثاني وكانت حياتها عبارة عن كد وجهاد في المنزل والحقل ومع جيرانها ، وكانت لها علاقة خاصة مع أبنائها .
أبناؤها الستة يؤكدون أنهم كانوا يعيشون بصحبة سيدة من طراز مختلف وحورية من حوريات الجنة يكادون لا يتذكرون منها لفظا سيئا أو فعلا منفرا وكان كل منهم يشعر بأنه الأقرب إلى قلبها لما يرى من عطف ومعاملة خاصة.

يتذكر ابنها الأكبر أحمد حياته معها قائلا : “عاشت أمي معنا طيلة السنوات السابقة وهي تتفاني في خدمتنا وإكرامنا وخاصة فنحن 5 ذكور وأخت واحدة ولدينا حقل نرعاه فكانت تجمع بين مساعدتنا في رعاية الحقل إضافة الي الاهتمام بشؤون المنزل والأسرة بكل جد وتفاني.

وعن رحلتها مع طلب الشهادة يقول زوجها:”أنها كانت دائمة الحديث عن الشهادة وكانت – رحمها الله – صاحبة رؤية محققة فكانت ترى الرؤيا في منامها وتحكيها لنا فما تلبث أن تتحقق بالضبط كما أخبرت وكانت تقضي الساعات قبيل الفجر تناجي ربها وتظل ساجدة طويلا وحينما أسالها فتقول لي كنت أطلب من ربي الشهادة !
ويؤكد أبناؤهبيل استشها أنها قبل أن تستشهد جمعت أبناها وودعتهم قائلة : “أنا رايحة استشهد خلي بالكم من بعض” .
ويلفت ابنها أحمد أن أمه رأت رؤيا تبشر باستشهادها ، حيث رأت كأن منزلهم يمتليء بأناس حسان المظهر ثم يخرجون ويدخل غيرهم وفسرت ذلك بأنهم شهداء وملائكة وصالحون أـوا إلى إلى المنزل لتهنئة أهله باستشهاد أحد سكانه .
وبعد تلك الرؤيا بأقل من 48 ساعة استشهدت “صباح” برصاصة في الرقبة بأيدي جنود الجيش في أحداث الأحد 6 أكتوبرالدامية مع 5 آخرين من بينهم الشهيدة رفيدة سيف حيث ظلت جثتها مجهولة في مشرحة مستشفى بني سويف العام لمدة يومين حتي تعرف عليها أحد أقاربها من صورة نشرت علي مواقع التواصل الاجتماعي.
ويقول “علي” مازلت أشم رائحة المسك التي شممتها عند رؤية أمي في ثلاجة المشرحة وكانت مبتسمة ونائمة في مشهد لن أنساه طوال عمري”.
ويضيف ابنها الطفل “علي” أن أمه جاءته في المنام لما استمر في البكاء عليها لمدة طويلة واصطحبته إلي قصرها في الجنة وسألته هل تحب أن تعرف من قتلني؟؟!!
ويستطرد قائلاً “رأيتها تمسك بشخص يرتدي زي الجيش وتجره من رقبته وهو خائف ويرتعد فلما اقتربت مني ألقته علي الأرض وقالت “هو ده اللي قتلني”!!!
ويستطرد الطفل ودموعه تنهمر من عينيه “وفي ذات الأسبوع اصطحبني أخي “محمد” في زيارة لمدينة بني سويف وأثناء تجولنا في أحد الشوارع شاهدت نفس الشخص الذي كان برفقة أمي في المنام فلما اخبرت أخي ذهبنا اليه وسألناه هل أنت جندي في الجيش فاستغرب وأجاب أنه بالفعل يقضي الخدمة العسكرية ولكنه في إجازة ويتجول بملابس مدنية !!
وهناك انهال عليه أخي بالضرب وشاركت معه في ضرب الجندي القاتل الذي سقط علي الأرض مغشيا عليه من كثرة الضرب ، حتى اعترف بأنه كان مشاركا في فض مظاهرات رافضي الانقلاب .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …