‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير تقرير ألماني: السيسي واحد من الذين باعوا مصر
أخبار وتقارير - أبريل 26, 2016

تقرير ألماني: السيسي واحد من الذين باعوا مصر

قال تقرير ألمانى للباحث باراك بارفي، تعليقًا على تنازل مصر عن جزيرتى تيران وصنافير للسعودية: إن مصر منذ أيام الخديوي إسماعيل حفيد محمد علي مرورًا بجنرالات العسكر من أول جمال عبدالناصر حتى قائد الانقلاب الأخير عبد الفتاح السيسي، كانت تلجأ إلى مثل هذه الأساليب حتى تتخلص من ضائقتها المالية العصيبة.

تفاخر بالفناكيش
التقرير الذى نشره موقع قنطرة الألمانى الحكومي، أشار إلى أن اتفاقية الملك سلمان مع السيسى بشأن الجزيرتين شهدت توقيع 22 اتفاقية بما فيها اتفاق نفطى بقيمة 22 مليار دولار لمصر، وإن مصر غير قادرة على التعامل مع التحديات الداخلية، وتعتمد على إخفاء الضائق المالية، والتفاخر فى الصحف الحكومية بجسور الإنتاج الصناعى، وأسطورة الموقع الفريد والقوى الذى تتمتع به مصر فى منطقة الشرق الأوسط.

التقرير سرد الوقائع المماثلة للجزيرتين بدءًا من إهدار الخديوى إسماعيل استقلال الدولة الذى نالته على يد جده محمد على فى عام 1807م بسبب الإنفاق المسرف وترسيخ الاعتماد على المساعدات الخارجية، فاضطر لبيع أسهم مِصر فى قناة السويس عام 1875 لتغطية العجز فى ميزانيته، وعندما تبين أن ذلك لم يكن كافيًا لوقف النزيف المالي، أنشأ الدائنون الأوروبيون لجنة لضمان السداد.

وبحلول عام 1877، كان أكثر من 60% من إيرادات مِصر مكرسة لخدمة هذا الدَّيْن، وفى عام 1882، تولى البريطانيون السيطرة على البلاد لحماية استثماراتهم.

عبدالناصر والانهيار
وقال التقرير إن اعتماد مِصر على البريطانيين استمر إلى أن تولى جمال عبد الناصر السلطة عام 1952، الذى رحب بالسوفييت، الذين زودوا مِصر بأسلحة متطورة فى مقابل نفس النوع من سندات الدَّيْن الذى أهلك السلف وعندما توفى عبد الناصر فى عام 1970، كانت البحرية السوفييتية حَوَّلَت ميناء الإسكندرية إلى جمهورية سوفييتية افتراضية، حيث أصبحت الروسية لغة ثانية.

التقرير ذكر أن عبدالناصر انتهج سياسات اقتصادية شعبوية مكلفة، وعمل على توسيع البيروقراطية بتوفير وظيفة سهلة مجزية فى الحكومة لكل خريج جامعي، وكانت مصر فى عهده أكبر دولة متلقية للمساعدات الخارجية الأميركية إلى أن تسببت حربها الكارثية مع إسرائيل فى عام 1967 إلى تجميد العلاقات، ومع عدم قدرته على تحدى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، اشتبك الطيارون السوفييت مع الخصوم الإسرائيليين فى معارك جوية فوق قناة السويس، وأفضى شجب عبد الناصر للإمبريالية والتبعية الاقتصادية إلى تسليم بلاده لحالة من الخضوع.

وأوضح التقرير أن السادات حاول إحياء مِصر بتحرير الاقتصاد، ومسالمة إسرائيل، والتخلى عن التحالف مع السوفييت لصالح الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، وكوفئ بحزمة من المساعدات بلغت فى المتوسط أكثر من 2 مليار دولار أمريكى سنويا.

السيسي يشتري الشرعية
وقال التقرير إن مصر الفترة الحالية أيضًا على المساعدات من أوروبا ودول الخليج، والتى تُسَلَّم إليها على سبيل المثال من خلال الصندوق العربى للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وصندوق أبو ظبى للتنمية الاقتصادية، والصندوق السعودى للتنمية.

التقرير الألمانى قال إن السيسى أراد تأمين المساعدات السعودية بالتنازل عن الجزيرتين متجاهلا الواقع المرير، فهناك 750 ألف مصرى يتخرجون فى الجامعات كل عام يحتاجون إلى الوظائف، ويتشوق العمال غير المهرة فى صناعة السياحة شبه المتوقفة إلى عودة الأجانب، ويتوق عمال المصانع إلى مستويات إنتاج لا يستطيع المستهلكون المحليون العاطلون عن العمل دعمها.

واختتم الباحث بارفى أن “قادة مِصر بالقدر اللازم من القوة لبتر وتقييد هذا السرد الخطير، ولكن إذا كان لهم أن ينجحوا فى إنجاز هذه المهمة، فسوف يكون لزاما عليهم أن يعترفوا بما أصبحت مصر عليه ــ وما لم تعد تمثله، وفى بلد حيث تتمتع الآثار القديمة بإعزاز عميق، تمثل أسطورة العظمة الإقليمية أثرا عتيقا لابد أن يختفى قريبًا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …