“زي سوريا والعيراء”.. قوات السيسي تنتقم من مواطن كفيف
في إعادة أولية للمشهد السوري والعراقي الدموي المنتهك لحقوق الإنسان، قامت قوات أمن عبدالفتاح السيسي، بتوقيف مواطن كفيف قاده حظه العاثر في الوقوع بين أيديهم، أمس الاثنين، فتجردت إنسانيتهم وقاموا بإهانته والسخرية منه وتوجيه السباب والشتائم له، علاوة على تفتيشه وإجباره على البحث عن عصاه التي يهتدي بها في الطريق.
وبألم وحزن شديد قال المواطن “محمد أبوطالب”، الذي يعاني من إعاقة فقد البصر، على صفحته بـ فيس بوك: “كنت بحاول أحافظ على هدوئي بشكل أو بآخر على شأن محدش يمسك فيهم غلطة عليّ وبعد كدة اداني البطاقة.. وقالي امشي من هنا وأنا ماشي واحد من اللي قاعدين مد رجله كان حيوقعني على الأرض.. شكرته”.
بداية القصة
وبدأ “أبوطالب” روايته بالقول: “نزلت حوالي الساعة 3 ونص من البيت البلد.. كانت الدنيا فيها مش مريحاني أمن كتير بشكل مبالغ فيه.. أنا نزلت أتمشى ليس إلا لأن دي عادة عندي طالما أني في إجازة لتعويض المشي اللي بمشيه الصبح.. وأنا رايح الشغل.. وقفني شخصين في ميدان الثقافة.. رايح فين وجاي منين.. وبتعمل ايه وليه ماشي معاك البتاعة دي.. طبعا القصد كان على عصايتي”.
وتابع: “واحد منهم سحب العصاية من يدي.. سألته ليه بتاخدها قولي كنت عطيتها لك.. قالي متتكلمش كتير ووريني بطاقتك.. وريتها له جاني نتيفيكيشن على التليفون فالتليفون تكلم الثاني كان عاوز يسحبه من جيبي.. مسكت يده قالي ايه اللي بيتكلم دا وشيل ايدك.. قلت له لا مش من حقك تحط يدك في جيبي.. قالي وريني اللي بيتكلم دا ايه قلت له تليفوني.. قالي باستهزاء وهو فيه تليفونات بتتكلم”!
وأضاف: “قلت له فيه قالي باستخفاف بتهزر طيب اشمعنة بيتكلم.. قلت له لأني أعمى.. قالي طالما أنك أعمى زي ما بتقول طالع ليه لوحدك.. قلت له عادي هو الطلوع لوحدي ممنوع.. جا واحد ثالث من الناحية الثانية وسألهم ماله دا.. قالوله اللي حصل.. قلت له أنا مش فاهم ليه دا كله.. قالي ومش حتفهم ومتتلامضش ولا تسأل كتير.. تعال معايا قلت له هاتلي العصاية مبعرفش أمشي من غيرها.. قعد يضحك وقالي لما أنت سليم بتمشي بيها ليه.. المفروض لو عاجز ولا بتعرج تمشي بيها.. قلت له مش حتحرك غير وعصايتي معايا.. أخد العصاية من اللي سحبها وإداهاني وعدينا الناحية الثانية عند ناس قاعدين على كراسي”.
غور من هنا
وتابع “أبوطالب” روايته، التي حظيت بتعاطف كبير من النشطاء بالقول: “قالهم الحكاية واحد فيهم مسك العصاية مني وقعد يفك فيها ويركبها.. وبعد كدة اداهاني بعد ما كل ما يقولي خد اهي.. وأمد يدي يروح ساحب ايده أو يوديها الناحية الثانية.. كنت بحاول أحافظ على هدوئي بشكل أو بآخر على شأن محدش يمسك فيهم غلطة علي..”.
وأضاف: “وبعد كدة اداني البطاقة وقالي امشي من هنا.. وأنا ماشي واحد من اللي قاعدين مد رجله كان حيوقعني على الأرض.. شكرته ومشيت.. نادى علي تاني قالي ايه حكاية التليفون اللي بيتكلم دا وريهوني.. طلعته له قالي كمان تليفون حديث وبيتكلم.. قلت له ايوة.. قالي افتحه فتحته.. قالي بتشتغلني قلت له ليه.. قالي شاشته سودة فتحته يعني.. قلت له آاه مفتوح.. حرك صباعك على الشاشة حتلاقيه بيتكلم.. لقاه بيتكلم.. سألني وأنت كدة فاهم هو بيقول ايه.. قلت له أيوة قالي وهو مفهوش إضاءة.. يعني قلت له لا فيه.. قالي وليه مخليه أسود كدة.. قلت له لأنها متلزمنيش.. قالي خلي الشاشة منورة”.
وتابع: “أخدته منه ونورتها قالي سكت البتاع اللي بيتكلم دا.. قلت له مبيتسكتش بص في الشاشة قالي حرك الصفحة حركتها له لقى فيس بوك وغيره.. قالي وبتستخدم الحاجات دي قلت له أيوة.. قالي ليه؟ قلت له عادي.. قالي بسخرية علم الإنسان ما لم يعلم.. على آخر الزمن حتى الأعمى عنده فيس بوك.. ضحكت وطلبت منه التليفون اداهوني.. وقالي اتكل من هنا.. مشيت ورحت على الكورنيش قعدت شوية”.
“وأنا راجع بعد كوبري أخميم وقفني شخص وسألني نفس الأسئلة.. رايح فين وجاي منين.. وسألني بردو على العصاية جاوبته.. قالي طيب وريني بطاقتك طلعتها له قالي وريني ايه في جيوبك وريته اللي في جيوبي”.
وأضاف: “مسك في التليفون وقالي أعمى ومعاه أيفون.. قلت له أيوة.. راح ساحب العصاية مني وفكها وركبها مرتين وبعد كدة رماها على الأرض.. قلت له لو سمحت هاتها قالي هاتها أنت.. قلت له لا.. قالي هي قدام رجلك اليمين بشوية اتلافاها.. أنت رحت شتها بعيد برجلي وطلبت منه يديني التليفون.. ويلافيني العصاية نادى على حد خلاه لفاهاني.. وقالي غور من هنا على بيتكم.. مشيت بعديه بشوية ووقفت تاكسي وأديني في البيت”
“اليوم كان مهين قوي لي بشكل مبالغ فيه.. للأسف أنا بعتذر لنفسي قوي”!
تعاطف النشطاء
وفور نشر المواطن “أبو طالب” فصول مأساته مع ميلشيات السيسي، انهالت التعليقات متضامنة معه، فقالت الناشطة فرح:”احنا اللي بنعتذر ليك ولنفسنا لأنها للأسف اتنزع منها رحمة ربناسبحانه وتعالي لأن مفيش إيمان مفيش تربية وأخلاق سيدنا محمد صلى آلله عليه وسلم، مفيش من يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا.. مفيش احترام لعجز الإنسان لأخيه الإنسان.. مفيش في يوم من الأيام ممكن انصاب في حادثة افقد فيها بصري وتلف الأيام ويتعمل فية كدة.. مفيش ومفيش ومفيش ومفيش ومفيش ومفيش ومفيش ومفيش ومفيش.. واحنا متأسفين على كل حاجة ضاعت مننا من أول أخلاقنا لآخر مصر اللي اللي بتطخطف حتة ورا التانية”.
وقال الناشط محمود عثمان:”احنا اللى اسفين ليك”.
وقال الناشطة حلا الهادي: “عندهم عمى بصيرة.. كنت عايزة طول مانا بقراء انى الاقى جه واحد عنده دم ولا حتى ضمير فيهم.. انما كلهم كدة.. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. حقك علينا كلنا.. وعالبلد اللى أسواء مافيها اللى حاميها”.
وقال الناشط عبدالمنعم، تعليقا على سادية مليشيات الانقلاب: “تخيلت لحظة إن هذا الموقف حدث أيام مرسى من نفس وزارة الجاهلية الحالية.. وفكرت ماذا كان يفعل وائل الإبراشى ولميس وأدبب وباقى الشلة.. تخيلوا..”.
جدير بالذكر أن مليشيات الجيش والشرطة احتلت ميادين وشوارع مصر الرئيسية أمس الاثنين، في حالة ذعر وخوف شديد إثر الدعوة لمظاهرات شعبية غاضبة من بيع قائد الانقلاب العسكري جزيرتي تيران وصنافير الاستراتيجيتين لملك السعودية “سلمان” مقابل مساعدات اقتصادية ومليارات الدولارات للعسكر، سبقت ذلك حملة اعتقالات مسعورة ومداهمات للمقاهي والمنازل، كذلك تمت محاصرة النقابات المهنية والعمالية تحسبا لانفلات الموقف واعادة مشهد 25 يناير.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …










