تحليل مضمون خطاب السيسي الأخير!
بات القمع واضحا في خطاب السيسي ، ظانا انه يتحدث إلى مجندين باحدى الثكنات العسكرية، وظهر التوتر متحكما في أدائه معلنا الحرب على أحد المشاركين في لقائه الذي جمعه بمواليه، بقصر الاتحادية، قائلا “لم أسمح لأحد أن يتكلم”،وفي مشهد آخر “بطلوا كلام عن تيران وصنافير خلاص” وفي ملمح اخر كاشفا عن كفر السيسي بالحرية وحق المواطن في المعلومات ، قائلا ” أنا ممكن بكتيبتين أدخل على النت واعملها دائرة مقفولة والاعلاميين ياخدوا اخبار وشغل منها”، محذرا المصريين من استخدام المعلومات والمصادر المتاحة على شبكات التواصل الاجتماعى “…
رئيس موتور
في محاولة لقطع الطريق على أية تحركات مناوئة للسيسي داخل المؤسسة العسكرية، التي تشهد غضبا مكتوما إزاء تنازله عن جزيرة “تيران” و”صنافير”، بحسب مصادر تحدثت لـ”العربي الجديد ” في وقت سابق، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم، في خطابه لممثلي الشعب المصري، بقصر الاتحادية، قبل قليل، أن “عقيدة القوات المسلحة تعنى أن نحافظ على كل ذرة رمل فى هذا الوطن..”.
ورغم اعلان الرئاسة أن لقاء السيسي بالقوى السياسية والشعبية والمجتمعية مخصص للحديث عن التحديات التي تمر بها مصر حاليا، إلا أن خطاب السيسي تركز على مواقف سياسية للجيش.
وفي طريقة غير مباشرة سعى السيسي للتقرب أكثر إلى الجيش بدلا من البحث عن حلول وسياسات تقربه من الشعب، صاحب السلطة الحقيقية في البلاد، قائلا: “الجيش لم يتأمر على أحد، ولم يعطل أحد، ولم يخون، ولم ولن يقوم بمؤامرات”، وهو مشهد على ما يبدو مفسرا لمخاوف وصلت للسيسي عن عدم رضا داخل المؤسسة العسكرية، وهو نفس ما حاول الرئيس محمد مرسي وقفه في خطابه للقيادات الأمنية وكلمته المشهورة “عندنا رجال زي الدهب”..
بل حاول الهروب من مشكلات الواقع الاقتصادية والسياسية والخارجية إلى الوراء والماضي، لافتا إلى أن “المجلس العسكرى كان يقدم للرئيس محمد مرسى تقرير موقف عن التحديات الموجودة حتى لا تنهار البلاد”، وتابع: “قلنا له طول ما المصريين معاك الجيش مش هيعمل حاجة، وأول لما المصريين يخروجوا عليك الجيش مع المصريين”.
وفي كسر لقواعد الديمقراطية والقواعد الدستورية المتعارف عليها عالميا، بأن لا دور للمؤسسة العسكرية في الحياة السياسية، لاذ السيسي بحاضنته الأساسية، التي باتت تدفع ثمن تأييدها له، بتأكيده على ولاء الجيش ، قائلا “طول ما الشعب والجيش اختارك، الدنيا معاك.. أنا مصري شريف”.
“الإخوان” ازمة السيسي
وحاول السيسي تحميل الاخوان المسلمين المسئولية عن الفشل والمصاعب التي يعيشها المصريون حاليا، وأضاف السيسي: “أنا مش إخوان ومش سلفي ولا هبقي سلفي.. أنا مسلم وبس…”..
مضيفا : “أنا همي بلدى وأمنها وسلامها، هناك ناس كثر مش كويسين، لابد أن يتوقفوا ويشوفوا هم فين من مصلحة الوطن، نحن فى أصعب ظروف تواجه الوطن فى تاريخه المعاصر”.
وتابع “كنا نبحث لمخرج حتى لا يكون على حساب الوطن، وما تم تقديمه فى بيان 3 يوليو لهم، فى إشارة منه للإخوان، أعتقد أنهم لن يتسطيعوا الحصول عليه، فكنا نقدم لهم دور جديد فى العملية السياسية، وهو أن نبدأ من جديد وإن الشعب يختار، ووقتها كنا خرجنا من الأزمة”.
نظرية المؤامرة
وعلى الطريقة الناصرية التي اعتمدت أحاديث المؤامرة في خطاباتها لتفسير الفشل والأزمات التي تلحق بالوطن بسبب سياسات النظام ، قال السيسى: “إن ما كان يدبر ضد مصر فشل، مضيفاً: “كلامى مع المصريين، وأود أن أوؤكد من خلاله أنه لا يهمنى أى حد ولا مخاطر، وكلامى لكل المصريين للحفاظ على الكتلة، وهو التحدى الحقيقى للوقوف أمام قوى الشر”.
وأضاف “هناك عمل يتم الآن يهدف لإحداث شقاق فى نسيج المجتمع، وأقول لكل المصريين لابد أن نحافظ على هذا النسيج”.
السيسي مكس
وعلى الرغم من اعترافه بأن مصر تمر بأصعب الظروف وتواجه تحديات غير مسبوقة إلا أنه عاد ليقول : “أوعوا الاستقرار والأمن اللى انتوا شايفينه ينسيكم أنه ما زال هناك تحديات مستمرة، وفكرة المؤامرة على الأقل من أهل الشر موجودة، ولا زالوا يعملون وسيعملون ضد مصر”.
الصير للشعب
ورغم منحه للجيش بصورة متواصلة، وصلت لنحو 8 زيادات في الرواتب والمعاشات للجيش، ومساحات الأراضي والمشروعات التي تسند لشركات الجيش وتوسع استثماراته الاقتصادية بصورة غير مسبقة، وتسهيلات ومزايا عينية ومالية تم منحها للعاملين بالسلك القضائي والأجهزة الأمنية، طالب السيسي الشعب بالصبر، موضحا “مش كل شئ تفكروا فيه تطالبوا بيه الدولة، ومش كل حاجة تنمناها نقدر نعملها”.
مسكنات “الدين”
وفي استخدام مقيت للدين لتهدئة الغضب الشعبي وحالة الاحباط المتفشية في أوساط المصريين، قال السيسي “هناك من يقدم نفسه على أنه صاحب الدين، أنا مش ضد حد، وإحنا أكثر ناس مش بنصدق بعضنا”، داعيًا علماء الدين للاجتماع للبحث فى كيفية إعادة الثقة بين المصريين”.
العدوان على ليبيا
ولفت الرئيس السيسى، إلى أن الظروف الاقتصادية الصعبة كانت من الجائز أن تقودنا إلى أفكار شريرة مثل القفز على بلد آخر، في إشارة إلى ليبيا صاحبة المزايا النفطية ، قائلا: “أبدا لن يمكن أن نعتدى على أشقائنا، والدتى الله يرحمها قالتلى “أوعى تبص للى فى إيد الناس.. اللى عطا الناس يعطيك واللى ادى الناس يديك “.
الاعلام قتل ريجيني !
وحذر السيسى، الإعلاميين من أن تكون مصادرهم هى شبكات التواصل الاجتماعى فقط قائلا: “إنها مؤثرة ولكنها ليست كل شئ أين الدراسات والأبحاث فين والجهد لا أحد يستطيع محاسبة أحد على أفكاره أو توجهاته”، مضيفا “هناك اهتمام كبير بقضية مقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجينى وهناك اهتمام كبير بالعلاقات بين مصر وإيطاليا، الإيطاليون وقفوا بجانب مصر بعد 30 يونيو، قائلا: “نحن من صنع الأزمة الحقيقية فى مقتل الشاب الإيطالى فى مصر”…دون أن يقدم معلومات عن تطورات الموقف بالقضية ، ومواجهة الموقف الايطالي الرافض للروايات التي تسوقها السلطات المصرية،مضيفا “بمجرد الإعلان عن مقتل الشاب الإيطالى، فهناك ناس منا اتهمت الأجهزة الأمنية، وشبكات التواصل تداولت الأمر ومنهم إعلاميين، لكن من يتابع ما يحدث فى مصر كون موقفه ورأية على هذا الكلام وقالوا انتوا اللى بتقولوا أن الأجهزة الأمنية عملت كدة”..
وأوضح السيسى: “الحكاية أن بيننا ناس شر، تعمل على استغلال هذه القضية، وهم يشككون فى أى مشروع”.
وعلى نفس المنوال حمل السيسي الشعب المسئولية عن أزمة سد النهضة، قائلا “التعامل الشعبى مع سد النهضة أثر سلبيا على موقفنا مع القضية”، لافتا إلى أن طريقتنا فى تناول الموضوع أضعفت موقفنا. وأضاف أن طرح الإعلام لأى قضية يعبر عن سياسة الدولة، قائلا: “عندما يقرأون ما يكتب ويثار عبر وسائل الإعلام، يعتقدون أنها رسالة الدولة إلى الخارج، وهو ما أثر على سير المفاوضات بين القيادات السياسية”.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …