تقرير “قومي الطفولة” يتجاهل 621 طفلًا معتقلًا بسجون الانقلاب في 2015
تجاهل تقرير إحصائي صادر عن المجلس القومي للطفولة والأمومة بالقاهرة مئات الأطفال الذين تمتلئ بهم السجون في مصر، من عشرات الآلاف من السجناء والمعتقلين، حيث بلغ عدد الأطفال الذين قامت القوات الأمنية في مصر باعتقالهم- بحسب الائتلاف العالمي للحقوق والحريات في ديسمبر 2015- أكثر من 3200 طفل تحت سن 18 عاما.
منذ ذلك الحين، وتشير التقارير الحقوقية إلى وجود نحو 621 طفلا داخل السجون المصرية، جلّهم- إن لم يكن كلهم- قد تعرضوا للمعاملة الوحشية وللتعذيب والضرب المبرح داخل السجون ومراكز الاحتجاز المختلفة.
كما وثقت التنسيقية المصرية لحقوق الإنسان- وهي منظمة حقوقية مصرية- حوالي 1243 انتهاكًا قامت به الأجهزة الأمنية ضد الأطفال في العام نفسه، بينها 16 حالة قتل لأطفال، و89 حالة إهمال طبي، و250 واقعة تعذيب، بالإضافة إلى 121 حالة اختفاء قسري، و630 واقعة اعتقال تعسفي.
وكانت المنظمة المصرية للنهوض بأوضاع الطفولة قد رصدت 338 حالة انتهاك للأطفال خلال شهر فبراير 2016، وتراوحت تلك الانتهاكات بين القتل والاختطاف والاغتصاب، كانت نسبة انتهاكات الإناث 32 %، فيما بلغت نسبة الانتهاكات ضد الذكور 51%، و17% لم يُذكر نوعهم.
فيما اكتفى تقرير “قومي الطفولة والأمومة”، الذي صدر قبل يومين، بما تلقاه خط نجدة الطفل 16000، التابع للمجلس القومي للأمومة والطفولة، من بلاغات للعنف ضد الأطفال خلال عام 2015، والتي وصلت إلى 4314 بلاغًا.
وقال التقرير، إن العنف البدني أكثر الأساليب المستخدمة ضد الأطفال، وإن العنف والإهمال والتسول تصدرت تلك الوقائع، وإن 66% من حالات العنف كانت ضد الذكور و34% ضد الإناث، ورصد التقرير أيضا ارتفاع معدل العنف في محافظات القاهرة والإسكندرية والجيزة عن غيرها من المحافظات بواقع 2128 بلاغًا.
أطفال وقضبان
وفي الوقت الذي غض فيه التقرير الرسمي للمجلس القومي شبه الرسمي في مصر الطرف عن جرائم العنف التي يمارسها الانقلاب العسكري منذ يونيو 2013 بحق الأطفال، أصدر التقرير الأممي الصادر عن الفريق المعني بالاعتقال التعسفي في الأمم المتحدة تقريرا، قبل فترة قصيرة، اعتبر أن الاعتقال التعسفي للأطفال في مصر يعد “ممارسة نظامية منهجية واسعة الانتشار”.
القرار الأول من نوعه الذي حمل رقم 17/2015، والخاص بالاعتقالات التي تقوم بها السلطات الأمنية المصرية بحق الأطفال، جاء بعد تزايد حالات اعتقال الأطفال بشكل سافر، وتزايد التقارير التي ترصد حالات التعذيب والضرب التي تعرض لها الأطفال داخل المعتقلات، وتعرضهم لانتهاكات جسدية ونفسية، في مخالفة واضحة لكلّ المواثيق والأعراف الدولية، حيث طالبت الأمم المتحدة السلطات المصرية بإيقاف هذه الممارسة البشعة وتعويض الأطفال بما يتناسب مع الأضرار التي تعرضوا لها.
ومن أبرز الحالات في 2015:
مازن محمد عبد الله
نشرت منظمة العفو الدولية، في ديسمبر 2015، تقريرًا يتعلق بتعرض الطفل مازن محمد عبد الله، 14 عاما، للتعذيب والصعق بالكهرباء في أعضائه التناسلية، كما تم إدخال عصا خشبية في شرجه بشكل متكرر، حتى يتم إرغامه على الرضوخ والاعتراف بتهم لفقت له، من بينها “الاحتجاج بدون ترخيص، والانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين المحظورة”، بعدما أعتقلته معصوب العينين من منزل عائلته بالقاهرة بواسطة قوة أمنية مدججة بالسلاح في 30 سبتمبر 2015، ثم اختفى قسريا 7 أيام دون السماح له بالاتصال بعائلته أو محاميه، ومع إنكار السلطات احتجازه لديها، عرفت الأسرة مكان وجوده بالصدفة بعد أن رآه محامٍ في مكتب المدعي العام في جهاز الأمن الوطني.
سيف أسامة شوشة
قضت محكمة جنايات الإسماعيلية العسكرية، في 4 أغسطس 2015، وبعد عام من الاعتقال، بالحبس 3 سنوات وغرامة 50 ألف جنيه على “سيف شوشة”، أصغر معتقلي دمياط، وأثناء اعتقال الطفل سيف، الذي لم يكمل 16عاما، ونجح في الشهادة الإعدادية بمجموع 93%، وهو على اعتاب “أولى ثانوي”، وهو أصغر معتقلي دمياط.
أحكام عسكرية بحق الأطفال
وفي 7 من سبتمبر الماضي، قضت محكمة عسكرية مصرية بسجن 19 شخصا من معارضي السلطات الحالية، من بينهم 3 أطفال، وذلك على خلفية اتهامهم بـ”التظاهر والاعتداء على منشآت خاصة وعامة”.
محمد عبد المقصود
وقرر رئيس نيابة جنوب القاهرة الكلية، في 30 سبتمبر 2015، تجديد حبس الطفل محمد عبد المقصود الشحات لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات، بعد اعتقاله في 14 أغسطس 2015، واحتجازه بقسم شرطة المعادي الذي أنكر وجوده، إلى أن تم عرضه على النيابة، والتي وجهت له اتهاما بـ”الانضمام لجماعة خارجة عن القانون”.
علي شعبان أبو الغيط:
ويبلغ “علي شعبان”، 15 عاما، واحتجز بـ”الثلاجة” لمدة7 أيام، والذي ما زال محتجزا بقسم أبو النمرس منذ 9 فبراير، بتهمة القتل العمد لـ22 من مشجعي الزمالك، والشروع في قتل المصابين، وترويع المواطنين أمام إستاد وزارة الدفاع.
عبادة أحمد جمعة:
أما عبادة أحمد جمعة، 16 عاما، ويرفض الأمن إخلاء سبيله، بعدما اعتقله في 28 يناير 2015 من مدينة نصر، أثناء لعبه كرة القدم مع أصدقائه في إحدى الساحات الرياضية، وذكرت أسرته أنه “تعرّض للتعذيب والصعق بالكهرباء فور اعتقاله بمقر احتجازه في قسم أول مدينة نصر؛ لإجباره على الاعتراف بأنه أحد مصنّعي الأسلحة التي تُستخدم في الاعتداء على رجال الأمن.
طفل “التيشرت”:
ولا يمكن نسيان محمود محمد أحمد، 17 سنة، “معتقل التيشرت”، لقب بأصغر سجين رأي في مصر، وهو طالب بالصف الثاني الثانوي، عندما تم اعتقاله هو ورفيقه، أثناء عودتهما إلى منازلهما في محافظة القليوبية؛ لارتدائهما “تيشيرت” حمل عبارة “وطن بلا تعذيب”، وكوفية مكتوبا عليها “25 يناير”، وإثباتهما في محضر القضية كأحراز!.
وعند عرضه على النيابة العامة، وجهت له ولمن كان معه اتهامات بـ”الانتماء إلى جماعة إرهابية، وحيازة مفرقعات ومولوتوف، والتحريض على أعمال عنف”. ويستمر القضاء المصري في تجديد الحبس له، ليكمل ما يقارب السنتين خلف القضبان.
أبرز حالات 2016:
إخفاء قسري وتعذيب:
بعد اختفاءٍ قسري دام قرابة الأسبوع لـ20 شابا وطفلا سكندريا، ظهر ثلاثة منهم في مديرية أمن الإسكندرية، في 20 فبراير، في حالة يرثى لها، وفي وضعٍ صحي خطير، وذلك بعد تعرضهم للتعذيب الشديد طيلة فترة اختفائهم، التي لم يتم عرضهم خلالها على نيابة، كما لم يعرف ذووهم أماكن احتجازهم.
أصغرهم هو الطفل “أنس نجيب”، البالغ من العمر 15 عامًا، يعاني جراء التعذيب من نزيفٍ حاد، بالإضافة إلى كدمات متفرقة في مختلف أنحاء جسده، إضافة لشابين آخرين أصيبا بشلل تام وغيبوبة كاملة من شدة التعذيب، وبسؤال الأمن عن مكان احتجازهم، رد بـ”استلموهم من المشرحة”.
فيما يتبقى 17 من الأطفال المعتقلين رهن الاختفاء القسري، وأسماؤهم كالتالي: “طارق عبد الدايم، وكريم شلتوت، وأحمد عبد الفتاح، وأحمد علي”، ويبلغ جميعهم 17 عامًا، بالإضافة إلى 4 أشقاء وهم: “عبد الرحمن إمام– 18 عاما”، “مروان إمام– 17 عاما”، وأيضا “إبراهيم شلتوت– 18 عاما”، و”كريم شلتوت – 17 عاما”، وكذلك “أنس نجيب، وإبراهيم الحلاق، وعبد الله قمبر، ومحمد الششتاوي، ويحيى محمد، وحسام العموري، وخميس توفيق، ومحمد عبد الهادي، وأخيرا محمد حسن البشر”.
“آسر محمد زهر الدين”
وما يزال آسر محمد زهر الدين، 14عامًا، مختفيا قسريا منذ 12 يناير الماضي، بعد أن قامت قوة أمنية بزي رسمي ومدني بالقبض عليه من منزله بحي فيصل بالجيزة، فيما لم تتعرف أسرته حتى اللحظة على مكان احتجازه، ولم تسفر شكواهم وبلاغاتهم للسلطات المسؤولة عن جديد بشأنه.
أطفال “كوم الدكة”:
قضت الدائرة 20 بمحكمة جنايات الإسكندرية، في 17 مارس الماضي، بحبس 48 طفلاً، عامين مع الشغل، في القضية المعروفة إعلاميا باسم “الترحيلة” أو أطفال كوم الدكة، والتي حملت رقم رقم 22850 لعام 2014، بعدما أدانت المحكمة الأطفال بالتعدي على 10 أمناء شرطة، كما حكمت المحكمة بوضع الأطفال عامين آخرين تحت المراقبة.
ووصفت المنظمات الحقوقية الحكم بالجائر، مطالبة المجلس القومي للطفل والمجلس القومي لحقوق الإنسان بسرعة التدخل وإيقاف هذه الأحكام. مؤكدة أن تلك الأحكام افتقرت إلى أدنى معايير المحاكمات، وأن القانون لم يراع مستقبل أطفال في مقتبل حياتهم.
وكان الأطفال قد أعلنوا عن خوضهم إضرابا مفتوحا عن الطعام، منذ السبت الماضي الموافق 6 فبراير/شباط، وذلك بعد أن قامت إدارة السجن بمنع الزيارة اليومية عنهم، ليقتصر الأمر على زيارة أسبوعية لا تتعدى الـ 5 دقائق، كما منعت دخول الطعام إليهم.
يذكر أن عددا من الأطفال المحتجزين بمؤسسة كوم الدكة كانوا قد تعرضوا للاغتصاب على يد أمناء الشرطة والسجناء الجنائيين، حيث تمت تلك الانتهاكات تحت إشراف مباشر من مسؤول بمباحث الإسكندرية.
إخفاء 400 يوم
وفي 30 مارس الماضى، أمرت نيابة أمن الدولة العليا بتجديد حبس الطفل أنس بدوي، 15 عاما للمرة الثالثة، بعد اختفاء قسري دام 400 يوم، حيث تم تجديد حبسه دون توجيه اتهامات له، ليتم نقله إلى مقر قسم أول شرطة الإسماعيلية، بعد أن احتجز في سجن “العازولي”، بمعسكر الجلاء بالإسماعيلية فترة الإختفاء القسري.
أصغر معتقل دقهلاوي
وفي بلاغ قدمته أسرة الطفل المعتقل إبراهيم حمزة، 15 عاما، الأصغر سنا في سجون الدقهلية، إلى الائتلاف العالمي للحقوق والحريات، كشف معاناته من التهابٍ حاد في الغدة النكافية، وأملاحٍ زائدة على الكُلى، وسط إهمالٍ طبي متعمد من إدارة مقر احتجازه الشرطية.
وكان حمزة يعاني من مرض جلدي مزمن قبل اعتقاله في 28 يناير 2015، وكان يُعالج منه ويتلقى جرعات دوائية بشكلٍ دوري، لكن رحلة علاجه توقفت جراء اعتقاله التعسفي.
حبس طفلة 8 سنوات
أصدرت محكمة جنايات طفل المنصورة بمحافظة الدقهلية حكمًا، في 17 مارس، يقضي بسجن الطفلة رجاء خالد السيد سلامة عمارة، 17 عامًا، ثماني سنوات مع النفاذ، حيث حكم بسجنها 5 سنوات بتهمة التحريض بقصد الإرهاب.
كما قضت المحكمة ذاتها بالسجن 3 سنوات أخرى على الطالبة بالشهادة الثانوية بتهمة الانضمام لجماعة محظورة، لتصبح إجمالي الأحكام الصادرة بحقها 8 سنوات.
كانت قوات الأمن قد ألقت القبض على الطالبة رجاء من منزلها بقرية كوم النور بمركز ميت غمر، بمحافظة الدقهلية، وذلك بعد اقتحامها له في 5 يناير الماضي.
هذا وقد أكدت مراكز حقوقية أن الحكم صدر باستناده على أقوال “مرسلة” سطرها ضابط بجهاز الأمن الوطني.
– “قومي الأمومة”: 4314 بلاغ عنف ضد الأطفال في 2015
http://www.icfr.info/ar/tag/%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D9%82%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84/
– محكمة مصرية تقضي بحبس 48 طفلاً عامين مع الشغل
http://www.icfr.info/ar/%D9%85%D8%AD%D9%83%D9%85%D8%A9-%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D9%82%D8%B6%D9%8A-%D8%A8%D8%AD%D8%A8%D8%B3-48-%D8%B7%D9%81%D9%84%D9%8B%D8%A7-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D9%8A%D9%86-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%BA%D9%84/
– أمن الدولة العليا يجديد حبس طفل للمرة الثالثة.. بعد اختفاء قسري دام 400 يومًا
http://www.icfr.info/ar/%D8%A3%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%8A%D8%A7-%D9%8A%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D8%AD%D8%A8%D8%B3-%D8%B7%D9%81%D9%84-%D9%84%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A9-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1-%D9%82%D8%B3%D8%B1%D9%8A-%D8%AF%D8%A7%D9%85-400-%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8B%D8%A7/
–
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …










