‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير عزل جنينة .. نهاية صفقة رجل ذكي مع الانقلاب
أخبار وتقارير - مارس 29, 2016

عزل جنينة .. نهاية صفقة رجل ذكي مع الانقلاب

ظل السيسي يفكر ويفكر ويفكر، ثم عاد يفكر ويفكر ويفكر، ثم ظل يفكر ويفكر ويفكر، ثم جلس يفكر ويفكر ويفكر، ثم نام وهو يفكر ويفكر، ثم استيقظ وأمر بعزل المستشار هشام جنينة، من رئاسة الجهاز المركزي للمحاسبات ليلة مباراة مصر ونيجيريا، مستغلاً تركيز الإعلام على المباراة، وإلهاء الشعب في تشكيل الفريق وتوقع النتيجة والوضع بعد انسحاب تشاد!

مبروك للفسدة

ولأن السيسي يتعامل مع قطعان انقلابه بمنطق عمدة المزاريطة “انا الكابير”، قرر عزل رئيس أهم جهاز رقابي دون استدعاء من برلمان “الدم”، وبرأي مراقبون كانت خطوة العزل متوقعة من جنرال يعاني من نرجسية فرعونية مفرطة، ويرغب في ترسيخ مفهوم سلطته المطلقة.

ولفق السيسي لـ”جنينة” اتهامات باستغلال منصبه في اختلاس مستندات جهة عمله، ووثائق وتقارير الجهاز، ونشر أكاذيب عن حجم تكلفة الفساد، بهدف الإضرار بمركز مصر السياسي والاقتصادي!

بعدها أصدرت نيابة أمن الدولة العليا، قرارًا بمنع “جنينة” من السفر، وأصدرت بياناً مخابراتياً بامتياز، قالت فيه إن تصريحات “جنينة” السابقة بأن حجم الفساد في مؤسسات حكومة الانقلاب بلغ 600 مليار جنيه في عام 2015، غير منضبطة، وأن “جنينة” لا يحق له تحديد الفساد!

المفارقة في واقعة عزل “جنينة”، أن الرقابة الإدارية التي شاركت المركزي للمحاسبات في تقرير فساد الأراضي الصحراوية، هي التي شاركت في قيادة لجنة تقصي الحقائق التي ذهبت إلى اتهام جنينه بالمبالغة، وأن الفساد لا يصل لعشرة في المائة مما قاله، وهو ما يلقي بتساؤلات محرجة للغاية، عن مبررات اتهام جنينه رغم أن الرقابة الإدارية شاركته في التقرير الأول، وهو مطابق للثاني !

السيسي ضد القانون

من جهته قال على طه، محامى “جنينة”، أن قرار إعفائه من منصبه مخالف للقانون والدستور والمواثيق الدولية، وأضاف أن القانون الخاص بالمركزي للمحاسبات لا يسمح بعزل رئيسه.

وأشار طه إلى أن “القاعدة القانونية تقول إن القانون الخاص يقيد القانون العام، وهذا أمر لا جدال فيه، ولكن هذا قرار سيادي مخالف للقانون وهشام جنينة يضيف للمنصب والمنصب لا يضيف إليه”.

والسؤال الآن هل كان “جنينة” بوسعه البقاء في منصبه لو تحلى بالصمت عن فساد عصابة السيسي، وهل كان بقائه في منصبه صمود ومقاومة، وإذا كان السيسي غير راض عنه، فلماذا لم يعزله بمجرد الانقلاب في 3 يوليو 2013؟ و لماذا أبقى عليه لمدة ثلاث سنوات في هذا المنصب؟.

لن ينسى المراقبون تصريح “جنينه” عشية 25 يناير الماضي، بأنه يتحفظ على معلومات أكيدة تخص الفساد، ولكنه سيؤخرها حتى لا تكون ورقة تستغل في الذكرى الخامسة للثورة التي اغتصبها السيسي، وربما لم يشفع لـ”جنينة” اعترافه بالانقلاب، في تقليل كراهية عصابات 30 يونيو له، خصوصا أنها لا تتحمل أن يذكر أحد الفساد بكلمة، ولذلك سعت هذه القوى لعزله، وإقناع السيسي أنه لا فائدة في بقائه، بعدما أصبح يمثل خطرا على جمهورية الفساد العسكرية.

شاهد:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …