‫الرئيسية‬ مقالات هتلر يقلد السيسي في الغاية والوسيلة
مقالات - نوفمبر 17, 2014

هتلر يقلد السيسي في الغاية والوسيلة

يحرق”الرايخستاج” ليفرض الطوارئ ويقضي على معارضيه

تحت عنوان (Rise of Hitler: The Reichstag Burns ) ومعناه (صعود هتلر: الرايخستاج يحترق)، نشر موقع “The History Place” الأمريكي مقالا مأخوذا عن قصة “Hitler: The Rise of Evil” ومعناه “هتلر: صعود الشر”، والتي كتبها “جون بيلميير” الكاتب المسرحي والسينارست الأمريكي.

تحولت القصة التاريخية إلى فيلم حصل على جائزتين “إيمي”، وكان من العبارات الخالدة للكاتب والتي كتبها على ستار النهاية “الشيء الوحيد الضروري لانتصار الشر هو أن يمتنع الرجال الأخيار عن فعل أي شيء”.

فإذا عدنا إلى المقال سالف الذكر “صعود هتلر: الرايخستاج يحترق”- الرايخستاج هو البرلمان الألماني– يقول الكاتب: “أدولف هتلر”، المستشار الجديد لألمانيا، لم تكن لديه نية الالتزام بقواعد الديمقراطية، كان ينوي فقط أن يستخدم هذه القواعد ليجعل من نفسه– وفي أسرع وقت– ديكتاتورا على نحو قانوني من الناحية الشكلية ليبدأ بعد ذلك الثورة النازية.

قبل أن يؤدي “هتلر” اليمين الدستورية لتولي منصبه، عمل على تحقيق هذا الهدف بطلب انتخابات برلمانية مبكرة، بينما ينتظر الرئيس الألماني “هيندنبيرج” بفارغ الصبر في غرفة أخرى.

دخل”هتلر” في جدال مع الزعيم المحافظ “هوجنبرج”، والذي عارض فكرته بشدة، ارتكزت خطة”هتلر” على إنشاء أغلبية نازية منتخبة داخل “الرايخستاج” لكي تصبح بمثابة الختم المطاطي الذي يمرر له ما شاء من القوانين التي يرغب في إصدارها، وعلى نحو يجعل الأمر في إطار قانوني تماما من الناحية الشكلية.

وفي أول يوم له كمستشار، استطاع “هتلر” أن يؤثر على الرئيس “هيندينبرج” وإقناعه بحل الرايخستاج والدعوة للانتخابات البرلمانية المبكرة التي أرادها، والتي تمت فيما بعد بتاريخ 5/3/1933.

في المساء حضر “هتلر” العشاء مع هيئة الأركان العامة للجيش الألماني، وأخبرهم أن ألمانيا سوف تعيد تسليح نفسها كخطوة أولى لاستعادة وضعها السابق في العالم، كما أعطاهم تلميحات قوية لأشياء سوف تحدث في المستقبل القريب، حيث أخبرهم بأنه سوف يتم غزو الأراضي الشرقية وفرض الهيمنة الألمانية علي الأقاليم المحتلة بلا رحمة.

أكد “هتلر” للجنرالات أنه لن تكون هناك محاولة لاستبدال الجيش النظامي بجيش من قوات العاصفة الـ(sa)، فقد كان الجنرالات في حالة من القلق لعدة سنوات من هذا الأمر، حيث أرادوا الحفاظ على وضعيتهم في السلطة، والحفاظ على التقاليد العسكرية بحالتها.

لقد بلغت قوات العاصفة الخاصة بهتلر والحزب النازي مستويات جديدة من السلطة، وبدأت سلسلة من الإرهاب سوف تستمر طالما استمر الرايخ الثالث (أحد أسماء ألمانيا في عهد النازية).

لقد سقط الرئيس الألماني “هيندينبرج” في فتنة هتلر، حيث كان يوقع على أي شيء يوضع أمامه، لقد وقع الرئيس على مرسوم للطوارئ جعل “بروسيا” الولاية الألمانية في قبضة المقربين من “هتلر”- ” بابين” نائب المستشار و”جورينج” الذي شغل منصب وزير داخلية بروسيا ليتحكم في شرطتها- بروسيا هي الولاية الألمانية الأكبر والأكثر أهمية والتي تضم العاصمة “برلين”.

قام” جورينج”، وزير داخلية بروسيا، على الفور باستبدال مئات من ضباط الشرطة الذين يدينون بالولاء للجمهورية بضباط من النازيين الذين يدينون بالولاء لهتلر، كما أمر الشرطة بعدم التدخل في عمل قوات الـ(SA ) وقوات الـ(SS ) تحت أي ظرف من الظروف، وهذا يعني أن أي شخص سوف يضيق عليه أو يضرب أو حتى يقتل بمعرفة النازيين لن يجد أحدا يرجع إليه بالشكوى.

كما أمر” جورينج” رجال الشرطة بعدم إبداء أي رحمة مع هؤلاء المعادين للدولة، وهو يقصد في الحقيقة المعادين لهتلر وخاصة الشيوعيين.

كذلك أصدر” هيرمان جورينج” قرارا مفاده “أن رجال الشرطة الذين يستعملون الأسلحة في تنفيذ واجباتهم سوف يكونون في حمايتي، أما من يفشلوا في أداء واجبهم فعليهم أن يتوقعوا إجراءات تأديبية”.

في 22/2/1933 أسس” جورينج” قوة من الشرطة المساعدة قوامها 50 ألف رجل، معظمهم من قوات الـ(SA ) والـ(SS ) والفاحشين ومحترفي المشاجرات (البلطجية)، فالآن تمتلك قوات العاصفة النازية القاتلة سلطة الشرطة النظامية.

بعدها بيومين داهمت هذه القوات مقر الشيوعيين في” برلين”، وزعم” جورينج” زيفا أنه كشف خطط الشيوعيين أثناء هذه المداهمة، ولكنه في الحقيقة كشف عن قائمة أعضاء الحزب الشيوعي وقرر القبض عليهم جميعا رغم أنهم قرابة الأربعة آلاف عضو.

ويضيف الكاتب قائلا :Göring and Goebbels, with Hitler’s approval, then hatched a plan to cause panic by burning the Reichstag building and blaming the Communists. The Reichstag was the building in Berlin where the elected members of the republic met to conduct the daily business of government.
وترجمته: “جورينج” و”جوبلز” وبموافقة “هتلر” وضعوا خطة لنشر الذعر من خلال حرق مبنى الرايخستاج وإلقاء الاتهام على الشيوعيين، والرايخستاج هو مبنى البرلمان الذي يقع في برلين ويجتمع فيه الأعضاء المنتخبون لإدارة المهام الحكومية اليومية”.

وللمصادفة العجيبة كان يوجد رجل شيوعي مختل في برلين، إنه مشعل الحريق” مارينوس فان دير لوب”، عمره 24 عاما من هولندا، لقد ظل يتجول في برلين لمدة أسبوع يحاول أن يحرق المباني الحكومية ليحتج على الرأسمالية.

في 27/2/1933 قرر أن يحرق مبنى الرايخستاج وحمل معه أدوات الحرق، وقضي اليوم بأكمله يترصد حول المبنى قبل أن يقتحمه حوالي الساعة التاسعة مساء، فخلع قميصه وأشعل فيه النار، ثم ذهب ليستخدمه في إشعال الحريق.

تسلسل الأحداث لا يمكن لأحد الإحاطة به على وجه الدقة، ولكن قوات العاصفة النازية- وبتوجيه من” جورينج”- كانت متورطة في إحراق المكان، لقد ناصروا مشعل الحريق وشجعوه ليحرق مبنى الرايخستاج في هذه الليلة.

قوات العاصفة التي يديرها القائد “كارل إيرنست” استخدمت نفقا تحت الأرض، والذي يربط مقر جورينج بسرداب داخل الرايخستاج، لقد دخلوا المبني، وسكبوا البنزين والمواد المساعدة على الاشتعال، وسارعوا بالعودة من خلال النفق.

لقد خطف وهج الاشتعال الأحمر أعين الرئيس “هيندينبرج” ونائب المستشار “بابن”، واللذين كانا يتناولان العشاء في ناد يقع في مواجهة المبنى، لقد وضع بابن هيندينبرج العجوز في سيارته الخاصة وأخذه إلى موقع الحادث.

“هتلر” كان في شقة “جوبلز”، فانطلقا إلى مكان الحادث حيث قابلا “جورينج”، والذي كان يصيح زيفا بالاتهامات ويطلق التهديدات ضد الشيوعيين.

وللوهلة الأولى وصف “هتلر” الحريق بأنه منارة من السماء، وقال للموجودين معه: أنتم الآن شهود على بداية حقبة عظيمة في التاريخ الألماني، النار هي البداية، وأبلغ” هتلر” تقريرا إخباريا من موقع الحادث.

وبعد مشاهدة الخسائر عقدت الحكومة اجتماعا طارئا، وعندما تم إخطار “هتلر” بالقبض على مشعل الحريق الشيوعي “مارينوس فان دير لوب” أظهر غضبا مفتعلا قائلا:
“The German people have been soft too long. Every Communist official must be shot. All Communist deputies must be hanged this very night. All friends of the Communists must be locked up. And that goes for the Social Democrats and the Reichsbanner as well!”
وترجمته: “الشعب الألماني ظل ناعما لزمن طويل، الآن كل شيوعي يجب أن يطلق عليه الرصاص، كل النواب الشيوعيين يجب أن يعدموا، كل أصدقاء الشيوعيين يجب أن يسجنوا”.

ترك” هتلر” مكان الحادث وذهب مباشرة إلى مكاتب صحيفته ليراقب تغطيتها للحريق بنفسه، وظل بمقر الصحيفة طوال الليل مع “جوبلز” يضعان معا صفحة كاملة مليئة بالحكايات عن مؤامرة الشيوعيين للاستيلاء على السلطة في “برلين” باستخدام العنف.

وفي اجتماع مجلس الوزراء، الذي عقد صباح 28/11/1933، طلب المستشار “هتلر” مرسوما للطوارئ للتغلب على الأزمة، فوجد مقاومة ضئيلة من أعضاء مجلس الوزراء من غير النازيين.

في المساء ذهب “هتلر” و”بابن” للرئيس “هندينبرج”، فوقع الرجل الكبير المرتبك على المرسوم بحجة حماية الشعب والدولة.

فرض مرسوم الطوارئ قيودا على الحرية الشخصية، وعلى الحق في التعبير عن الرأي شاملا حرية الصحافة، وعلى الحق في الاجتماع وتكوين الجمعيات. كما فرض المرسوم أحكاما تمثل انتهاكا لخصوصية البريد والاتصالات التليفونية والتلغرافية، وإعطاء الصلاحية للشرطة لتفتيش المنازل دون إذن، كما أعطى الصلاحية لجهة الإدارة لمصادرة الملكيات الخاصة وفرض القيود عليها، فأصبحت جميع هذه الأمور مصرحا بها دون حاجة لمراعاة الشروط القانونية المنصوص عليها.

وفي الحال بدءوا تنفيذ أول حملة اعتقالات نازية ضخمة، حيث توجهت شاحنات قوت الـ(SA) والـ(SS) وهي تطلق زئيرها في الشوارع المكتظة بالشيوعيين، والمعروفة بدخول الشيوعيين إليها وخروجهم منها وكذلك في منازلهم الخاصة.

الآلاف من الشيوعيين والاشتراكيين الديمقراطيين والليبراليين تم اعتقالهم في ثكنات قوات العاصفة حيث يتم ضربهم وتعذيبهم.

أعلن “هيرمان جورينج”، في 3/3/1933، أنه غير قلق بشأن العدالة، وأن مهمته تنحصر فقط في التدمير والإبادة لا أكثر.

واحد وخمسون من مناهضي النازية قتلوا، ومنع النازيون كل الأنشطة السياسية والاجتماعات ووسائل الإعلام الخاصة بالأحزاب غير النازية، حتى الحملات ضد النازية أصبحت في الواقع مجرمة.

Hermann Göring. Declared ; “Every bullet which leaves the barrel of a police pistol now is my bullet. If one calls this murder, then I have murdered. I ordered this. I back it up. I assume the responsibility, and I am not afraid to do so,” declared Hermann Göring.
وترجمته: “أعلن “جورينج” أن كل رصاصة تخرج من فوهة مسدس رجل الشرطة هي رصاصتي، ولو سمى أحد هذا قتلا فإنني أنا القاتل، أنا الذي أمرت بهذا وأعضده، وأتحمل المسئولية ولا أخشى أن أفعل ما تقدم”.

الصحف النازية واصلت نشر الأدلة الكاذبة على مؤامرات الشيوعيين، وتزعم أن هتلر والنازيين فقط هم القادرون على منع الشيوعيين من الوصول إلى السلطة.

“جوزيف جوبلز” الآن يتحكم في الإذاعة التي تديرها الدولة، وينشر الدعاية النازية وخطب هتلر بين أفراد الأمة.

وبعد كل ما تقدم وجه النازيون انتباههم ليوم الانتخابات 5/3/1933، وتم وضع كل موارد الدولة اللازمة لتحقيق الفوز الكبير تحت تصرف جوزيف جوبلز.

كل كبار رجال الصناعة الذين ساعدوا “هتلر” للوصول إلى السلطة خصصوا ثلاثة ملايين مارك بسعادة، وكان ممثلون عن” ذخائر كروب” و”المجموعة الدولية فاربن”، من بين هؤلاء الذين أجبروا على التبرع تحت إصرار “جورينج”.

قال “جورينج”: إن التضحيات التي نطلبها من السهل تحملها إذا أدركنا أن الانتخابات القادمة سوف تكون الأخيرة خلال العشر سنوات القادمة، وربما تكون الأخيرة خلال المئات من السنوات القادمة، إن توفر المال بالإضافة إلى سلطة الدولة، وخلفهما الحملة الانتخابية الشرسة التي يقودها النازيون سوف توفر لهتلر الأغلبية التي يطلبها”.

في 5/3/1933 عقدت آخر انتخابات حرة بألمانيا، ولكن الشعب رفض أن يمنح “هتلر” الأغلبية، حيث أعطاه 44% من جملة أصوات الناخبين بالرغم من حملة الدعاية الضخمة والقمع الوحشي.

حصلت الأحزاب الأخرى على حصتها، فقد حصل حزب الوسط على أربعة ملايين صوت انتخابي، كما حصل الحزب الديمقراطي الاجتماعي على سبعة ملايين صوت، ورغم فقد الشيوعيين لكثير من الأصوات إلا أنهم حصلوا على أكثر من أربعة ملايين صوت.

انتهي مقال” الرايخستاج يحترق” – المنشور على موقع “مكان التاريخ” الأمريكي، والذي كشف لنا العديد من الأمور:

كيف سعي هتلر ليتحول إلى ديكتاتور، وكيف سعى إلى أن يحكم مجتمعا خاليا من المعارضة، بل خاليا ممن يفتح فمه.

ولكي يحقق ذلك لجأ إلى نشر الذعر بين الناس بحرقه “الرايخستاج”، مبنى البرلمان الألماني، ليستخدم هذا الحادث الإرهابي الذي اصطنعه في إصدار مرسوم للطوارئ يصادر به جميع الحقوق والحريات العامة، ويتمكن باستخدامه من القضاء على الشيوعيين أقوى المنافسين له، ثم امتدت حربه لتشمل جميع المعارضين دون استثناء.

وعقب حريق الرايخستاج أسس”هتلر” و”جورينج” قوات أل”Hilfspolizei”- “هيلفس بوليساي”- والتي تقول عنها الموسوعة الحرة:The Hilfspolizei (abbreviated Hipo; literally: auxiliary police) was a short-lived auxiliary police in Nazi Germany in 1933.
The Hilfspolizei was created on February 22, 1933 by Hermann Göring, newly appointed Interior Minister of Prussia, to assist regular police in maintaining order and persecuting communists in the wake of the Reichstag fire.[1] The organization quickly spread from Prussia to other German states and endorsed by Hitler in the Reichstag Fire Decree
وترجمته: “باختصار الـ(هيلفس بوليساي) هو جهاز الشرطة المساعد، والذي كان عمره محدودا بحقبة ألمانيا النازية التي بدأت منذ عام 1933، وتأسست بتاريخ 22/11/1933، ومؤسسها” هيرمان جورينج” المعين حديثا كوزير داخلية لولاية بروسيا الألمانية لمساعدة البوليس النظامي في الحفاظ على النظام واضطهاد الشيوعيين، وانتشرت الشرطة المساعدة بعد ذلك في جميع الولايات الألمانية، وأقرها هتلر بعد ذلك في مرسوم حريق الرايخستاج”.

وقد مر علينا قبل ذلك كيف أضاف “جورينج” لهذه الشرطة المساعدة أعدادا كبيرة من الفاحشين ومحترفي المشاجرات (البلطجية)، ولا شك أن هتلر أراد بإنشاء الشرطة المساعدة أن يقلد السيسي وحكومته فيما أقدموا عليه من إنشاء شرطة مجتمعية في مصر؛ لتقنين أوضاع البلطجية المسخرين لمعاونة الشرطة من عهد مبارك.

– أنشأ “هتلر” و”جورينج” جهاز الـ”Gestapo”– البوليس السري- وتم منحه حصانة قانونية من المحاسبة ليرتكب من الاغتيالات السياسية ما شاء دون حساب أو عقاب.

– استخدم” هتلر” رجال الأعمال لتمويل حملاته الانتخابية ودعمه مقابل منحهم المزايا الحكومية التي تعوضهم بأضعاف ما أنفقوه.

– احتكر وسائل الإعلام وصادر إعلام سائر الأحزاب والمعارضين مصادرة كاملة، فلم يعد في ألمانيا سوى صوت هتلر وحربه على الإرهاب الشيوعي وإرهاب سائر المعارضين.

أعتقد أن أوجه تقليد الزعيم “هتلر” للزعيم” السيسي” يسهل إدراكها واستخراجها مما ذكر، ولا أرى أنني بحاجة لرص المتشابهات جنبا إلى جنب.

ثمانون عام بين “هتلر” 1933 و”السيسي” 2013، ورغم ذلك تطابقت الأفكار والأعمال، كل منهما أراد أن يحكم بلا شريك، فسعى للخلاص من معارضيه، فوسوست لهما الشياطين بخلق حرب على الإرهاب، كل ما تحتاجه جريمة هنا أو هناك والفاعل مجهول، ثم تسن القوانين والسكاكين.

لقد نجح “هتلر” بالفعل في التخلص من خصومه والقضاء عليهم وقهر الشعب الألماني، والقضاء على أي صوت يمكن أن يعارض أفكاره أو سياساته، فما هي النتيجة؟

النتيجة هي الحرب العالمية الثانية التي خلفت ستين مليون قتيل في بعض التقديرات، بخلاف المفقودين والمصابين والمشردين، ودمرت معظم دول أوربا وأعادتها قرونا إلى الوراء، ودمرت ألمانيا والشعب الألماني دون أن تميز بين المهللين لهتلر والمعارضين له ممن التزموا الصمت حيال جنونه وهوسه.

وقد شاءت المقادير أن يطبق “هتلر” عقوبته الدنيوية على نفسه بيده، حيث انتحر لينتقل من الدنيا إلى سوء العذاب الذي ينتظره، ليظل خالدا لا يموت فيه ولا يحيا.

لن أطلب من المستبد الظالم أن يعتبر ويرجع عن استبداده وظلمه؛ لأن هذا الطلب فيه من الهوان ما لا تقبله ضمائر الكرام، ولكني سأذكر الشعب المصري العظيم بالعبارة الخالدة لكاتب قصة “هتلر وصعود الشر” حين قال: “الشيء الوحيد الضروري لانتصار الشر هو أن يمتنع الرجال الأخيار عن فعل أي شيء”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …