‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير “هيومن رايتس ووتش”: الإمارات تمارس تعذيبًا وحشيًّا للسياسيين في سجونها
أخبار وتقارير - فبراير 21, 2016

“هيومن رايتس ووتش”: الإمارات تمارس تعذيبًا وحشيًّا للسياسيين في سجونها

– اعترافات نجل مستشار الرئيس “مرسي” تحت التعذيب وكاذبة
– مصعب عبد العزيز تحت تعذيب “الإمارات”: لو طلب مني الاعتراف بأني من المريخ لفعلت

لم ترشح إلى الآن- بحسب منظمة هيومن رايتس ووتش- أي أنباء عن محاكمة يتعرض لها المصري مصعب أحمد عبد العزيز في سجون الإمارات، كان قد أعلن عن انعقادها له يوم أمس السبت 20 فبراير الجاري، بحسب المحققين معه في سجن “الوثبة” في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وقال جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة هيومن رايتس ووتش: “استمعنا إلى مصعب عبد العزيز يتحدث عن الألم الذي قاساه على أيدى سجانيه، ويفاقم كثيرا من قلقنا أن جهاز أمن الدولة في الإمارات يستخدم التعذيب لانتزاع اعترافات كاذبة”.

وأكد ستورك أنه “على جميع الدول التي يوجد بها مواطنون يعملون في الإمارات العربية المتحدة أن تعرب عن بالغ قلقها إزاء مزاعم التعذيب، هذا بلد، يشير إلى الإمارات، يُتهم فيه جهاز أمن الدولة بشكل متكرر بتعذيب الناس لانتزاع اعترافات”.

وكشفت هيومن رايتس ووتش أنها استمعت إلى الرسالة الصوتية المسجلة التي تحدث فيها مصعب أحمد عبد العزيز، 27 عاما، نجل مستشار الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، في رسالة صوتية مسجلة بالإنجليزية، مؤكدا أن السلطات الإماراتية مارست بحقه “التعذيب الوحشي والبدني والنفسي” ليعترف بانتمائه لجماعة الإخوان المسلمين.

وقال مصعب، في رسالة صوتية مدتها 90 ثانية عبر مكالمة هاتفية مع أسرته، في أكتوبر 2015، من سجن الوثبة، حيث ينتظر المحاكمة: “لو طلب مني في حينها الاعتراف بأني قادم من المريخ لتدمير الأرض لفعلت، فقط لأنهي الأمر”.

وقالت يارا، شقيقة مصعب، لـ”هيومن رايتس ووتش”: إنه منذ نُقل إلى سجن الوثبة في أوائل فبراير 2015، يستطيع إجراء مكالمات هاتفية مع أسرته كل أسبوع أو أسبوعين.

وفي اتصال هاتفي مع عائلته في 10 فبراير 2016، قال مصعب: إنه نُقل في اليوم السابق لمكتب النائب العام، الذي قدم ما قال إنها أدلة على صلته بجماعة الإخوان المسلمين، وأخبره أن محاكمته ستبدأ من 20 فبراير الجاري.

حيث قال مصعب لأسرته: إنه لم يتحدث إلى أي محام منذ القبض عليه في 21 أكتوبر 2014، بتهمة الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين. مضيفا أنه “قضى 3 أشهر بعد القبض عليه في منشأة لأمن الدولة طالتها ادعاءات ذات مصداقية بتعرض المعتقلين فيها للتعذيب”.

وذكر مصعب- الذي عاش في الإمارات 20 عاما قبل اعتقاله، وعمل في شركة لتطوير تطبيقات الهواتف الخلوية في الرسالة المسجلة- أنه لم يسبق له أن انضم لحزب سياسي ولم يهتم يوما بالشأن السياسي، وأرجع اعتقاله إلى عمل والده أحمد عبد العزيز مع الإخوان المسلمين في مصر، مشيرا إلى أنه يعاني من “ضرر دائم” في أذنيه جراء ما تعرض له من تعذيب لم يتناوله بالتفصيل.

في 7 يناير 2015، نشر أحمد عبد العزيز فيديو على يوتيوب، طالب فيه السلطات الإماراتية بإطلاق سراح ابنه، زاعما أنه “اختطفته أجهزة الأمن في دولة الإمارات العربية المتحدة”، فقط لأنه ابن مستشار الرئيس محمد مرسي الذي أطيح به من منصبه في يوليو 2013.

الحليف القاتل

وتحت عنوان “مصر حليف رئيس للحكومة الحالية في الإمارات”، أشارت المنظمة إلى مجموعة من الإجراءات التعسفية التي تمارسها الإمارات بحق مواطنيها ومواطنين من جنسيات عربية، بعضهم من مصر وليبيا، ففي أغسطس 2015، قبض 13 من ضباط الأمن بملابس مدنية على الأكاديمي الإماراتي ناصر بن غيث؛ لأنه انتقد عمليات القتل الجماعي التي نفذتها قوات الأمن المصرية في حق متظاهرين في ميدان رابعة العدوية في القاهرة في أغسطس 2013، ونشر ابن غيث تعليقاته في وسائل التواصل الاجتماعي في الذكرى الثانية للمذبحة. وما زال مكان ابن غيث غير معروف، فيما يعرف بظاهرة الإخفاء القسري في سجون الإمارات.

فيما قال 4 معتقلين سابقين في منشأة جهاز أمن الدولة في الإمارات لـ”هيومن رايتس ووتش”، إن المحققين عذبوهم لانتزاع اعترافات عن علاقاتهم بجماعة الإخوان المسلمين بعد اعتقالهم في أغسطس 2014.

كما كشفت المنظمة عن اعتقال 4 ليبيين يواجهون حاليا محاكمة جائرة في الإمارات بشأن علاقاتهم بتنظيمات سياسية وجماعات مسلحة في ليبيا.

“غريغ كريغ”، وهو محام من الولايات المتحدة، ويمثل الليبيين “محمد وكمال الضراط”، قال لـ”هيومن رايتس ووتش”: إنه تحدث عبر الهاتف في 20 يناير 2016، إلى محمد الضراط الذي قال إنه أصيب بالصمم في أذنه اليسرى جراء أساليب الاستجواب.

وفي نوفمبر 2014، ذكرت وكالة أنباء الإمارات (وام): “اعتمد مجلس الوزراء قائمة تضم عددا من التنظيمات الإرهابية. ويأتي ذلك تطبيقا لأحكام القانون الاتحادي رقم 7 لسنة 2014” القمعي بشأن مكافحة الجرائم الإرهابية، ضمت القائمة جماعة الإخوان المسلمين.

وينص القانون على أن العمل الإرهابي هو كل فعل ترى المحكمة أن من شأنه أو قصد به تهديد استقرار الدولة أو سلامتها أو وحدتها أو سيادتها أو أمنها، أو كان مناهضا للمبادئ الأساسية التي يقوم عليها نظام الحكم فيها، أو الإضرار بالوحدة الوطنية. يعاقب بالسجن المؤبد كل من سعى للانضمام لتنظيم إرهابي.

وقالت هيومن رايتس ووتش، إن على السلطات الإماراتية إجراء تحقيقات جنائية مستقلة وآنية في ادعاءات مصعب وكل المزاعم الأخرى ذات المصداقية عن التعذيب في منشآة أمن الدولة، تقود إلى تحديد المسؤولين عنه ومحاكمتهم، وينبغي خضوع مصعب لفحص جنائي تجريه جهة مستقلة، واستبعاد أي أدلة انتزعت منه تحت التعذيب من محاكمته.

 

                           مصعب عبد العزيز وشقيقتيه يارا وأروى في حفل تخرج سنة 2014.

 

مصعب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …