رحيل “هيكل ” عراب الانقلابات فى الوطن العربى فماذا فعل ؟
أعلن التلفزيون الرسمى وفاة عراب الانقلاب محمد حسنين هيكل توفي اليوم الأربعاء عن عمر ناهز 93 عاما، ونعت صحيفة “الأهرام” على موقعها الالكتروني هيكل، الذي كان رئيس تحريرها لمدة 17 عاما.
وكانت الحالة الصحية لهيكل تدهورت بعد أن أجرى عدة فحوصات طبية، كونه يعاني من فشل كلوي استلزم إجراء عملية غسيل كلى أكثر من مرة خلال الأسبوع الماضي.
وذكرت أن حالته الصحية “ساءت منذ ثلاثة أسابيع حين بدأ بالخضوع لعلاج مكثف في محاولة لإنقاذ حياته، بعد تعرضه لأزمة شديدة بدأت بمياه على الرئة رافقها فشل كلوي استدعى غسيل الكلى ثلاث مرات أسبوعيا”ً.
ويعرف هيكل بـ “عراب الانقلابات” في مصر، بعد دعمه الإعلامي والاستشاري لجمال عبد الناصر الذى أنقلب على الرئيس محمد نجيب ، بالأضافة لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي ، كما دعم هيكل جميع الانقلابات العسكرية فى الوطن العربى ، من اليمن والعراق وسوريا وليبيا .
ماذا فعل هيكل ؟
ولد هيكل عام 1923 في قرية باسوس إحدى قرى محافظة القليوبية.
وبدأ مشواره الصحفي عام 1942. وعام 1951، صدر له أول كتاب بعنوان “إيران فوق بركان”، بعد رحلة إلى إيران استغرقت شهرا كاملا.
وعينه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وزيرا للإرشاد القومي (الإعلام) عام 1970.
كان رئيسا لتحرير جريدة “الأهرام” حتى سنة 1974. كما رأس مجلس إدارة مؤسسة “أخبار اليوم” ومجلة “روز اليوسف” في مرحلة الستينات. وفي عام 1970، عين وزيرا للإرشاد القومي، بأمر من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
وبعد انقلاب الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، بعد حركة العسكر عام 1952 والتي عرفت لاحقا بثورة 23 يوليو؛ تحول هيكل من صحفي معروف إلى بسببها من صحفي معروف إلى رجل دولة ويد يمنى للرئيس جمال عبد الناصر، وأصبح بها ما يصفه مراقبون بأنه “اليد الإعلامية والاستشارية الضاربة للريّس”.
ولخص الكاتب الراحل أنيس منصور طبيعة العلاقة بين الرجلين في حوار مع الفضائية المصرية “أون تي.في” يوم 21 آب/ أغسطس 2011، قال فيه إن “هيكل كان مفكّر عبد الناصر، وصاغ الفكر السياسي للزعيم في هذه الفترة، ولم يحصل أي شخص على هذا الدور، وأكاد أقول إن عبد الناصر من اختراع هيكل”.
بعد رحيل عبد الناصر؛ لم تكن العلاقات جيدة بين الرئيس الجديد أنور السادات وهيكل، وساءت بشكل واضح بعد انتهاء حرب 1973، وبلغت درجة إصدار قرار رئاسي يوم 2 شباط/ فبراير 1974 بنقل هيكل من الأهرام إلى الرئاسة مستشارا، وهو ما اعتذر عنه، وفي العام 1978 سحب منه جواز سفره ومنع من مغادرة مصر، كما صدر قرار من السادات باعتقال هيكل ووضعه في السجن، ضمن حملة شملت كتابا ومثقفين وناشطين سياسيين، قبل أن يفرج عنه إثر مقتل السادات في حادث الاغتيال الشهير.
والتقى هيكل الرئيس الجديد محمد حسني مبارك بهيكل لنحو ست ساعات كما حكى هيكل نفسه في كتاب “من المنصة إلى الميدان.. مبارك وزمانه”، حيث حاول مبارك الاستفادة من خبرة هيكل، الصحفي ورجل الدولة ذي الخبرة الواسعة والعلاقات المتشابكة محليا ودوليا، غير أن المياه لم تجد لها مجاري بينهما، ليحصل نوع من “التنافر” بين الطرفين، ازدادت بعد سلسلة من المحاضرات والكتب التي انتقد بها هيكل نظام مبارك.
وعندما انتخب الدكتور محمد مرسي رئيسا لمصر عام 2012، التقى بهيكل في كانون الأول/ ديسمبر، من العام نفسه، وناقش معه الأوضاع الداخلية والخارجية، حيث اقترح عليه هيكل -حسب ما نشر في الإعلام وقتها- إجراء حوار وطني مفتوح مع القوى السياسية المختلفة دون استبعاد أحد.
هيكل يدعم السيسى
غير أن خصوم هيكل يتهمونه بتحريض الإعلام والعسكر ضد حكم مرسي، كما يتهمونه بدعم حركة تمرد من خلال تقديم نصائح مباشرة لها عبر الفضائيات، كما يتهمونه بدعم السيسي الذي سارع إلى تنفيذ الانقلاب على الرئيس المدني المنتخب يوم 3 تموز/ يوليو 2013، والشروع في حملة واسعة لاعتقال عشرات الآلاف من معارضي الانقلاب العسكري سواء أكانوا إخوانا أم مستقلين. سبق ذلك وأعقبه وقوع مجازر في حق المعتصمين أمام الحرس الجمهوري وميداني رابعة والنهضة.
وعندما نُفذ الانقلاب ونُصّب عدلي منصور رئيسا مؤقتا، التقاه هيكل يوم 7 تموز/ يوليو 2013 وناقش معه الأوضاع الداخلية التي تمر بها البلاد.
وقد عبر هيكل في أكثر من مناسبة عن إعجابه الكبير بالسيسي، كما لم يتوان عن الخروج في مهام لصالح نظامه، بينها زيارة شهيرة إلى دولة الإمارات في نوفمبر/تشرين الثاني 2013.
ووجهت انتقادات لاذعة لهيكل بسبب دعمه الكامل لعبد الفتاح السيسي وزيرا للدفاع ورئيسا لمصر.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …