دور هيكل في انقلاب السيسي .. وهؤلاء هم صبيانه التسعة
لعب “حسنين هيكل”، الذي توفي اليوم الاربعاء 17 فبراير 2016، والذي عاصر ملكين وستة رؤساء جمهورية، دورا في انقلاب عبد الفتاح السيسي، وقتما كان وزيرا للدفاع، علي الرئيس محمد مرسي في 3 يوليه 2013.
وكان السيسي يلتقي به بشكل دوري ليأخذ منه النصائح، كما لعب تلاميذ هيكل في وسائل الاعلام المختلفة دورا في تلميع السيسي ووصفه بأنه “ناصر جديد” والدعوة لترشيح نفسه للرئاسة بعد نجاح الانقلاب.
وانحاز هيكل إلى ترشيح السيسي لرئاسة الجمهورية، عقب الانقلاب ومطاردة جماعة الاخوان وكان هو من سماه بـ “مرشح الضرورة”.
وقد تم الكشف في فبراير 2013، عن لقاء أستغرق أربعة ساعات بين السيسي ومحمد حسنين هيكل، قيل انه لمناقشة “حالة الاستقطاب الحادة الحالية بين القوى السياسية وانعكاسها الجيش”.
وقالت صحف مقربة من هيكل أن هذا اللقاء “يأتي فى سياق اتصالات يحرص السيسي على إجرائها مع «الأستاذ» على فترات متقطعة، وتأتى من باب الاستماع إلى نصائح “الأستاذ”، وذلك قبل الانقلاب بخمسة أشهر.
وعقب انقلاب السيسي، صرح هيكل بأن “ما حدث ليس انقلابًا عسكريًا، لأن الانقلاب العسكري هو الاستيلاء على السلطة، والجيش يحمي العملية الديمقراطية دون التدخل فيها” بحسب قوله.
وسبق للإعلامي والنائب المثير للجدل توفيق عكاشه أن نصح السيسي بالبعد عن نصائح هيكل وقال له “هيكل هيوديك في داهيه .. لم يقدم نصيحة لأحد إلا أما وداه في مصيبة”، ووصفه باه من “أخطر الناس التي لا تريد الخير لمصر بالوثائق”.
اتهامات العريان وسلطان
وقد اتهم عصام العريان القيادي في حزب الحرية والعدالة (المنحل حاليا) وعصام سلطان (نائب رئيس حزب الوسط)، قبيل اعتقالهما وسجنهما أن “هيكل شارك في التخطيط للانقلاب العسكري الدموي الفاشي والسيسي لن يكون ناصر جديد كما وعدوه”، بحسب تصريحات نشرتها صحف مصرية عقب انقلاب 3 يوليه مباشرة.
وقد اتهم أعضاء في جماعة الاخوان حينئذ، هيكل بأنه يدعم السيسي غاضبا من تحويل نظام مرسي ابنه رجل الأعمال (حسن هيكل) الي النيابة والتحقيق معه بتهمة التلاعب بالبورصة مع أبناء مبارك في القضية التي كان يحقق فيها النائب العام السابق “طلعت عبد الله” ومنع بموجبها في مارس 2013، 23 رجل أعمال من التصرف فى أموالهم منهم نجل هيكل.
وكان “صلاح منتصر” صديق هيكل وأول من أعلن ان حالته حرجه كتب يدعو في جريدة الاهرام: “قيادات الدولة المصرية والمستشار نبيل صادق، النائب العام بالسماح لابن هيكل (حسن) الموجود خارج البلاد والمدرج اسمه على قوائم الترقب للعودة مصر ليري والده في تلك اللحظات، فتلك المحطة الأخيرة، ومن الصعب أن يغادر هيكل دون أن يفتح عينه ويري ولده”، بحسب قوله.
كما أكد الدكتور عصام العريان -على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”-أيضا دور هيكل في الانقلاب، مؤكدا أنه “شارك في التمهيد والتخطيط للانقلاب العسكري الدموي الفاشي”.
وتساءل العريان: “هل يمهله القدر ليكتب كتابًا عن نهاية انقلاب فاشل على أول رئيس عربي منتخب أو إرهاصات الديمقراطية العربية، أو الصعود الإسلامي في مواجهة الإمبراطورية”.
أيضا اتهم المحامي عصام سلطان هيكل بأنه لعب دورا في الانقلاب وقال في مقال نشره 17 يونية 2013، تحت عنوان “هيكل والسيسي واستسلام مرسى والانقلاب”: يقال أن محمد حسنين هيكل توقف عن ممارسة لعبة الجولف منذ ثلاثة أشهر، وأن السبب فى ذلك أنه يقضى ١٢ ساعة يوميا داخل وزارة الدفاع مع المجلس العسكري”.
وتباع: “يقال أن خطاب السيسي الأخير المكتوب وليس الفوتوشوب، هو نسخة طبق الأصل من مقال هيكل بصراحة فى الاهرام منذ ٤٥ عاما، ويقال أن خطة هيكل التى فرح بها السيسى وطبقها كانت تؤكد أن الانقلاب ناجح ناجح بنسبة ١٠٠٪ وسيدخل (شهر) رمضان على نضيف”، أي بدون اعتصامات ومشاكل.
وتابع: “أخطا السيسي خطا قاتلا، عندما سمع كلام هيكل واعتبر نفسه عبد الناصر جديد ساقته العناية الإلهية لمصر .. المصريون الآن ليسوا هم المصريون الذين كانوا يستمعون إلى خطب عبد الناصر وأغاني ام كلثوم عبر أجهزة الترانزستور، ثم يصبحون على مقالات هيكل وكأنهم عجينة يسهل تشكيلها بخليط السياسة والإعلام والفن. المصريون الجدد جيل الدوتكوم والفيس بوك شبوا على الطوق.. ولن يقبلوا بديكتاتورية عسكرية حتى ولو غلفوها بأردية الوطنية الزائفة “.
هيكل مهندس “حزب السيسي”
ويري مراقبون أن فكرة تحالف “في حب مصر” الذي تحول إلى “دعم مصر”، كانت فكرة هيكل للسيسي، حيث طرح هيكل، خلال سلسلة حواراته مع المذيعة لميس الحديدي، في برنامج “مصر أين وإلى أين؟”، على قناة “سي بي سي”، إن أزمة السيسي الحقيقية، عدم وجود حزب يتبعه، مضيفا: “السيسي ينقصه حزب سياسي”، ولكنه شدد مع هذا أن هناك تخوفات كثيرة من “حزب الرئيس”، قائلا: “لو الرئيس قال هعمل حزب، كل المنافقين هينضموا إليه”.
وأوضح أنه يؤيد وجود “جبهة وطنية” لدعم السيسي بدلًا من حزب، خوفًا من صناعة نظام سلطوي قائم على المصالح الخاصة مثلما حدث في الماضي على غرار الحزب الوطني المنحل، وهو ما حدث لاحقا بتشكيل اللواء سيف اليزل مسئول المخابرات السابق لتحالف “في حب مصر” الذي يسيطر علي ثلثي مقاعد البرلمان ويمثل السند السياسي للسيسي لتمرير التشريعات.
وأضاف هيكل: “لابد أن يكون للرئيس أناس حوله شبه حزب من خلال جبهة وطنية أو تحالف يقوده، لأنه إذا بقي لوحده يقود سواء من خلال مقر القيادة العامة للقوات المسلحة أو القصر الجمهوري فهذا غير كافي”.
هيكل: نعاني من عدة مآزق وأولها أن الرئيس السيسي بلا حزب
#cbcheikal @lameesh— CBC Egypt (@CBC_EGY) October 23, 2015
وقال هيكل، حينئذ، إنه يخشى أن يدير الشعب المصري ظهره للسيسي ويثور ضده، ولكنه أكد أن السيسي والنظام الحاكم يتمتع حتى الآن بقدر كبير من الثقة الجماهيرية التي يجب استغلالها في شكلها الأمثل، بحسب قوله.
هيكل : أخشي أن يدير الشعب ظهره للسيسي
هيكل : أخشي أن يدير الشعب ظهره للسيسي
Posted by Talk show Masralarabia on Friday, October 23, 2015
من هم تلاميذ هيكل
وقبل وفاة هيكل قالت الكاتب “فريدة الشوباشي” أن أحمد حسنين هيكل – نجل الكاتب – أتصل بها وأبلغها أن “هيكل” حمله أمانة، وأنه طلب منه ورقة وقلم وأملي عليه تسعة اسماء لإبلاغهم سلامه، قبل وفاته، وكتبت “الشوباشي” علي حسابها علي فيس بوك تقول: “أنا واحدة منهم .. يا رب تشفيه”.
الاستاذ أحمد حسنين هيكل كلمني الآنوقال لي إن لديه أمانة ،حمٓله إياها الأستاذ العظيم الكبير محمد حسنين هيكل بأنطلب منه…
Posted by Farida Alchoubachy on Saturday, February 13, 2016
ومن بين أبرز هؤلاء التسعة، الذين يلقبون هيكل في كتاباتهم بـ “الاستاذ”، بحسب تقديرات صحفية واعلامية، الصحفي صلاح منتصر أول من كتب في مقاله “ادعو للأستاذ”، كاشفا عن مرض هيكل الذي أشاع لاحقا أنباء وفاته.
ودعا “منتصر” للسماح لابن هيكل الهارب خارج البلاد والمدرج اسمه على قوائم الترقب للعودة مصر “ليري والده قبل وفاته.
وأبرز تلاميذه من التيار الناصري، نقيب الصحفيين يحيي قلاش الذي كان أول من نفي وفاة هيكل، وقال ان ما نشرته الصحفية الكويتية فجر السعيد، على تويتر عن وفاة هيكل الجمعة الماضية “غير صحيح وأثار استياء صحفيين وأسرته”، وقال، إنه يتابع تطورات حالة هيكل مع عائلته باستمرار.
ومن بين أصدقاء وتلاميذ هيكل الذي كانوا يظهرون باستمرار في حفل عيد ميلاده، واحتفلوا معه يوم 23 سبتمبر الماضي 2015 بعيد ميلاده الـ 92، بحسب صورة نشرتها لهم جريدة الأهرام حينئذ كل من: الإعلامية لميس الحديدي التي اشتهرت بإجراء سلسلة حوارات معه في قناة سي بي سي.
ومنهم عبد الله السناوي رئيس تحرير جريدة “العربي” الناصري سابقا، وهاني شكر الله، ويوسف القعيد، ومحمد عبد الهادي علام، زملاؤه في صحيفة الأهرام، والدكتور حسام عيسى استاذ القانون الدولي ووزير التعليم العالي سابقا، والكاتب مصطفي بكري، الذي لم يظهر في الاحتفال الاخير.
وعمل هيكل في الصحافة منذ عام 1942، واستطاع في سنوات قليلة، أن يكون الصحافي المقرب من الرئيس جمال عبد الناصر، وتولى رئاسة تحرير الأهرام منذ العام 57 حتى عام 1974، حتى أبعده الرئيس الراحل أنور السادات.
وعاصر هيكل ملكين وستة رؤساء، ويسجل له أرشيف الأهرام والأخبار مقالات وتصريحات في مديحهم جميعًا.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …