‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير بطرس غالي.. عائلة التاريخ الأسود من “دنشواي” إلى “كامب ديفيد”
أخبار وتقارير - فبراير 17, 2016

بطرس غالي.. عائلة التاريخ الأسود من “دنشواي” إلى “كامب ديفيد”

* رحل بطرس غالي عراف “كامب ديفيد” إلى جده قاضي “دنشواي”

 

رأس بطرس غالي، 94 سنة، الذي توفي أمس الثلاثاء 16 فبراير 2016، هيئة الأمم المتحدة، بدعم فرنسي في مواجهة الديكتاتور النيجيري “المسلم” أوياسنجو، أعلى مؤسسة يفترض رعايتها للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وأمن دماء الإنسان، من خلال محكمة العدل الدولية ومجلس الأمن، ولكنه أخلد خلال فترة رئاسته (الفترة من 1992 إلى 1996م) وهو المحامي، إلى انتهاك حقوق المسلمين وسفك دمائهم واستلاب أرضهم، ظنتها شعوب الجنوب أو العالم الثالث مختلفة عن عصبة الأمم، فكانت نسخة كربونية من الانحياز والدونية في خدمة سادة العالم، فتحققت في تلك الفترة ما كان ينتظر فيما يبدو توليه منصب الأمين العام للأمم المتحدة، مذابح المسلمين في البوسنة والهرسك، وقطعت رقاب عشرات آلاف المسلمين على الحقد الصربي، كما فجرت الصومال وشرد أبناؤها وتعمد الفشل في معالجة الملف بحكم العداوة التاريخية بين الصومال العربي المسلم وإثيوبيا ذات الحكم  المسيحي، كما شهدت رواندا في عهده واحدة من أفظع المذابح للإنسان استمرت لسنوات.

– أبيدوا “الإخوان”
 ثم ختم حياته بما عاش من أجله، ففضل أن يتعامل السيسي مع الإخوان بمنطق النازية الهتلرية ودعا الجيش إلى إبادة الإخوان، مؤكدا حسب تصريحات صحيفة “جون أفريك” الفرنسية، نشرته يوم الخميس 15 أكتوبر 2015، مؤكدا أن “السيسي أنقذ مصر من أصولية الإخوان”، كما لم يخف غالي يومًا كرهه لجماعة الإخوان المسلمين التي عزلها عبدالفتاح السيسي وحاكم قياداتها؛ إذ قال آخر تصريح له بعد انقلاب 30 يونيو، مع يوسف الحسيني قائلا: “إن السنة التي حكم فيها الإخوان المسلمين مصر أخروها 20 عامًا للخلف مرة أخرى”.

وزاد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية في عهد مبارك، :”خربوا في البنية السياسية المصرية، وفي تركيبة المصريين.. قتلوا القضاء المصري وكانوا عايز يتخلصوا من الجيش والقانون المدني”، مضيفا أن “الإخوان أخذوا فرصة لم يستحقوها، ولم يعملوا لصالح البلاد وإنما عملوا فقط لصالح الجماعة وكان مرسى هو أحد الأذرع التى جاءت لتخدم مصالحهم”.

وفي حوار له مع صحيفة “الوطن”، نشر في 19 إبريل 2013، سئل عن رؤيته لحكم الإخوان؟

فأجاب أنه لا يستطيع الحكم على الإخوان حالياً، وأنه يجب أن يحصلوا على وقت كافٍ لكى نستطيع تقييم تجربتهم”.

وضمن فلسفة المصالح ومملاءة النظام، أتي غالي بالشيء ونقيضه في إجابة واحدة، فهو لا يرى أي تقدم حتى الآن، ورغم ذلك “يتعيّن على الجميع تقبُّل انتصار الإسلاميين بغض النظر عن الانتماء السياسى، إن كانوا يؤمنون بالديمقراطية، ويجب أن نأمل فى أن يتصرّفوا باعتدال، وأتوقع أن يطول زمن الإخوان فى الحكم، إذا تعايشوا مع العولمة والانفتاح”.

– عقيدة “المخلص”
وظل بطرس غالي متمسكًا بمنهج كنيسته في الدفاع عن السيسي “المخلص” قائلا: إنه “رجل ذكى، يستمع دائما أكثر مما يتحدث وهو لم يسع وراء السلطة بل على العكس فلقد تردد كثيرا في قبولها”.

ورغم إطناب مديحه، إلا أنه رفض منصب مستشار الرئيس، مبررًا ذلك “أنه قد بلغ 93 عاما ولم يعد يوجد لديه مجهود من أجل الاجتماعات واللقاءات”.

الرجل الذي احتك بالرؤساء طيلة حياته رأى أن السيسي لم يسع إلى السلطة ورغم ذلك يحتاج لمدة تتراوح بين 2-3 سنوات كي يستطيع تحقيق الاستقرار في مصر، مباركا مشروع إنشاء “عاصمة جديدة” لمصر، لكنه كان معترضًا فقط على مكانها الذى تم اختياره بالقرب من القاهرة العاصمة الحالية”.

ولعل العاصمة الجديدة التي باركها غالي سعى إليها من خلال مقترحه بمنظمة “الأمم العربية المتحدة” التي تتخذ “عاصمة جديدة” تتوسط المنطقة بين ليبيا ومصر، إضافة لارتباطها مكانيا بمشروع “برنارد لويس” لتقسيم مصر، ولعلها تنطبق أيضا على الدولة “القبطية” التي تحشد لها الكنيسة بكل قوتها، وموقعها حسب لويس غرب النيل.

– رجل مبارك
لا عجب أن ترى مثل تلك التصريحات من رجل يرضى عنه مبارك والسادات في منصب وزير الدولة للشؤون الخارجية فيشارك في التوقيع بالأحرف الأولى، سنة 1977، على اتفاقية “كامب ديفيد”.

ووصفته “نيويورك تايمز” بأنه كان حجر الزاوية في النظام الدبلوماسي لمبارك ومن قبله السادات، وقالت: “قبل جيل كامل من قيام ثورة 25 يناير 2011، كان بطرس غالى.. يمثل ذوق وهوى السلطة التى تتولى حكم مصر آنذاك، وفى عام 1992 أصبح سادس سكرتير عام للأمم المتحدة، وأول شخصية عربية وإفريقية تتولى هذا المنصب”.

وأكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقرير موسع ما هو معروف لدى المعارضة المصرية في عهدي السادات ومبارك، كون بطرس غالي هو من وقعت أنظار الساسة الأمريكيين ليكون الدبلوماسي الذي يمثل الحل في إتمام مباحثات معاهدة كامب ديفيد، واصفة إياه بـ”حجر الزاوية” فى هذه المفاوضات.

ففي أوج احتفال السادات بذكرى أكتوبر، عينه وزيرًا للخارجية وصحبه في نوفمبر 1977، في رحلته إلى القدس، بعد استقالة وزير الخارجية آنذاك محمد إبراهيم كامل، احتجاجًا على التقارب المصري-الصهيوني.

– صناعة فرنسية
تشكل فرنسا في حياة بطرس غالي مجموعة من المحطات التي مر بها، فبعد حصوله على إجازة الحقوق من جامعة القاهرة في عام 1946 حصل على الدكتوراه من فرنسا في عام 1949، وكان نائبًا لرئيس الاشتراكية الدولية حتى تولى منصب الأمين العام للأمم المتحدة، وكان حينها مقربًا من رؤساء فرنسا الاشتراكيين وبفرانسوا متران وجاك شيراك على وجه الخصوص.

حتى أن توليه منصب أمين عام الأمم المتحدة تم بمساندة فرنسية قوية ليصبح أول عربي يتولى هذا المنصب.

ثم ترأس منظمة الفرانكوفونية الدولية بعد عودته من الأمم المتحدة، وهي المنظمة التي كانت تركز على الدعم الثقافي والتعليمي والفني لنشر اللغة الفرنسية بالعالم، ولكنه استقال منها مبكرا وعاد إلى القاهرة لينشئ مجلة السياسة الدولية، ويرأس المجلس الأعلى لحقوق الإنسان، ثم يستقيل منها في فبراير 2011، أي قبل أن يتولى الإخوان أي مناصب بعكس ما ردد حافظ أبوسعدة من أن استقالته كان سببها الإخوان!.

– “شرفه” العائلي
يعد التشكيل العائلي لبطرس غالي أحد أهم المحطات التي ربما كانت سببًا في قناعة الغرب بشخصه، والحكام الفاسدين بشكل خاص، فقد تزوج بطرس غالي من ليا نادلر، يهودية مصرية من الإسكندرية،  وهي من عائلة نادلر المشهورة، والتي تمتلك أكبر مصانع حلويات في مصر قبل تأميمها، وشقيقتها شيلا نادلر كانت زوجة لأحد وزراء “إسرائيل”، حسب ويكيبيديا.

جده بطرس نيروز غالي، هو الشخصية التي اغتالها إبراهيم الورداني وفق قصة فيلم “في بيتنا رجل” بطولة عمر الشريف وحسن يوسف، وقد لعب بطرس غالي (الجد) دورا في مشروع مد امتياز قناة السويس الذي كان يهدف لمدها أربعين عاما أخرى، مقابل مبلغ من المال تدفعه الشركة صاحبة الامتياز إلى الحكومة المصرية إلى جانب نسبة معينة من الأرباح تبدأ من سنة 1921م حتى 1968م.

إبراهيم الورداني فقد كان وقت اغتياله بطرس غالي شابا في الرابعة والعشرين من عمره، ودرس في سويسرا الصيدلة، وعندما ألقي القبض عليه، قال إنه قتل بطرس غالي “لأنه خائن للوطن”، وإنه غير نادم على فعلته، واعترف أنه فكر في قتل بطرس عندما حضر جلسة المجلس العمومي ورأى معاملة بطرس غالي الجافة لأعضاء المجلس، ومشاركته في محكمة دنشواي وإدانته المصريين الستة بقتل الجندي الإنجليزي.

طالب النائب العام وقتها عبد الخالق باشا ثروت بالإعدام للوردانى، ثم أرسلت القضية إلى المفتي (الشيخ بكري الصدفي) لإبداء رأيه فيها، لكن المفتي تنحى لوجود مانع شرعي و هو عدم جواز قتل المسلم بدم كافر، إلا أن المحكمة لم تأخذ برأي المفتي، وأعدم الورداني.

اما ابن شقيقه فهو يوسف بطرس غالي وزير المالية في حكومة نظيف آخر الحكومات قبل ثورة يناير، وحُكم عليه غيابيًّا يوم 4 يونيو بالسجن المشدد لمدة 30 عامًا ورد المبالغ المستولي عليها والغرامة.

اتهمته زميلته ميرفت التلاوي وزيرة التأمينات بسرقة 435 مليار من أموال الغلابة، في حوار مع الأهرام بتاريخ 6 مارس 2011.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …