غلق “المؤسسات الخيرية”.. يضع ملف “تجفيف المنابع” على مائدة سلمان
حتى كتابة هذه السطور، لم تنف الحكومة السعودية أو تؤكد خبرا نشره موقع “عربي 21” يتعلق بإغلاق مكاتب “الندوة العالمية للشباب الإسلامي” ومكاتب “رابطة العالم الإسلامي” في المملكة وخارجها، على غرار خبر مماثل تناقلته مصادر صحفية في 24 يوليو 2013، بسبب اعتبار البعض حينها أن الندوة اتخذت موقفا يرفض الانقلاب العسكري في مصر يختلف كليا مع موقف الملك عبدالله بن عبد العزيز الداعم لخطوة الجيش ضد الإخوان المسلمين.
وقبل أيام، انتشرت تغريدات تتحدث عن إغلاق مكاتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي بالسعودية، دون إبداء أسباب، وسط اتهامات بالانحراف عن المسار الذي اتخذته وظهور حالات فساد مالي في بعض المكاتب.
وتحدثت تغريدات أخرى عن إغلاق مكاتب رابطة العالم الإسلامي وهيئة اﻹغاثة اﻹسلامية، بدعوى أن الأولى تضم في عضويتها جمهورية إيران الإسلامية، وسط تصاعد الموقف بين الرياض وطهران.
وتعتبر الندوة العالمية للشباب الإسلامي منظمة رائدة لشباب مميز، وعضو المنظمات غير الحكومية التابعة لهيئة الأمم المتحدة ويمتد عمرها لنحو 45 عاما من العطاء.
واشتهرت مؤسستا الندوة العالمية للشباب الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي بإغاثة المنكوبين ورعاية المحتاجين داخل وخارج السعودية، وكذا مساهمتهما في أنشطة موجهة لفئات مجتمعية كالشباب والمرأة بغرض دعمهم في مواجهة دعوات الاستقطاب نحو تيارات فكرية، والتي تستهدفهم من خلال وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.
والندوة العالمية للشباب الإسلامي هيئة إسلامية عالمية مستقلة وملتقى إسلامي يدعم جهود العاملين في المؤسسات الإسلامية في العالم، وتعنى بقضايا الشباب، ويرجع تاريخ تأسيسها إلى عام 1972، وتتخذ من مدينة الرياض بالعاصمة السعودية مقرا لأمانتها العامة.
أما رابطة العالم الإسلامي، فهي منظمة إسلامية شعبية عالمية جامعة مقرها مكة المكرمة، وتقوم بالدعوة للإسلام وشرح مبادئه وتعاليمه.
تمارس نشاطها
وقبل ساعات قليلة من نشر الخبر أعلن مجلس أمناء الندوة العالمية للشباب الإسلامي عقد اجتماعه الدوري الثاني عشر واعتماده استراتيجية عمل جديدة، برئاسة الشيخ صالح بن سليمان الوهيبي أمين عام الندوة، ودخل د.عبدالله نصيف أمين رابطة العالم الإسلامي سابقاً العناية المركزة في المستشفى التخصصي بالرياض.
وكان من أبرز مواقف “الندوة العالمية” الأخيرة، استنكارها التفجير الإرهابي الآثم في الأحساء، حيث عبّرت في رسالة بعث بها أمينها العام “الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي” إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود؛ عن ألمها واستنكارها الشديدين للعمل الإرهابي الآثم الذي وقع يوم الجمعة 19 /4 /1437هـ على مسجد في حي المحاسن في محافظة الأحساء، وأسفر عن سقوط قتلى وإصابة عدد من المدنيين ورجال الأمن من ذوي الدماء المعصومة.
وأكدت إدانتها المطلقة لهذا الإجرام السافر والبغي الغادر، كما أعلنت تأييدها لما تقوم به الحكومة الرشيدة من إجراءات ضد كل من يمس أمن بلادنا وسلامتها.
وقالت: إنها على ثقة بأن الأفعال الإرهابية لن تحقق أهدافها، وأنها سوف تزيد الشعب اصطفافاً خلف قيادته من أجل اجتثاث بؤر الإرهاب الذي لا يرعى عصمة لدماء الناس الأبرياء، ولا حرمة لأمن المجتمع.
استقبال واعتداء
وفي 12 يناير 2016، استقبل الأمين العام المساعد للشؤون التنفيذية للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح بن إبراهيم بابعير في مكتبه بالأمانة العامة بالرياض، الشيخ صالح بوعبد الله مدير العلاقات العامة بالوقف الأوروبي، والشيخ خميس قشة الحزامي مدير المركز الثقافي الاجتماعي بهولندا.
تناول اللقاء سبل التعاون المشترك بين الندوة العالمية وبين الوقف الإسلامي الأوروبي والمركز الثقافي بهولندا، وقدم الضيفان عرضاً موجزاً عن أعمال مؤسستيهما.
ورحب “بابعير” بالوفد الزائر، وثمّن دورهم وجهودهم في خدمة الإسلام والمسلمين في أوروبا، مؤكداً أهمية التواصل مع إخوانهم في المملكة والدول الإسلامية الأخرى، مبيناً سعادته باستقبالهم والتنسيق معهم في المجالات المشتركة.
من جانبه ثمّن الوفد الأوروبي الزائر جهود المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين، مشيداً بدور الندوة العالمية وبرامجها وأنشطتها في تحصين الشباب المسلمين وتدريبهم وتأهيلهم لخدمة مجتمعاتهم.
وبعدها بأيام وتحديدا في 2 فبراير الجاري، سجلت عدسات كاميرا مدير رابطة العالم الإسلامي في إيطاليا إعتداء أحد المجهولين على مسكنه وسيارته، واتهم الدكتور عبد العزيز سرحان مدير مكتب رابطة العالم الإسلامي في إيطاليا، مجهولين بالاعتداء على سيارة وتحطمها وسكنه ومزروعات حديقة منزله، ولا تزال الشرطة الإيطالية تحقق في الحادث.
وقدم الدكتور سرحان شكره إلى سفير خادم الحرمين الشريفين في إيطاليا الدكتور رائد قرملي على متابعته للموضوع واهتمامه البالغ واطمئنانه الدائم على سلامته.
مصادر مجهلة
في حين أن خبر عربي 21نسب إلى مصادر، لم يسمها، أن السلطات السعودية قررت إغلاق جميع فروع الندوة العالمية للشباب الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي باستثناء مقريهما بمدينتي “جدة والرياض”.
وجاء هذا القرار بعد إغلاق السلطات ذاتها، نهاية سنة 2015، أكثر من 20 مكتبا فرعيا لخمس جمعيات وهيئات خاصة بجمع التبرعات في المملكة ذات النشاط الخارجي، والتي تحمل صفة (العالمية) في نشاطها بحجة عدم حصولها على تراخيص، وعدم التزامها ببعض مواد اتفاقية المقر والموقعة مع وزارة الخارجية في وقت سابق.
وذكر الخبر أن المادة الثالثة من بروتوكول اتفاقية المقر تنص على “تصحيح أوضاع المكاتب والفروع التابعة لها في دولة “المقر”، التي تتطلب ذلك، مع وقف أنشطة جميع الكيانات التابعة لها في دولة المقر إلى حين الحصول على موافقة رسمية من دولة المقر، وتم إغلاق الفروع إلى حين استكمال الأمانة العامة للندوة المتطلبات والتراخيص الرسمية”.
واعتبر الموقع أن هذا القرار جاء بعد اتهامات غربية وجهت للسعودية برعاية ودعم الإرهاب، حيث عبر متتبعون على أن مثل هذه الخطوة ستؤثر على جهود السعودية لقيادة محور سني بمواجهة المد الإيراني بالمنطقة، خاصة أن هذه المؤسسات كانت تخدم المجتمعات المسلمة في مختلف دول العالم، كما أنها كانت جسرا للسعودية مع باقي المسلمين في جميع الدول العربية والإسلامية.
مواقع التواصل
اتسمت المواقف على مواقع التواصل الإجتماعي فيس بوك وتويتر بالخلاف من وجهة نظر لأخرى وإن كان أغلبها يرى أن إغلاق الندوة هو وقف لأعمال البر بالأيتام ومنهم 60 ألف يتيم بالمملكة وحدها، والأسر المحتاجة وطلاب العلم، ومنهم من يرى أن رابطة العالم الإسلامي تضم في عضويتها إيران التي لا تعترف بأم المؤمنين عائشة، فكتبوا ضمن وسم #أخرجوا_إيران_من_رابطة_العالم_الإسلامي
وعلق أحد الساخرين محاولا شد العلماء المحسوبين للتعليق على مواقع التواصل واعتبار أن الإغلاق بات لا رجعة فيه، ومنهم المعلق #النشبة_حسن فخاطب الشيخ عوض القرني معلقا “وتعيين أحمد العيسي وزيرا، وإغلاق مكاتب الندوة وهيئة الإغاثة، وانتصار المسلمين في اليمن ولفظ لندن للإخوان” وإن تجاهل القرني التعليق الذي أشار له فيه المعلق.
وعلق بلال نور :”حسبنا الله ونعم الوكيل على اقفال جميع مكاتب وانشطة الندوة بما فيها روضة الأطفال”.
أما حساب لاتحزن إن الله معنا فقال “أغلقوا مكاتب الندوه حسب ما رأيت بالمنطقة الشرقيه لتنظيمات إداريه”.
وقال ماجد القحطاني “مكاتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي لهم أسبوع مقفلين.. سمعت أنها ستغلق نهائياً ليش؟”.
وكتب مرفوع سمان تغريدة قال فيها:”أشعر بألم وحزن أن تُغلق مكاتب الندوة العالمية،في وقت تستغل إيران فيه ظروف السنة في دولهم،وتغير دينهم”.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …