‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير “الشباب” يقودون الثورة.. والانقلاب يضحي بالشعب حتى يعيش النظام
أخبار وتقارير - يناير 28, 2016

“الشباب” يقودون الثورة.. والانقلاب يضحي بالشعب حتى يعيش النظام

قبل أيام قليلة أعاد نشطاء التغريد باسم هاشتاج أو وسم “#ثورة_شعب”، وبعودة سريعة لما كان عليه الحال قبل 5 سنوات، شارع يقوده شباب بسطاء فضلوا الصعود إلى قناديل عرش الرحمن وهم يهزأون من رصاص “بشوات” الداخلية، بفتح صدورهم العارية أمام من أدمن خصال الشر السبع، فاسترخصوا الموت في مقابل حرية أوطانهم وبني أوطانهم.

لم يكن من بين المئات ممن استحقوا لقب شهداء، اسم واحد “قائد” ممن تخضرموا في ملاعب السياسية، أو “معارض” يستمع له الثوار، بل طرد الثوار من ميدان التحرير المتسقلين من السياسيين والإعلاميين من تخضرموا حينها، شغلهم إقامة منصات والتقعيد للثورة في “بيان رقم 1” أوصلوه للقوات المسلحة، وتشكيل مجلس أمناء اندس فيه أيضا أعداء الثورة، وإن كانت مجرد خطوات لتفخيخ ثورة البسطاء من كافة أركانها.

البسطاء دائما على الأرض تصدوا وما يزالون لمحاولات قتل ثورتهم ومطالبهم، والتعويل في السابق واللاحق على تحريك الكتلة الصلبة منهم، ليس من خلال دعاوى “البوليتاريا” و”قوى الشعب العاملة” التي شارك مدعوها في الردة الثورية على الحرية والعدالة الاجتماعية، وغاب العيش فيها مطلقا، وإنما هم موجودن في القرى والأحياء الفقيرة والمتوسطة بل الغنية، فبساطتهم تأتي من توحد أهدافهم لا من تعددها، وحركتهم متواصلة ليل بنهار وإصرارهم لا يفله قتل أو طرد أو اعتقال.

المخضرمون فين؟
تنتشر على صفحات التواصل الاجتماعي بشكل كبير، تهاني الثوار في الداخل والخارج بتمكن أسماء سياسيين مخضرمين من الهروب من يد الباطشين “ففرت منكم لما خفتكم”، و”ألم تكن أرض واسعة؟” وجمل وعبارات تستخدم هذا السياق وسياقات مشابهة، حينها نراهم في الفضائيات وهم “ينظرون” للثورة، ويطالبون “البسطاء” بلعب دورهم في الحشد والنزول والمشاركة نذكر منهم سيف عبدالفتاح وتميم البرغوثي وعبدالرحمن يوسف، وآخرون خلف القضبان ينتهزون الفرص للتعبير بإشارات اليدين والابتسامات العريضة وإعطاء ظهورهم للقضاة عن السخرية بالباطش والتضامن مع البسطاء، وأوضح مثال محمد البلتاجي وصفوت حجازي وحازم أبو إسماعيل وعصام سلطان، ومخضرمون فقدوا أرواحهم بعدما قتلتهم يد الاستبداد في سجونها ومنهم فريد إسماعيل ومحمد الفلاحجي.

الإعلامي أسعد طه -مقدم سابق لبرنامج “نقطة ساخنة” على قناة الجزيرة- يرى أن صورة الثورة في الماضي كانت: “.. رجل سياسة مخضرم يقود الثورة ضد مستعمر أو معارضة ضد نظام مستبد، في زماننا هذا اختلفت الصورة تماما، قد يخرج علينا شاب بسيط، لا تيار سياسي ولا ديني يستظل به، غير أنه يصر على التعبير عن رأيه، بأي وسيلة، ومهما كانت غير بليغة”.

ويعبر طه عن أمله في البسطاء والشباب في قيادة مطالب الجماهير بثورة تحقق الكرامة والحرية، قائلا: “رجال السياسة المخضرمون كانوا زمان قليلين، والشباب البسطاء الذين يصرون على التعبير عن آرائهم الآن كثيرون جدا، يتزايدون كل يوم بطريقة مذهلة، وتتباين طرقهم في التعبير، ولذلك يتزايد بناء السجون، وسوف يستمر الأمر هكذا حتى يدرك المعنيون بالأمر في النهاية أن لا أمل يرتجى من هذا الجيل الذي قرر أن يعيش بكرامة ليحقق أهدافه: عيش حرية عدالة اجتماعية”.

ولعل المقصد الرئيسي من البسطاء هو عموم الشباب الذي يحركه وعيه المخلص والصحيح دون النزوع إلى إيدلوجيات تحد من مطالبه أو بإيدلوجيات تدفعه للتضحية، وفي المقابل بسطاء تأثروا سلبًا بمعركة تدور رحاها في الوعي واللاوعي بين الثورة والاستقرار والوظائف والتنمية، تهدف لتحريك البسطاء في الاتجاه المضاد.

المعركة الخطأ
يدرك النظام الحالي تمامًا أن فشل انقلابه يعني رقبته، وهو لذلك على استعداد أن يضحي بالوطن بأكمله في معركة مزعومة من أجل أن يبقى على رأس السلطة، بنشر “وعي” لصرف الجماهير عن التغيير، إما خوفا من الفوضى أو عدم الاستقرار أو من “المؤامرة”.

سخر الثوار يوما من اتهامات الإعلام المصري للثورة بأنها “مؤامرة” واتهموا من يتولون كبرها بالخرف، سيد علي وهناء سمري نموذج واضح بـ”شكلهم الوحش”، حسب الفنان أحمد عيد، ادعوا ذلك وأحضروا شهود الزور، في وسيلة إعلام خارج ماسبيرو اسما فقط، وسألوهم: تحلفوا إنها مؤامرة”  قالت: “نحلف ..جالنا الفرج!!”.

لم يكن يتخيل أحد أن تصبح كذباتهم حقائق يصدقها بعض من شارك البسطاء فرحتهم بثورة ضد الظلم، أن يكونوا هم يومًا ضمن إطار مؤامرة 25 يناير، فهي برأي نائبة “برلمان العسكر” لميس جابر، الكاتبة والروائية “مؤامرة كبيرة على مصر، وليست ثورة شعب”.

أعداء الثورة ومنهم ممتاز القط -رئيس التحرير السابق لصحيفة أخبار اليوم، خلال برنامج “حكاية شعب” المذاع على فضائية “العاصمة”، مساء الاثنين- قال: إن 25 يناير كانت مؤامرة تم التخطيط لها بذكاء شديد، عجزت أجهزة الدولة عن مواجهتها”، حتى أن المذيع يوسف الحسيني قال إن “هناك من يطالب السيسي باعتبار 25 يناير مؤامرة”.

بل هي مؤامرة مبكرة يعرفها أحمد شفيق وحزبه “الحركة الوطنية” وجل أعضاؤه من اللواءات، أحدهم يدعى اللواء رءوف السيد عضو الهيئة العليا لحزب الحركة الوطنية، قال: إن اللغط الدائر حول ثورة 25 يناير متوقع، وهي مؤامرة مكتملة الأركان.

أما ممثلو المخابرات العسكرية في الثورة المضادة فلا شك سيكونون في طليعة تلك المدافع التي تنال من ثورة يناير؛ حيث قال محمد نبوي -المتحدث باسم حركة تمرد-: إن 25 يناير كانت ثورة عظيمة قام بها الشعب المصري.. ولكن جزء من الثورة كان «مؤامرة» من جهات آخرى، سواء الجماعة الإرهابية أو من الخارج.

وشاركه الرأي مراكز المخابرات العامة، فيقول خالد رفعت -مدير مركز طيبة للدراسات السياسية والإستراتيجية-: إن “ثورة 25 يناير، لم تكن ثورة من الشعب المصري، بل هي مؤامرة مكتملة الأركان”.

وبلغ الهجوم ذروته، برفض عضو مجلس نواب ما بعد الانقلاب، مرتضى منصور، القسم على احترام دستور 2014، بدعوى أن ديباجته تقر ثورة يناير، معتبرا إياها “مؤامرة”، وذلك دون أن يتعرض لأي مساءلة، أو تتخذ بحقه أي إجراءات لإبطال عضويته.

وبرزت هذه الاتهامات في عنوان رئيس صدرت به مجلة “روزا اليوسف” الحكومية، في عددها يوم السبت 23 يناير، مستبقة حلول الذكرى الخامسة للثورة.

الثورة مستمرة
لذلك فالهدف الحالي للحراك ضد النظام الدموي الظالم هو نشر الوعي بين الجماهير، بعد أن سيطر النظام على الإعلام وافتعل معركة مع معارضيه صاغها في شكل مؤامرة عالمية، وللأسف نجح في أن يَصرف انتباه الكثير من البسطاء، والبساطة هنا من الجهل، عن بشاعة جرائمه.

وفي كلمات أشبه ببيان في الذكرى الخامسة لثورة يناير، كتب د.أحمد نوفل -أحد المفكرين الأردنيين- على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” مقالا عنوانه: “الثورة استمرار”، مشددًا على قضية الوعي.

وقال: “عناوين فشل النظام الانقلابي في مصر لائحة في كل اتجاه”، موضحا “فلا خطة للنهوض بالاقتصاد إن لم تكن الخطة لتدمير البلاد، فالمديونية تفاقمت وتعاظمت، وسد النهضة خراب ديار ستعاني منه مصر فوق كل ما يمكن تصوره، وهذه العمالة المكشوفة لإسرائيل، وإلا فلماذا حصار غزة؟ ولماذا الثقة بعباس الذي يرفضه الشعب الفلسطيني؟ وما الصلة بين الانقلاب ودحلان؟ وما علاقة نظام الانقلاب بالأسد وإيران؟ وما الصلة بإسرائيل؟ ألا فلتقرءوا ما يقول المسؤولون اليهود عن نظام الانقلاب”.

واعتبر أن ثورة الشعب “مسألة وقت وصبر وإرادة وعزم وتصميم واستمرار وتوكل على الله فهو الذي يُقدّر الأقدار”.

وخاطب نوفل البسطاء قائلا:”إخواننا ثوار الميادين والمدن والقرى والنجوع والغيطان والكفور والمضارب. إن العسكر وأجهزة القمع المختلفة أحكموا القبضة والخناق على الشعب وأغلقوا الميادين وهم مستعدون لفتحها لأي تجمع داعم لهم في أي وقت، ولو كانوا واثقين من أنفسهم لأشرعوها للجميع، ولو كانوا واثقين لتحدوا خصومهم بالصناديق لا بالدبابات وليتحدونا بفتح الميادين.. لكنهم غير واثقين”.

وتابع: “لا يُسقط الانقلاب مجرد مرور ذكرى 25 يناير.. فالثورة نهج واستمرارية وتعبئة وتوعية.. وعمل دؤوب.. وفوق كل ذلك بذل وتضحيات”.

الثورة حالة غضب عارمة من الشعب على النظام الحاكم، ولذلك تحاول الأنظمة في مواجهة الثورات حصر حالة الغضب في فصيلٍ معين، ثم ترميه بأفظع التهم لتصرف الجماهير عنه.

وسنصل في مصر وبلدان العالم العربي بعد الكفاح والثورة القائمة لدولة مدنية ديمقراطية تؤمن بحقوق الشعب.. وأنه صاحب الشرعية في البلد، يقود الشعب أحزاب سياسية تعارض وتنافس بعضها بمشاريع سياسية واقتصادية واجتماعية وغيرها، تصب في خدمة الشعب الذي حرر البلاد من نظام الاستبداد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …