لغة صفحات تواصل الثوار صافرات انذار
“كماين بالهبل” و”بوكسات بالعبيط” و”الطريق مفروش عساكر” باتت اللغة التي يتحدث بها الثوار اليوم في الذكرى الخامسة ل25 يناير وفي كل مناسبة ثورية يكون فيها الطريق “ملغما” محاطا ب”الغربان” سيارات الشرطة الصغيرة أو “عربيات الفراخ” ناقلات الجند أو سيارات الأمن المركزي، لغة أقرب إلى الشفرات يهدف الثوار والشباب منهم بشكل خاص إلى أن يكونوا جرس إنذار لزملائهم شركاء الميدان.
“مجاهدو الكيبورد” وهو الوصف المستخدم على صفحات التواصل الإجتماعي لهذه الفئة من الشباب المتخصص في “السوشيال ميديا”، الجادون منهم لا يكتفون حقيقة بمجرد الرصد على الشاشة والقبض أو الكبس على الازرار، بل ينزلون إلى الشوارع ليتحولوا إلى رادارات لغيرهم، اللغة بالتأكيد ترقت وزادت الكناية والتشبيهات البليغة كلما دخلت الي صفحات الثوار الشرفاء بما يعطي الثوار في الشارع شحنة قوية من العزيمة والإصرار، والإطمئنان في الوقت نفسه.
وسائل للتخفي
العمل تطوعي و”الشغل 24 ساعة” بدون ملل، أمانة ومصدقية في نقل الأخبار واعتذار مؤدب عند حدوث الأخطاء، لغة راقية وبوستات طريفة ومنوعة، يعملون بابسط الاشياء بدون دعم.
سهلت الهواتف الذكية المزودة بالكاميرات مهمة نقل الفعاليات ويكفي حينها أن تشحن الباقة لنقل فعالية من الفعاليات أو تمتنع عن الذهاب عند ورود أخبار غير مطمئنة أو تفزع للبث المباشر عبر ” البامبيوزر ” أو برامج بث الفيديوهات الأخر، الشرطة أن تكون متسلحا بهاتف مجهول الهوية من خلال برامج تغيير “vbn” من أجل التمويه على من يتابعونك فتزيد حجم كلمة المرور “الباسوورد” عشان تصعب مهمته في التعقب.
بالرغم من كل ذلك فضحوا إعلام الثورة المضادة المدعوم بملايين الدولارات وعروهم، بل منهم من أدار فرقا الكترونية يخترقون صفحاتهم الثورة المضادة ويغلقوها إن أرادوا.
يعلمون أن الثورة لا تدار فقط من خلال المفسبكين وأن الحسم الثوري سيكون في الشارع لا ب”اللايكات” و”التعليقات”أو ب”البوستات”، فقط بالنوايا الصادقة و إرادة الشعب وليس بالمناكفات والفهلوة.
شعاب الثورة
الثوار أدرى بشعاب الثورة تتحول صفحاتهم إلى إنذار وقت الشد والجذب وفي شوارع القاهرة قبل يومين انتشرت عبارات من نوعية “كماين بالهبل” و”بوكسات بالعبيط” و”الطريق مفروش عساكر”، وهؤلاء يصنفون بالإعلام البديل وهو من تعول عليه قنوات كبيرة مثل الجزيرة وغيرها في نقل الحدث بما يسمونه “المواطن الصحفي” يردون من موقع الحدث بلا خوف على حملات التشويش في أذهانهم أفكار حاضرة وواقع معاش، فالواقع يفرض نفسه بعيدا عن العالم الافتراضي والحياة المخملية لبعض “الفييسة” مستخدمي الفيس بوك.
مصطلحات ثورة يناير
بمجرد أن تفجرت الثورة تفجر معها لغة استخدمها البعض للتعبير عن رأيه، واستخدمها البعض الأخر فى محاولة لارتداء عباءة الثوار، وانتشرت لغة لها تفسيرها الواضح مثل “أجندة” و”حزب الكنبة” وهي اللفظة التي أطلقت على المتمسكين بأماكنهم أمام التلفزيون مكتفيا بالفرجة، حتى فوجئنا بهم يحملون الكنبة معهم إلى ميدان التحرير في 30 يونيو 2013، أما “ناشط سياسى” فهو تقديم الكتروني لشخص يجيد كتابة “بوست” الميزة فيه إنه “عامل مدير”، و”ارتفاع السقف المطالب” وهي جملة انتشرت منذ جلسات الحوار مع عمر سليمان انتشرت تحذيرا من الثوار من التنازل أمام مطالب العسكر، و و”ركب الموجة” و”ركب الثورة” و”ناشط سياسي” وهي اقترنت بداية بشخصية أحمد السقا ومرتضى منصور وعمرو أديب وكل من كان وجهه مكشوفا في دعم النظام البوليسس لمبارك ولم ينتم يوما لثورة يناير ثم صحا فجأة ليجد نفسه ناشطا يركب موجة الثورة، ومنهم ما يزال يركبها وآخرون رفضوا الاعتراف بها مؤخرا، هذه الكلمات والمصطلحات على الفضائيات وبالبرامج السياسية بشكل مفاجئ وتحولت على اللغة الحوارية الأشهر لكل من أراد أن يقترن اسمه بالثورة.
سيطر على الثوار في فترة ثورة يناير وخلال الأشهر الأولى عبارات “المؤامرة” و”الأصابع الخارجية” و”الأجندة” و”القلة المندسة” تماما كما حدث مع الإنقلاب مع الثورة التي استخدمت عبارات “اللخطف الذهني” و”جهاد النكاح” و”الكرة الأرضية تحت أرض المسجد و”، و”اللي خلف ما متش” وإن كان ذلك في كلا الحدثين يستطيع أن يدركه الثوار في حين استخدم الثوار لفظات أجندة وأصابع وقلة للتعبير عن التشكيك في خصمه السياسي واستخدمها البعض كنوع من التشكيك فى الانتماءات.
وكان اللفظ الأكثر استفزازا ورسخ في أذهان الكثيرين هو “الفلول” ويشبهه استخداما من الثوار تجاه المنضوين نحو التحالف ب”المخطوف ذهنيا”.
شباب ساخرون
وكما يعمل شباب على تحذير اقرانهم – مع العلم بوجود بلاغات وتحذيرات كاذبة – يستخدم شباب آخرون لغة الثورة للسخرية أو الضحك وأحيانا للمعاكسة ومنها عبارات على غرار “أنا مش بتاع فترات انتقالية “، تعبيرا عن شكوى البعض من طول الفترة الانتقالية ومطالبة العسكر بتسليم الحكم للمدنيين، و” عاوزين نبنى بيتنا بيت بيت زنقة زنقة”، سخرية من كلمات القذافى قبل مقتله، و”الحب الحب .. مولوتوف مولوتوف”، بعد انتشار المولوتوف فى احداث مجلس الوزراء وحرق المجمع العلمى، و”اموت في الشفافيه” سخرية من الفساد الذى مارسه النظام السابق والمطالبة بتطبيق قواعد الشفافية بعد الثورة، و”واحشني.. وحظر التجوال حايشني ” سخرية من حظر التجول.
ومن العبارات التي تحلم شفرة ومدلول كلمات مثل “الشعب يريد رقم تليفونك” و”احنا آسفين يا مزه”، من احنا اسفين ياريس، و”تيجي نلعب امن دولة ومواطنة اتقفشت بتوزع منشورات” من امن الدولة المنحل والمنشورات، و”مفيش عنصر هيقدر يندس ما بيننا” كناية عن العنصر الاجنبى، و”بحبك حب شفيق للبلوفر”، و”عاوزك في حوار وطني”
تقدم على الأرض
كثير من المحللين السياسيين يرون أن التقدم الفعلي في الثورة هو التقدم على الأرض بيد الثوار، لذلك تحول الثوار إلى صافرات انذار شئ جيد شرط أن يكون الثوار ثوارا الدكتور مممدوح المنير كتب في ذكرى 25 يناير الفائتة إن “الثورات لا تعرف النظام و تحدث أثرها بشكل تراكمى ، و الثوّار على الأرض يطورون أساليبهم و خططهم بناءا على الواقع الذى أمامهم و يخطئون مرة و يتعلمون فى غيرها”.
وأوضح أنه فى كل بيانات التحالف بلا إستثناء كان الكلام واحد صعّدوا ثوريا و الخطط و الأفكار يضعها و ينفذها الثوّار على الأرض ، يقول لكم التحالف إذبحوا بقرة ، فلا تسألوه ما لونها ؟!.
وأضاف :” الكل بقدراته و إمكانياته و إبداعه، ليس معنى هذا أنه لا توجد لدى التحالف خطط، هذا بالطبع غير صحيح، فلديهم عشرات الخطط، و اطلعت على بعضها و منها ما يتعامل مع اسوء الفروض و أكثرها كارثية ، لكن الخطط لا قيمة لها بدون حشود هادرة ، و وقت التنفيذ على الأرض قد تتغير و قد يتم تعديلها و قد تلغى على حسب المواجهة مع الطرف الآخر و قوة حشودك و مدى استعداد الثوّار للصمود ، الذى لا يملك التحالف وصاية عليهم ، فقط يدعوا و يحفزّ و يشجع ، و الكلمة الأخيرة بعد الله للثوّار ، يبدعوا ويبتكروا .
وقود المعركة
وللخلاصة يؤكد المستشار وليد شرابي -المتحدث باسم حركة قضاة من أجل مصر- أن الطرف الحقيقي للمعادلة في مصر هو الثائر على الأرض، معتبرا أن كل وسائل الإعلام ما هي إلا أدوات لنقل الحدث الذي يقوم به الثائر وليس العكس.
وقال “شرابي” في تدوينة له عبر موقع “فيس بوك”: “الجزيرة مباشر مصر صاحبة أداء إعلامي مهني ومحترف لا ينكره أحد، ولكن من الخطأ أن نمنحها دورا أكبر من دورها” وتابع: “عندما قامت ثورة 25 يناير وحتى خلع مبارك لم يكن هناك قناة اسمها الجزيرة مباشر مصر، وعندما قام انقلاب 3 يوليو أغلق على الفور الجزيرة مباشر مصر واستمر اعتصام رابعة بكل فعالياته وهي مغلقة لعدة أيام.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …