‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير السخرية و”المضحكاتية”.. نعمة ثورة يناير ونقمتها!
أخبار وتقارير - يناير 26, 2016

السخرية و”المضحكاتية”.. نعمة ثورة يناير ونقمتها!

يستغرق البعض في انتقاد ثورة يناير للدرجة التي يصفها البعض بأنها لم تحقق شيئا إلا “السخرية” كهدف في حد ذاتها، وحققت السخرية وما تزال هدفا كبيرا في كسر هيبة النظام الظالم والمستبد، والبعض يرى أن السخرية تركت في النفوس ثقوبا لا حصر لها لا يمكن رتقها بسهولة، وخلال 18 يوما من عمر ثورة يناير أبدع الشباب في رسم سخرية لم تصنع تلك الثقوب بل صنعت انتقاصا من وجه الاستبداد وهتا في جسده، في ظل مناخ عام لشعب يعشق الضحك حتى وهو يموت.

صور +18
أعادت صور تظهر الثكنة العسكرية في التحرير في يناير 2016 وجنود قوات التدخل العسكري وكتب تحتها “اعتصام قوات الجيش تطالب برحيل الشعب” و”جنود يهتفون .. ارحل يا شعب”، إلى الذاكرة الثورية صورة شباب وضع صورة لوجه مبارك على رأس جسد “اللنبي” وعلقه على أكبر عمود بميدان التحرير مشنوقا خلال ال18 يوم، وآخر حمل لافتة كتب عليها “ارحل بقى عشان عاوز أحلق”، وثالث يحمل لافتة كتب عليها “كنتاكي و100 جنية” ووضع تحتها تمر وخبز ناشف، ولافتة كتب عليها ” ارحل ..الوليه عاوزه تولد والولد مش عاوز يشوفك” عشرات اللافتات الأخرى التي حملت تلك السخرية.
لكنه كان لافتا أيضا، مشاهد ساخرة كشاب يضع فوق رأسه “قصعة مونة” تستخدم في البناء، وآخر ربط “حلة” وكتب عليها يسقط مبارك، وثالث ارتدى بالطو أبيض وسمى نفسه “حلاق الثورة” وفرقة من الشباب الساخر وقفوا يستعرضون “اسكتشات” ساخرة ومنها لقاء سريع مع “المهراجا الهندي” الذي يتحدث بلغة غير مفهومة في بداياتها يترجمها آخر وهو يتحدث عن رؤيته لحلول المشكلات التي تعاني منها مصر وكيفية إجبار مبارك على الرحيل.
أو كشخصية “عطوة كنانة” الذي هو إخصائي نفسي قلد شخصية جامع القمامة “الزبال” عطوة الذي يجذب الشباب ويتكلم بسذاجة وفكرة وبساطة عن عدالة قضية العيش والحرية والعدالة الإجتماعية.
ولو يتذكر الشباب أن هذه الصور بدأ تداولها بشكل أكبر في منتصف الـ18 يومًا بالتحرير بعدما تمكن الثوار من نقل أحداث الميدان عبر شبكة التواصل الإجتماعي وهناك كانت رغبة الشباب أقوى في مشاركة هذا الشباب المقبل على الموت في مواجهة مبارك وبلطجيته بنفس ضاحكة ساخرة من واقع نعيشه كمصريين أنا وأنت.

برامج ساخرة
ومع تنحية المخلوع حسني مبارك عن الحكم بعد 30 عاما قضاها في ظلم المصريين، بدأت السخرية السياسية في الانتشار على أوسع ما يكون، مع تركيز الكثير من هذه السخرية على مبارك اللص العجوز المتغابي القابض على الحكم ورموز نظامه.
تعرف الشباب أكثر على ” الفيس بوك ” و”اليوتيوب” رغم تعدد مواقع التواصل الاجتماعي وأعتبروه مصدرا للفرجة والضحك والتعبير عن الذات بانفتاح لم يسبق له مثيل،
واستغل ذلك شباب غير معروفين وغير محترفين ومحترفين ومنهم منى هلا التي سبق وقدمت البرامج الطريفة مثل ” بالمقلوب ” و” ربع مشكل ” ولمبة شو ” طلت علينا النجمة منى هلا بحلقة من برنامجها الجديد ” منى توف ” وسخرت فيها من النظام المصري السابق وحكومته.
الساخر”باسم يوسف”، قبل أن يقدم “البرنامج” قدم “B+” أيضا على اليوتيوب وحقق معدل مشاهدة جيد دعمه الشباب الذي التف حوله ، باعتباره صوتا للحرية.
ثم تلقفه ساويرس ليغدق على “البرنامج” بشكل كبير جدا، ويفتح أمامه “ON tv” رغم أن باسم بدأ كما بدأت منى هلا في مارس 2011، عقب الأيام الأولى للثورة، وبثت أولى حلقات برنامجه “البرنامج” عبر قناته على “اليوتيوب”، التي تناولت طريقة تعامل الشخصيات السياسية والفنية مع ثورة يناير بشكل ساخر.
مع “البرنامج” المذاع تلفزيونيا، توسع باسم من السخرية من الإعلاميين الموالين لمبارك – الذين أصبح صديقهم في فترة حكم الدكتور مرسي – ومن غيره من شركاء ثورة يناير يدق الأسافين و”يهدي النفوس”، يعلن باسم الذي تبنته في خطوة أخرى قناة “الحرة” الأمريكية  لسان حال الخارجية الأمريكية ويقدم برنامج مدفوع “أمريكا بالعربي” وهو في بلد حصل باسم على جنسيته الثانية منها، لذلك ليس من فراغ أن يعلن باسم تأثره بالإعلامي الأمريكي الساخر” جون استورت”، ويعد ساويرس يلتقط باسم فضائية cbc ليهاجم في أول حلقاته المشرفين على قناة محمد الأمين وهما عماد أديب وزوجة أخيه لميس الحديدي؛ ليزيد جرعة السخرية القاتلة، فيسخر من لغة الرئيس مرسي الانجليزية ومن ثم يعود فيعتذر عندما يعرف أن لغته سلمية كنموذج لتسطيح معلوماته واستقائه برنامجه الساخر من أفواه وأقلام الممولين.

ساخرون بعد الانقلاب
يرى مراقبون أن برنامج “أبلة فاهيتا” يُعد تقليداً واضحاً لبرنامج “البرنامج” في طريقة تناوله الأحداث السياسية والسخرية، وارتبط البرنامج بشائعة تعلقت بكون أبلة فاهيتا تستهدف السيسي بالسخرية وان له شفرة لم يكتشفعا الا خيري رمضان واحمد موسى فيحذران من البرنامج، ولعل ما يجمعه مع برنامج البرنامج هو  فضائية (cbc) تلك الفضائية التي كان يبث يوسف برنامجه عبرها، فضلاً عن استخدامها بعض الإيحاءات “الجنسية” التي كان يستخدمها باسم في برنامجه، للسخرية من الواقع السياسي في مصر.
ضابط الأمن المركزي أكرم حسني هو شقيق حسام حسني مؤدي أغنية “جرحوني وقفلوا الاجزاخانات” وهو في الوقت نفسه مقدم برنامج “أسعد الله مساءكم” الذي قدمه قبل ثورة يناير عبر قناة “نايل كوميدي” إحدى القنوات الرسمية لماسبيرو، إلاّ أنه لم يُحقق شعبية، ولم يجذب إليه مشاهدين سوى عقب الثورة، وذلك لأن المحتوى الذي كان يقدمه حسني في “نايل كوميدي” كان محدود في جانب السياسة، وفي مجرد انتقاد مبارك ونظامه.
ولكن بقيام ثورة يناير اشترت قناة (MBC) مصر شخصية “سيد أبو حفيظة” التي يمثلها حسني كما اشترت برنامج “البرنامج” وأوقفت باسم عن الهجوم على الحليف السيسي.
حظي برنامج أكرم حسني، من القناة السعودية ببعض المميزات التي أعتمد عليها يوسف “الموقوف” في سخريته مثل عرض الأغاني الاستعراضية والاسكتشات.
وفي محاولة لخلق نموذج ساخر موالي للسيسي لصعوبة السيطرة على باسم “terminator” أطلقت فضاية (cbc) برنامج “أعزائي المشاهدين مفيش مشكلة خالص” الذي يقدمه محمد صبحي، ليتناول الأحداث والأمور السياسية، إلا أنه أصابه العجز وشبهة التصنيف التي تقتل الفنان في عين جمهوره.

سخرية بثمنها
بعد الإنقلاب العسكري ظهر ساخرون يوالون معسكر الدعمين للشرعية ومنهم من استطاع تحقيق ارقام قياسية للمشاهدة على موقع اليوتيوب فأعلى فيديو لباسم يوسف؛ حقق ما يزيد عن مليونين و800 ألف مشاهدة، فيما حققت أعلى حلقات  يوسف حسين أو “جوتيوب” وبرنامج الشهير نحو مليونان و18 الف مشاهدة ليس بينهما أحد في هذه النسبة، وإن كان الفنان المغربي سعد المجرد حقق أعلى منهما في نسب المشاهدة لتصل إلى 200 مليون مشاهدة وأعلى!.
مع وجود قنوات تعرض للساخرين برز جو تيوب على قنوات الجزرة مباشر مصر وبرنامج إبداع الاحتجاج الذي فتح نافذة تحسب للقائمين على القناة في تبني المواهب الساخرة في سبيل إسقاط الإنقلاب العسكري الدموي، ويوسف حسين يعمل مع مخرج ذو انتماءات سلفية وهو أحمد الذكيري ارتبط اسمهما بهذا النجاح الذي حققاه في استفزاز إعلام الإنقلاب والمتخصصين في مواقع التواصل الاجتماعي الذي تصدرته السخرية بشكل كبير منذ أحداث يناير.
الأمكانيات التي يعمل بها جوتيوب وفريقه ضعيفة جدا كما أن كلفة السخرية من النظام هنا لها ثمن غال أقلها الحرمان من العودة إلى مصر أو التخفي إن بقي فيها، في حين أن باسم يوسف لا يحرم كساخر من أن تستضيفه إحدى المنتديات الإعلامية في دبي ليسخر من رئيس دولته ويمنع برنامجه مع ضمان وصول راتبه نظير سكوته.

منافذ النشر
المنتج الآن الثوري الساخر لايجد نافذة له إلا مواقع التواصل الاجتماعي بدءا من يوتيوب وفيس بوك وتوتير، لهذا فإن شخصية اخرة كعطوة كنانة أجتذب نحو 371 الف متابع على الفيس بوك بعدما أسس صفحة كوميدية ساخرة تهدف للتوعية السياسية بطريقة كوميدية ابتكرها “عطوة” تامر جمال المعالج النفسي واخصائي العلاج السلوكي والعلاج بالسيكودراما
في حين أن باكوس يأخذ هو الآخر خطا منفردا بإمكانات مادية ضعيفة جدا وكاميرا بسيطة يرفع شعار “لا انكر الواقع ولكن من حقى ان ارفضه واعيش من اجل تغييره او اصلاحه” ومن حلقاته “سينما اونطه هاتو فلوسنا”، وهو عبارة عن فيديو ساخر لا يقل طرافة عن كافة الفيديوهات التي يقدمها جوتيوب، أو عطوة وقدم محمد فوزي الشهير ب”باكوس” عشرات الحلقات التي تجمع بين الزجل والنثر بالعامية المصرية مستعينا بانابيب دورات المياة ليقدم مجددا “فين ايام الاحتلال”،  ثم ” باكوس ونكاح الكاراتيه “ و”الله حي الظابط جاي”، ومنها حلقة جديدة من برنامجه الاسبوعي بعنوان “حكومة من الحمير” من خلال قناته الرسمية على موقع يوتيوب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …