حراك شبابي في أنحاء الجمهورية بالتزامن مع نزول الجيش للقاهرة
يرتبط القرار الانقلابي بانتشار الجيش في القاهرة بالعديد من علامات الاستفهام، إلا أنه يؤشر في أول درجاته إلى الخشية من ارتفاع صوت الثورة وعدم قدرة الشرطة -يفترض أنها جهاز مدني- على التصدي للثوار كما حدث قبل 5 سنوات مضت من عمر الثورة المصرية، حينها نزل الجيش بمدرعاته ومجنزراته إلى قلب ميدان التحرير وهو ما اعتاده النظام خلال العامين والنصف الأخيرين فقد بقيت كمائن الجيش متمركزة على تخوم القاهرة وعلى الطرق المؤدية للمحافظات القريبة كالشرقية والقليوبية والمنوفية والجيزة والفيوم وبني سويف فيما يشبه الطوق.
وتمركزت مدرعات الجيش ودباباته وسياراته الحديثة العسكرية كالهامر والجيب الأمريكي -منحة من الإمارات- تحرس بها الميادين الرئيسية في تحرير القاهرة والاتحادية وميدان رابعة وميادين مدينة نصر وميدان السفير وميدان الحجاز بمصر الجديدة، وميدان الجيزة والنهضة.
وتجاهل العسكر موافقة البرلمان على انتشار الجيش في الشوارع، في حين أن البرلمان قرر رفع الجلسات حتى يوم 7 فبراير.
في المقابل، يؤكد الثوار والشباب منهم بشكل خاص من مختلف التيارات أن موجة 25 يناير شعبية بامتياز، تشارك فيها كل التيارات والحركات التي هي جزء من الشعب المصري، وأن ما ينادون به من مطالب، هي مطالب عادلة في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، وليس حكرًا على الإخوان المسلمين.
متى ينزل الجيش للشارع؟
انتشر الجيش خلال الفترة الماضية كثيرًا وهو ما يعتبره الخبراء العسكريون إرهاقًا للجيش عن القيام بدوره المنوط به في حماية الوطن من الأخطار الخارجية، بما يعني اطمئنانه من المحيط الخارجي، إلى درجة كبيرة من جهة “إسرائيل”، وقد نزل الجيش لما يزيد عن 4 أشهر بعد فض رابعة، كما أعاد الجيش انتشاره في نوفمبر 2014 وقوات التدخل السريع بشوارع المهندسين بمحافظة #الجيزة استعدادًا لمواجهة المشاركين بانتفاضة الشباب المسلم في تظاهرات غد 28 نوفمبر.
وقبلها في أكتوبر من العام نفسه أعلن الجيش إعادة انتشاره وزيادة القوات في سيناء والسويس ونقاط تمركز على مدن القناة.
في مايو 2015 بشكل كثيف، في شوارع بورسعيد وتحليق لطائرات الجيش بسماء المدينة قبيل النطق بالحكم في قضية “مذبحة بورسعيد”، وسط تحليق مكثف لطائرات الجيش تحسبًا لوقوع أي أعمال عنف ردًا على أحكام الإعدامات.
كما تعيد قوات الجيش انتشارها في المحافظات لتأمين احتفالات أعياد الميلاد.
كما شهدت العمليات الانتخابية منذ ثورة يناير وإلى اليوم انتشار قوات الجيش والشرطة لتأمين سير عملية الاستفتاءات والانتخابات.
وعادة ما يكون تحرك الجيش يعلن عنه في الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري عبر فيس بوك عدة صور يظهر فيها بدء عناصر من القوات المسلحة الانتشار فى جميع محافظات الجمهورية مع ديباجة للأهداف التي تتضمن؛ حماية الممتلكات العامة والخاصة وتأمين الطرق والمحاور الرئيسية والمشاركة فى ضبط العناصر الإجرامية والخارجين عن القانون.
فضلا عن ذكر أن ذلك يأتي تنفيذاً لقررات مجلس الدفاع الوطنى بشأن حماية وتأمين المنشآت والأهداف والمرافق الحيوية بالدولة، والتعاون مع كافة الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية فى توفير الأمن والأمان للمواطنين.
حسابات الشباب
صدق أو لا تصدق أعاد الجيش انتشاره بكلية، هذا ما حدث عندما فوجئ طلاب هندسة الفيوم بانتشار قوات من الجيش والشرطة في محيط كليتهم وأمام جامعة الفيوم وسط اشتباكات مع الطلاب.
لذلك فهم الشباب والطلاب منهم بشكل خاص الخلطة الحكومية لتسكين الشعب وهي إعتقال، وقتل، وانتشار الجيش، واستنفار أمني، ومحاصرة الميادين، وشن هجمات على سيناء، وتحريض على الإخوان، أعرف أن 25 يناير اقترب.
الحركات الطلابية أمس الأول دشنوا بيانات تثمن حراك الشباب في عدة ميادين وللشد على أياديهم ونعلن رفع سقف تحركاتنا في الأيام القادمة ابتداءاً من اليوم الجمعة فصاعداً.
ومن بين تلك الحسابات ما يطلق عليه “المكتب تنفيذي لحركة شباب ضد الإنقلاب” حيث أعلن إنعقاده بشكل دائم ومستمر مع الحركات الثورية المختلفه لتراقب بكثب تحركات المشهد و الشارع ونتابع بقوه حسابات الانقلابيين و محاولات الشرطة المتواصله لقمع التظاهرات.
وقال البيان المنسوب إليهم “يا شباب قد مضى عهد الصمت و العجز”، وأن “الأيام القادمة حاسمة فاستعينوا بالله واصبروا واصمدوا فالحق سينتصر في النهاية بإذن الله ولا تعلقوا انفسكم باوهام خادعه ولا تلقوا السمع الا لصوت العقل والثورة”.
وتحديا لانتشار الجيش في الشوارع قال الشباب :”مستمرون في الميدان نقلق ليل السجان بلا كلل أو ملل حتي القصاص لدماء الشهداء الابرار واثقين أن الحقوق تنتزع مراهنين علي اصرار الشباب ولا شيء سواه”.
استجابة واسعة
القوى الشبابية صعدت حراكها بالتزامن مع البيان ففي دمياط وفي قرية البصارطة، نظم ائتلاف شباب ضد الإنقلاب بدمياط مسيرة حاشدة مساء ليلة الخميس الماضي بقرية البصارطة بجنوب مركز دمياط وذلك فى ختام فعاليات أسبوع الوفاء للثورة.
شهدت المسيرة مشاركة كبيرة من ثوار القرية والقرى المجاورة، رفعوا خلالها رمز رابعة وصور الدكتور محمد مرسى وصور بنات دمياط الأسيرات ولافتات تندد بتردى الأوضاع الإقتصادية وأكد المشاركون فيها ان المسيرة تأتى فى إطار الإستعداد لموجة الخامس والعشرين من يناير الجارى.
وهي ذات الأهداف التي خرج لها شباب الصف وأطفيح استعدادا ليوم 25 يناير، بعد صلاة المغرب من قرية البرمبل فى رساله واضحة منهم وتحدى واضح لداخليه الإنقلاب ، مؤكدين على استمرار نضالهم حتى سقوط الإنقلاب.
ومن الشرقية خرج شباب أبو حماد ومنيا القمح والزقازيق وديرب بحراك ليلي مفاجئ رغم التضييق الأمني الذي تتعرض له المحافظة والأماكن الساخنة فيها بشكل خاص.
كما نظم شباب البحيرة في عدة مراكز بالمحافظة فعاليات ليلة مع أضواء الشماريخ ومنها؛ مدينة حوش عيسى بفاعلية مفاجئة لداخلية الانقلاب تزامن معها قطع طريق حوش عيسى ابو المطامير.
وحمل الشباب من حركات طلاب ضد ألإنقلاب وشباب ضد الإنقلاب والالتراس من فئات عدة نهضاوي ومرساوي لافتات كتب عليها “يناير بداية” وهتفوا باستدعاء الجماهير قائلين “انزلوا من بيوتكم ..جايين نجيب حقوقكم”.
ومن الإسكندرية أحتشد آلاف الشباب يهتفون “يسقط حكم العسكر” في ميدان السيوف بشرق الاسكندرية بعدما قامت جحافل قوات الانقلاب بمحاصرة جامع يحيى باشا لمنع الاحتشاد العام الذي دعا اليه التحالف اليوم.
ووجه تحالف دعم الشرعية بالإسكندرية في بيان له التحية لعزيمة واصرار الثوار على الاحتشاد اليوم على الرغم من محاصرة مجنزرات الانقلاب ومدرعاته والمئات من اذناب السفاح لشارع الحرية – اهم محور مروري بالاسكندرية -، وكذلك الادارة الرائعة لكوادر حركة شباب ضد الانقلاب لفعاليات اليوم، لهي بداية قوية تعلنها الاسكندرية في الذكرى الخامسة لثورة يناير.
وقال التحالف “لقد اثبت الثوار والكوادر الشابة بالاسكندرية ان جحافل الامن وترسانته العسكرية ومجنزراته اغبى بكثير من أن تستطيع ان تمنع حراكهم المستمر والمتواصل”.
وأكد التحالف بالاسكندرية تنسيقه الكامل مع حركة شباب ضد الانقلاب وروابط الاولتراس بالثغر لإحياء ذكرى ثورة يناير بفعاليات حاشدة في تحد لدولة العسكر، مؤكدين أنهم لن يستطيعوا بجحافلهم ومجنزراتهم ولا معتقلاتهم أن تمنع الثورة ولا الثوار من كسر الانقلاب، فالثورة في الميدان.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …