حماس بين إيران والسعودية .. لوغاريتم الولاء وشعرة معاوية
اعتادت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية وثيقة الصلة بالمخابرات السعودية أن تقدم في أخبارها وعناوينها ما يخدم أهدافها في تحقيق لمس أكتاف مع بعض الكتل الإثنية والتجمعات السياسية ولكنها مع حركة المقاومة الإسلامية حماس تفتقد الخصم الضعيف بل تجد ملاكما يمكنه أن يتملص من اللكمة الموجهة ضده.
ونسبت الصحيفة – التي يرأس تحريرها عبدالرحمن الراشد مدير تحرير سابق بقناة العربية – إلى مصادر مجهلة قالت إنها في حركة المقاومة الإسلامية حماس رفض الحركة عرضا مالياً من إيران مقابل مساندتها في مواجهة المملكة!!
وأوضحت تلك المصادر التي لم تسمها “إن الحركة رفضت العرض الإيراني الأخير عليها، بتطبيع العلاقات، وتقديم دعم مالي، مقابل مساندة الحركة للموقف الإيراني في مواجهة السعودية”.
ولزوم الحبكة الدرامية، زعمت المصادر أن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة، هو الذي رفض العرض الإيراني، ويرفض كذلك التقرب من إيران في ظل هذه الظروف؛ خشية أن يفسر ذلك على أنه دعم لإيران في أزمتها ضد المملكة، أو في ملفات أخرى في سوريا، وغيرها.
وبحسب “المصادر”، فإن هناك شبه إجماع داخل حماس، في هذا الوقت، بعدم التورط في أي تحالفات مع إيران، حتى لا تخسر الحركة قاعدتها السُّنية في المنطقة.
وقالت “المصادر”، إن إيران أوقفت في السابق الدعم عن حركة حماس؛ بسبب الموقف من سوريا، وأوقفت لاحقاً الدعم عن الجهاد الإسلامي؛ بسبب الموقف من الحرب في اليمن، وأن تكرار ذلك ممكن في أي وقت.
وأخذت “حماس” قرارها برفض أي دعم علني لإيران، على الرغم من الأزمة المالية الكبيرة التي تمر بها الحركة، والتي وصلت إلى حد فرض خصومات كبيرة على رواتب موظفيها وعناصرها في قطاع غزة.
تقدير موقف
المتابع للصحف السعودية منذ يناير 2015 يمكنه رصد مجموعة من التغيرات في التناول الإعلامي بشكل عام والصحفي بشكل خاص، حيث يغلب الهجوم على إيران وسياستها في المنطقة بشكل مباشر وغير مباشر، ففي نفس اليوم الذي نشر فيها خبر صحيفة الشرق الأوسط نشر خبر من عينة “ملك الأردن: ندعم إخواننا السعوديين بالكامل في موقفهم من إيران” و” بالصور.. تعرّف على 5 أسلحة سعودية «فتّاكة» تخشاها إيران” و”سياسيون: الموقف الأمريكي المحايد قد يدفع المملكة لاتخاذ خطوات لمواجهة طهران” و”خبراء غربيون: تحركات السعودية كشفت وجه إيران الحقيقي.. وطهران تخسر”.
فلا نستغرب أن يكون من بين الأخبار اليومية الرائجة خبرا يتحدث عن “حماس ترفض عرضاً مالياً من إيران مقابل مساندتها في مواجهة المملكة” يبني على سنية الحركة المقاومة وتقارب المواقف بينها وبين المملكة في الفترة الأخيرة.
موقف قديم
اللافت ان خبر صحيفة الشرق الأوسط المنشور بتاريخ اليوم سبقه وتلاه تصريحات للقيادي في حركة “حماس” صلاح البردويل – منشور في صحف ومواقع فلسطينية لا تعبر عن حركة حماس – ينفي فيها المعلومات التي تناقلتها بعض وسائل الاعلام حول أن حركته تلقت طلباً من طهران باتخاذ موقف عدائي ضد الرياض مقابل دعم إيراني.
وقال البردويل: “حماس موقفها واضح من أي قضية، وهي حركة وطنية فلسطينية وهي حركة عربية وعمقها في الأمة العربية، وهي حركة تتبنى المنهج الإسلامي المعتدل الذي يسعى لتوحيد الأمة وإلى لم شملها في مواجهة الاحتلال الصهيوني الذي يدنس مقدسات الأمة”.
وقال أنّ حركته عبرت دائماً عن أنها لا يمكن أنّ تدخل في أحلاف، وليس من مصلحتها الدخول في أحلاف هنا أو هناك، وكل ما تريده من الأمة العربية أن تدعم القضية الفلسطينية وتدعم عملية تحرير فلسطين، مشيراً إلى أنّ “ما دون ذلك مهاترات يريد البعض إلصاقها بحركة حماس”. غير أن سياق التصريح يتطابق وموقف قديم يتجدد للحركة عند الحديث عن علاقات حماس السياسية التي تديرها بما يحقق مصلحة المقاومة المسلحة التي تديرها بكفاءة، ترهن قرارها بيدها ولا تنحاز بما يهدد مصالحها ولا يخالف في النهاية مبادئها، ففي حوار منشور في 10 ديسمبر 2014 بصحيفة فلسطين قال د.صلاح البردويل: إن علاقات حماس مع طهران، ليست على حساب أي طرف عربي آخر”، مشدداً على أن حركته لا تدخل في إطار أية تحالفات، وزيارتها لإيران قائمة على أساس المصالح المشتركة بين البلدين وعلى رأسها قضية القدس.
وأضاف البردويل في تصريح لصحيفة “فلسطين” اليومية: “حركة حماس معنية بأن تظل علاقاتها مع جميع الأطراف والجهات في إطار دعم القضية على المستوى السياسي عربيا وإسلاميا ودوليا”.
وأشار إلى أن حركته وفي فترة من الفترات تلقت دعمًا مادياً كبيراً من إيران في لحظة كانت في أمس الحاجة إليه، عندما حوصرت من أطراف دولية وعربية، قائلاً: “الزيارة الحالية تأتي في ظل حصار شديد على الشعب الفلسطيني”.
وعما إذا كانت الحركة تفتح صفحة جديدة بهذه الزيارة لإيران، قال القيادي في حماس: “لا يوجد شيء اسمه صفحة قديمة وجديدة لدى حماس فهي لا تتراجع عن مواقفها وهي لا تشعر أنها أخطأت في حق أحد”.
خريطة 2015
وتصر الحركة الإسلامية في فلسطين أن تتجنب الصدام الرسمي في التصريحات الإعلامية وحوارات متحدثيها بما يخدش العلاقة مع أي طرف قد تحتاجه ولكنها لا تجد بدا من التعزية في سمير القنطار السجين الدرزي في سجون الاحتلال الصهيوني والذي قضى في غارة صهيونية على دمشق، إلا أن إجمالي الأحداث التي مرت بالحركة منذ تغير الخارطة السياسية بمرض الملك عبدالله ثم رحيله وتولي الملك سلمان بن عبدالعزيز خادما للحرمين الشريفين؛ تغيرت إلى حد بعيد خريطة التوازنات في المنطقة وكان من بينها ورقة غزة والحركة القائمة على الأمور فيها، وكانت حماس قد قالت في بيان صحفي إن وفد الحركة الذي ترأسه رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل التقى الجمعة ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن نايف وولي ولي عهده محمد بن سلمان، كما التقى قبلها بيوم رئيس جهاز الاستخبارات السعودي الفريق خالد بن علي بن عبد الله الحميدان.
التقى الملك خالد مشعل وبعض قيادات حماس على أرضية الموقف غير الرسمي الذي تمارسه حماس مع الأسد والنصيرين في سوريا والتصعيد المتبادل بينه وبين حماس في اتهام الحركة -التي طالما احتفى بقياداتها – بالارهاب ودعم حركات ارهابية.
وأوضحت الحركة أن مشعل والوفد المرافق له أدوا خلال الزيارة التي استغرقت يومين مناسك العمرة وصلاة عيد الفطر في المسجد الحرام.
وضم وفد حماس -وفق البيان- رئيس المكتب السياسي وأعضاء المكتب موسى أبو مرزوق وصالح العاروري ومحمد نزال.
وذكرت مصادر مطلعة في حركة حماس أن مشعل تناول مع الملك سلمان سبل تعزيز وتطوير العلاقة بين حماس والسعودية.
كما ناقش الوفد -وفق المصادر- الملفات الفلسطينية، ومن بينها المصالحة مع حركة التحرير الفلسطيني (فتح).
ما تم في اللقاء وتفاصيله لم تطلعنا المملكة ممثلة في وزارة خارجيتها عادل الجبير على مادته واكتفى بيان مسؤول الملف السياسي بالحركة بالتنبيه إلى حسن الاستقبال وكرم الضيافة.
حماس في اليمن
إيران ومن خلال وكالة أنباء فارس الرسمية الإيرانية زعمت وجود اتفاق بين السعودية والحركة للمشاركة بمئات من عناصرها في عملية عاصفة الحزم في اليمن، وهو ما نفته الحركة ووصفت ذلك بالأكاذيب التي تهدف للتشويش على زيارتها “الناجحة” للمملكة.
وقالت حماس عبر حسابها الرسمي بموقع تويتر “ننفي بشكل مطلق ما ورد في وكالة أنباء فارس التي زعمت بأن هناك اتفاقا سعوديا حمساويا على مشاركة المئات من مقاتلي حماس في عاصفة الحزم”.
وأضافت الحركة أنه “لا القيادة السعودية طلبت ذلك ولا حماس يمكن أن تفكر في ذلك، وهذه الأكاذيب تهدف إلى التشويش على زيارة حماس الناجحة إلى السعودية”.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …