‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير إعلام السيسي يروج للربيع الإثيوبي ليخفي فشله في سد النهضة
أخبار وتقارير - ديسمبر 21, 2015

إعلام السيسي يروج للربيع الإثيوبي ليخفي فشله في سد النهضة

في توقيت واحد بدأ إعلام السيسي -الذي انقلب على الثورة المصرية- في الترويج للربيع الإفريقي في إثيوبيا لإخفاء فشله في التعامل مع ملف سد النهضة، وتمنى أن تنجح الثورة وتعم الفوضى إثيوبيا، ويتوقف بناء سد النهضة فيحفظ ماء وجهه أمام الشعب المصري.

تعليمات مخابراتيه صدرت لصحف وفضائيات بالتركيز على ما يجري في إثيوبيا والترويج لمعلومات كاذبة عن “توقف العمل في سد النهضة”، وأن “أعلام مصر ترفرف في مظاهرات إثيوبيا”، و”الإثيوبيون يطالبون بوقف بناء سد النهضة”!

وخرجت فضائيات كاذبة لتروج أن الثوار الإثيوبيين يطالبون مصر بدعمهم في ثورتهم، بينما هذا الإعلام هو من مهد للانقلاب العسكري لإجهاض ثورة يناير.

قبل 14 شهرًا، أطلق خبراء الشئون الإفريقية عبارة “ربيع أسود بنكهة عربية” على ما حدث في “واغادوغو” عاصمة بوركينا فاسو أكتوبر/تشرين الأول 2014، وأُطلقوا عليه حينئذ “الربيع الإفريقي” ولكن سرعان ما أجهضه العسكر، فهل ما يجري في إثيوبيا حاليا استكمال لهذا “الربيع الإفريقي”؟.

الدكتور “حمدي عبد الرحمن” -أستاذ الدراسات الإفريقية بجامعتي القاهرة وزايد- لا يتوقع أن تصل الاحتجاجات إلى حد الربيع الإفريقي، بسبب القبضة الحديدية للحزب الحاكم والدعم الأمريكي والغربي.

إلا أنه يؤكد أن “مكمن الخطورة يتمكن في إمكانية انقسام التحالف الحاكم واستمرار ثورة الاورومو ومشاركة الجماعات العرقية الأخرى في المطالب الديموقراطية”.

وتصدت قوات الجيش والشرطة الإثيوبية لانتفاضة شعبية بدأها أفراد قبيلة “الأورومو” في إثيوبيا منذ 4 أسابيع، وانضمت لها 5 قبائل أخرى منها قبيلة الأوجادين، احتجاجًا على تردي أوضاعهم الاقتصادية وسعي الحكومة لنزع ملكية أراضي لهم في إقليم “بني شنقول” المقام عليه سد النهضة.

وركز المتظاهرون في الاحتجاجات العنيفة على المطالبة بوقف التوسعات التي تريد الحكومة الإثيوبية تنفيذها في العاصمة، وقطعوا جميع الطرق المؤدية لسد النهضة وطالبوا بإسقاط الحكومة رافعين شعار الربيع العربي “الشعب يريد إسقاط النظام”.

واستعانت قوات الشرطة الإثيوبية -وفقًا لما نقلته صحيفة “أديس نيوز” الحكومية الناطقة باللغة الأمهرية- بالطائرات المروحية لقمع المحتجين، وقطعت الإنترنت عن الأماكن الذي يتواجد فيها الأورومو.

فيديوهات المظاهرات:

 

 

 

وأكدت مصادر في المعارضة الإثيوبية، أن قوات الجيش أعلنت حالة الطوارئ القصوى، وأطلقت النار عليهم في مدينة “سولولتا” وإقليم “بني شنقول” على بعد 20 كيلومترا شمال العاصمة أديس أبابا، ما أدى إلى مقتل 75، حسب الوكالة الإثيوبية الرسمية، فيما تؤكد منظمات حقوقية دولية أن العدد ارتفع إلى 125 قتيلًا، وإصابة 150 واعتقال ما يقارب 600 متظاهر.

ويقول د.حمدي عبد الرحمن: إن ما يحدث “يعكس عملية غضب متراكم لدي شعب الاورومو وان كانت حول خطة تطوير العاصمة لأن العاصمة تقع في أرض الاورومو وهناك تهميش متزايد لهم رغم أنهم يشكلون الكتلة الكبرى في عدد السكان، بينما التيغري الذين يحكمون لا يمثلون سوي 6%”.

ويضيف: “توجد أزمة في بنية الحكم في إثيوبيا، ويمكن تنحدر في أسوأ السيناريوهات الي الحرب الاهلية؛ لأن التيغري يستخدمون مفهوم الفيدرالية العرقية لضرب الجماعات العرقية ببعضها، وهو ما يظهر في عدم مشاركة الجماعات الأخرى في ثورة الأورومو”.

ويتابع: “المعارضة في الداخل والخارج لا تزال ضعيفة وغير قادرة على التوحد تحت برنامج سياسي واحد”.

وقال المتحدث باسم الجامعة الإثيوبية «الإمشيت تى شوما»: إن الشرطة داهمت الطلاب المحتجين في الجامعة ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات، إضافة إلى وفاة طالب سقط من النافذة خلال مهاجمة الشرطة لجامعة «هارميا».

وقد سعت الحكومة الاثيوبية لوصف المتظاهرين بـ “الارهاب” لوقف التعاطف الشعبي مع المظاهرات، وأتهم رئيس الوزراء الإثيوبي وفقًا لصحيفة «أديس أدماس» جبهة تحرير أورومو المحظورة بالوقوف خلف هذه الأحداث.

وأوضح أن الجيش الإثيوبي يحق له التصرف في كافة الأمور كما يحق له قطع الإنترنت عن الأماكن التي يتواجد فيها مواطنو الأورومو.

مصر سعيدة بالاحتجاجات
وقد أبدي الاعلام المصري اهتماما تشوبه السعادة بما يجري من احتجاجات خاصة أنها متصلة بسد النهضة الذي تقول القاهرة أن تشغيله سيضرها بشدة وتسعي لوقف بناؤه لحين الحصول على ضمانات فنية بعدم تأثيرها عليها أو حصتها المائية، وبلغت السعادة حد ادعاء صحيفة “الوفد” أن المتظاهرون في أثيوبيا “يرفعون العلم المصري علم الربيع العربي”.

وتحدث صحف عن “ثلاثة مكاسب لمصر حال نجاح انتفاضة الأورومو” تتمثل في: وقف بناء سد النهضة، وإنهاء نفوذ تركيا وقطر، ووجود حليف قوي في أفريقيا وقائد الأورومو يطالب القاهرة باحتضانهم”.

ومن المكاسب الأخرى التي تنالها مصر حال نجاح انتفاضة أثيوبيا، بحسب صحف القاهرة، هي انتهاء الدور التركي والقطري، خاصة بعد أن أعلن عدد من قادة الأورومو رفضهم للدور التركي والقطري داخل الأراضي الإثيوبية، بجانب رفضهم أيضًا لدور أمريكا والاحتلال الإسرائيلي.

واستضافت فضائية “العاصمة” الخاصة المصرية أستاذًا في الدراسات الإفريقية، قال إنه “يجب أن نستثمر الخصوم الداخلية في إثيوبيا وهذا حقنا”، وهو ما أثار سخرية نشطاء مصريين.

 

 

ودفع هذا التعامل الاعلامي، الخارجية المصرية لإصدار بيان اليوم الاثنين يؤكد أن “ما يحدث في إثيوبيا شأن داخلي. واستقرارها يعزز مصلحة القارة”، رفعا للحرج عن الموقف الرسمي.

حيث أكد المتحدث باسم الخارجية، المستشار أحمد أبوزيد، ردًا على أسئلة المحررين الدبلوماسيين، “إن ما يحدث في إثيوبيا الآن من أحداث اجتماعية وسياسية يعد شأنًا داخليًا إثيوبيًا، وإن مصر تتطلع إلى استمرار استقرار الأوضاع واستكمال برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة في إثيوبيا بما يعود بالنفع والرخاء للشعب الإثيوبي الشقيق”.

وأضاف “أن إثيوبيا دولة كبيرة ومهمة في القارة الإفريقية، وأن استقرارها وسلامتها يعززان من مصلحة القارة، بما في ذلك المصلحة المصرية”.

ونقلت فضائية “العاصمة” تصريحات لـ “الدكتورة نانسي عمر” المنسق العام لمشروع تنمية إفريقيا وربط نهر الكونغو بنهر النيل، قالت فيها “أن الحكومة الإثيوبية تتهم مصر بتحريض المعارضة الإثيوبية، خصوصًا بعد رفعهم علم مصر”.

وطالبت الدكتورة “عمر” الحكومة المصرية بدعم تلك الانتفاضة لإسقاط حكومة ديسالين، وقالت إن “الشعب الأورمي قاموا بانتفاضة وقطعوا جميع الطرق المؤدية لسد النهضة، ولا يستطيع أي شخص الوصول للسد إلا بالهليكوبتر”.

 

العمل مستمر في سد النهضة
ولكن د.حمدي عبد الرحمن يقول إن “هذه الاحتجاجات لا علاقة له بسد النهضة فالعمل مستمر وهناك آلاف المهندسين والعمال يسابقون الزمن للانتهاء في الوقت المحدد وهو عام 2017″، ويصف ما تنشره صحف القاهرة عن توقف العمل في المشروع بأنه “كلام جرايد”.

بداية الاحتجاجات
وبدأت المظاهرات، بمعارضة مجموعة من الطلاب مقترحات الحكومة الأثيوبية بمصادرة أراض في عدة مدن وبلدان في منطقة أوروميا التي يسكنها أفراد من عرقية “الاورومو” التي تعد أكبر إثنية عرقية في إثيوبيا، لأن التوسعات الجديدة تهدد بتهجيرهم من قراهم.

واتهم تقرير لمنظمة العفو الدولية (أمنستي) السلطات الإثيوبية بأنها «تستهدف الأورومو بلا رحمة، وتمارس التعذيب بحقهم، كما يتعرض أفرادهم إلى عمليات اعتقالات تعسفية، وطويلة دون محاكمة، واختفاء قسري، وإعدامات خارج نطاق القضاء، واوضحت المنظمة انه بين عامي 2011 و2014 اُعتقل ما لا يقل عن 5 آلاف من الأورومو دون جريمة، ويشمل ذلك المتظاهرين السلميين، والطلاب، وأعضاء الأحزاب السياسية المعارضة.
واستنكرت «هيومن رايتس ووتش» للدفاع عن حقوق الإنسان الاحداث الدامية التي تشهدها اثيوبيا خاصة عمليات القمع الممنهج ضد الأورومو، والتي راح ضحيته العشرات.

ودعا “كونجرس” الشعب الأورومي إلى توسيع الاحتجاجات لتشمل جميع أنحاء إثيوبيا، كما طالب جميع الإثيوبيين في الخارج بتنظيم مسيرات وتظاهرات يومية حاشدة أمام السفارات الإثيوبية، والبرلمان الأوربي في بروكسل، ومقر الأمم المتحدة في نيويورك وجنيف.

واتهم تليفزيون أوروميا، على شبكة الإنترنت، الجيش الحكومي والشرطة الاتحادية بتنفيذ عمليات إعدام جماعي منظمة ضد المتظاهرين السلميين، راح ضحيتها المئات من الطلاب حتى الآن، أحدثها عمليات الإعدام في جامعة «هارامايا» ومدينة «سولولتا» وتم خلالها قتل أكثر من 75 طالبا من قادة الاحتجاجات السلمية.

وعبرت الخارجية الأمريكية عن قلقها العميق جراء الاشتباكات الأخيرة في منطقة أوروميا الإثيوبية،” التي قيل إنها أسفرت عن مقتل العديد من المتظاهرين” وفقا لما جاء في البيان.

ولكن البيان الأمريكي دعا المحتجين “الأورموين” إلى “الامتناع عن العنف وإقامة حوار مفتوح مع الحكومة”.

وقال جومادا سوتي، المتحدث باسم جبهة تحرير الأورومو، لموقع “مصراوي” المصري الخاص: إن هناك ثورة شاملة ضد النظام في إثيوبيا، قام بها شعب وطلاب الأورومو على كافة المستويات، مشيرًا إلى أن الحياة متوقفة هناك بشكل كامل، ويرفعون شعار “الشعب يريد إسقاط النظام”.

وأوضح سوتي أن الشعب في البداية قام بمظاهرة، تحولت بعد ذلك إلى ثورة شاملة في البلاد، مشيرًا إلى أن الشرطة تتعامل بالقمع وبالرصاص الحي مباشرة واعتقلت ألاف المتظاهرين”.

وأوضح المتحدث باسم جبهة تحرير الأورومو، أن الأعمال في منطقة سد النهضة متوقفة تمامًا، “الطرق مغلقة تمامًا والنظام يتحرك بالطائرة من محافظة إلى أخرى”، وأن الثورة ليست متمركزة في منطقة واحدة، ولكنها في كل المدن والقرى، وهناك مناطق تحررت من النظام بشكل كامل، عن طريق انضمام وحدات الشرطة والجيش إلى الشعب.

من هم الأورومو الثائرون في إثيوبيا؟
يعد شعب الأورومو من أقدم الشعوب القاطنة لمنطقة القرن الإفريقي، وتقترب نسبة الأورومو من 50% من الشعب الإثيوبي الذي يصل عدده إلى 100 مليون نسمة يتحدثون اللغة الأورومية يسميها أبناؤها بـ “أفان أورومو” وهي من اللغات الكوشية.

وترتبط قبائل الأورومو بعلاقات تاريخية مع مصر حيث إنهم من أصول كوشية تعود الى النوبة وحلايب وشلاتين، ويقول علماء المصريات، إن بعض الأمراء الذين رحبوا بقدوم الملكة حتشبسوت إلى بلاد «بونت» كانوا يحملون اسم أمراء «أُرُمو».

وتقول جبهة تحرير شعب الأورومو: “نحن ننتمي إلى النوبة المصرية”، وهم شعب من نسل “أرم بن كوش بن حام بن نوح”، وموطنهم الأصلي منطقة القرن الأفريقي وفي إثيوبيا حاليا.

وأصولهم ترجع إلى القبائل الحامية الكوشية الإفريقية القاطنة منطقة القرن الإفريقي في إثيوبيا وشمال كينيا، وأجزاء من الصومال، ويمثل الأورومو الغالبية في أثيوبيا التي تتكون من أربعة عشرة محافظة قبل انفصال إرتيريا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …