مؤامرة التقسيم: اليونان وتواضروس والعسكر سكين واحدة
وسط الصراع الدائر بين عسكر الانقلاب وأنصار الشرعية وانشغال المصريين بمستقبل البلاد في ظل الانهيار الاقتصادي، والاشتباك السياسي، والحروب المفتعلة؛ لاستنزاف الوطن؛ تسير خطة تقسيم مصر حسب المخطط المعروف باسم المستشرق اليهودي الأمريكي برنارد لويس.
وليس غريباً أن يخرج تواضروس الثاني بابا الكنيسة المرقسية المصرية، عن وقار الباباوات ويدور بالمبخرة حول كرسي العسكر، وليس غريبا أن تخرج ميلشيات البلاك بلوك من رحم الكنيسة لتشعل مصر التي اختارت الشرعية، وليس غريبا ان يتهكم صاحب القداسة على القمع وانتهاك حقوق الإنسان في السجون وأقسام الشرطة، مبرراً ذلك بمواجهة الإرهاب، الغريب أن يسعى تواضروس بشكل مفضوح نحو تقسيم مصر وإقامة إمبراطورية الأرثوذكس، في تحالف يضم الكنيسة وروسيا واليونان وصربيا وقبرص وإثيوبيا و…. العسكر!
ما السر وراء زيارة السيسي المتكررة لليونان الأرثوذكسية رغم انهيارها اقتصادياً.. وما السرّ وراء صمت العسكر إزاء إنتهاء اثيوبيا الأرثوذكسية من بناء سد النهضة.. وما السر وراء السماح لروسيا الأرثوذكسية بالعربدة العسكرية في سوريا وسيناء؟!
قداس أم مؤتمر
منذ قليل وقبل مغرب اليوم الأربعاء، أقيم مراسم قداس تأبين ضحايا الطائرة الروسية بكنيسة السمائيين في مدينة شرم الشيخ، حيث استعدت الكنيسة لإقامة قداسا لتأبين ضحايا الطائرة الروسية التي يظل إنكار العسكر لحقيقة تفجيرها لغزا يحتاج إلى تفسير.
ويصلي القداس مجموعة من أحبار الكنيسة، منهم الأنبا أبوللو أسقف الإيبراشية، والأنبا أنجيلوس الأسقف العام لكنائس شبرا الشمالية والأنبا هرمينا الأسقف العام لعين شمس والمطرية وحلمية الزيتون.
الأنبا “أبوللو” استقبل في مشهد مؤتمراتي لا علاقة له بالقداس وزير ثقافة الانقلاب ومحافظ جنوب سيناء، ومدير أمن جنوب سيناء، وسط حضور مكثف من أعضاء السفارة الروسية وكذلك الجالية الروسية بمصر، والسؤال هل لو كانت الطائرة تحمل جنسية غير “أرثوذكسية” هل كان سيصلي عليها الأنبا “أبوللو”؟، وهل ستقيم الكنيسة قداسا مماثلا لضحايا القصف الروسي المستمر في سوريا.. علماً أن منهم مسيحيين؟!
سر زيارة إسرائيل
أثارة زيارة تواضروس الثاني، بصحبة 8 من كبار قساوسة الكنيسة إلى القدس عبر «تل أبيب»، جدلا واسعاً وعلامات استفهام كبيرة وانتهاكا لقرار «المجمع المقدس» في عام 1980، الذي حذر من سفر الأقباط للحج في الأراضي المقدسة، والتزم – آنذاك – بمقاطعة مثل هذه الزيارات، بعد توقيع معاهدة «كامب ديفيد».
يقول الباحث السعودي في الشأن القبطي «عصام أحمد مدير» أن :”الهدف الخفي من الزيارة فهو الأهم والذي لم تلتفت له وسائل الاعلام العربية ولا يريد أحد التحدث عنه, وقد أعلنته في حسابي على تويتر؛ وهو أن هذه الزيارة إنما هي بداية تنسيق مكشوف بعد أن كان في السر، بين كنيسة تواضروس وتل أبيب لوضع اللمسات الأخيرة على مخطط قديم مشترك بين الصهيونية والصليبية الجديدة والكنيسة لتقسيم مصر في سبيل إيجاد وطن قومي انفصالي للأقباط، وهو هو مخطط البطرك السابق شنودة، وهذا موثق ومسجل وكتب عنه مصريون قبلي، مسلمون وأقباط.
مضيفاً:” تاريخيًا، لم ينشأ الكيان الصهيوني في فراغ عربي وإسلامي دون إحاطته أولًا بكيانات وظيفية تحميه بعد اتفاقية سايكس بيكو، ولكن الربيع العربي قلب المناخ السائد وصار يتهدد الصهاينة الذين كانوا يتوقعون ذلك، فكانت الخطة البديلة لاحتواء التهديد بالعمل على تكوين كيانات طائفية وعرقية تتصارع مع الأغلبية السنية العربية، فإما أن تنجح في تهجيرنا وإبادتنا كما يحصل بشكل ممنهج في العراق والشام أو تتكتل لاحقا في مناطق جغرافية تنتزعها فتنشأ دويلة للأكراد وأخرى لنصارى العراق في إقليم نينوى، كما طالبوا من قبل تحت الاحتلال الأمريكي، ودويلة للسريان من نصارى الشام مع بقية من الدروز والعلويين يحكمها بشار، كما اقترح بوتين في حديث أدلى به لزعيم عربي ونشرته صحيفة الحياة اللندنية قبل شهرين، ودولة للمارون في لبنان الذي يشهد فراغا سياسيا، ودولة للأقباط في مصر”.
وتابع:”هذا هو “حلف الأقليات” الذي لوح به بطرك المارون اللبناني بشارة الراعي في زيارة رسمية لباريس وأعلن ذلك في 2011 مهددًا أنه إذا سقط بشار فسيواجه أهل السنة بهذا الحلف الذي هو يمارس دوره على الأرض ويقتل بوحشية بتحالف مع الأقليات الشيعية والدرزية والكردية إلخ”.
الكيان الصهيوني مع حلفائه في الغرب يحرك ذلك والكنيسة المصرية الأرثوذكسية باتت طرفًا ولاعبًا كبيرًا في تحقيق ذلك على الصعيد المصري خصوصًا مع تعاظم دورها السياسي في المشهد الانقلابي وقبل ذلك منذ عهد مبارك حين تغولت وتحولت إلى دولة داخل الدولة بجوار ما يسمى بالدولة العميقة.
الكونجرس والكنيسة
اعتمد الكونجرس في جلسة سرية المشروع عام ثلاثة وثماني مائة وتسعمائة وألف، وقد تسربت الخرائط كاملة فيما بعد، والتي خضعت للدراسة من مراكز الأبحاث والمحللين المسلمين والعرب ولكن يبدو أن حكوماتنا والمسيطرين على السلطة في بلادنا هم الذين ينفذون بدلًا من التصدي ووضع الاستراتيجيات المضادة!
لا يوجد عذر لأحد، ولا نجد مبررًا بالجهالة وعدم الدراية فالخرائط منشورة، ويعاد نشرها بين فترة وأخرى من الدوائر الغربية ذاتها، وكأنهم واثقون أن أمتنا مستسلمة للذبح، ففي سبتمبر ثلاثة عشر وألفين أعادت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية نشر خرائط تظهر فيها خمس دول عربية وقد قسمت إلى أربع عشرة دولة.
أظهرت الخرائط تقسيم سوريا إلى ثلاث دويلات، هي: دويلة للعلويين على الساحل، ودويلة كردية في الشمال، ودويلة للسنة.
والسعودية تم تمزيقها وتفكيكها إلى خمس دويلات، شمالية، وشرقية شيعية، والحجاز، وجنوبية إسماعيلية، ودويلة الوهابية في الوسط ، وتم تقسيم اليمن إلى دويلتين: شمال، وجنوب ، وتقسيم ليبيا إلى ثلاث دويلات.
وحتى لا يفسدوا عملية التنفيذ تعمدت نيويورك تايمز إخفاء خريطة تقسيم مصر والسودان، ولكن الخريطة سربت من قبل وقتلت شرحًا وتفسيرًا.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …