WPP .. شركة العلاقات العامة التي دفع لها السيسي الملايين لتبييض القمع
* 22 مليون دولار سنويا تحصل عليها لنشر أخبار إيجابية عن الانقلاب وحجب أخبار الاعتقالات
* صحيفة “الشروق” كشفت وجودها عرضا على لسان مصادر سيادية وهي تمتدح دور الإمارات في دعم الانقلاب
كشفت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية عن أن “وثيقة” لشركة الاتصالات متعددة الجنسية WPP التي تتخذ من المملكة المتحدة مقرًّا لها، وفازت بمناقصة للترويج لمؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي في مارس الماضي، أظهرت دورها في “تبييض سجل مصر الحقوقي”، وصرف انتباه الإعلام العالمي عن تغطية الأخبار “السلبية” عن مصر في هذا الخصوص، بدلا من الترويج للمؤتمر.
وجاء هذا الكشف في أعقاب زيارة عبد الفتاح السيسي لبريطانيا، التي قال مراقبون وإعلاميون في القاهرة إنها تحولت إلى “فخ” للنظام المصري، عبر فتح صحف ملفات عن انتهاكات حقوق الإنسان واختتامها بأزمة دبلوماسية، حينما أعلن رئيس الوزراء البريطاني في المؤتمر الصحفي مع السيسي سحب السياح البريطانيين، واعتبار ما جرى للطائرة الروسية في سيناء حادث تفجير مدبر.
هنا نلقي الضوء على الوثيقة البريطانية، وقصة هذه الشركة في الدعاية للسيسي والحكومة المصرية منذ انقلاب عام 2013 حتى الآن.
في أكتوبر عام 2013، كشف موقع The Hill الأمريكي أنه حصل على وثائق تقدمت بها شركة Glover Park Group الأمريكية لوزارة العدل الأمريكية للحصول على إذن بعمل حملة دعاية (بروباجندا إعلامية وسياسية) لنظام السيسي وما يسمى “خارطة الطريق” التي أعلنها عنها المشير عبد الفتاح السيسي عقب انقلاب 3 يوليو 2013، بعد عزله بالقوة الرئيس محمد مرسي.
ولاحقا أعلنت شركة WPP البريطانية، التي تقدر إيراداتها السنوية بـ 15 مليار دولار، أنها استحوذت على شركة Glover Park Group التي تقدر عائداتها السنوية بـ 60 مليون دولار، لتنتقل لها الدعاية المتعلقة بنظام السيسي.
وفي 6 يونيو الماضي 2015، كشفت صحيفة “الشروق” الخاصة الموالية للسيسي، عرضا في تقرير نشرته عن تفاصيل زيارة رئيس أحد الأجهزة السيادية لأبوظبي لإقناع مسئولي الإمارات العربية المتحدة بالحد مما تعتبره القاهرة “تحركات غير مقبولة من جانب المرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق والمقيم في الإمارات”، وفيها تم الكشف دون قصد عن تولي الإمارات دفع مستحقات هذه الشركة الدعائية.
حيث نقلت “الشروق” عن “مصدر رسمي مصري” قوله: “لا يشكك أحد في الدعم الإماراتي لمصر سياسيا واقتصاديا وأنها قامت بدور استثنائي بعد 30 يونيو بما في ذلك تكفلها باستئجار شركة دعاية كبرى في أمريكا عملت خلال العامين الماضيين من أجل التصدي لمقولة أن إزاحة مرسى عن الحكم كان انقلابا”، حسب الصحيفة المصرية الخاصة.
“تبييض” سجل قمع السيسي
يوم السبت 21 نوفمبر الجاري، كشف صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، عن أن شركة “دبليو بي بي” WPP أكبر شركة إعلانات في العالم، تواجه اتهامات بـ “تبييض” سجل مصر في مجال حقوق الإنسان، مؤكدة أن الشركة البريطانية التي تولت الدعاية للمؤتمر الاقتصادي الذي استضافه منتجع شرم الشيخ في مارس الماضي أسهم في صرف انتباه الإعلام العالمي عن تغطية الأخبار “السلبية” عن مصر في هذا الخصوص.
الصحيفة البريطانية قالت إن الشركة التي فازت بمناقصة للترويج سياحيا لمصر بـ 22 مليون دولار سنويا، متهمة بتبيض سجل مصر الحقوقي، “بعدما وصفت كيفية ودوافع تنظيمها للمؤتمر الاقتصادي الذي استضافه منتجع شرم الشيخ في مارس الماضي والذي أسهم في صرف انتباه الإعلام العالمي عن تغطية الأخبار “السلبية” عن مصر في هذا الخصوص”.
وكشفت “الإندبندنت” عن أنه جاء في وثيقة “دراسة الحالة” التي نُشرت على الموقع الإليكتروني لـ “دبليو بي بي” بعنوان: WPP’s report on Egypt أن “المؤتمر المذكور قد أسهم في إعادة رسم صورة ناجحة لمصر وبناء الثقة في نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي”.
وأشارت شركة الإعلانات العالمية في الوثيقة إلى أن “المؤتمر الاقتصادي قد صار منصة لإبراز إنجازات حكومة الرئيس السيسي، ولعل أبرز ما يثبت ذلك هي الكلمة التي ألقاها توني بلير -الذي كان يعمل كمستشار للحكومة بخصوص الإصلاحات الاقتصادية ودون أجر- في المؤتمر حين قال: “أعتقد أنه ولأول مرة لديكم قائد في مصر يتفهم العالم الحديث”.
وذكرت وثيقة” دبليو بي بي” أنه “وفي أعقاب أربعة أعوام من الاضطرابات والتحول السياسي، تحتاج مصر إلى إعادة وضعها على الخريطة العالمية مرة أخرى.”
وتابعت:” نسبة الأخبار غير الاقتصادية السلبية قلت في مرحلة الاستعدادات لمؤتمر شرم الشيخ مع تركيز وسائل الإعلام على القضايا الاقتصادية، ما أدى إلى توازن في الأخبار المتداولة حول مصر والتي كانت تميل في معظمها إلى القضايا السياسية في بداية البرنامج.”
ومنحت “دبليو بي بي” -حسب الوثيقة- أربع شركات تابعة لها مسئولية تنظيم المؤتمر الذي أقيم في مارس الماضي بشرم الشيخ، وكشفت عن أن هذا أسهم في “تغيير تركيز الإعلام الذي كان يركز على قمع المعارضة في السابق”، وقدمت مجموعة من النقاط، وصفتها بأنها دليل على نجاح الحملة”.
وقالت الصحيفة البريطانية إن هذا يتعارض مع حقيقة أن “أكثر من 600 شخص في مصر قد نالوا حكما بالإعدام منذ بداية العام الماضي، ويواجه الكثيرون منهم تهمًا بالمشاركة في تظاهرات “مؤيدة للديمقراطية”، حسب وصفها
ونقلت الصحيفة عن “دونالد كامبل” -رئيس قسم الاتصالات في “ريبريف”- قوله: إن “تصريحات شركة دبليو بي بي تشير إلى أنهم عملوا على صرف الانتباه عن الأجندة السياسية، التي كانت تركز على حملات قمع المعارضة وأحكام الإعدام الصادرة بحق المئات في السنوات الأخيرة”، مردفا أن ثمة دور شرعي للشركات لتشجيع الأعمال التجارية، ولكن هذا لا يعني أن يكون على حساب “تبييض” سجلها في مجال حقوق الإنسان المروع.
وقالت إن البحث الذي أجرته منظمة “ريبريف” الحقوقية أظهر أن مصر شهدت تزايدا باعثا على القلق في عدد حالات الإعدام والمحاكمات الجماعية في ظل نظام السيسي.
وأن النظام الانقلابي الحالي في مصر نفذ أحكاما بالإعدام على 27 شخصا منذ بداية العام 2014، مقارنة بتنفيذ حكم إعدام واحد خلال الفترة بين 2011 و2013، فضلاً عن عقد 15 محاكمة جماعية منذ مارس من العام الماضي، ويحاكم العشرات بل المئات بالتهم نفسها تقريبًا.
وقالت “الإندبندنت” إن شركة الاتصالات متعددة الجنسية WPP التي تتخذ من المملكة المتحدة مقرا لها لعبت دورا أساسيا في مؤتمر التنمية الاقتصادية في مصر الذي حضره 30 من رؤساء وقادة الدول ومتحدثون بارزون من بينهم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير
وأن فرعها “جي دبيلو تى”، هو الذي فاز بمناقصة الترويج لمصر خارجيا بسعر أقل 50% من السعر الاسترشادي الذي قدرته هيئة تنشيط السياحة، وهو 42 مليون دولار؛ حيث إن شركة جي دبيلو تى كانت ضمن التحالف المنظم للمؤتمر الاقتصادي مارس الماضي.
ولقي التقرير البريطاني اهتمامًا من رواد مواقع التواصل، لكشفه كيفية لعب شركات الدعاية والاعلام العالمية أدوارًا في “تلميع” صورة أنظمة حكم بعينها.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …