‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير هل غياب “السيسي” عن المشهد كاف لتقويض الانقلاب؟
أخبار وتقارير - نوفمبر 18, 2015

هل غياب “السيسي” عن المشهد كاف لتقويض الانقلاب؟

في الوقت الذي ترددت فيه أبناء عن وجود مطالب من أعضاء في المجلس العسكري تطالب بتنحي قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي من منصبه، لفشله الذريع في كافة الملفات السياسية والاقتصادية،مع تصاعد الغضب الشعبي ضده مع اقتراب ذكرى 25 يناير.

وتوقع الصحفي البريطاني، ديفيد هيرست، حدوث انقلاب من داخل الجيش على السيسي، الذي قال إنه يتعرض لعزلة كبيرة وخطيرة جدًّا بالنسبة له، ولذلك قد تجبره المؤسسة العسكرية على الرحيل، بعد فشله الذريع في كافة معاركه السياسية والاقتصادية والأمنية، ولكن هل غياب السيسي عن المشهد السياسي كافٍ لتقويض أركان دولة العسكر؟
أزمة الطائرة الروسية
وكانت مصادر سياسية قد أكدت أن النظام العسكري في مصر في مأزق كبير بعد شبهات تورطه في تفجير الطائرة الروسية وعزم بوتين على القصاص، فضلا عن أن المخابرات التركية سلمت نظيرتها الروسية معلومات خطيرة بشأن الطائرة الروسية ومن شأن تلك المعلومات تغيير مجريات الأحداث تماما.
كما أكدت تقارير سياسية غربية تراجع وتآكل شعبية، عبد الفتاح السيسي، في ظل تفاقم الأزمات الداخلية والخارجية.
وطرح موقع “ميدل إيست آي” تساؤلاً: هل ما نشهده هي الأيام الأخيرة للسيسي ولذلك هل غياب السيسي يكفي؟
ونشرت وكالة أنباء أسوشيتد برس تقريرًا حمل عنوان: “مشكلات مصر تتسبب في تآكل صورة السيسي الذي لا يقهر”، وذلك على خلفية تصاعد الانتقادات الحادة التي طالته في الآونة الأخيرة، مؤكدة أن التذمر وتراجع حماس أنصاره قد يشكل تهديدًا مباشرًا لنظامه، ويمثل تحولا في شعبيته.
السيسي مجرد ترس
يرى الدكتور حامد عبد الماجد، أستاذ العلوم السياسية كلية لندن للتجارة وعضو مجلس الأمناء في بيت الحكمة للدراسات الاستراتيجية، أنه من الخطأ الفادح اختزال الأزمة المصرية في شخص عبد الفتاح السيسي؛ لأن جوهر النظام لا يزال موجودا، والسيسي مجرد ترس بداخله.
وشدّد عبد الماجد ” على أن السيسي في مأزق عسير، وأن دائرة العزلة التي يتعرض لها تتسع بمرور الوقت، بعدما تخلى الكثيرون عنه، لأسباب مختلفة، وهذا يعدّ بداية حقيقية لنهايته، لكن ذلك يتوقف على القوى الثورية والمعارضة التي تمر هي الأخرى بمواقف وتحديات صعبة، وفق قوله.
عواقب وخيمة تنتظر نظام السيسي

 ويضيف أستاذ التخطيط الاستراتيجي بجامعة تكساس بالولايات المتحدة، الدكتور صفي الدين حامد، إن الحقائق على الأرض تقول إن السيسي يتآكل يوما بعد الآخر، داخليا أو خارجيا، في ظل التراجع الكبير للاقتصاد المصري، وحالة القمع غير المسبوقة، وبعدما تدهورت علاقاته الإقليمية والدولية.
وأضاف حامد، أن هذا الأمر “ينعكس بشكل مباشر على شعبيته التي تتناقص بشكل مستمر، وهو الأمر الذي سيكون عواقبه وخيمة وخطيرة عليه وعلى نظامه”، مؤكدا أن مصر في عهده تتآكل وتتحلل تدريجيا، وأصبحت في وضع حرج للغاية، وفق تقديره.
وحول ما إذا كانت الأيام الحالية هي الأيام الأخيرة للسيسي، رأى الدكتور صفي الدين حامد أن هذه “ليست هذه هي الأيام الأخيرة له، فالتاريخ يقول إن الديكتاتور لا يستسلم بسهولة، خاصة في ظل تلقيه دعما ومساندة من جهات وقوى لا يستهان بها داخليا وخارجيا، وفي مقدمتهم المؤسسة الأمنية والدولة العميقة ورجال الأعمال الفاسدين، بالإضافة لاستمرار الدعم الإقليمي والدولي له، رغم تراجع معدلاته”.
وتابع قائلا: “لذلك من الأحلام أن يفكر البعض أن هذه هي الأيام الأخيرة لنظام السيسي، فالمعركة صعبة للغاية ومعقدة، فهو مثل بشار الأسد لن يرحل بسهولة -كما يأمل البعض- خاصة أن السؤال الأهم الذي يدور في أذهان المصريين ودوائر غربية عديدة: ما هو البديل؟”.
وأكد حامد، الذي يشغل منصب رئيس مركز العلاقات المصرية الأمريكية، أن “الحل الوحيد للإطاحة بالسيسي هو اندلاع ثورة شعبية عارمة لديها رؤية ووعي وقيادة وإصرار، وأن يكون هناك اصطفاف حقيقي بين كافة شركاء ثورة يناير، لأنه دون ذلك ستسرق الثورة مرة أخرى”، وفق تقديره.
وطالب حامد القوى الثورية بالتوافق بسرعة، وإجراء مصالحات وطنية، والاتفاق على القواسم المشتركة لكسر الانقلاب والثورة المضادة، والتوافق على “السيناريو البديل” للإجابة الواقعية عن سؤال المصريين والغربيين، مشدّدا على أن الغرب الآن في “ورطة” بعد تأكدهم من أن السيسي لا يصلح لأداء دوره، لكن لا يوجد بديل له.

وضع لا يحسد عليه

ورأت الكاتبة الصحفية، نادية أبو المجد، أن نظام السيسي وأنصاره في وضع لا يحسدون عليه، في ظل حالة التدهور الاقتصادي، والتأزم والانسداد السياسي، ولذلك ترتفع نبرة هجومهم وتخوينهم لكل معارضيهم، حتى أن أحدهم اتهم جميع فصائل المعارضة بالإرهاب “في إشارة إلى المذيع أحمد موسى”.
قالت نادية أبو المجد، ان هناك تآكل في الكتلة الشعبية والسياسية المؤيدة لنظام السيسي، ورأت أن الكثيرين انفضوا عنه، إلا أن هؤلاء ليسوا بالضرورة في صف مؤيدي الشرعية؛ لأن بعضهم في حالة عداء مع جماعة الإخوان المسلمين وتيار الإسلام السياسي، بل إن جزءا منهم كاره للإسلام ذاته، مؤكدة أن “الجميع يحارب في معركة وجود”.
وأشارت إلى أنه لا يمكن لا أحد يعلم متى وكيف سيسقط الانقلاب، خاصة أن السيسي مدعوم بطريقة غير مسبوقة إقليميا ودوليا”، مضيفة: “ما يزيد الأمر التباسا، هو غياب كم هائل من المعلومات، وأن العناصر الإقليمية والدولية متغيرة بشكل كبير”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …