‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير رئيس تحرير الأهرام السابق للسيسي: ما يصحش كده
أخبار وتقارير - نوفمبر 15, 2015

رئيس تحرير الأهرام السابق للسيسي: ما يصحش كده

دعا “سلامة” -ضمنا في مقاله- لمصالحة داخلية قبل البحث عن الشرعية في الخارج عبر سفريات السيسي العديد.

فيما دعا د.سعد الدين إبراهيم -مدير مركز ابن خلدون السابق- السيسي لسرعة المصالحة مع الإخوان وإلا ستتحول مصر لحرب أهلية، وقال إنه دائما ما يرجع في كلامه، في إشارة لقوله إنه لن يوجد إخوان في عهده.

وجه “عبد الناصر سلامة” رئيس تحرير جريدة الأهرام الرسمية السابق انتقادات عنيفة لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، معلنا فشل كل المشروعات التي قام بها وأبرزها تفريعة قناة السويس، والعاصمة الإدارية المزمع إنشاؤها، وتجاهل مخاطر سد النهضة الذي تبنيه أثيوبيا على مصر، منتقدًا استعانته بمستشارين ومسئولين من العسكريين السابقين غير الأكفاء.

وسخر “سلامة” -في مقال نشره بصحيفة “المصري اليوم”، الخاصة اليوم الأحد- من قول السيسي مع بداية فترته الرئاسية أن (مصر هاتبقى قد الدنيا)، وأن (الجن سوف يحتار بشأنها)، ثم تراجعه في زيارته لمدينة شرم الشيخ الأخيرة، تمامًا، وتأكيده أننا (سوف نجوع)، وأننا (مش لازم نأكل)، وأننا (يجب أن نتحمّل).

رئيس تحرير الأهرام السابق قال: إن “كل دراسات الدنيا والآخرة أكدت، منذ اليوم الأول، أن تفريعة قناة السويس الجديدة ليس لها أى داعٍ، وأنها بحسابات العقل والمنطق، والورقة والقلم، لن تزيد من دخل القناة، وأن فلوس الناس سوف تذهب هباءً.. ومع ذلك كان الإصرار على التنفيذ، لأسباب قد تكون في علم الغيب، وقد تكون معروفة”.

وأضاف: “كل دراسات الدنيا والآخرة أكدت أن لا الزمان ولا المكان مناسبان فيما يتعلق بالعاصمة الإدارية المزمع إنشاؤها”، بسبب بعدها عن العاصمة الحالية أكثر من مائتي كيلومتر على الأقل، والحالة الاقتصادية المزرية، “إلا أن الإصرار هو سيد الموقف، وقد حار واحتار الناس فيما بينهم في سبب ذلك الإصرار الغريب” حسب قوله.

وتابع: “كل دراسات الدنيا والآخرة أكدت أن سد النهضة هو الأخطر على مصر في عصرها الحديث، منذ إنشاء دولة الاحتلال الإسرائيلي على حدودنا الشرقية، ومع ذلك وقّعنا اتفاقيات تمنح الدولة المعتدية حق إقامة السد، ودخلنا في مفاوضات ماراثونية سفسطائية، لا تسمن ولا تغنى من جوع، ولم يخرج علينا أحد يوضح خطة الدولة في التعامل مع المرحلة المقبلة، خاصة بعد أن أصبح السد أمرا واقعا، والعطش قادما لا محالة، في إصرار غريب على تجاهل شعب بأكمله”.

وانتقد “سلامة” البذخ في الإنفاق في العدد غير المسبوق من السفارات والقنصليات والملحقين بالخارج، والمستشارين من كل لون ونوع في كل مواقع العمل الرسمية بالداخل، وانتخابات برلمانية دون أي مبرر، وهدر المياه والطاقة، وطالبت المصريين بالتقشف والتبرع في بلد يعيش نحو 35% من مواطنيه تحت خط الفقر، و35% آخرين يعيشون بالكاد.

وفيما يبدو إشارة لضرورة المصالحة، شدد عبد الناصر سلامة على أهمية الاهتمام بالشأن الداخلي باعتباره “الطريق القويم للتواصل المتوازن مع العالم الخارجي، وهو أيضا الطريق الأبسط للحصول على الشرعية الخارجية”.

وانتقد إصرار “السيسي” ضمنا على “الأسفار الخارجية”، التي قال إن عددها نحو 30 رحلة، خلال عام ونصف فقط، معتبرا أنه “يمثل تحديا غريبا لإرادة ومصلحة الشعب”.

وقال إن الاصرار على الاستعانة بغير “المفكرين” كمستشارين، و”التفرد في اتخاذ القرار”، على غرار مرحلة الستينيات، “هو إصرار على الوصول بِنَا إلى ما وصلت إليه تلك المرحلة من انتكاسات في جميع المجالات”.

وانتقد وجود قدامى العسكريين، من شرطة وقوات مسلحة، على رأس الوظائف المدنية، ما “حال دون حدوث تطور حقيقي في أي منظومة”.

وقال: “إنهم لا يجيدون في هذه المواقع”، كما “يحجبون الترقي عن الآخرين ممن تخصصوا في هذه المجالات”.

كما انتقد سعي مصر لبناء مفاعل نووي في وقت تتخلى الدول عن هذه المفاعلات لخطرها، وتفشل مصر في التعامل مع مشكلة الأمطار لا مشاكل المفاعلات، وبالمقابل تجاهل استغلال الطاقة الشمسية باعتبارها الطاقة الأوفر، والأنقى، والأنسب لمجتمعنا.

وختم “سلامة” مقاله بقوله: “أهملنا القضايا الأساسية للمواطن لحساب سياسات غير مفهومة، وكأننا نعاند أنفسنا، ونعاند الناس، ونعاند الزمن في آن واحد، حتى وصلنا إلى حالة اللاأمل.. بصراحة.. مايصحش كده!”.

سعد الدين إبراهيم: إما مصالحة الإخوان أو الحرب الأهلية
وكان مدير مركز “ابن خلدون للدراسات الإنمائية”، وأستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، الدكتور سعد الدين إبراهيم، دعا بدوره لمصالحة داخلية مع الإخوان، وقال إن المصالحة بين نظام الحكم في مصر وجماعة الإخوان المسلمين “حتمية”؛ لوقف نزيف الدماء في البلاد، مؤكدا أن الإخوان كوادر سياسية، وأن الصراع معهم يهدد بدخول مصر في حرب أهلية، وتطور الأمور للأسوأ.

وفي حوار مع صحيفة “النبأ” الورقية، في عددها الصادر هذا الأسبوع، قال “ابراهيم”: “قيل لنا من الإخوان إن الذين بايعوا المرشد 700 ألف، أي ما يقرب من 4 ملايين شخص، إذا اعتبرنا أن كل شخص منهم يتبعه خمسة أو ستة أفراد، فماذا ستفعل الدولة بهؤلاء؟ هل ستبيدهم، أو تهجرهم، أو تسجنهم؟”.

وأضاف: “لا بد أن تستوعب الدولة هؤلاء بشكل أو بآخر، وهم كوادر سياسية، وليسوا جهلاء، والصراع معهم سيؤدي إلى استنزاف طاقات، وسفك دماء مواطنين؛ ما يهدد بالدخول في حرب أهلية، وبالتالي لا بد من المصالحة مع الإخوان، قبل أن تتطور الأمور معهم إلى الأسوأ”.

وبالنسبة لتصريح السيسي بأنه لن يكون هناك وجود للإخوان في عهده، قال إبراهيم: “السيسي أحيانا يقول أشياء، ثم يتراجع عنها عندما تحدث ظروف جديدة، ويقيني أنه سيغير رأيه في موضوع المصالحة مع الإخوان”.

وشدد إبراهيم على أن المصالحة مع الإخوان حتمية في نهاية المطاف، مستدركا: “لكننا نريدها مصالحة عاجلة؛ لتوفير الوقت والجهد والدماء، ووقف حرب الاستنزاف الدائرة بين الجماعة والنظام”.

وحول رفض “الإخوان” للمصالحة مع نظام السيسي، وتصميمهم على القصاص منه، وعودة الرئيس محمد مرسي، قال مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية: “لا بديل أمام الجماعة سوى القبول بالمصالحة، وإذا لم يوافقوا الآن، فسيضطرون لقبول ذلك فيما بعد”، حسب قوله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …