السيسي يواجه انهيار السياحة بزفة إعلامية

مع الإعلان عن كارثة إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء يوم السبت 31 أكتوبر الماضي ومقتل كل ركابها 224 شخصا، شددت حكومة السيسي على أن الطائرة سقطت بفعل خلل فني واستبعدت تماما أي عمل تخريبي وراء سقوط الطائرة، على الرغم من أن تنظيم “ولاية سيناء” أعلن مسئوليته عن الحادثة، وتم تفسير ذلك بأنه الخوف على قطاع السياحة من الانهيار.

الأذرع الإعلامية من جانبها مضت على الطريق نفسها، وجاءتها التعليمات حاسمة بتبني الرواية الرسمية والدفاع عن وجهة نظر حكومة الانقلاب، على الرغم من أن لجنة التحقيق في سقوط الطائرة قالت صراحة إن ثمة صوت سمع قبل انفجار الطائرة بثانية واحدة، وهو ما فسرته أجهزة مخابرات دولية وخبراء بأنه دليل قاطع على سقوط الطائرة بفعل قنبلة تم دسها داخل الطائرة في غفلة من الحراس.
إزاء ذلك أعلنت بريطانيا وروسيا ودول غربية أخرى وقف الرحلات إلى سيناء بل ترحيل رعاياها خوفًا عليهم من الوضع الأمني المتدهور، وشوهدت طوابير السائحين تغادر شرم الشيخ في مشهد غير مسبوق، يعكس انهيارًا كبيرًا في قطاع السياحة أحد أهم قطاعات الدخل القومي وتوفير العملة الصعبة الذي يعمل به ملايين المصريين.
كيف يتصرف السيسي أمام هذه الأوضاع المتردية والانهيار الكبير؟
استمر السيسي في عناده.. وشنت الأذرع الإعلامية من صحف وفضائيات ومواقع وكتاب حملة “بروباجندا” تريد إيهام المصريين أن قطاع السياحة لا يعاني ولا يشهد انهيارًا،  حتى إن “الأهرام” وضعت على غلافها الاثنين الماضي صورة طوابير السياح تغادر شرم الشيخ وكتبت تحتها “إنهم مصممون على العودة مجددا!”.
بالإعلام.. مصر تتحايل على فراغ شرم الشيخ
صحيفة ديلي ميل -كبرى الصحف البريطانية توزيعا- انتقدت هذه البروباجندا، وأكدت أن السيسي يواجه فراع شرم الشيخ بالإعلام الذي يضلل المصريين ويرسم صورة مغايرة للواقع ومخالفة للحقيقة.
تقول الصحيفة -في سياق تقرير لها، اليوم الأربعاء- «فيما ينتظر آلاف السياح بيأس إيجاد طريق للهروب من مصر، تسعى وسائل اﻹعلام المحلية للبلاد لإيجاد أي سائح بريطاني ما زال على شاطئ شرم الشيخ، ﻹظهار أن الجميع ليسوا في عجلة من أمرهم للمغادرة».
وتضيف أن «قنوات التلفزيون المحلية تسعى ﻹجراء مقابلات مع العديد من السياح البريطانيين الذين ما زالوا مواجودين في شرم الشيخ لمحاولة إخفاء حقيقة أن المنتجع اﻷكثر شعبية هجره الجميع خاصة السياح».
وحسب الصحيفة فإن الشواطئ التي كانت عادة تمتلئ بالسياح، أصبحت حاليا مهجورة والفنادق خاوية، وتلك المشاهد المروعة كانت إثر حادثة تحطم الطائرة الروسية.
لندن: كل البريطانيين يعودون نهاية الأسبوع
وكان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، قد أكد -في تصريحات صحفية- أن جميع البريطانيين الذين تقطعت بهم السبل في شرم الشيخ بعد حادثة تحطم الطائرة الروسية قبل 11 يوما سوف يكونون في الوطن بحلول نهاية هذا اﻷسبوع، وغادر مصر أمس الثلاثاء 2301 سائح إلى المملكة البريطانية على متن 11 رحلة طيران من شرم الشيخ.
وفي معرض تفسيره عن سبب تأخير عودة السياح البريطانيين من شرم الشيخ للوطن مقارنة بعدد من الجنسيات اﻷخرى، قال فيليب في مؤتمر صحفي بالعاصمة اﻷمريكية واشنطن مؤخرا: «إن الحكومة أصرت على بعض اﻹجراءات اﻷمنية لضمان سلامة الركاب»،
وأكد بحلول نهاية هذا الأسبوع، نحن نتوقع أن تنتهي معاناة السياح البريطانيين بالعودة إلى الوطن.
روسيا: حظر الرحلات لمصر لن ينتهي قبل شهور
في السياق نفسه، قال سيرجي إيفانوف -رئيس الديوان الرئاسي الروسي-: إن الحظر الروسي الذي يشمل كافة الرحلات الجوية إلى مصر سيمتد إلى شهور عديدة، حسب وكالة أنباء أسوشيتد برس.
الوكالة الأمريكية اعتبرت أن مثل هذه التصريحات تمثل “ضربة قاسية لصناعة السياحة المصرية التي تمر بحالة من المعاناة”، وأدلى إيفانوف بالتصريحات المذكورة في أثناء وجوده في زيارة بفنلندا؛ حيث أشار إلى عدم إمكانية إجراء “مراجعة جذرية” للنظام الأمني لمصر في فترة وجيزة.
وكان بوتين قد اتخذ قرارًا الجمعة الماضية بتعليق كافة الرحلات الجوية إلى مصر، على خلفية مخاوف أمنية أعقبت حادثة تحطم الطائرة “إيرباص إيه 321 -200” المملوكة لشركة متروجيت، الذي أسفر عن مقتل 224 شخصا كانوا على متنها.
وأضاف إيفانوف أن مصر تحتاج إلى مراجعة نظامها الأمني ليس فقط في شرم الشيخ، ولكن في مطاري القاهرة والغردقة كذلك.
وردا على سؤال حول المدى الزمني للحظر الروسي، أجاب إيفانوف: “أعتقد أنه سيمتد شهورا عديدة كحد أدنى، من المستحيل إحداث تغييرات جذرية في أنظمة الأمن والحماية والمراقبة في أسبوع أو حتى شهر”.
2.2 مليار جنيه خسائر شهريا
هذا وقد كشف وزير السياحة بحكومة الانقلاب هشام زعزوع أن حجم الخسائر المتوقعة من تعليق الرحلات السياحية إلى مصر 6,6 مليارات جنيه بواقع 2.2 مليار جنيه كل شهر) على مدار ثلاثة أشهر.
وقال زعزوع خلال تصريحات صحفية نقلتها وكالة سبوتينك الروسية، الأربعاء، عقب اجتماع مجلس الوزراء المصري: إنه قدم تقريرًا مفصلاً عن أزمة السياحة الداخلية إلى مجلس الوزراء، بعد قرارات الحكومة البريطانية، والروسية، بتعليق رحلات الطيران إلى شرم الشيخ.
وأضاف زعزوع أنه طرح من خلال التقرير أن السوقين الروسي والبريطاني مصدران أساسيان لشرم الشيخ، ويمثلان 66% من حركة السياحة الوافدة.