‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير بعد ميدان “البزازة”.. فنانون يهاجمون تماثيل الانقلاب
أخبار وتقارير - نوفمبر 7, 2015

بعد ميدان “البزازة”.. فنانون يهاجمون تماثيل الانقلاب

صدمت عدة أعمال فنية المواطنين بعدما اعتبروها مسوخًا، كما حدث لتمثال نفرتيتي المشوه في المنيا؛ مما أجبر سلطات الانقلاب على إزالته وإحالة الفنانين المسئولين عنه إلى التحقيق، فيما أثار تمثال للأديب الكبير عباس محمود العقاد في أسوان الجدل، بعدما رأى البعض أنه يبتعد من ملامح صاحبه، غير أن عدة نصب تذكارية أخرى جذبت سخرية المواطنين من الانقلاب، منها ميدان التحرير في قلب العاصمة وآخر أطلق عليه رواد “فيسبوك” ميدان “البزازة”.

من جانبه وصف النحات الكبير الدكتور محمد علاوي تمثال العقاد المثير للجدل بـ”المسخ” الذي وضع في واحدة من أهم مدن النحت في العالم.
وتابع علاوي: “هناك تمثال من أعمال الفنان فاروق إبراهيم للعقاد غاية في الروعة والإبداع، لا أدرى لماذا لم يوضع واحدًا منها بدلاً من هذا المسخ المخيف”، مضيفًا: “من وضع هذه التماثيل التي لا تمت بصلة للفن؟ فهذا التمثال لا يخرج من يد طالب بليد في كليات الفنون!!”. وتوضح الدكتورة سهير حواس، صاحبة مشروع تطوير القاهرة الخديوية بجهاز التنسيق الحضاري حول الإضاءة المخيفة في وجه العقاد: إن كل تمثال لا بد أن يكون له إضاءة تكون مناسبة للعمل بحيث تظهر جمالياته ليلاً، وشددت على أن تماثيل الشخصيات لا بد أن يقوم بها محترف ليس مبتدئًا حتى لا يشوه الشخصية وإن كان متبرعًا به.
أما الدكتور محمد توفيق عبد الجواد، العميد السابق لكلية الفنون التطبيقية بجامعة القاهرة، فاعترض على الفكرة من مبدئها قائلاً: “موضة وضع تماثيل لشخصيات عامة في الميادين وتسمية الميادين باسمها بطلت من زمن، فلم تعد أي دولة من الدول المتحضرة تفعل ذلك إلا نادرًا، وإن حدث ذلك فهم يأتون بأفضل الفنانين، كما كان الخديوي إسماعيل يفعل حتى أنه كان يأتي بأعظم نحاتي أوروبا لتزيين مدن مصر، لكن وصل بنا الحال إلى أن القرار صار بيد موظفين!”.
الأمر الغريب أن مثل هذه التماثيل المشوهة قد غاب عنها اسم صانع التمثال وهو الأمر الذي علق عليه علاوي، قائلاً: “الفنان حين يصنع تمثالاً يكون فخورًا به، ويريد أن يعمل له دعاية، لا أن يختبئ”.
أما عبد الجواد فقال: “تماثيل بهذا القبح لا بد أن تخرج الناس عليها بالمعاول ويكسروها، وخصوصًا أهل المنطقة المتضرر الأكبر منها، غالبًا الناس تفاجأ بمثل هذا القبح قد وضع دون استشاراتهم وفى أي دولة متحضرة لا يحدث ذلك أبدًا والطبيعي أن يتم استشارة المتخصصين ثم عرض نموذج مصغر على أهالي الحي”.
وحول عشوائية اتخاذ القرارات في المحليات بما يثير الكثير من شبهات الفساد فيروي دكتور عبد الجواد أنه أثناء توليه عمادة كلية الفنون التطبيقية، قررت محافظة ما قررت تطوير أحد الميادين بعد تبرع شركة بالمبلغ اللازم بشرط استشارة الكلية، وبالفعل صممت له الكلية تصميمًا، ثم فوجئ عبد الجواد بأن المحافظ أخذ المال وقال إنه يعرف أولويات التطوير في المحافظة دون توضيح ما هي الأولويات.
وأضافت الفنانة التشكيلية دكتورة إيمان الجمال أن مصر مليئة بالفنانين الموهوبين الذين يتمنون تجميل كل ركن فيها، لكن حين تنوى الدولة تجميل الشوارع يلجئون إلى صنايعية ومقاولين، وفي نفس الوقت ترى الفنانة التشكيلية أن المحليات هي منبع الفساد، وهي جهة قادرة على تعطيل أي محاولة حقيقية للإصلاح والتجميل، وتمثال العقاد تحديدا صنعه أكبر نحاتي مصر فهو واحد من ملهميهم بفكرة التنويري، فقد صنعه من قبل جمال السجيني وفاروق إبراهيم وغيرهم.. لماذا ترك المسئولون هذه التماثيل المشرفة ولجئوا إلى مقاولين؟ هكذا تساءلت إيمان الجمال؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …