من وضع القنبلة في الطائرة الروسية وضرب ما تبقى من السياحة في شرم الشيخ؟

3 سيناريوهات لوضع القنبلة بأمتعة الطائرة الروسية وسيناريوهان لاختراق اتصالات الإرهابيين حولها

“هآرتس”: أقمار التجسس الإسرائيلية وراء معلومات تفجير طائرة سيناء بقنبلة

في يوليه الماضي هدد تنظيم “ولاية سيناء” بضرب “شرم الشيخ” بدعوى أنها “معقل الدعارة ووكر لاجتماع الخونة وعقد مؤتمراتهم الخبيثة”، ما أثار مخاوف وتساؤلات حول قدرة التنظيم على قصف شرم الشيخ أو الإضرار بما تبقى من السياحة المصرية هناك.
فبعد يومين من هجمات التنظيم في الشيخ زويد بسيناء وتأكيد الجيش المصري رسميًا إبادتهم وسيطرته علي سيناء تماما، تبنت “ولاية سيناء”، الفرع المصري في تنظيم الدولة الإسلامية داعش، إطلاق ثلاثة صواريخ من شبه جزيرة سيناء على جنوب إسرائيل دون وقوع إصابات.
وأضافت الجماعة في بيان نشرته على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “شرم الشيخ هدف لا يقل أهمية عن إيلات ومستوطنات اليهود، فهو معقل الدعارة ووكر لاجتماع الخونة وعقد مؤتمراتهم الخبيثة”وعقب تأكيد الاستخبارات الغربية ما قالته داعش حول إسقاط الطائرة الروسية التي انطلقت من شرم الشيخ فوق سيناء هو نتيجة عمل إرهابي وقنبلة، بات السؤال: كيف وضعت داعش القنبلة ومن وضعها؟
معلومات استخبارية تؤكد أنها قنبلة
أعربت الاستخبارات البريطانية عن اعتقادها بأن تحطم طائرة “ميتروجيت” الروسية في سيناء، جاء بسبب “قنبلة” كانت في المنطقة المخصصة لنقل البضائع والأمتعة على متن الطائرة، وذلك بحسب تقرير نشره التلفزيون البريطاني “BBC”
وأضاف التقرير أن “هذه المعلومات الاستخباراتية تستند في استنتاجها على اتصالات تم اعتراضها بين الميليشيات الموجودة في شبه جزيرة سيناء”، دون أن تحدد أي استخبارات قالت بهذا التنصت.
https://twitter.com/cnnarabic/status/662593749428641793
وألقى التقرير الضوء على أن الشكوك تحوم في الوقت الحالي حول من وضع القنبلة علي فرض صحة هذه المعلومات الاستخبارية في الطائرة، واتجهت الشبهات إلي موظفي المطار ممن لديهم تصريح بالوصول إلى منطقة تحميل الحقائب على الطائرات، أو أحد حاملي الحقائب ممن نجح في تمرير قنبلة يعتقد أنها مغلفة بالبلاستيك، ثم وضعها في أحد حقائق ركاب الطائرة الروسية.
https://twitter.com/cnnarabic/status/662592810005217280
وكانت هذه الأنباء سببًا في اشتراط ضابط الأمن البريطانيين الذين وصلوا إلى شرم الشيخ على قرابة 20 ألف سائح بريطاني ستنقلهم 29 طائرة بريطانية لبلادهم بداية من اليوم الجمعة، حمل حقيبة واحدة فقط على أن يتم نقل أمتعتهم الأكبر حجمًا بصورة منفصلة في وقت لاحق، بحسب ما أعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني.
سيناريوهات كيفية وصول القنبلة إلى أدخل الطائرة تكاد تنحصر، بحسب تقارير استخبارية وصحف أجنبية وخبراء طيران، في ثلاثة سيناريوهات هي:
السيناريو الأول: عبر موظفي الحقائب
لا يستبعد المحققون إمكانية أن تكون القنبلة وضعت عبر موظف في المطار مباشرة ممن يعاملون مع الحقائب أو لديهم تصريح لدخول منطقة الحقائق؛ بحيث يكون سربها في وقت سابق لداخل المطار ثم تعمد وضعها على الطائرة الروسية لتوجيه رسالة إلى روسيا بسبب ضرباتها الجوية ضد داعش في سوريا.
السيناريو الثاني: عنصر داعشي حصل على مساعدة
يتعلق بشكوك قوية إلى درجة تكاد تصبح أكيدة، لدى أجهزة الاستخبارات الأميركية والبريطانية، من أن قنبلة دسها “داعشي” منتحل لشخصية “حامل أمتعة” بمطار شرم الشيخ، ربما يكون ممن يطلق عليهم تقرير الإرهاب الأمريكي “ذئاب مستوحدة” داخل حقيبة مسافر على الآيرباص إي 321 وانفجرت فيها على ارتفاع 30 ألف قدم وحطمتها.
ويرجح هذا السيناريو حصول الداعشي على مساعدة من أحد موظفي المطار بشرم الشيخ، مكنته من تهريب العبوة المبرمجة للتفجير ودسها داخل إحدى الحقائب بعد مرورها على آخر مراحل التفتيش.
وتقول مصادر أمنية مصرية إن تحقيقًا يجري مع حاملي الأمتعة والعمال والموظفين حتى في مطارات أخرى لمعرفة معلومات حول هوياتهم أو من يمكن أن يكون واضع القنبلة في الحقيبة.
السيناريو الثالث: وضعها في حقيبة سائح داخل الفندق
لا تستبعد مصادر أمنية أن تكون العبوة الناسفة تم وضعها على الطائرة مبكرًا في حقيبة أحد السياح الروس عبر اختراق حجرته في الفندق بشرم الشيخ حيث يعمل العديد من أهالي سيناء ممن يعتقد أن بعضهم يتعاطف مع تنظيم داعش أو تم تجنيده.
أما كيف مرة القنبلة على موظفي الأمن والتفتيش في المطار فيحيل مؤيدو هذا السيناريو الإجابة لوجود بصمات مهندس تفجيرات تنظيم القاعدة السعودي إبراهيم العسيري، وفكرة احتمال استخدام “السيليكون”، حيث عبّرت الاستخبارات المركزية الأميركية عن قلقها تجاه احتمال استخدام السيليكون الذي يُستعمل في الجراحات التجميلية لإخفاء متفجرات لا يمكن اكتشافها عن كاميرات وأجهزة رصد بأشعة اكس بمطار شرم الشيخ.
أوباما: هناك احتمال بوجود قنبلة
وفي تطور جديد، نقلت CNN عن الرئيس الأميركي باراك أوباما قوله الخميس إنه يوجد “احتمال” بأن يكون تحطم الطائرة سببه قنبلة على متنها.
وذكر المتحدث باسم البيت الأبيض، غوش أرنست، أنه “لم يتوصل بعد إلى تحديد أسباب تحطمها”، مع تأكيد “عدم استبعاد فرضية العمل الإرهاب، ليس لدينا في هذه المرحلة معلومات كافية للخروج بنتائج خاصة بنا حول أسباب هذا الحادث، مع ذلك لا يمكننا استبعاد أي شيء بما فيه فرضية العمل الإرهابي”.
هل تسببت “كاندي كراش” في تحطم الطائرة؟
وقد تسببت روايات ذكرها مسافرون بريطانيون أن رجال الأمن المصري بمطار شرم الشيخ يلعبون لعبة “كاندي كراش” على موبايلاتهم أو يدخنون السجائر أو نائمون وقت الخدمة، في إثارة التساؤلات حول مسئولية هذا التراخي في إدخال القنبلة عبر الحقائب أو الخلل في إجراءات الأمن داخل المطار ما مكن المتهم من زرع القنبلة بإحدى الحقائب.
ونفت مصر، في بيانات رسمية، ما رددته وسائل إعلام غربية وإسرائيلية حول انشغال موظف الفحص الضوئي للحقائب بمطار شرم الشيخ بلعبة كاندي كراش أثناء مرور حقائب ركاب الطائرة الروسية المنكوبة، وأن أحد العاملين بالمطار ساعد في زرع قنبلة بالطائرة خلال انشغال الموظف.
كيف تم اختراق اتصالات داعش؟
وحول مصدر المعلومات الاستخبارية البريطانية بشأن التنصت على اتصالات لداعش أكدت زرعهم القنبلة داخل الطائرة درأت التكهنات حول سيناريوهين:
الأول: يتعلق برصد اتصالات بين داعشيين في سوريا ومصر، وأشارت إليه صحيفة “الديلي تلغراف” أمس الخميس، وصحيفة “التايمز” البريطانية اليوم الجمعة معلومة مهمة، مصدرها الأجهزة الأمنية عن “عملية تنصت بريطانية-أميركية مشتركة.
حيث قالت الصحف الغربية إنه تم يوم الأربعاء الماضي رصد اتصالات إلكترونية بين سوريا وشبه جزيرة سيناء عبر أقمار تجسس اصطناعية” بين عناصر متطرفة في المنطقتين، وأن هذه الاتصالات “زودت المتنصتين بأدلة كافية عن قنبلة تم تهريبها إلى داخل الطائرة”.
السيناريو الثاني: يتعلق بما ألمحت له صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني مساء الخميس 5 نوفمبر، وألمحت فيه لأن تكون المخابرات الإسرائيلية وراء المعلومات العاجلة التي أعلنها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، عن إسقاط الطائرة الروسية في سيناء بقنبلة.
وقالت الصحيفة إن “لدى إسرائيل وسائل جمع معلومات متقدمة وموجهة نحو سيناء بواسطة شبكة من أقمار التجسس”، ما يعني أن إسرائيل ربما لديها معلومات من منطقة الحدود مع مصر نقلتها إلى الولايات المتحدة والبريطانيين.
إهانات متتالية للسيسي
وتقول هآرتس إن الإعلان البريطاني ترجيح أن الطائرة سقطت بقنبلة وضعت داخلها من مطار شرم الشيخ، وإعلان الجانب الروسي أن هناك “جهة خارجية” كانت وراء تحطّم الطائرة، وإعلان الاستخبارات الأمريكية أن قنبلة انفجرت على الأرجح داخل الطائرة، كانت إهانات علنية لحكومة السيسي، التي تفتخر بوعودها بالاستقرار وحربها الشرسة ضد الإرهاب.
ولهذا سعى الناطقون باسم الحكومة المصرية على مدار الأيام الماضية لتفنيد التلميحات التي صدرت حتى، بيد أن الإعلان البريطاني “شكل تعبيرا عن عدم الثقة الكبير حول قدرة مصر على تأمين طرق الطيران المدني للرحلات الجوية التي تخرج من أراضيها”.
وأن هذا “ليس مجرد إضرار بهيبة السيسي وإنما أيضًا ضربة قاسية جدا لصناعة السياحة المصرية”، مشيرة لأن “فرع داعش، أمتنع عن تنفيذ العمليات في جنوب شبه سيناء بسبب أن الآلاف من أبناء القبائل البدوية في شمال سيناء يساعدون داعش، ويعملون في الفنادق والشركات السياحية في الجنوب”.