عزيزي “الدكر”.. هل صوَّت اليوم لإسرائيل؟!
قبل عامين من الآن أعادت “بوابة الأهرام” العسكرية صورة خطاب نشرته صحيفة “ذا تايم أوف إسرائيل” الصهيونية، على موقعها قبيل الانقلاب بعدة أشهر، قيل إن الرئيس محمد مرسي أرسله إلى رئيس كيان الاحتلال الصهيوني شيمون بيريز.
تحرك صبيان اللواء “عباس كامل” في جميع القنوات الفضائية، وظهر في صورة الخطاب توقيع وإمضاء يحمل اسم الرئيس محمد مرسي، وتوقيع وإمضاء وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، وأيضًا توقيع رئيس ديوان رئيس الجمهورية، وكان الخطاب تتصدره عبارة “عزيزي بيريز”.
ورغم الصوت العالي لفضائيات الانقلاب، التي زعمت وقتها أن الخطاب موقع من الرئيس “مرسي”، إلا أنها انزوت في جحورها وابتلعت لسانها اليوم عندما أيدت مصر مشروع ضم “إسرائيل” لعضوية الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي في الأمم المتحدة، رغم معارضة 21 دولة وامتناعها عن التصويت، من بينها “قطر، الجزائر، الكويت، موريتانيا، سوريا، تونس، المغرب، السعودية، اليمن”، بينما تغيبت دول عربية أخرى عن الجلسة مثل الأردن وليبيا ولبنان.
وذلك في سابقة هي الأولى من نوعها، منذ تأسيس كيان الاحتلال الإسرائيلي عام 1948، صرخ إعلام عباس كامل حول خطاب مشكوك في صحته، بينما لزم الصمت حيال تصويت الانقلاب لإسرائيل في الأمم المتحدة، والمفارقة السوداء أن “بشار” الشيعي سفاح سوريا امتنع عن التصويت لصالح أو ضد إسرائيل، ليتصدر “السيسي” خدمة الصهاينة!
ليس بجديد
من جانبه أكد محمد عصمت سيف الدولة، الباحث المتخصص في الشأن القومي العربي، أن تصويت عسكر الانقلاب لصالح إسرائيل في الأمم المتحدة موقف ليس بجديد.
وقال في تدوينة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “تصويت النظام المصرى لصالح إسرائيل في الأمم المتحدة ليس موقفًا جديدًا”.
وتابع: “فلقد انحاز لها في العدوان على غزة وحصارها، وفي إنشاء المنطقة العازلة وفى إغلاق المعبر وهدم الأنفاق وفى عدائه للمقاومة وفى شيطنة الفلسطينيين”.
وأضاف: “كما لا يجب أن ننسى أنه ذات النظام الذي باع فلسطين في صفقة كامب ديفيد حين اعترف بشرعية إسرائيل”.
وذكرت وسائل إعلام صهيونية أن :”إسرائيل حصلت على العضوية الكاملة في لجنة “الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي” التابعة للأمم المتحدة، بعدما أيدت 117 دولة منحها هذا المقعد، وكانت مصر من بين تلك الدول”.
وفيما عارضت دولة ناميبيا بمفردها هذا القرار، امتنعت 21 دولة أخرى عن التصويت، بينها دول عربية هي قطر والجزائر والكويت وموريتانيا وسوريا وتونس والمغرب والسعودية واليمن، بينما غابت ثلاث دول عربية أخرى عن جلسة التصويت وهي الأردن وليبيا ولبنان.
تتويج لجهود الصهاينة
وقالت البعثة الدبلوماسية الصهيونية بالأمم المتحدة، في بيان لها، إن :”التصويت لصالح إسرائيل، جاء تتويجا لجهود دبلوماسية حثيثة بذلتها “تل أبيب” من أجل الحصول على العضوية الكاملة في اللجنة المهمة”.
وأضاف البيان: “يعد هذا اليوم يوما مهما لإسرائيل، مضيفا أن القدرات المتطورة للدولة العبرية في مجال الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي أهلتها للقبول باللجنة، مشيرا إلى أن هناك دولا فضلت تقريع إسرائيل بدلا من المساهمة في جهود المجتمع الدولي، مثل قطر التي امتنعت عن التصويت بالرغم من أنه أيضا كان تصويتا على عضويتها في ذات اللجنة”.
وكانت قطر قد فضلت الامتناع عن التصويت على حصول المجموعة الجديدة من الدول على عضوية اللجنة، على الرغم من أنها كانت ضمن المرشحين.
حجج واهية
من جانبه، رفض السفير “أحمد أبوزيد”، المتحدث باسم وزارة خارجية الانقلاب، التعليق على هذه الخطوة الغريبة من جانب القاهرة.
وفي إطار التبرير لهذا القرار، نقلت صحف محلية عن مصدر دبلوماسي مصري، قوله إن بلاده لم تنفرد بالتصويت لإسرائيل وإنما كانت ضمن عشرات الدول التي منحت صوتها لتل أبيب، مطالبا الجميع بوضع هذا القرار في سياقه الطبيعي، على حد قوله.
وتأسست لجنة الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي عام 1959، بغرض تنسيق مهام استكشاف واستخدام الفضاء الخارجي لصالح البشرية في مجالات السلم والأمن والتنمية، وتتخذ من العاصمة النمساوية “فيينا” مقرا لها، ويبلغ عدد أعضائها84 دولة يتم انتخابهم بشكل دوري من قبل المجموعات الإقليمية لدول العالم.
وكتبت حركة “شباب 6 إبريل” تعليقًا ساخرًا على صفحتها على “فيس بوك” فقالت إن “السيسي اللي منيم المنطقة من المغرب وخاطف قائد الأسطول الخامس أو السادس مش فاكر بيصوت للكيان الصهيوني.. القومي العربي خليفة عبد الناصر إدى صوت مصر للصهاينة.. ولسه في ناس مش شايفة الحقيقة ومغيبة نفسها بنفسها عن الحق”.
وقال “زين العابدين توفيق” الإعلامي بقناة الجزيرة القطرية عبر صفحته على “فيس بوك”: “خلصنا من ريهام سعيد وبرلمان عبد الرحيم علي؟ نرجع بقى لموضوعنا: مصر صوتت لانضمام إسرائيل للجنة الاستخدام السلمي للفضاء، الدول العربية الأخرى امتنعت عن التصويت، ودولة واحدة في العالم عارضت وهي ناميبيا”.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …